الرئيسية / سياسة / “الديار”: بغياب دعم سنّي… ماذا يُواجه رئيس الوزرا ء المكلف حسان دياب؟ هل يعود التكفيريّون؟ الجيش اللبناني يُضبط قذائف صاروخيّة مع شابين على طريق بعلبك ــ الهرمل
الديار لوغو0

“الديار”: بغياب دعم سنّي… ماذا يُواجه رئيس الوزرا ء المكلف حسان دياب؟ هل يعود التكفيريّون؟ الجيش اللبناني يُضبط قذائف صاروخيّة مع شابين على طريق بعلبك ــ الهرمل

كتبت صحيفة “الديار ” تقول : رئيس الحكومة المكلف الدكتور حسان دياب سيواجه مبدئياً معارضة سنية له لانه غير مدعوم من الطائفية السنية، لكن ‏كل القضايا التي يعاني منها لبنان اقتصادياً ومالياً ومعيشياً لا تتوقف على طائفة سواء اكانت مارونية او سنية او ‏شيعية انما تتوقف على الانجازات، وأمام الدكتور حسان دياب الاكاديمي تحّدٍ، وللجواب عن سؤال بغياب الدعم السني ‏ماذا سيفعل؟
‎ ‎
فاذا نجح في تشكيل الحكومة بسرعة قياسية وتم تحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي وحرّك عمل المؤسسات، فلا ‏تعود لا الطائفة السنية ولا المارونية عائقاً امامه، فسيتم التفاف لبناني حول الرئيس المكلف‎.‎
‎ ‎
الدكتور حسان دياب رجل نظيف الكف وغير فاسد. وهو اكاديمي ومستواه الثقافي عال جداً ووطنيته لا غبار عليها، ‏وسينجح في مهمته وسيعمل على تهدئة الشارع السني بمساعدة القيادات السنية، وسيكون للرئيس سعد الحريري دور ‏في ذلك، كما سيؤدي مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان دوراً مهماً في تهدئة الشارع السني‎.‎
‎ ‎
وقد برز تطور لافت على الساحة اللبنانية بالتزامن مع بدء الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة، والتي يجريها رئيس ‏الحكومة المُكلّف حسان دياب، ويواجه خلالها العديد من العقبات تتمثل بامتناع بعض الكتل عن المشاركة في ‏الاستشارات أو في الحكومة لاحقا، حيث أعلن الجيش اللبناني عن توقيف شخصين كانا يحملان عددا من القذائف ‏الصاروخية عند حاجز “العاصي-الهرمل‎”.‎
‎ ‎
وقال الجيش اللبناني عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر: ” أوقفت وحدة من الجيش بتاريخ 2019/12/21 عند ‏حاجز العاصي- الهرمل، كلاً من ذو الفقار أسعد سيف الدين ومحمد حسين الجمّال، لحيازتهما كمية من القذائف ‏الصاروخية داخل سيارتهما‎”.‎
‎ ‎
وأوضح الجيش اللبناني عدد القذائف التي كانت بحوزة الشابين ونوعها قائلا إنها “عبارة عن 20 قذيفة آر بي جي ‏و12 حشوة عائدة لها بالإضافة إلى كمية من الذخائر الحربية‎”.‎
ردّة الفعل السنيّة
‎ ‎
دستوراً، ليس مكتوباً أن يكون رئيس الحكومة من الطائفة السنية لكن عرفاً تم الاتفاق على أن يكون رئيس الجمهورية ‏مارونياً ورئيس مجلس النواب شيعياً ورئيس الحكومة من الطائفة السنيّة وما أن تم الإعلان عن تكليف الدكتور حسان ‏دياب رئيساً للحكومة لتشكيلها حتى اندلعت مظاهرات سنية في معظم مناطق في لبنان احتجاجاً على تكليف الدكتور ‏حسان دياب غير المدعوم من أي قوة سنيّة أو حزبية بل الدعم الأساسي له هو من الأحزاب الشيعية والمسيحية، أما ‏الوزير جنبلاط زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي فلم يؤيد الرئيس المُكلّف الدكتور حسان دياب بل أيّد الأستاذ نواف ‏سلام. وهكذا يكون الدعم الأكبر للرئيس المُكلّف من القوى الشيعية بمُجمَلِها والقسم الأكبر من المسيحيين والتحالف ‏الشيعي المسيحي أثار قوى في الطائفة السنية فتولت تنظيم التظاهرات في عكار والمنية وطرابلس والضنية وصولا ‏الى القلمون ثم الى كامل أحياء بيروت السنيّة والى صيدا والى طريق بيروت-صيدا قرب الناعمة والدامور وانطلقت ‏منها الى مناطق في جنوب لبنان وانتشر المتظاهرون في ساحة الشهداء والرينغ وبيروت قبل أن يصطدم جمهور من ‏حركة أمل وحزب الله معهم ليصبح الجيش في موقع يتدخل ويفرض الامن في ساحة الشهداء ورياض الصلح. لكن في ‏منطقة قصقص والطريق الجديدة ذات الأكثرية السنية حصل اطلاق نار، كذلك هنالك أحياء سنية شيعية حصل فيها ‏اطلاق نار. كذلك امتد التوتر الى منطقة البقاع الغربي وبخاصة البقاع الاوسط حيث الأكثرية السنيّة، وتم قطع طريق ‏شتورة – بعلبك في سعدنايل السنيّة. ماذا سيحصل الآن؟
‎ ‎
أوروبا داعمة للحكومة وأميركا داعمة للحكومة ضمن شروط مثل أوروبا، لكن أقل تخفيفاً. وسنرى في الأيام القادمة ‏توترات تشمل مناطق كثيرة من لبنان ويستعد الجيش اللبناني مع القوى الامن الداخلي للحفاظ على الاستقرار مع العلم ‏أن زعيم تيار المستقبل والرئيس المستقيل سعد الحريري طلب من محازبيه عدم النزول الى الشارع، لكن النائب سمير ‏الجسر عضو تيار المستقبل أعلن أن المستقبل لن يدخل الى الحكومة لا مباشرة ولا غير مباشرة ولن يشارك فيها بأي ‏مقعد وزاري . وأعلن الرئيس المكلف حسان دياب أنه سينهي تشكيل الحكومة خلال شهر ويبدأ العمل بسرعة لنهضة ‏لبنان الاقتصادية ومحاولة إخراجه من أزمته المالية والنقدية والاقتصادية لكن اذا استمرت التظاهرات والتوتر، فإن ‏حكومة دياب لن تستطيع أن تعمل بسرعة وقوة لإنقاذ اقتصاد لبنان لان الاستقرار الأمني هو الأساس. وقد بدأت تظهر ‏مظاهر لتكفيريين متطرفين إسلاميين في أسواق طرابلس الداخلية والضنية وجزء من البقاع الأوسط، كذلك في ‏العاصمة بيروت، وأيضا في صيدا فهل يستطيع رئيس الجمهورية مع الرئيس حسان دياب ودعم الرئيس بري وموقف ‏الرئيس سعد الحريري تجميد الوضع وتأمين الاستقرار أم يفشلون في ذلك؟الدول الأوروبية وأميركا حذرت من قمع أي ‏ثورة شعبية ثانية في لبنان من قِبل القوى العسكرية لكنها لا تعني ثورة تكفيريين بل حركة شعبية ووطنية تشمل كل ‏الطوائف والمناطق مثلما حصل في الثورة الشعبية الأولى التي ركزت على محاربة الفساد والسرقات وهدر أموال ‏الشعب اللبناني. الجيش اللبناني الذي عديده 88 ألف ضابط وجندي ورتيـب مع 36 ألف يشكلون قوى الامن الداخلي ‏مع 3 أجهزة أمنية قوية قادرون على ضبط الوضع وقادرون على السيطرة على الأراضي اللبنانية وفرض الاستقرار ‏اذا اجتمع مجلس الدفاع الأعلى برئاسة فخامة رئيس الجمهورية وأعلن حالة الطوارئ وتكليف القوى المسلحة الأمنية ‏والعسكرية تأمين الاستقرار في كامل الأراضي اللبنانية. السعودية دخلت على الخط وبدأت ترسل أموالاً الى أحزاب ‏سنيّة ومنها مسيحية وغير مسيحية للوقوف في وجه حكومة الدكتور حسان دياب لانها تعتبر أن هذه الحكومة هي نتاج ‏تحالف مسيحي – شيعي وأن الكلمة الأولى في مجلس الوزراء ستكون لرئيس الجمهورية في ظل عدم الخبرة السياسية ‏لدى الرئيس المكلف الدكتور حسان دياب‎.‎

أوروبا وأميركا والسعودية والموقف من لبنان
‎ ‎
كما ذكرنا، فإن السعودية أرسلت أموالاً وتستمر في ارسال أموال الى لبنان لتحريك الشارع السنيّ في وجه حكومة ‏الدكتور حسان دياب ومنع تشكيلها ودفعت لحزب مسيحي بارز كيلا يؤيد الدكتور حسان دياب ودفعت لقوى عديدة ‏كيلا تؤيد الدكتور حسان دياب في موقع تكليفه تشكيل الحكومة واكتشفت الأجهزة الأمنية أن خيوط مخابرات سعودية ‏موجودون في لبنان وهم ضباط مخابرات لكنهم يتحركون كسياح أو مستثمرين. أما الولايات المتحدة فقط أبلغ ديفيد ‏هيل كبير الديبلوماسيين الاميركيين ارتياحه أمام الرئيس ميشال عون للتغيير الذي حصل في لبنان على صعيد وقف ‏السرقات ومنع هدر أموال الشعب اللبناني وان واشنطن لا تتدخل في شؤون تأليف الوزارة بل تنذر لبنان بأنه اذا عاد ‏الى عهد السرقات والفساد فستقوم واشنطن بفرض عقوبات على لبنان والنقطة الثانية التي طلبها ديفيد هيل هي أن ‏يعمل رئيس الجمهورية على إبقاء الحدود آمنة بين لبنان وفلسطين المحتلة ولم يبحث نائب مساعد وزير الخارجية ‏الأميركي ديفيد هيل مع الرئيس ميشال عون خارج هاتين النقطتين. أما أوروبا فكانت حازمة جدا عبر البيان الذي ‏أعلنه باسم الاتحاد الأوروبي وفرنسا وزير الخارجي الفرنسي بأن لبنان اذا عاد الى الفساد والسرقات ولم يلتزم ‏بالإصلاحات فسيفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على لبنان تؤدي الى ثورة شعبية ثانية. وقال ممنوع على السلطة ‏اللبنانية قمع الثورة الشعبية الثانية. وقال اننا سننتظر سقوط الطبقة الفاسدة في لبنان وسرق أموال الشعب الفرنسي الذي ‏دفع ضرائب والشعب اللبناني الذي يدفع ضرائب للحكومة اللبنانية‎.‎
‎ ‎
ماذا سيحصل هذا الأسبوع أمنياً؟
‎ ‎
التظاهرات السنيّة ستزداد والحراك الشعبي أيضا، لكن التظاهرات السنية هي الغالبة بعددها، وسيكون الجيش اللبناني ‏مضطراً لفرض الأمن بالقوة في كل الأراضي اللبنانية، والاسبوع القادم هو أسبوع غير مريح، متوتر وفيه تظاهرات ‏كثيرة ودور أكبر للجيش اللبناني‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *