الرئيسية / سياسة / “النهار”: الانفجار الاقليمي يقترب والحكومة مجمدة
النهار

“النهار”: الانفجار الاقليمي يقترب والحكومة مجمدة

كتبت صحيفة “النهار” تقول: قد تكتسب الساعات المقبلة طابعا تقريريا ومفصليا بالنسبة الى استقراء مصير الحكومة العتيدة التي يفترض ان يكون استيلادها قد اقترب ونضج نهائيا في حين لا تشير المعطيات الجادة الى ان الولادة الحكومية أينعت فعلا بل ان الانتظار لساعات قليلة سيكون كفيلا بتظهير تعقيدات جديدة في طريق هذا الاستحقاق.

كل شيء يتصل بالحكومة العتيدة يبدو متصلا ظاهريا بتعقيدات اللحظة الاخيرة ولا سيما لجهة ما يتسابق الاعلام التلفزيوني تحديدا من خلال بعض المحطات المحلية الى اصطناع العقد ذات الطبيعة الطائفية والمناطقية على المطالب في حين ينكشف في المقابل ان مستوى التعقيدات المتصلة بالواقع الاقليمي ارتفع للغاية وبات من الصعوبة بمكان التخفي عن الربط الذي اجراه فريق داخلي قسرا للولادة الحكومية بما يطمح اليه من أمور وتطلعات وتدخلات على المستوى الاقليمي تخدم ارتباطاته ومصالحه الخارجية بمعزل عن سائر الاطراف الداخليين.

وفيما ترصد الاوساط السياسية الانكفاء اللافت لحركة رئيس الحكومة المكلف حسان دياب في الساعات السابقة من دون اي لقاءات علنية بارزة على الاقل فان ذلك بدا بمثابة تاكيد المؤكد بان ثمة انعطافة يحتمل ان تشغل الرأي العام الداخلي في الساعات المقبلة وتتمثل في قبول الرئيس المكلف الشروط الجديدة والطارئة التي أملاها الفريق الممانع ولا سيما منها ما فرضه المناخ التصعيدي الذي اثاره الامين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير والذي عكس الاتجاهات الواضحة حيال المواجهة بين ايران والولايات المتحدة. اذ ان المعطيات التي توافرت ل”النهار” في الساعات الاخيرة من مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع تشير الى ان مستوى المخاوف من تصعيد واسع في المنطقة ارتفع بشكل مقلق للغاية وان تكن طبيعة التصعيد المحتمل غير واضحة ابدا سواء لجهة حصول اعمال تخريب واعتداءات ومواجهات منفصلة في دول معينة في المنطقة ام لجهة انفجار مواجهة حربية واسعة بين ايران والجيوش الاميركية المنتشرة في المنطقة . وتشير هذه المصادر الى ان غموضا كبيرا يلف الوضع الاقليمي حيال ما يمكن حصوله في ظل تصاعد حرب التوعدات والتهديدات والتحذيرات المتبادلة بين الرئيس دونالد ترامب وأركان ادارته والمسؤولين الإيرانيين ولكن يبدو واضحا ان وتيرة التحدي المتصاعدة في تهديدات الطرفين بدأت تقترب من مرحلة ساخنة يصعب معها على المراقبين تجاهل ما ستحمله من تداعيات وارتدادات على مختلف دول المنطقة ولا سيما منها التي تعتبر مندرجة في اطار الصراع المحوري المباشر حيث لإيران نفوذ قوي ومنها لبنان. وبدا ان المعطيات الحكومية التي سبقت خطاب نصرالله لم تعد صالحة لما بعد الخطاب وتاليا فان الجمود الذي طبع الساحة الداخلية في الساعات الاخيرة كان من نتاج مراجعات تحصل لمجمل السيناريوات الحكومية ويفترض ان تتبلور نتائجها في الساعات المقبلة.

واذ غلب الارباك الواضح على الواقع السياسي المحيط بمحاولات الرئيس المكلف لاستعجال الحسم وتداول الطبعة النهائية المفترضة لتشكيلته الحكومية مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في اليومين المقبلين لم تظهر الحركة السياسية اي امكان لبت حاسم للولادة الحكومية في الساعات المقبلة كما كانت الكثير من المعطيات اشارت اليه كما ان معطيات جديدة بدأت تتحدث عن اعادة ترجيح التشكيلة السياسية على تشكيلة التكنوقراط او التكنوسياسية الامر الذي في حال ثبوته سيضع الرئيس المكلف امام واقع صعب ومعقد اقله لجهة تإخير الولادة. وتحدثت المعلومات ايضا عن تشابك التعقيدات لجهة تمسك كل من الرئيس المكلف والتيار الوطني الحر باختيار من سيشغل منصب وزارة الخارجية كما ان التيار يتمسك بتوزيع اسماء مسيحيين على وزارات حيوية لا يتفق عليها مع دياب . ولكن الاوساط القريبة من التحالف السياسي الذي سيشارك في الحكومة ترد على هذه المعطيات بنفي تبديل موقف حزب الله وتاكيد قراره بتسهيل مهمة دياب كما ان البقية الباقية من العقد الوزارية لن يقف التيار الوطني الحر عائقا دون حلها بسرعة .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *