الرئيسية / سياسة / الشرق الأوسط: خطاب الحريري يؤسس لمرحلة جديدة ويستدرج رداً من لحود بري يجدد انتقاده للحلول المطروحة لأزمة الكهرباء
الشرق الاوسط

الشرق الأوسط: خطاب الحريري يؤسس لمرحلة جديدة ويستدرج رداً من لحود بري يجدد انتقاده للحلول المطروحة لأزمة الكهرباء

كتبت صحيفة الشرق الأوسط تقول: استدعى خطاب الرئيس سعد الحريري في الاحتفال بمناسبة ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري ردود فعل كثيرة، انقسمت بين من يعتبر أنها انطلاقة لمرحلة جديدة في المشهد اللبناني، وهو ما عبر عنه النائب محمد الحجار بالقول بأنه “لا شك في أن هناك مرحلة سياسية جديدة”، وبين من رد على الاتهامات بعرقلة مرحلة رفيق الحريري، كما فعل الرئيس الأسبق إميل لحود الذي أصدر بياناً تحدث فيه عن المشهد السياسي في التسعينيات.
وصوب الحريري في خطابه في ذكرى اغتيال والده أول من أمس، على رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، واصفاً إياه بـ”رئيس الظل”، وانتقد المقاربات التي اعتمدها الوزراء المتعاقبون في ملف الكهرباء، والتي أسست لهدر كبير في المالية العامة، علما بأن وزراء الطاقة في السنوات العشر الأخيرة كانوا من “التيار الوطني الحر”. كما انتقد الحريري الهجوم على الحريرية السياسية، متحدثاً عن عرقلة عمل الرئيس الراحل أثناء توليه رئاسة الحكومة.
والى جانب مواقف “الحزب التقدمي الاشتراكي”، انتقد رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس مقاربة ملفات الكهرباء داعياً إلى إصلاح هذا القطاع. ونقل زوّار بري عنه تأكيده أنه “لا يستقيم البحث عن معالجات للوضع النقدي وتنامي الدين العام من دون إيجاد حلول فعّالة لملف الكهرباء الذي يساهم بشكل أساسي في أزمة المديونية”. ونقل موقع “مستقبل ويب” عن زوار بري أن رئيس مجلس النواب مستاء من الاستمرار بملف البواخر، علما بأن بناء معملين يبقى الخيار الأفضل. ونُقل عنه “أن موضوع الكهرباء سيصبح قضيته الأولى في الأسابيع القليلة المقبلة”.
وغداة خطاب الحريري، أكد عضو كتلة “المستقبل” النائب محمد الحجار أنه “بعد كلام الحريري، لا شك في أن هناك مرحلة سياسية جديدة، خصوصا مع أطراف كانوا منضوين تحت ما يُسمّى 14 آذار في الحكومة، واليوم أصبحوا خارجها”. واعتبر في تصريح “أن ما حصل يترافق مع حملة من الاتهامات والافتراءات على الرئيس الشهيد رفيق الحريري في قبره”. وقال “اغتالوه وقتلوه ويلاحقونه إلى القبر لأنهم لا يستطيعون مواجهة الواقع بما ارتكبته أيديهم”.
وقال الحجار: “نحن لا نتنصل من ماضينا ولسنا مثلهم وكأن الكل متواطئ ضدهم. نملك الوقائع والأرقام ولا نختلق الأكاذيب”. واعتبر أن باسيل “يستقوي بموقع رئاسة الجمهورية وبحزب الله”.
وغداة توضيح الرئيس سعد الحريري بعضاً من شواهد الماضي والتضييق الذي طال عمل الرئيس الراحل رفيق الحريري، أصدر الرئيس الأسبق إميل لحود بياناً مذكراً بأن الحريري “لم يكن رئيسا لحزب أو لكتلة نيابية، بل رجل أعمال دعمت سوريا، وتحديدا عبد الحليم خدام، وصوله” إلى رئاسة الحكومة، وبعدها عبر قانون الانتخاب في العام 2000.
وقال لحود بأن الرئيس الراحل “كان ينوي بيع قطاعي الكهرباء والمياه إلى شركتين فرنسيتين، بسبب علاقته بجاك شيراك الذي لاحقته تهم الفساد لاحقا، وحين أعد الوزير الأسبق جورج أفرام خطة لتأمين الكهرباء، عمل (الحريري) مع صديقه خدام على إقالته من الحكومة”. أما عن الاتهام بعرقلة مسيرة رفيق الحريري، فسأل لحود “عن سبب إصراره على غسل القلوب بعد أن عاكسناه برفض بيع قطاع الخلوي وشددنا على استعادة الدولة للقطاع ما حقق أرباحا كبيرة تقدر بملياري دولار سنويا، وما تقلُص هذه الأرباح لاحقا إلا بسبب سياسات التوظيف السياسي والهدر الذي يقف وراءه سياسيون، من بينهم من ينتمي إلى فريق الحريري السياسي”.
وردت النائبة رولا الطبش جارودي (من كتلة “المستقبل”) في تغريدة على لحود قائلة: “ليس غريباً على رئيس الجمهورية الأسبق إميل لحود أن يعود إلى ملفاته السوداء في التهجم على الرئيس الشهيد رفيق الحريري، إنما الغرابة تكمن في تعيير الرئيس الشهيد بعلاقاته مع مسؤولين سوريين. وأكدت أن “لحود كما يعلم أصغر طفل في لبنان كان صنيعة النظام السوري وتحديداً غازي كنعان الذي نصبه رئيساً على اللبنانيين ومن بعده رستم غزالي الذي كانت دوائر قصر بعبدا تأتمر بأوامره لا سيما غرفة الأوضاع التي شكلها لحود ولم يكن من مهمة لها سوى تركيب الملفات ومطاردة كل ما يمت إلى الحريرية بصلة”.
وإذ أشارت إلى “أن سعد الحريري ليس من شيمه الطعن بالظهر”، سألت لحود: “هل تتذكر من طعن الرئيس الشهيد في ظهره؟” وقالت بأن عهد لحود “ملطخ بدماء الشهداء الذين صرعتهم حقبة من أقذر الحقبات في تاريخ لبنان”.
وفي مواكبة لخطاب الحريري، اعتبر النائب شامل روكز في حديث إذاعي أن “المحاصصة هي أسوأ ما أنتجته التسوية” الرئاسية بين الحريري وعون، متمنيا على “تيار المستقبل ألا يعود بتسويات أو ثنائية بل بتفاهمات وطنية لأن البلد يمر بأزمة كبيرة ويحتاج إلى تضامن وطني واسع”. وقال: “نقد المعارضة للفريق الآخر يجب أن يكون بناء لا تدميريا”.
ورأى روكز أن “المناكفات السياسية والصراعات، دفع ثمنها العهد لأن فشل الحكومات انعكس على العهد، وكنا حذرنا مرارا من ثورة شعبية وهذا ما حصل، ولكن من الجيد أنها أتت في وقت مبكر قبل أن نصل إلى الحضيض”. وشدد على “ضرورة تحييد لبنان”. وقال: “لا يمكن الاستمرار في الهدر والفساد، وأنا مع دولة القانون والمؤسسات”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *