الرئيسية / سياسة / “الديار”: ورقة” الحريري “تحترق” “بالميثاقية المسيحية”… فهل خسر “الغطاء” الاقليمي والدولي ؟ ‎”‎انقلاب” “القوات” يثير الريبة ويضيق الخيارات: اما التفاوض مع “التيار” او “الرحيل‎”…‎ قائد الجيش يحذر من “ثورة الجياع”: القوى العسكرية لن تواجه “الفقراء” في الشارع
الديار لوغو0

“الديار”: ورقة” الحريري “تحترق” “بالميثاقية المسيحية”… فهل خسر “الغطاء” الاقليمي والدولي ؟ ‎”‎انقلاب” “القوات” يثير الريبة ويضيق الخيارات: اما التفاوض مع “التيار” او “الرحيل‎”…‎ قائد الجيش يحذر من “ثورة الجياع”: القوى العسكرية لن تواجه “الفقراء” في الشارع

كتبت صحيفة “الديار ” تقول : بعدما نجح الجيش في “ضبط” الشارع “المتفجر” وسط بيروت بعدما خرجت الامور عن “سيطرة” قوى الامن ‏الداخلي،ومنع بذلك اسقاط موعد الاستشارات النيابية الملزمة من خلال “فوضى” مبرمجة تضافرت جهود اكثر من ‏جهة داخلية وخارجية على اشعالها خلال الايام القليلة الماضية، جاءت “الضربة القاضية” تحت عنوان غياب ‏‏”الميثاقية المسيحية” لتدفع رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري الى طلب التأجيل بعدما استفاق على موقف ‏‏”صادم” من “معراب” تراجعت من خلاله القوات اللبنانية عن وعد مبدئي “اوحى” به الدكتور سمير جعجع للوزير ‏السابق غطاس خوري قبل ايام بتسمية كتلة “الجمهورية القوية” للحريري في الاستشارات، لكن كل شيء انهار ‏صباحا “لتشتعل” بعدها حرب البيانات بين “بيت الوسط” “وميرنا الشالوحي” و”معراب” ودخل القصر الجمهوري ‏ايضا على الخط، لينتهي النهار الطويل بصورة “قاتمة” تظلل نتائج الاستشارات يوم الخميس المقبل في ظل عودة ‏الحريري الى التهديد بنظرية “فتشوا عن حدا غيري”، وشكوك كبيرة حيال محاولات داخلية وخارجية “لحرق” ‏‏”ورقته” فيما يصر “الثنائي الشيعي” على ضرورة “كسب الوقت” وذهاب الجميع الى تسوية على “البارد” لا بد ‏منها بدل انتظار “انفجار كبير” في البلاد يجبر الجميع للعودة الى “الطاولة”، وفي هذا السياق يبدو الحريري امام ‏خيارين لا ثالث لهما، اما التفاوض مجددا مع التيار الوطني الحر او “الرحيل”، وعندها يمكن الحديث عن مرحلة ما ‏بعد الحريرية السياسية “بايحاء” خارجي واضح وهو الامر الذي سيعمل اكثر من طرف على استكشافه من خلال ‏زيارة نائب وزير الخارجية الاميركي ديفيد هيل نهاية الاسبوع الذي سيكشف الاوراق الاميركية مستغلا اهتزاز ‏الاستقرار الداخلي كما سيرفع منسوب الضغط في ملف النفط والغاز، مع العلم ان “عين التينة” ستكون حاسمة في ‏اسماع “الضيف” الاميركي كلاما مشابها للموفدين الذين سبقوه‎…‎
‎ ‎
‎ ‎تحذير قائد الجيش‎…!‎
‎ ‎
وفي هذا السياق، لفت كلام منسوب الى قائد الجيش جوزاف عون الى عدد من المسؤولين السياسيين الاساسيين في ‏البلاد حين ابلغهم ان الجيش اللبناني لا يزال مسيطرا على الارض واستطاع امتصاص كل المحاولات الممنهجة او ‏العفوية لتفجير الوضع الامني، لكن هذا الامر لا يعني الاستمرار في ترف تضييع الوقت في السياسة لان الاوضاع ‏المعيشية في البلاد تنذر بما هو اخطر، ووفقا لمصادر مطلعة، فان قائد الجيش كان واضحا في تصميمه على منع اي ‏محاولة للعبث بالامن من قبل بعض الجهات والاحزاب التي تتحرك في بعض “الشوارع”، لكنه كان واضحا في ‏التحذير من مغبة خروج “الطبقة الفقيرة” الحقيقية الى الشارع بسبب الانهيار الاقتصادي، لانه في هذه الحال لن تكون ‏اي معالجة امنية قادرة على الحفاظ على الاستقرار، ولن يكون الجيش حينها قادراً على القيام بمهامه لانه لن يواجه ‏هؤلاء، وقد توجه عون الى اكثر من مسؤول سياسي بالقول “احذروا ثورة الجياع‎”…‎
‎ ‎
‎ ‎المزيد من التخبط‎….‎
‎ ‎
فوسط تبادل اتهامات وتراشق عنوانه انعدام الثقة بين ثلاثي التيار الوطني الحر، والقوات اللبنانية، وتيار المستقبل، ‏انتهى المشهد السياسي في البلاد على مزيد من التخبط وانعدام الاستقرار، والرئيس سعد الحريري الذي كان حتى ‏ساعات الفجر مرشحا اوحد لرئاسة الحكومة “بتكليف دار الفتوى” لم يعد كذلك بعد بيان حليفه المفترض تكتل ‏‏”الجمهورية القوية” الذي قرر عدم تسميته، ففقد بذلك “الميثاقية المسيحية” غير الملزمة في التكليف، فعادت الامور ‏الى “نقطة الصفر”، فيما بدأ الحديث جديا عن طي رئيس الجمهورية “لورقة” تكليف الحريري حيث بات يميل على ‏نحو كبير مع التيار الوطني الحر لتسمية فؤاد مخزومي‎…‎
‎ ‎
‎ “‎القوات” “تقلب الطاولة‎”..‎
‎ ‎
وفيما اوضح رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ان ردة الفعل الشعبية واحداث وسط بيروت وفحوى المداولات ‏الاخيرة ادت الى اتخاذ القرار بعدم تسمية الحريري، معتبرا ان تسميته هذه المرة ثمنها عال، نفت مصادر”القوات” ‏قيامها بالتراجع عن وعد “الحكيم” للحريري بتسميته، نافية ان يكون قد وعد الوزير السابق غطاس خوري “بشيء”، ‏لكن اوساط مطلعة على موقف “معراب” كشفت ان جعجع عرض خلال الاجتماع المطول الذي استمر حتى فجر ‏الاثنين لمعلومات غير محددة المصدر تفيد بان رئيس الحكومة المفترض قد نسج اتفاقا مع “الثنائي الشيعي” على ‏تركيبة الحكومة المقبلة “بالشراكة” مع رئيس الجمهورية ميشال عون، فقرر عندها “قلب الطاولة” على الحريري ‏وعدم منحه “ثقة” نواب “الجمهورية القوية‎”…‎
‎ ‎
‎ ‎لا تفاهمات‎…‎
‎ ‎
في المقابل، تنفي اوساط مقربة من بعبدا حصول تفاهم مماثل وتشير الى ان اللقاء الاخير بين الحريري وعون كان ‏سلبيا ولم ينتج عنه اي تفاهم سياسي بين الرجلين، بل زاد من الامور تعقيدا بعدها قرر تكتل “لبنان القوي” وضع ‏تسمية رئيس الحكومة الجديد عند الرئاسة الاولى وهو الامر الذي زاد من “غضب” الحريري ودفعه الى التعويل على ‏موقف “القوات” التي خذلته مجددا‎…‎
‎ ‎
‎ “‎شكوك” لدى “المستقبل”..؟
‎ ‎
ووفقا لاوساط تيار “المستقبل” ثمة قناعة قد تولدت عند الرئيس الحريري خلال الساعات القليلة الماضية، بان القوات ‏اللبنانية تولت مهمة “نسف” الاستشارات النيابية بموقفها “المفاجىء” بعدما اخفقت عمليات الشغب في الشارع ‏بتأجيلها، وثمة اكثر من علامة استفهام حيال هذه الخطوة حيث يتعاظم الشك في “بيت الوسط” من وجود جهات ‏خارجية محورية لا ترغب بعودة الحريري الى رئاسة الحكومة‎…‎
‎ ‎
‎ ‎من يريد “احراق” الحريري؟
‎ ‎
وفي هذا السياق، تتساءل اوساط سياسية مطلعة عما اذا كان ثمة “تعليمة” خارجية قد وصلت الى بيروت “لحرق” ‏‏”ورقة” الحريري غير المرغوب بعودته الى الحكومة من قبل دول الخليج في ظل وجود “فتور” اميركي ايضا ‏حياله، وسط حديث عن مرشحين آخرين تحاول الادارة الاميركية تذكيتهم لرئاسة الحكومة وفي مقدمتهم السفير نواف ‏سلام‎…‎
‎ ‎
ضغوط هيل… والموقف اللبناني
‎ ‎
ويترقب الجميع، زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الاوسط ديفيد هيل الى بيروت نهاية الاسبوع، ‏ما يضع علامات استفهام حول احتمال اجراء موعد الاستشارات مجددا يوم الخميس المقبل، فالدبلوماسي الاميركي ‏يرغب في وضع “لمساته” على اي تسوية مفترضة، حيث تستمر زيارته الى بيروت يومين وهو بحسب اوساط ‏مطلعة، سيدعو إلى استعجال تشكيل حكومة توحي الثقة وترضي الشعب وتبادر إلى العمل فور تشكيلها، وهو عنوان ‏‏”حمال اوجه” وسيكون عليه تقديم تفاصيل واضحة حول كيفية ترجمة تلك العناوين، خصوصا ان المهمة الاكثر ‏اهمية لديه تبقى مسألة الاكتشافات النفطية والغازية اللبنانية، وعملية الترسيم العالقة مع الاسرائيليين الذين ياملون ان ‏تنجح واشنطن في تمرير وجهة نظرهم في هذا الملف من خلال زيادة الضغوط على الجانب اللبناني الغارق في ازماته ‏المالية والسياسية والامنية‎..‎
‎ ‎
لكن مصادر “عين التينة” تؤكد في هذا السياق ان ما سمعه ساترفيلد وشينكر سيسمعه هيل في هذا الملف، ولبنان غير ‏مستعد لتقديم اي تنازل في ما يرتبط بحقوقه النفطية والغازية‎…‎
‎ ‎
‎ ‎الحريري “مرتاح” “للثنائي‎”…‎
‎ ‎
وستكون الساعات ال48 المقبلة حاسمة في تحديد التوجهات وسط حديث عن تحرك مرتقب “للثنائي الشيعي” على ‏خط “تدوير الزوايا” لمحاولة وقف الانحدار في “الهاوية” خصوصا ان الاجواء في “بيت الوسط” تشير الى وجود ‏‏”ارتياح” واضح حيال موقف “عين التينة” “وحارة حريك” من الازمة الراهنة ما ينعكس ارتياحا في “الشارع” ‏بعدما بات بشكل واضح من يريد اخراج الحريري من السلطة ومن هنا يمكن من خلال استمرار التواصل الذي يتولاه ‏الرئيس بري اعادة ترتيب الموقف “ليبنى” على الشيء مقتضاه‎”…‎
‎ ‎
‎ “‎انفجار الازمة‎”…‎
‎ ‎
وكانت الاستشارات النيابية قد ارجئت مجددا قبل نصف ساعة من موعدها المحدد واصدرت رئاسة الجمهورية بيانا ‏اكدت فيه ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تجاوب مع تمني الرئيس سعد الحريري تأجيل الاستشارات النيابية ‏الى الخميس 19 الجاري لمزيد من التشاور في موضوع تشكيل الحكومة.وكان الرئيس نبيه بري اتصل بالرئيس عون ‏ناقلاً له رغبة الرئيس الحريري بتأجيل الاستشارات وبعدها اتصل الاخير برئيس الجمهورية وأظهر رغبته بتأجيل ‏جلسة الاستشارات إلى الاثنين المقبل، لكن الرئيس عون رفض ذلك ومنحه 3 ايام فقط وذلك لاقتراب موعد الأعياد‎”.‎
‎ ‎
أوضح المكتب الاعلامي للرئيس الحريري، أن كتلة التيار الوطني الحر كانت بصدد ايداع أصواتها فخامة رئيس ‏الجمهورية ليتصرف بها كما يشاء. وهذه مناسبة للتنبيه من تكرار الخرق الدستوري الذي سبق أن واجهه الرئيس ‏الشهيد رفيق الحريري في عهد الرئيس اميل لحود، وللتأكيد أن الرئيس الحريري لا يمكن أن يغطي مثل هذه المخالفة ‏الدستورية الجسيمة أيا كانت وجهة استعمالها، في تسمية أي رئيس مكلف. وفي اطار الاتصالات نفسها، تبلغ الرئيس ‏الحريري بقرار حزب القوات اللبنانية الامتناع عن التسمية أو المشاركة في تسمية أحد في الاستشارات النيابية الامر ‏الذي كان من شأنه أن ينتج تسمية من دون مشاركة أي كتلة مسيحية وازنة فيها، خلافا لحرص الرئيس الحريري على ‏مقتضيات الوفاق الوطني‎…‎
‎ ‎
من جهته رد،مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية بالقول ان الحديث عن خرق دستوري مردود لمطلقيه الذين يجدر ‏بهم معرفة القواعد الدستورية والاقلاع عن الممارسات التي تتناقض ونص الدستور وروحه‎…‎
‎ ‎
‎ “‎التيار” لا يريد الحريري
‎ ‎
بدوره جدد التيار الوطني الحر رغبته بخروج الحريري من “السباق” الحكومي ودعا بكل ايجابية إلى التوقف عن ‏اضاعة الوقت والموافقة على اقتراح تكتل لبنان القوي بولادة حكومة انقاذ فاعلة مؤلفة من أهل الجدارة والنزاهة رئيساً ‏ووزراء، وعليه جدد التيار طرحه بأن يقدم الرئيس الحريري من موقعه الميثاقي على العمل سريعاً لاختيار اسم لتولي ‏رئاسة الحكومة…. وفي السياق التصعيدي ايضا “غرد” النائب في تكتل “لبنان القوي” حكمت ديب عبر تويتر ‏متوجّهاً للحريري من دون تسميته، بالقول “يللا زيح من الدرب، سمي شخصية نظيفة وموثوقة للخميس لتأليف ‏حكومة إنقاذ جديرة بثقة الناس‎”.‎
‎ ‎
‎ ‎تبرير “القوات‎”…‎
‎ ‎
وحول خلفيات قرارها الليلي، اكدت القوات اللبنانية انه بعد نقاش عميق لكتلة “الجمهورية القوية” امتد حتى الثانية ‏فجرا، اتخذ القرار على اساس الحفاظ على المبدأ اولا. فالحزب كان اول من طالب بحكومة تكنوقراط مستقلة لا تكون ‏للقوى السياسية سطوة على وزرائها ليعملوا وينتجوا من دون عراقيل ومتاريس سياسية ترفع في وجههم عند كل ملف ‏لا يناسب هذا الفريق او ذاك، حكومة ترضي الانتفاضة التي واكبها الحزب منذ لحظاتها الاولى، حيث لا يمكن ان ‏يضع نفسه في مواجهتها كرمى لصداقة او حلف، علما ان قرار عدم التسمية ليس موجها ضد الرئيس الحريري، بل ‏انسجاما مع قناعات القوات وتطلعات شارعه، من هنا كان حرص في مقدمة بيان الكتلة على التذكير بـ”التمسك ‏بالتحالف على المستوى الاستراتيجي الذي يجمعه مع “تيار المستقبل‎” …‎
‎ ‎
رد “عنيف” من تيار المستقبل
‎ ‎
وبانتظار موقف مرتقب وحاسم للرئيس الحريري خلال الساعات القليلة المقبلة،لم يقتنع تيار المستقبل بتبرير “القوات” ‏وموقف “التيار”،واصدر بيانا شديد اللهجة اكد فيه “ان زمن العضلات السياسية انتهى ولن نكون رهينة لأحد… ‏وبراي “المستقبل” هناك تقاطع للمصالح جرى ترجمته في الموقف الذي صدر عن “التيار الوطني الحر” قبل ايّام ‏وقضى باعلان التحاقه بالساحات والانضمام الى صفوف المعارضة، وبين الموقف الذي صدر بعد منتصف الليلة ‏الماضية عن كتلة “القوات اللبنانية” وقضى بالامتناع عن تسمية احد في الاستشارات.واضاف البيان “ان “تيار ‏المستقبل” ينأى بنفسه عن هذه السياسات، وهو في المقابل وبكل وضوح لا ينتظر تكليفاً من “التيار الوطني” ولا من ‏‏”القوات” للرئيس الحريري، ولا يقبل ان يتحول موقع رئاسة الحكومة الى طابة تتقاذفها بعض التيارات ‏والأحزاب…موقع رئاسة الحكومة اكبر من كل هذه الهرطقات، ولن تكون رهينة عند احد مهما علا كعبه‎….‎
‎ ‎
‎ ‎تحذير دولي‎….‎
‎ ‎
وفي تغريدة لافتة على تويتر حذر المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيش ان “تأجيل الاستشارات النيابية ‏للمرة الثانية، إما اشارة الى ان السياسيين بدأوا يدركون أنهم لا يستطيعون تجاهل صوت الناس، أو محاولة أخرى ‏لشراء الوقت كالمعتاد”. ورأى ان “تأجيل الحل السياسي في لبنان يفتح الباب أمام التلاعب السياسي” محذرا من ان ‏هذا التأجيل “يساهم في خلق بيئة للتجاذب السياسي والتحريض‎”…

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *