الرئيسية / نشاطات / “الشرق الأوسط”: الحكومة اللبنانية في مرحلة اختيار الأسماء ‎”‎الثنائي الشيعي” يرفض هيمنة أي فريق عليها “ولو مقنّعة‎”‎
الشرق الاوسط

“الشرق الأوسط”: الحكومة اللبنانية في مرحلة اختيار الأسماء ‎”‎الثنائي الشيعي” يرفض هيمنة أي فريق عليها “ولو مقنّعة‎”‎

كتبت صحيفة “الشرق الأوسط ” تقول : يتريّث رئيس الوزراء اللبناني المكلّف حسان دياب في تقديم تشكيلة حكومته النهائية التي بات محسوماً أنها لن تبصر ‏النور قبل نهاية العام، مكثفاً اتصالاته ولقاءاته مع مختلف الأطراف‎.‎

وبعد الاتفاق النهائي على تشكيل حكومة من 18 وزيراً من الاختصاصيين يكون بينهم 6 نساء، بات البحث يدور في ‏الأسماء التي يقدمها كل فريق، خصوصاً أن دياب يصرّ على أن تكون من غير الوجوه السياسية الاستفزازية ومن ‏كانوا في الحكومة السابقة. وقالت مصادر مقربة من “الثنائي الشيعي”، “حزب الله” و”حركة أمل”، إنهما “مع ‏تأكيدهما على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة من دون التسرع، يشددان على أهمية ألا تكون من لون واحد ‏وتستوعب الشارع ولا تشكل استفزازاً للقوى السياسية غير المشاركة فيها، وألا تكون فيها الهيمنة، ولو مقنعة، لفريق ‏دون آخر‎”.‎

وتشير المعلومات إلى أن هناك إصراراً من بعض الأفرقاء على إعادة توزير شخصيات كانت في الحكومة السابقة، ‏فيما تؤكد المصادر أن “الثنائي الشيعي” لا يتمسك بإعادة توزير وزيري الصحة والزراعة جميل جبق وحسن اللقيس، ‏وله طرح بديل عنهما، لكن إذا رفض رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل ورئيس الجمهورية ميشال عون ‏التنازل عن كل من وزيرة الطاقة ندى البستاني ووزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي وأصرّا على ‏مشاركتهما في الحكومة المقبلة، فعندها سيتمسك الثنائي بجبق واللقيس، وهو الأمر الذي من شأنه أن يحسم في ‏الساعات المقبلة، إذ سيعقد لقاء بين دياب وممثلي “الثنائي الشيعي‎”.‎

وتشير مصادر مطلعة على مباحثات الحكومة، إلى أنه بات توزير الخبير الاقتصادي غازي وزني في وزارة المالية ‏‏”شبه محسوم”، من حصة “حركة أمل” إضافة إلى اختيار وزير آخر من البقاع، ومن حصة “حزب الله”، من ‏المرجح اختيار الطبيب قاسم رضا لوزارة الصحة، فيما يحاول دياب أن يكون له رأي أيضاً في اختيار الوزير الشيعي ‏الرابع، وهو يتواصل في هذا الشأن مع شخصيات عدة‎.‎

ومن حصة الدروز، هناك توجه أيضاً لتوزير رجل الأعمال في مجال السياحة غسان العريضي وهو الذي سبق أن ‏التقى رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط‎.‎

وعلى خط الوزراء السنة، بات دياب على وشك بلورة الأسماء الثلاثة، ومن المرجح أن يكون بينهم امرأة. أما حصّة ‏المسيحيين، فتم طرح عدد من الأسماء، بينها امرأتان هما برتا خوري وكارول غياض‎.‎

وتشير المصادر إلى أن دياب يصر على اختيار وزيرين متخصصين على درجة عالية من الخبرة لوزارتي الطاقة ‏والاتصالات غير مرتبطين بأعمال مع الشركات المعنية في المجالين‎.‎

وعن الحراك الشعبي الذي لم يسجل لغاية اليوم تواصلاً جدياً مع ممثلين له، فمن المرجح أن يتمثل بثلاثة أو أربعة ‏وزراء (سُني و2 أو 3 مسيحيين)، ويحرص دياب على أن يكونوا شخصيات معروفة فيما بين الناشطين ولهم ثقة بها، ‏بحسب المصادر التي تشير إلى أن أبرز ما يشدد عليه من جرى التواصل معهم من الناشطين، هو معرفة برنامج ‏الحكومة وتركيبتها وتوجهها‎.‎

وفي إطار الأجواء الحكومية نفسها، كان لافتاً ما صدر أمس عن النائب في “حركة أمل” هاني قبيسي الذي انتقد ‏خطوة استقالة سعد الحريري من دون أن يسميه. وقال في احتفال تأبيني في الجنوب إن “الحل يكمن في لبنان بقيام من ‏أسهم في إيجاد فراغ سياسي وهرب من حكومة كي لا يتحمل المسؤولية أن لا يستمر بالسياسة نفسها كي لا تشكل ‏حكومة‎”.‎
وتابع: “ما زلنا نسمع الأصوات نفسها التي سعت إلى استقالة الحكومة السابقة (تتحدث) بعدم الموافقة على تشكيل ‏الحكومة الجديدة ويعترضون على الرئيس المكلف وعلى الآلية وعلى كيفية تشكيل الحكومة ويطالبون بحكومة ‏اختصاصيين، هذه الكلمة الملتبسة. فمن يريد مصلحة هذا الوطن والخير للبنان عليه المطالبة بحكومة نظيفة نزيهة لا ‏تمد يدها على المال العام وتحارب الفساد أياً كان الذي كلف لتشكيل الحكومة‎”.‎

وأضاف: “إذا أردتم خير هذا الوطن، عليكم أن تسعوا لشروط مقبولة من الناس، لا أن تضعوا كلمات مغلفة لأهداف ‏سياسية تريدون من خلالها إخراج المقاومة من الحكومة، وإذا أردتم حكومة تعمل للبنان يا أصحاب الأصوات المرتفعة ‏ويا بعض الأحزاب على الساحة، عليكم أن تنادوا وتطالبوا بحكومة وطنية تسعى إلى الحفاظ على أسس منطقية لاتفاق ‏الطائف وأولها دعم المقاومة والحفاظ عليها. أما أن تتحججوا بعناوين أخرى للوصول لأهداف سياسية، فهذا أمر لن ‏نوافق عليه، وكي نخرج لبنان من الفراغ نحن نسعى لدعم الرئيس المكلف ليشكل حكومة وأن لا تؤخذ الأمور لمنطق ‏طائفي ومذهبي يعزز الفرقة والاختلاف في ساحتنا تحت عنوان أن هذا الشخص يمثل وذاك لا يمثل‎”.‎

من جهته، قال النائب في حزب “القوات اللبنانية” جورج عقيص إن “القوات ستدعم دياب إذا تمكن من تشكيل ‏حكومة من اختصاصيين نزيهين ونظيفي الكف”. وحذّر في حديث إذاعي من أن “السلطة السياسية لم تتعلم مما ‏يحصل في الشارع منذ أكثر من سبعين يوماً، وتستمر في البحث عن مصالحها الشخصية والضيقة”، معتبراً أن ‏‏”هناك حالة إنكار للثورة الشعبية تتزايد يومياً لدى فئة من السياسيين‎”.‎

وقال إن “اللبنانيين أمام خيارين لا ثالث لهما: فإما إعادة تزخيم الثورة بشكل سلمي أو الهجرة”، مؤكداً أن “هدف ‏الثورة لم يكن إسقاط الحريري، بل كل المنظومة السياسية وإجراء انتخابات نيابية مبكرة لاستيلاد طبقة جديدة‎”.‎

وعن شكل الحكومة الجديدة، استغرب عقيص الحديث عن طلب رئيس الجمهورية رفع عدد الوزراء لتمثيل بعض ‏الأفرقاء من دون الاكتراث لما يحصل في الشارع، وكلام البعض الآخر عن عدم وجود وزراء اختصاصيين من خارج ‏المنظومة السياسية الحالية. وقال إن “هناك عراقيل لن يتمكن الرئيس المكلف من إزالتها قريباً”، محذراً من أنه “في ‏حال أقدم على تشكيل حكومة لا تتوافق مع المزاج الشعبي ولا تحظى برضى خارجي فإنه بذلك يساهم في الإسراع في ‏الانهيار وأخذ البلد إلى المجهول‎”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *