الرئيسية / سياسة / نداء الوطن : باريس: “سيدر” لم يمت والمطلوب “مرحلة طوارئ‎”‎
نداء الوطن

نداء الوطن : باريس: “سيدر” لم يمت والمطلوب “مرحلة طوارئ‎”‎

كتبت صحيفة “نداء الوطن ” تقول : قُضي الأمر والجميع انتظم في “صفّ مرصوص” خلف قرار ولادة حكومة 8 آذار اليوم أو غداً على أبعد تقدير ‏بعد أن تمت معالجة مسألة الحصص الوزارية “بالتي هي أحسن” وتفكيك صاعق “الثلث المعطل” إثر طمأنة ‏‏”الخليلين” لرئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية الى أنّ فتيل هذا الثلث سُحب من يد رئيس “التيار الوطني الحر” ‏جبران باسيل… وعملياً لم يبقَ سوى أسعد “حردان” بحسب تعليق مصادر قيادية في قوى الأكثرية النيابية ‏لـ”نداء الوطن” في معرض إشارتها إلى استمرار امتعاض “الحزب السوري القومي” جراء أرجحية استبعاد أمل ‏حداد من التشكيلة العتيدة. وأمام صدور “فرمان” التأليف الذي وضع الرئيس المكلف حسان دياب أمام معادلة‎ ‎‎”Take it or leave it” ‎بمعنى أنّ طريقه إلى السراي باتت محكومة حُكماً بموافقته على ترؤس تشكيلة من ‏عشرين وزيراً، رضخ دياب في نهاية المطاف وتراجع عن تمسكه بحكومة الـ18 وزيراً بعدما استشعر خلال ‏الساعات الأخيرة أنّ “ما كُتب قد كُتب” بقلم من بيده قرار تكليفه وتأليفه، وأنّ هوامش المناورة ضاقت مساحتها ‏أمامه‎.‎
‎ ‎إذاً، “تفاصيل صغيرة جداً باتت تفصلنا عن توقيع مراسيم التأليف”، حسبما أكدت مصادر قصر بعبدا لـ”نداء ‏الوطن”، بينما أوضحت مصادر رفيعة في 8 آذار لـ”نداء الوطن”، أنّ “تيار المردة” سيحظى بوزير إضافي في ‏الحكومة إلى جانب حقيبة الأشغال، في وقت تركزت الاتصالات ليلاً على إقناع “السوري القومي” بإسناد حقيبته ‏إلى شخصية درزية لكي يصار إلى “ضرب عصفورين بحجر واحد” بشكل يؤمّن حل عقدتي القومي والدروز في ‏حقيبة واحدة‎.‎
‎ ‎ومن باريس، نقلت الزميلة رندة تقي الدين، عن مصدر فرنسي رفيع متابع للملف اللبناني أنّ “المشكلة في لبنان ‏تكمن في أنّ الطبقة السياسية تدور في حلقة بلا نهاية”، وقال لـ”نداء الوطن”: “موقف باريس خلال مؤتمر ‏مجموعة الدعم للبنان يبقى الموقف الثابت لناحية أنّ تشكيل حكومة ذات مصداقية تتولى القيام بإصلاحات سريعة ‏هو أمر يجب تنفيذه بسرعة‎”.‎
‎ ‎وإذ عبّر عن “قلق فرنسا لتفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في لبنان التي بلغت خطورة كبرى قد تصل إلى ‏مرحلة تستحيل إدارتها”، شدد المصدر الفرنسي على أنّ “تدخل صندوق النقد الدولي إنما يتطلب حكومة تتواصل ‏معه ثم تتفاوض معه، إذ لا يمكن لصندوق النقد أن يأتي إلى لبنان من دون تشكيل حكومة تتفاوض على شروطه ‏التي ستكون قاسية”، وأضاف: “خط فرنسا السياسي واضح وهو أنها لا تتدخل باختيار الحكومة اللبنانية التي ‏ينبغي أن تكون فعالة، ولكن إذا قمنا بتحليل سياسي للوضع يتبيّن أنّ ما هو منتظر من تشكيل الحكومة ليس متوازناً ‏بالنسبة للاستقرار الداخلي إذ إن رئيس الحكومة المكلف هو سنّي كُلّف من قوى خارج القوى السنيّة وعلى كل حال ‏يبقى أنّ فرنسا في هذه المرحلة لا يمكنها أن تعطي رأيها إزاء حكومة غير موجودة بعد‎”.‎
‎ ‎وبينما أكد أنّ “قرارات مؤتمر سيدر لم تمت والإطار الذي وضعه المؤتمر ما زال قائماً مع الحكومة التي ستتشكل ‏إذا قامت بالإصلاحات المطلوبة”، لفت المصدر الانتباه إلى أنّه “لا بدّ وأن يسبق سيدر “مرحلة طوارئ” لأنّه مع ‏مرور الوقت تدهور الوضع أكثر في حين أنّ نتائج إصلاحات سيدر ليست فورية”. أما عن الوضع الميداني، ‏فيكشف المصدر الفرنسي الرفيع عن وجود “معلومات تفيد بأنّ الأحداث الأمنية الأخيرة في بيروت كانت ‏مدسوسة من جهات غير معروفة‎”.‎
‎وكانت الخارجية الفرنسية قد أعربت أمس عن قلقها إزاء اعمال العنف في الأيام الأخيرة في لبنان، وقالت الناطقة ‏الرسمية باسم الخارجية إنّ فرنسا تؤكد ضرورة تعبير المتظاهرين عن مطالبهم الشرعية بشكل سلمي كما تؤكد ‏الحق بالتظاهر، مشددةً على ضرورة تشكيل حكومة جديدة تنفذ مجموعة إصلاحات ذات مصداقية للتجاوب مع ‏متطلبات اللبنانيين

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *