الرئيسية / نشاطات / الجمهورية : مجلس الوزراء: لإقرار البيان غداً… وجلسة الثقة الثلثاء
الجمهورية

الجمهورية : مجلس الوزراء: لإقرار البيان غداً… وجلسة الثقة الثلثاء

كتبت صحيفة “الجمهورية ” تقول : تواصلت ردود الفعل المحلية والاقليمية والدولية على “صفقة القرن” وما تثيره من مضاعفات، فيما لم يطرأ أمس ‏اي جديد سياسي داخلياً باستثناء استمرار التحضير لجلسة الثقة بالحكومة، في ظل التساؤلات عمّا سيكون ‏التعاطي العربي والدولي مع هذه الحكومة بعد إعلان العواصم الغربية انها ستحدد موقفها في ضوء ما ستلتزمه ‏الحكومة من إصلاحات مطلوبة دولياً، ولاسيما منها الاصلاحات التي اشترطها مؤتمر “سيدر” لتقديم قروض ‏ميسّرة للبنان بقيمة 11 مليار دولار‎.‎
وأكدت مصادر ديبلوماسية لـ”الجمهورية” انّ الدول العربية، ولاسيما منها يعض الدول الخليجية، تنتظر ما ‏ستلتزمه الحكومة في بيانها الوزاري من إصلاحات ومواقف على كل المستويات، حتى تبني على الشيء مقتضاه ‏في شأن التعاطي مستقبلاً مع لبنان. علماً أنّ بعض المؤشرات تدلّ حتى الآن الى عدم ارتياح بعض العواصم ‏الخليجية الى التشكيلة الوزارية للحكومة وتعتبرها “حكومة اللون الواحد‎”.‎
‎ ‎وقالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” انّ الأوساط السياسية منقسمة في توقعاتها حيال ما سيكون عليه التعاطي ‏العربي والدولي مع الحكومة، اذ انّ فريقاً منها يرى انّ هذه الحكومة ستُعطى فرصة حتى تُثبت جدارتها وقدرتها ‏على تحمّل المسؤولية وإجراء إصلاحات مقنّعة للعرب والدول الغربية، فإذا نجحت سيتم في هذه الحال تقديم ‏المساعدات والدعم الموعود في إطار مؤتمر “سيدر” وغيره من قروض ميسّرة ومن صناديق دولية وعربية ‏وعالمية‎.‎
‎ ‎وفي المقابل، فإنّ فريقاً آخر يرى انّ كثيراً من العواصم العربية والغربية لن تعطي الحكومة اي فرصة، وانها ‏أصدرت أحكامها المسبقة عليها منذ تأليفها، وهي تنظر اليها على أنها “حكومة حزب الله وحلفائه”، وانّ هؤلاء ‏باتوا يُمسكون بالسلطة والقرار في لبنان وبالتالي من الصعب التعاون معهم، خصوصاً انّ الخيارات السياسية ‏متناقضة في الوقت الذي لم يظهر حتى الآن انّ الازمات المحتدمة في المنطقة اقتربت من الحلول، بل انّ ما يحصل ‏هو تصعيد يومي، خصوصاً في سوريا واليمن هذه الايام‎.‎
‎ ‎لكنّ المصادر نفسها تشير الى انّ العواصم الغربية ليست متّفقة على نظرة واحدة الى حكومة الرئيس حسان دياب، ‏وقالت انّ فرنسا مثلاً تتمايَز في الموقف عن الولايات المتحدة الاميركية ودول غربية أخرى، حيث انها ترى ‏وجوب التعاطي إيجاباً مع الحكومة اللبنانية الجديدة انسجاماً مع منطق التهدئة الذي يتحرّك على “النوتة” نفسها ‏بين لبنان والعراق. ففي لبنان تعمل حكومة دياب على إعداد بيانها الوزاري على وقع استمرار الحراك ولكن بوتائر ‏مخفوضة الى حد كبير، وفي العراق تم تكليف محمد توفيق علاوي تشكيل الحكومة في ظل أجواء عراقية مشابهة ‏للأجواء اللبنانية‎.‎
‎ ‎وفي غضون ذلك لاحَت في اوساط بعض المرجعيات الرسمية والسياسية ملامح عدم ارتياح الى مضمون البيان ‏الوزاري في ضوء نص المسودة التي تناولتها وسائل الاعلام قبل يومين، وذهب بعض هذه المرجعيات الى اعتبار ‏انّ هذا البيان ليس في المستوى المطلوب من حيث الخطوات الحكومية الفعّالة المطلوبة لمعالجة الأزمة المستفحلة ‏مالياً واقتصادياً ومعيشياً، والتي تستنزف اللبنانيين جميعاً وبكل مستوياتهم المعيشية‎.‎
‎ ‎وذهب البعض الى وَصف بعض بنود البيان بأنها إنشائية وتفتقر الى تحديد الوسائل العملية لتنفيذ مضمونها قياساً ‏على ما هو معلّق من آمال على حكومة الاختصاصيين لنقل البلاد المأزومة الى آفاق الانفراج‎.‎
‎ ‎
تعميم البيان الوزاري
وأنهت الأمانة العامة لمجلس الوزراء مساء أمس طبع نص مشروع البيان الوزاري الجديد بنسخته النهائية، ‏وعَمّمته على الوزراء ضمن المهلة الفاصلة عن موعد عقد جلسة مجلس الوزراء في القصر الجمهوري غداً ‏لإقراره، تمهيداً لإرساله الى مجلس النواب الذي ستمثل الحكومة أمامه الثلاثاء المقبل لنيل الثقة. كما تسلّمت ‏الدوائر المختصة في القصر الجمهوري نسخة من المشروع‎.‎
وعشيّة الجلسة، قالت مصادر وزارية شاركت في أعمال اللجنة التي صاغت البيان لـ”الجمهورية” انّ البَتّ به ‏سيتم في جلسة واحدة، فالإتصالات التي أجراها اعضاء اللجنة أثناء صوغه مع مختلف مكوّناتها شكّلت مناسبة ‏لنقل ملاحظاتهم اليها بنحو دوري واكبَ الإجتماعات الثمانية التي عقدتها اللجنة‎.‎
‎ ‎
مواقف
وفي جديد المواقف السياسية شَدّد تكتل “لبنان القوي”، في اجتماعه الاسبوعي أمس، على أنّ “الأولوية هي ‏لحماية أموال اللبنانيين المودعة في المصارف، والخروج من الأزمة المالية والنقدية الحادّة ووقف التدهور ‏الحاصل”. ودعا الى “خطة إنقاذية متكاملة وواضحة، تضعها الحكومة لمواجهة الأزمة‎”.‎
وأعلن التكتل رفضه “أيّ قرارات واتفاقات أو صفقات من شأنها أن تؤدّي إلى توطين اللاجئين الفلسطينيين في ‏لبنان، ليس فقط لأنّه مخالف للدستور بل لأنّه يهدّد وجود لبنان وتوازنات مجتمعه ويتعارَض مع قرارات الأمم ‏المتحدة وفي طليعتها قرار حق العودة‎”.‎
‎ ‎
‎”‎المستقبل‎”‎
وبدورها أعلنت كتلة “المستقبل” أنّ “حضورها لجلسات المجلس النيابي أو عدمه يقع ضمن حقها الديمقراطي”، ‏مؤكّدة أنّ “حضورها أيّ جلسة نيابية ينبع من اقتناعها بدورها الرقابي والتشريعي والتزامها العمل ضمن ‏المؤسسات الدستورية وعدم السماح بتعطيلها”. وقالت الكتلة بعد اجتماعها الاسبوعي إنّ “الموقف من التوطين ‏محسوم وغير قابل للمساومة، وانّ حق العودة للشعب الفلسطيني لا يُمكن ان ينفصل عن أيّ تسوية تنشد تحقيق ‏سلام دائم وحقيقي”. وأبدَت الكتلة “استخفافها بالمواقف الشريرة التي تربط بين صفقة القرن والادّعاءات التي ‏تُنسب إلى الرئيس الشهيد رفيق الحريري في خصوص التوطين”. وناقشت “تداعيات الإعلان الاميركي – ‏الاسرائيلي المشترك عن صفقة القرن، ووجدت فيها حلقة من حلقات تصفية القضية الفلسطينية واستكمال مخطط ‏تهويد القدس العربية‎”.‎
‎ ‎
‎”‎القوات‎”‎
ورأى رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع، خلال لقائه مصلحة رجال الأعمال في “القوات” ‏أمس في معراب، “اننا في خضَمّ مقاومة كبيرة جداً تأخذ هذه المرة الطابع الإقتصادي – المالي”. واعتبر أنّ ‏‏”المشكلة الأساسية التي لا نزال نعانيها على رغم تأليف الحكومة بالوجوه التي تشكّلت منها، هي الثقة، إن كان ‏على الصعيد الدولي أو العربي أو المحلي”. وقال انّ “انعدام الثقة مردّه إلى أنّ البلد لا يزال ممسوكاً بالأكثرية ‏الحاكمة نفسها التي أوصَلت الأوضاع إلى ما وصلت إليه، وتقف اليوم مُستظلّة وراء هذه الحكومة”. وأكد أنّ ‏‏”المقاومة الاقتصادية التي نحن اليوم مدعوون إليها، بغية الصمود والاستمرار في الوقوف إلى جانب شعبنا ‏وبلدنا، هي واجب علينا‎”.‎
‎ ‎
الموقف السعودي
وفيما تردّد انّ الرئيس سعد الحريري موجود في الرياض منذ ايام مُلبّياً دعوة المسؤولين السعوديين، لم يصدر بعد ‏عن الرياض أيّ موقف من التطور الحكومي اللبناني الجديد، فيما زار السفير السعودي في لبنان وليد البخاري ‏مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، وأكد “حرص المملكة العربية السعودية على أمن لبنان ‏وسلامته واستقراره، ووقوفها الى جانب اللبنانيين جميعاً ومؤسساتهم، والحفاظ على تعزيز العلاقة بين البلدين ‏الشقيقين في المجالات كلّها”. وشدّد على “موقف المملكة من الخطة الأميركية المقترحة للسلام بالتضامن مع ‏الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة”، مؤكداً أنّ “السعودية تتمسّك بحلٍّ عادل يكفل حقوق الشعب الفلسطيني، ‏وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية‎”.‎‎ ‎
من جهته، رأى المفتي دريان أنّ “السعودية كانت وستبقى ذخراً للأمة العربية والإسلامية في مساعدتها ودعمها ‏ووقوفها إلى جانب قضايا العرب والمسلمين في كلّ مكان، وخصوصاً في الأزمات”. وقال: “إنّ لبنان على رغم ‏أزماته، لاسيما منها الاقتصادية والمعيشية، ما زال شعبه مصمّماً على العيش الكريم والحياة ضمن إطار ‏مؤسسات الدولة الحاضنة للبنانيين جميعاً‎”.‎
من جهة ثانية، أكد دريان رفضه لـ”صفقة القرن المشينة التي تحاول أميركا تمريرها‎”.‎
‎ ‎
قانون الموازنة
من جهة ثانية، وصل قانون الموازنة العامة لسنة 2020 الى قصر بعبدا مُحالاً الى رئيس الجمهورية من الأمانة ‏العامة لمجلس الوزراء، بعدما وقّعه كلّ من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة حسان دياب ووزير ‏المال غازي وزني‎.‎
وقالت مصادر مطّلعة لـ”الجمهورية” انّ القانون أحيل الى المراجع المختصّة في الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية ‏لدرسه، قبل ان يوقعه رئيس الجمهورية ويطلب إحالته الى النشر في “الجريدة الرسمية” إيذاناً ببدء العمل به ‏قانوناً‎.‎
‎ ‎
وزير بريطاني
من جهة ثانية، علمت “الجمهورية” انّ موفداً بريطانياً هو وزير التنمية الدولي البريطاني‎ Alok Kumar ‎Sharma ‎أرجَأ زيارته التي كانت مقررة الى لبنان اليوم‎.‎‎ ‎
وتزامناً مع إشارة مراجع ديبلوماسية أوروبية الى انّ خروج بريطانيا في الأيام القليلة الماضية من الإتحاد ‏الأوروبي أعاد خلط الأوراق في بريطانيا وعَدّل في زيارات الوفود والمسؤولين الى الخارج، لم تَشأ المصادر ‏الديبلوماسية اللبنانية الإشارة الى أسباب إلغاء زيارة هذا الموفد البريطاني او إرجائها‎.‎
‎ ‎
وزير بلجيكي
وفي هذا الوقت، يبدأ وزير الشؤون الخارجية والدفاع البلجيكي فيليب غوفين زيارة رسمية للبنان تشمل، الى ‏رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والحكومة، وزيرَي الدفاع والخارجية. وقالت مصادر ديبلوماسية ‏لـ”الجمهورية” انّ الوزير البلجيكي، الذي وصل الى بيروت قادماً من عمان، يجول منذ أيام في المنطقة، وتحديداً ‏في دول الجوار السوري وشَملت جولته العراق وكردستان قبل ان يزور الأردن ولبنان. وفي المعلومات انّ هذا ‏المسؤول البلجيكي سيناقش مع المسؤولين الكبار آخر تطورات الأحداث في المنطقة، وهذه التطورات عينها كان قد ‏ناقشها مع المسؤولين العراقيين والأردنيين ومع القيادة الكردية في اربيل، وهي تتركز على ما آلت إليه الحرب ضد ‏الإرهاب وخصوصاً تنظيم “داعش”، لأنّ بلاده عضو فاعل في إطار التحالف الدولي الذي تقوده الولايات ‏المتحدة ضد الارهاب‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *