الرئيسية / صحف ومقالات / الشرق : البنك الدولي والقرارات الصعبة‎ ‎ ‎
الشرق

الشرق : البنك الدولي والقرارات الصعبة‎ ‎ ‎

كتبت صحيفة “الشرق ” تقول : قبل ان تصل الى لبنان المنكوب مالياً العاجز عن حل ازماته رسالة العون من صندوق النقد الدولي للتصرف بهدي ‏نصائحه، وصلت رسالة الرئيس الايراني حسن روحاني الى الرئيس ميشال عون، تجديد الدعوة الى زيارة ‏طهران وتطوير العلاقات، التي ” طوّرها”على ضفة واحدة اخيرا رفع نصب تذكاري لقائد فيلق القدس قاسم ‏سليماني في بلدة مارون الراس، ومواقف امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله اول امس من الفها الى يائها‎.‎
‎ ‎زار امس، رئيس مجلس الشورى في الجمهورية الاسلامية الايرانية علي لاريجاني. وما ان يغادر بيروت حتى ‏يصل وفد صندوق النقد المكلف مهمة تقديم النصح الدولي التقني للانقاذ‎.‎
‎ ‎زيارة لاريجاني اخذت شكلها الرسمي بجولة على الرؤساء ميشال عون، نبيه بري، وحسّان دياب للمرة الاولى
‎ ‎ووفقا لجدول المباحثات الايرانية -اللبنانية، فإن محفظة الرجل “النووية” فيها الكثير من الاقتراحات عن ‏مساعدات بلاده للبنان، وهو اكد الاستعداد للمساعدة على تحسين الاوضاع الاقتصادية في لبنان‎”.‎
‎ ‎لكن السؤال الذي يطرحه اللبنانيون وهم يعاينون الوطن ينهار جراء السياسات الخاطئة والنهب المتمادي لأموال ‏دولتهم، اين مصلحة لبنان في الاستعانة بإيران، الخصم اللدود للعالم الغربي ودول الخليج، فيما رئيس الحكومة ‏حسّان دياب يعدّ العدّة ويمهّد الارضية الصالحة لزيارة المملكة العربية السعودية، بوابة الخليج العربي، متطلعا الى ‏دعم يقيه فشل مهمته الحكومية؟ واين مصلحة لبنان في تحديد اول موعد لزائر اجنبي بعد نيل الحكومة الثقة ‏لمسؤول ايراني تحديدا، وقد اكدت مصادر مقرّبة من حزب الله لـ”المركزية” “ان زيارة لاريجاني لبيروت ‏مطلوبة ايرانياً منذ مدة، الا ان المسؤولين الرسميين لم يحددوا موعدها الا بعد ان نالت الحكومة الثقة‎”.‎
‎ ‎
وسط انكفاء عربي ودولي عن زيارة بيروت للتهنئة بالحكومة الجديدة، حط رئيس مجلس الشورى في الجمهورية ‏الاسلامية الايرانية في لبنان مساء اول امس، آتيا من دمشق، وجال اليوم على المسؤولين اللبنانيين مباركا ‏بالحكومة وعارضا المساعدة. لاريجاني استهل جولته لبنانيا من بعبدا حيث استقبله رئيس الجمهورية العماد ‏ميشال عون، ونقل المسؤول الايراني اليه رسالة من نظيره الايراني حسن روحاني، تناولت العلاقات اللبنانية – ‏الايرانية وسبل تطويرها. كما تضمنت تجديد الدعوة الايرانية للرئيس عون الى زيارة طهران. وخلال اللقاء هنأ ‏لاريجاني رئيس الجمهورية على تشكيل الحكومة الجديدة، متمنيا لها “التوفيق والنجاح في تعزيز الاستقرار ‏والامن في البلاد”، معربا عن استعداد ايران “للمساعدة على تحسين الاوضاع الاقتصادية في لبنان‎”.‎
‎ ‎ورد الرئيس عون مرحبا بلاريجاني وحمله تحياته لنظيره روحاني وتمنياته للشعب الايراني الصديق بالخير ‏ودوام الاستقرار والنجاح. ثم جرى تقويم الاوضاع الاقليمية الراهنة وتطورات الاحداث في سوريا والمنطقة، كما ‏تطرق البحث الى اوضاع النازحين السوريين في لبنان وضرورة عودتهم الى بلادهم بعدما عاد الاستقرار والامن ‏الى معظم المناطق السورية. وكذلك عرض الرئيس عون مع لاريجاني الاوضاع في ايران. وانتقل المسؤول ‏الايراني من بعبدا الى عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قال امام ضيفه: “في الوحدة قوة ‏ولا خيار أمام اللبنانيين وأمام شعوب المنطقة والأمتين العربية والإسلامية سوى الإحتكام الى منطق الوحدة ‏والتلاقي والحوار”. اللقاء الذي استغرق اكثر من ساعة ونصف الساعة تخلله مأدبة غداء أقامها رئيس المجلس ‏النيابي على شرف لاريجاني والوفد المرافق، غادر بعدها المسؤول الإيراني من دون الإدلاء بتصريح متوجها ‏الى السراي. وكانت له كلمة عند الرابعة والنصف‎.‎
‎ ‎

في المقابل، يواصل رئيس الحكومة حسان دياب مساعيه لتحضير زيارة له الى الخليج انطلاقا من السعودية. وفي ‏السياق، قالت مصادر مطلعة ان، وفيما بوابة دار الفتوى تشكل المعبر الالزامي لدخول الدار العربية، يمكن القول ‏ان الرئيس دياب حصل على تأشيرة الدخول الخليجية، والزيارة لن تكون بعيدة بعدما تم طلب الموعد. ولفتت الى ‏ان رئيس الحكومة يدرك ما ينتظره في الخليج، وقد ارسل موفدا الى المملكة العربية السعودية استطلع الاجواء ‏ومهّد للزيارة. وتبعا لذلك، يتحرك ويعد ملفا كاملا متكاملا متضمنا تقارير حول المشاريع الملحة في الوزارات ‏سيعرضه على المسؤولين في مختلف محطات جولته. الى ذلك كشفت المصادر عن زيارة مرتقبة نهاية الشهر ‏الجاري على الارجح للموفد الفرنسي كريستوف فارنو الى بيروت لوضع المسؤولين في حقيقة الموقف الفرنسي ‏الرسمي من الازمة اللبنانية ووجوب تلبية الحكومة مطالب الشعب لاخراجه من الساحات وانقاذ البلاد‎.‎
‎ ‎
وليس بعيدا، قال مصدر فرنسي رفيع ان فرنسا تريد ان تساعد لبنان ولكن على اللبنانيين ان يساعدوا أنفسهم من ‏خلال محاربة الفساد والايفاء بالتزاماتهم المالية وإبعاد خلافاتهم السياسية عن الاستحقاقات المالية وان تفي ‏الحكومة اللبنانية بالتزاماتها المالية الخارجية حيث ان الدولة اللبنانية قد تأخرت كثيرا عن اجراء مفاوضات مع ‏الدائنين‎.‎
‎ ‎
في الاثناء، بقي ملف سندات اليوروبوند نقطة الارتكاز للحركة الداخلية. وفي هذا الاطار، يتوقع وصول وفد ‏صندوق النقد الدولي مساء غد للإستماع إلى ما سيطلبه المسؤولون اللبنانيون لجهة مصير استحاق اليوروبوند. ‏وليس بعيدا، اجتمع الرئيس دياب مساء امس في السراي مع وفد من البنك الدولي‎.‎
‎ ‎
الى ذلك، رأس دياب، اجتماعا خصص لبحث اوضاع الكهرباء، حضره: نائب رئيس الحكومة وزيرة الدفاع زينة ‏عكر عدره، وزير الطاقة ريمون غجر، وزير الاقتصاد راوول نعمه، ووفد من البنك الدولي برئاسة المدير ‏الاقليمي ساروج كومارجا‎.‎
‎ ‎
المفاوضات مع الجهات الدائنة
ا ‎لخَيار الأفضل لاستحقـاق آذار
‎ ‎
يصل الى لبنان منتصف الأسبوع الجاري وفد صندوق النقد الدولي، وسط المخاوف المستعرة من الخيارات ‏المطروحة حول سداد سندات الـ”يوروبوند” المستحقة في 9 آذار المقبل والبالغة مليار و200 مليون دولار، على ‏أن يعقبه استحقاق نيسان موعد سداد سندات دين بـ700 مليون دولار، ثم حزيران بقيمة 600 مليون‎.‎
‎ ‎
فبين الانهيار الاقتصادي المحتّم والانحدار المالي المتسارع، يبقى “حَبْل خلاص” الإنقاذ ممدوداً إذا صفت النوايا ‏وتوفرت “الهمّة” للمباشرة الفورية بالإصلاحات التي تشترطها الدول لرفد لبنان بالأموال التي تُبعد عنه “الكأس ‏المرّة‎”.‎
‎ ‎
وللغاية، تستعجل الحكومة اللبنانية استشارة صندوق النقد الدولي، مستبعدة أي مخاوف من دوره في هذا المجال، ‏إذ أوضح مصدر اقتصادي لـ”المركزية” أن “لبنان طلب استشارة صندوق النقد بما يؤكد أن هذه المؤسسة الدولية ‏لن تُملي على لبنان أي شروط ولن تُلزمه بأي قرار، طالما دورها سيكون استشارياً بحتاً‎”.‎
‎ ‎
واعتبر المصدر أن “مهمّة صندوق النقد في هذا الإطار، تبقى حاجة ملحّة للبنان كي يتّجه إلى الخَيار الأفضل في ‏مسألة استحقاق دين آذار من ضمن الخيارات العديدة المطروحة: التسديد (وهو الخَيار المستبعَد)، هيكلة الدين أو ‏جدولته..”، وفي هذا السياق، يكشف المصدر أن “خَيار تأجيل الدفع هو الأوفر حظاً ومفيد في هذه المرحلة، لكن ‏ذلك يتطلب في الوقت ذاته، المباشرة اليوم قبل الغد بالمفاوضات مع الجهات الدائنة الأجنبية (حاملو السندات) ‏توصّلاً إلى اتفاق يفضي إلى رسم مسار واضح للسداد في الأشهر المقبلة”، ولم يغفل المصدر الإشارة إلى أن “بيع ‏المصارف اللبنانية حصّتها من سندات الـ”يوروبوند” لجهات الأجنبية هو عملية قانونيّة كون السوق حرّة حيث ‏يجري بيع وشراء سندات دين لحامله‎”.‎
‎ ‎
وشدد المصدر الاقتصادي على “وجوب أن تترافق المفاوضات مع الجهات الأجنبية الدائنة، مع إبراز الحكومة ‏خطة إنقاذ علمية دقيقة تريح حاملي السندات، بمعنى وجوب تضمين الخطة بنوداً توحي بالثقة بأن لبنان جدّي في ‏الخروج من أزمته من خلال التعجيل في الإصلاحات والحدّ من الهدر ومحاربة الفساد…إلخ‎”.‎
‎ ‎
وأشار إلى أن “هذه الإجراءات إذا كانت فعلاً جديّة من شأنها أن تجذب الدول المانحة، وتحثّها بالتالي على تأمين ‏الأموال الموعودة للبنان”. لكنه لفت إلى أن “في حال طلبت الحكومة من صندوق النقد الدولي إعداد “خطة ‏إنقاذية”، عندها سيعمد الصندوق حتماً إلى إدراج شروطه ضمن بنود الخطة، وسيرسم الطريق إلى الإنقاذ وفق ما ‏يمليه من التزامات، على لبنان تطبيقها لبلوغ المرجو… مهما بلغت قساوتها‎”.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *