الرئيسية / سياسة / “النهار”: الحكومة تمضي نحو “ولادة قيصرية” الاثنين
النهار

“النهار”: الحكومة تمضي نحو “ولادة قيصرية” الاثنين

كتبت صحيفة “النهار ” تقول : ثلاثة عناوين تنافست على الأولية في الأيام الأولى من السنة الجديدة، أولها الملف الحكومي الذي وضع على نار ‏حامية وسط بعض العقبات والتباينات بين أبناء الصف الواحد، وثانيها الشارع الذي يتحضر لجولة جديدة كرد فعل ‏على الحكومة المرتقبة، وثالث الملفات فرار كارلوس غصن من اليابان ووصوله الى لبنان في خطوة غير متوقعة ‏فسحت المجال أيضاً لحركة ديبلوماسية ناشطة‎.‎
‎ ‎
الاتصالات الحكومية الجدية بلغت مرحلة متقدمة وهي تنتظر بعض التفاصيل محاولة تجاوزها فلا يقع العهد مجدداً، ‏ومعه القوى الداعمة للتكليف، في المحظور، في ظل اصرار من الرئيس المكلف حسان دياب على عدم التنازل عن ‏عدة الشغل الضرورية للاقلاع. وهو يرمي الكرة عند الوزير جبران باسيل الذي ظل يناور ويرفع الفيتوات حتى مساء ‏أمس بعدما استمر اجتماعه مع الرئيس المكلف نحو ست ساعات توجه بعدها الى قصر بعبدا، ليحل محله “الخليلان” ‏ضيفين على دياب في منزله لجولة جديدة من المشاورات والتسويات، علماً ان الحصة الشيعية كانت حسمت من حيث ‏الحقائب، وتم الاتفاق مبدئياً على الاسماء. لكن “الخليلين” يتابعان من كثب الحصة المسيحية أيضاً، ويبديان حذراً حيال ‏محاولة باسيل الحصول على الثلث المعطل بعدما وضع فيتوات على أسماء محاولاً استبدالها بأخرى أقرب اليه‎!‎
‎ ‎
وتوقعت مصادر متابعة ولادة الحكومة “قريباً”، وفي معلومات “النهار” أن الموعد المرجح سيكون الاثنين المقبل، ‏افساحاً في المجال لانجاز كل التفاصيل في عطلة نهاية الاسبوع. وقالت إنها حكومة تشبه بأعضائها حسان دياب، اأي ‏أن وزراءها تكنوقراط مستقلون ومن ذوي الاختصاص. والحكومة ستكون حكومة إنقاذ وتحد للصعوبات المالية ‏والاقتصادية‎.‎
‎ ‎
وأكدت أن مسودة اللائحة الحكومية تخضع لتعديلات طفيفة وليست فيها وجوه قديمة. لكن مصادر متابعة أبلغت ‏‏”النهار” أن وزراء حاليين قرّروا ترك مساعديهم ومديري مكاتبهم ومستشارين في مواقعهم للاستمرار في المهمات ‏نفسها‎.‎
‎ ‎
وكانت المعطيات التي سبقت لقاء دياب – باسيل تشير الى حلحلة في العقد السنية والشيعية والدرزية ، ولم يبق ‏إلّاإسقاط الأسماء على الحقائب في الحصة العائدة الى رئيس الجمهورية ولـ”تكتل لبنان القوي‎”.‎
‎ ‎
الحكومة ستكون من 18 وزيراً او 20 حداً أقصى‎.‎
‎ ‎
وتوزعت الحقائب كالاتي: السنة، رئاسة الوزراء (حسان دياب) والداخلية (فوزي ادهم) والاتصالات (عثمان سلطان) ‏والتربية (طارق مجذوب‎).‎
‎ ‎
الشيعة، المال (غازي وزني) والصحة (حمد حسن أو عماد شمص) والصناعة (علي ضاهر) والزراعة (الاسماء ‏المطروحة محمد سيف الدين من فريق الوزير علي حسن خليل، وسالم درويش وجعفر عباس من فريق الوزير حسن ‏اللقيس‎).‎
‎ ‎
المسيحيون، الخارجية والدفاع والطاقة والعدل والعمل والتنمية الادارية والاقتصاد والمهجرين والاشغال (مرشحة ‏‏”المردة”)، وعُرفت من الاسماء المطروحة ناصيف حتي، جاك صراف، امل حداد، بترا خوري، زياد بارود، ‏دميانوس قطار (الاسمان الاخيران رفضهما باسيل)، ناجي ابي عاصي (رفضته بعبدا)، وسيرشح الارمن سيدة للسياحة ‏والاعلام. اما الدروز فرشح اسم رمزي مشرفية لحقيبة الشؤون الاجتماعية، او البيئة والمهجرين معا‎.‎
‎ ‎
وقالت مصادر متابعة لـ”النهار” أن دياب اصر على تأليف حكومة اختصاصيين صافية، مؤكداً “إما أن تكون حكومة ‏اختصاصيين أو لا تكون” وهذا ما دفع الوسطاء الى العمل على تذليل العقبات، خصوصاً أن دار الفتوى تريّثت في ‏الدعوة الى اجتماع السبت في انتظار ما تؤول اليه المشاورات، استناداً الى المصادر نفسها، فإما تنفيس للاحتقان، واما ‏تفجير الشارع مجدداً، وعندها “فليتحمل المعرقلون مسؤوليتهم‎”.‎
‎ ‎
وفي اليوم الـ 78 للانتفاضة، استعاد الشارع بعضا من حيويته على مداخل مجلس النواب وفي الساحات، وبدت ‏المصارف والمرافق العامة الهدف الأول للمتظاهرين، فكان أن نفذ عدد منهم وقفة احتجاجية أمام مدخل مرفأ بيروت ‏معتبرين أنه من أبرز بؤر الهدر والفساد، ونظّم عدد من المحتجين وقفة داخل إحدى الخيم في ساحة الشهداء، اعتراضاً ‏على طلب قوى الأمن تعديل شكل الخيمة‎.‎
‎ ‎
واعتصم عدد من المحتجين أمام مدخل مرفأ طرابلس، مرددين هتافات تطالب بـ”وقف الفساد وتطهير المرفأ من ‏الفاسدين”، وأقدم المتظاهرون على تكسير وتخريب لأقفال مداخل المؤسسات العامة في المدينة أبرزها شركة كهرباء ‏قاديشا، وهيئة أوجيرو، ومصلحة مياه لبنان الشمالي، حيث عمدوا الى وضع بعض المسامير في الاقفال لمنع فتح ‏الابواب الرئيسية‎.‎
‎ ‎
كما سجلت وقفة احتجاجية أمام مبنى نقابة المحامين في طرابلس، تزامنا مع زيارة وزيرة الداخلية والبلديات في حكومة ‏تصريف الاعمال ريا الحسن للنقابة. وأطلق المشاركون هتافات تندد بتكليف الرئيس حسان دياب تشكيل الحكومة‎.‎
‎ ‎
وفي الشمال أيضاً وتحديداً في حلبا العكارية، اعتصم محتجون من الحراك الشعبي في أول يوم عمل في 2020 أمام ‏عدد من الدوائر الرسمية‎.‎
‎ ‎
وفي ملف غير متصل، مجموعة من لتطورات المتسارعة رافقت الظهور المفاجىء في بيروت للرئيس السابق ‏لمجموعة “رينو – نيسان” كارلوس غصن الذي اكد امس أنه دبر “وحده” خروجه من اليابان حيث هو ملاحق في ‏جرائم مالية، إلى لبنان، نافيا أي ضلوع لعائلته‎.‎
‎ ‎
وقال غصن في بيان مقتضب تلقته “وكالة الصحافة الفرنسية” إن “المزاعم الواردة في وسائل الإعلام بأن زوجتي ‏كارول وأفراداً آخرين من عائلتي لعبوا دورا في رحيلي من اليابان خاطئة وكاذبة”. وأضاف “أنا وحدي دبرت ‏مغادرتي. عائلتي لم تلعب أي دور‎”.‎
‎ ‎
وأعلن وزير العدل ألبرت سرحان أنّ “النيابة العامة التمييزية تسلمت ما يعرف بالنشرة الحمراء من الإنتربول الدولي ‏حول ملف كارلوس غصن”. وأوضح أنّ “وزارتي الخارجية والعدل واكبتا ملف غصن منذ بداياته، وفي غياب وجود ‏اتفاق استرداد بين الدولتين اللبنانية واليابانية، وفي إطار مبدأ المعاملة بالمثل وهو مبدأ قانوني سوف نطبق إجراءات ‏القوانين الداخلية اللبنانية‎”.‎
‎ ‎
ووصل غصن الإثنين إلى بيروت، على متن طائرة تركية خاصة بعد فراره من اليابان، في خطوة لا تزال تفاصيلها ‏غامضة وأثارت صدمة كبيرة في طوكيو، حيث كان في الإقامة الجبرية بانتظار بدء محاكمته في مخالفات مالية ‏وتهرب ضريبي منسوبة اليه

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *