الرئيسية / سياسة / “الجمهورية”: محرقة أسماء في غياب الغطاء السنّي.. وصدامات متنقلة تُهدِّد السلم ‏الأهلي
الجمهورية

“الجمهورية”: محرقة أسماء في غياب الغطاء السنّي.. وصدامات متنقلة تُهدِّد السلم ‏الأهلي

كتبت صحيفة “الجمهورية ” تقول : بعد أربعين يوماً من المشاورات والخلافات والمناكفات حول ‏الاستحقاق الحكومي تكليفاً وتأليفاً على وقع حراك شعبي قضّ ولا ‏يزال يقضّ مضاجع الطبقة السياسية والسلطة عموماً، خرج رئيس ‏الحكومة المستقيل سعد الحريري باعتذار عن تكليف وتأليف لم يعلنا ‏رسمياً بعد، وترك الباب مفتوحاً أمام احتمال عودته رغم المواقف ‏السلبية الإتهامية التي ساقها في كلّ الإتجاهات في بيان الإعتذار. ‏ويبدو أنّ الاتصالات ستنشط اليوم تحذيراً لتوجيه الدعوة الى ‏الإستشارات النيابية الملزمة، مركّزة الى حين تحديد الموعد على أنّ ‏اختيار اسم من مجموعة أسماء طرحت بقوة أمس قبل اعتذار ‏الحريري وبعده، في وقت يستمر الحراك الشعبي في بيروت ‏والمناطق يتخلله مزيد من الإشكالات ما استدعى اجتماعاً للقادة ‏الأمنيين أمس خرج بقرارات تشدّد على حماية سلمية الحراك في ‏الساحات وعلى جوانب الطرق، مع تشديد على عدم إقفال هذه ‏الطرق. فيما حصلت ليلاً صدامات متنقّلة بين محازبين، توزّعت بين ‏الشياح – عين الرمانة وبعبدا وبكفيا وطرابلس، لجمها تدخّل الجيش ‏والقوى الأمنية، وسقط خلالها عددٌ من الجرحى‎.‎

وفي الأربعين استوى الحريري على عرش العزوف عن التكليف والتأليف على ‏قاعدة “ليس أنا، بل أحد آخر”، رادّاً الاتهام عنه بأنه تصرّف على قاعدة “أنا او لا ‏أحد” و”أنا ولا أحد”، ومؤكداً انّ اللبنانيين “يعرفون من هو صاحب هذا الشعار قولاً ‏وممارسة‎”.‎

وردّ الحريري في بيان العزوف ما يمنع البدء “بمعالجة” الازمة الوطنية الكبيرة الازمة ‏الاقتصادية الجادة، هو حال الانكار المزمن الذي تمّ التعبير عنه في مناسبات عدة ‏طوال الاسابيع الماضية”، وقال: “انّ حالة الانكار المزمن بَدت وكأنها تتخذ من ‏مواقفي ومقترحاتي للحل ذريعة للاستمرار في تعنّتها ومناوراتها ورفضها الاصغاء ‏لأصوات الناس ومطالبهم المحقة”. ولفت الى انه عندما أعلن انه لا يرى الحل إلّا ‏بحكومة اختصاصيين وترشيح من يراه مناسباً لتشكيلها، ثم تبنّى الترشيح تلو ‏الآخر لمَن من شأنه تشكيل حكومة تكنو-سياسية ووجه “بأنني اتصرّف على ‏قاعدة “أنا أو لا احد” ثم على قاعدة “أنا ولا أحد”، علماً أنّ اللبنانيين يعرفون من هو ‏صاحب هذا الشعار‎”.‎

واعتبر انّ “اتهامه بالتردد كان لتحميله المسؤولية عن تأخير تشكيل الحكومة ‏الجديدة”. وأعلن: “انني متمسّك بقاعدة “ليس أنا، بل أحد آخر” لتشكيل حكومة ‏تحاكي طموحات الشباب والشابات والحضور المميز للمرأة اللبنانية التي تصدّرت ‏الصفوف في كل الساحات، لتؤكد جدارة النساء في قيادة العمل السياسي وتعالج ‏الأزمة”. وأمل أن يبادر رئيس الجمهورية فوراً إلى الدعوة للاستشارات النيابية ‏الملزمة، لتكليف رئيس جديد بتشكيل حكومة جديدة‎.‎

ما قبل العزوف‎
وكان السيناريو الذي سبق بيان العزوف بدأ بلقاء الحريري مع المعاون السياسي ‏لرئيس مجلس النواب نبيه بري الوزير علي حسن خليل والمعاون السياسي ‏للأمين العام لـ”حزب الله” الحاج حسين خليل، حيث اقترحا عليه اسم الوزير ‏السابق بهيج طبارة لتكليفه تأليف الحكومة (علماً أنّ هناك خلافاً بين الحريري ‏وطبارة الذي خرج من تيار “المستقبل”). وبناء عليه التقى الحريري طبارة وطرح ‏عليه بعض المسائل، فردّ الاخير بأنه سيدرسها ويعود اليه. ثم التقى طبارة ‏‏”الخليلين” اللذين طرحا عليه نقاطاً معينة، غير انه لم يوافق عليها‎.‎

بعد ذلك حصل لقاء بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وطبارة الذي أبلغ اليه انه لا ‏يستطيع القبول بالتكليف لعدم حصوله على غطاء الحريري. وبنتيجة ما حصل، ‏أبدى بري انزعاجه معتبراً انّ 90 في المئة من مطالب الحريري تمّت تلبيتها، ‏وسأل: “ماذا يريد أكثر؟”. وأعلن انّ الاسماء لم تعد تهمّه‎.‎

وهنا استاء الحريري، وتم تسريب 3 اسماء رشحت لرئاسة الحكومة الجديدة، ‏هي: النائب فؤاد مخزومي، المهندس سمير الخطيب، وليد علم الدين. وقد ‏استتبع الحريري هذا التسريب ببيان لمكتبه الاعلامي الذي جاء فيه “انّ “عدداً من ‏المواقع الاعلامية وحسابات التواصل الإجتماعي يطرح أسماء مرشحين لرئاسة ‏الحكومة على أنها اقتراحات للرئيس الحريري”. وأكد أنه “مع احترامه لجميع ‏الأسماء المطروحة، انّ خيار الحريري سيتحدد مع الدعوة للاستشارات النيابية ‏الملزمة ويعلن في بيان صادر عنه، وما عدا ذلك لا يتعدى محاولات سَئمها ‏اللبنانيون لإحراق أسماء أو الترويج لأخرى‎”.‎
وكان بَدا أنّ الخطيب الأوفر حظاً إذ كان التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ‏والحريري، وتردد انّ الوزير جبران باسيل هو من اقترح اسمه. وهنا بدأ الحديث عن ‏تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة غداً الخميس قبل ان يحسم الحريري ‏موقفه، مؤكداً انه لم يسمِ ولن يسمي إلا في الاستشارات، ففهم المعنيون انّ ‏كل الاسماء المطروحة قد تم إحراقها‎.‎

لا تقدّم جدياً‎
لكنّ مصادر معنية أخرى قالت انّ البورصة الحكومية لم ترسُ بعد على اسم محدد ‏لتشكيل الحكومة الجديدة، والامور ما زالت في حاجة الى عملية إنضاج. وفق ما ‏اكدت لـ”الجمهورية” مصادر معنية بحركة الاتصالات التي تدوّر زوايا العقد ‏المستحكمة على الخط الحكومي‎.‎

وقالت هذه المصادر: “لا تقدّم جدياً حتى الآن، وكل كلام عن انّ الامور اصبحت ‏على وشك الحلحلة ليس واقعياً. ويجب بالتالي انتظار بعض الوقت الى حين تبلور ‏صورة مخارج ما زالت غير متوافرة حتى الآن، وأولها واهمها اسم الشخصية التي ‏ستشكّل الحكومة الجديدة‎.‎

وعلى رغم من إعلان الحريري عزوفه، قالت المصادر: “انّ الكرة ما زالت في ملعبه، ‏والمطلوب ان يحسم موقفه بصراحة، وهذا لم يحصل حتى الآن، علماً أنّ ما صدر ‏عنه في الفترة الأخيرة وصولاً الى بيانه أمس، لم يساهم في تضييق مساحة ‏الخلاف، بل على العكس يساهم في توسيعها، وهو ما تبدّى في ما تم توزيعه ‏مساء أمس بلسان مصادر قريبة منه، والتي تسحب دعمها لبعض الاسماء ‏المطروحة‎”.‎

ثلاثة أسماء‎
الجدير بالذكر في هذا السياق انّ الاسماء التي تم تداولها بالأمس، انحصرت بثلاثة ‏هم: النائب فؤاد مخزومي ووليد علم الدين وسمير الخطيب، مع إعطاء الارجحية ‏للأخير، وذلك بعد عزوف الوزير السابق بهيج طبارة عن تولّي رئاسة الحكومة، وهو ‏أبلغ اعتذاره الى رئيس المجلس النيابي نبيه بري في اتصال هاتفي أجراه معه ‏بعد ظهر امس‎.‎

إلّا انّ المصادر المتابعة للمستجدات الحكومية، عكست جواً سلبياً مساء امس، ‏رسَم إشارات سلبية حول الاسماء المتداولة، التي قيل انها تحظى بالغطاء ‏السني الذي يوفّره الحريري. وما دفع الى هذا الأمر هو ما أكدته مصادر الحريري ‏من أنه لا يسمّي، ولم يسمّ احداً، وانّ من يسميه يعلن عنه في الاستشارات ‏النيابية الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية‎.‎

‎”‎بيان نسائي‎”
الى ذلك، توقفت مصادر سياسية عند مضمون بيان الحريري، وقالت ‏لـ”الجمهورية”: “انّ التَمعّن في مضمون بيان الحريري يمكن ان تُشتمّ منه رائحة ‏نسائية، بمعنى انه يستبطن رغبة في ترشيح سيدة لرئاسة الحكومة، لا نقول ‏هنا انّ الاختيار قد يتجه نحو النائب بهية الحريري بل ربما في اتجاه نسائي آخر، ‏الأرجح ان تكون وزيرة الداخلية ريا الحسن‎”.‎

بري‎
وسألت “الجمهورية” بري عمّا استجد، فقال انه ينتظر ما ستؤول اليه الأمور، كذلك ‏ينتظر تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة. واشار الى انه “من الطبيعي ان ‏يُصار الى تحديد موعد هذه الاستشارات، عندما تبلغ الامور تفاهماً معيناً حول ‏الشخصية التي سيتم تكليفها تشكيل الحكومة‎”.

ورداً على سؤال، أكد بري موقفه من الحكومة المقبلة، وقال: “لا بد من حكومة ‏تكنو- سياسية، وحكومة تكنوقراط “مش واردة”. وقيل لبري من ستسمّي؟ فقال: ‏‏”موقفنا في هذا الصدد نقوله في الاستشارات، وطبعاً ينبغي ان نرى ما هو برنامج ‏العمل، وفي مطلق الحالات نحن مع حكومة تكنو- سياسية، لا فرق ان كانت ‏نسبة السياسيين فيها اكثر أو اقل من الاختصاصيين، المهم ان تتشكّل الحكومة ‏وتنطلق الى إنقاذ البلد‎”.‎

محرقة سياسية‎
وفي رواية أخرى لمصادر سياسية متابعة “انّ عزوف الحريري عن تَولّي رئاسة ‏الحكومة هو بداية معركة سياسية في مكان آخر”. ولكن هذه المصادر رجّحت ان ‏يكون دافع الحريري الى العزوف “خوفه من انفراط عقد البلد بفِعل الازمة الاقتصادية ‏والمالية، الأمر الذي يشكّل محرقة سياسية لا يريد ان يكون هو كبشها‎”.‎

ولكن هذه المصادر قالت لـ”الجمهورية” انّ “المحيطين بالحريري ربما يكونون قد ‏بالغوا في توصيف الحال السيئة التي آلت اليها البلاد سياسياً واقتصادياً ومالياً، ‏في حين انّ الوصايا الاميركية والاوروبية باتت تشدد على “ضَبضَبة” الازمة والتزام ‏التهدئة. ويبدو أنّ الأميركيين قد فوّضوا هذا الأمر الى بريطانيا وفرنسا والمانيا، لأنّ ‏الفوضى قد تأتي بروسيا والصين وإيران الى لبنان على حساب المصالح الاميركية ‏والاوروبية، على حد ما قال جيفري فيلتمان اخيراً، داعياً الى محاربة “حزب الله” من ‏خلال الانتخابات، ومحذّراً من انّ اي صدام بينه وبين الجيش من شأنه ان يدخل ‏لبنان في حرب أهلية
‎.‎
‎”‎القوات‎”
ورأت مصادر “القوّات اللبنانية” أنّ الحريري “قدّم كلّ التسهيلات اللازمة لتأليف ‏الحكومة، ولكن الطرف الآخر ظلّ مصرّاً على الفراغ، وبدلاً من تقديم الافكار المتاحة ‏والمطلوبة عَمد طوال هذه الفترة الى الضغط على الحريري واستفزازه سياسياً ‏وإعلامياً وحتى عبر الشارع، ما دفعه الى إعلان موقفه في وضوح لجهة انه طالما ‏انّ الطرف الآخر لا يريد التعاون وانه يستخدم الشارع ويلوّح بالفوضى ويهدد ‏بالاعلام، وطالما أنه لا يريد التعاون، إتخذ قراره انّ عليه ان يتدبّر أمره‎”.‎

وقالت المصادر لـ”الجمهوية”: “رمى الحريري الكرة في ملعب العهد و”حزب الله”، ‏وعلى هذا الطرف ان يتحمّل مسؤوليته بما معناه انّ الحريري لن يكون في موقع ‏الذي يغطّي لا رئيساً مكلفاً يعبر من “بيت الوسط” ولن يكون رئيساً لأي حكومة ‏تحت الضغط”. وأضافت: “دخلت الامور في مرحلة جديدة، فبرفض الحريري التكليف ‏وبرفضه في الوقت نفسه ان يغطي رئيساً مكلفاً، قد يكون أيضاً سيرفض ‏المشاركة في أي حكومة مقبلة، ما يعني انّ الرئيس الذي سيكلّف لن يحظى ‏بشرعية “بيت الوسط” كما لن يحظى برؤساء الحكومات الثلاثة ولن يحظى ‏بشرعية دار الافتاء، وسيكون لديه مشكلة مع الحالة السنية في الداخل ومع ‏امتدادها الاقليمي، ما يعني أنها ستكون حكومة اللون الواحد‎”.‎

وأشارت “القوات” الى أنّ من سلبيات حكومة اللون الواحد‎:‎
‎”‎أوّلاً، إشكاليات داخل البيئة السنية من خلال اختيار شخصية سنية خارج الاجماع ‏والتوافق السني وعلى يد فريق حجز الاستشارات النيابية الملزمة خلافاً للدستور‎.‎
ـ ثانياً، ستكون حكومة مواجهة مزدوجة مع القوى السياسية ومع الشارع، والناس ‏التي لا تريد الخروج من الشارع وترفض حكومات سياسية‎.‎
‎- ‎ثالثاً، حكومة اللون الواحد لن تشكل صدمة ايجابية من اجل إنقاذ الوضع ‏الاقتصادي، وبالتالي يصرّ هذا الفريق على إدخال البلاد في مزيد من المآزق ‏الوطنية والسياسية‎”.‎
وختمت المصادر: “في حال نجح هذا الفريق بتكليف رئيس حكومة فإنه لن ينجح ‏في الوصول الى التأليف، وفي حال وصل الى التأليف، ستكون ولادة التأليف ميتة ‏لأنّ ظروف اليوم مختلفة عن ظروف 2011 حيث أنّ الازمة هي أزمة اقتصادية وأزمة ‏ناس منتفضة بوجه هذا الواقع‎”.‎

القادة الأمنيون‎
وفي هذه الأجواء السياسية والأمنية الملبّدة، تنادى القادة الأمنيون الى اجتماع ‏طارىء استضافه قائد الجيش العماد جوزف عون في مكتبه في اليرزة بعد ظهر ‏امس، وحضره المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم والمدير العام لأمن ‏الدولة اللواء طوني صليبا، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان. ‏وتناول الاجتماع ما آلت إليه الأوضاع في البلاد في ضوء التطورات الأمنية التي ‏تشهدها. وخلص المجتمعون الى بيان أكّدوا فيه احترام حرية التظاهر في الساحات ‏العامة وعلى جوانب الطرق وحماية المتظاهرين، مع التحذير من مغبّة التعرض ‏للممتلكات العامة والخاصة. ودعوا الجميع إلى “التعاطي بمسؤولية وطنية مع ‏التطوّرات وعدم التعرض للاستقرار والسلم الأهلي والعيش المشترك، مع التمسّك ‏بالوحدة الوطنية والالتفاف حول الجيش اللبناني وبقية المؤسسات الأمنية، كونها ‏تشكّل الضمان للأمن والاستقرار في البلاد‎”.‎

وفي معلومات “الجمهورية” أنّ القادة الامنيين أجمعوا على قراءة سلبية لمنحى ‏التطورات التي تشهدها البلاد، عقب الاعتداءات التي تعرضت لها تجمعات ‏المنتفضين في وسط بيروت ومناطق حساسة مختلفة لها خصوصياتها في ‏العاصمة ومناطق‎.‎
وأجمع القادة الأمنيون على أهمية توفير الظروف الأمنية التي تسمح بإجراء ‏الإستشارات النيابية الملزمة المرجّحة في اليومين المقبلين بما يتيح حرية التنقل ‏بلا مخاطر. واتفقوا على توفير الأمن للمعتصمين في الساحات العامة وأمام بعض ‏المؤسسات الرمزية التي يمكن ان تكون هدفاً مشروعاً لهم، للدلالة على أهمية ‏مكافحة الفساد وانتظام العمل في هذه المؤسسات وخصوصاً الخدماتية منها‎.‎
خبراء دوليون‎

من جهة ثانية حذّر خبراء دوليون في حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية أمس، ‏من انّ السلطات اللبنانية تخفق في حماية المحتجين عقب تعرضهم لهجمات ‏على يد أنصار الحكومة‎.‎

وجاء في بيان وقّعته مجموعة من الخبراء الحقوقيين المرتبطين بالأمم المتحدة، انّ ‏السلطات “أخفقت في حماية المحتجّين بالشكل الكافي من هجمات عنيفة ‏شنّها آخرون‎”.‎

ومن بين الموقعين أنييس كالامار، محققة الأمم المتحدة المعنية بالقتل خارج ‏نطاق القضاء والإعدام الفوري والتعسفي، وميشيل فورست، المقرر الخاص ‏المعني بالمدافعين عن حقوق الإنسان‎.‎

وقال الخبراء: “ذكرت تقارير انّ قوات الأمن تقاعست عن التدخل لحماية ‏المتظاهرين السلميين أو اعتقال الجناة في 6 مناسبات على الأقل‎”.‎
بدورها، حذرت منظمة العفو الدولية ومقرها لندن، من أنّ الهجمات على ‏المتظاهرين قد تشير إلى “تصعيد خطير‎”.‎

وقالت رئيسة أبحاث الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية لين معلوف: “يجب ‏على السلطات أن تتصرف فوراً لحماية المتظاهرين، واحترام حق التجمع ‏السلمي‎”.‎
الدولار يرتفع والاجراءات تتشدّد‎

مالياً، تواصل الضغط على الدولار في السوق السوداء أمس، الأمر الذي رفع سعره ‏لدى الصيارفة الى 2100 ليرة للدولار الواحد. وهو رقم قياسي جديد يسجّله سعر ‏الدولار بسبب ازدياد الطلب عليه، واستمرار الشح في توافره لدى الصيارفة‎.‎

وفي هذا السياق، علمت “الجمهورية” انّ عمليات الشحن للعملة الصعبة من ‏الخارج تراجعت في الفترة الأخيرة، وباتَ الصيارفة يعتمدون على شراء الدولار من ‏مواطنين يبيعونه للافادة من سعره المرتفع. كذلك يحصل الصيارفة على قسم من ‏الدولارات من النازحين السوريين الذين يتقاضون مساعدات من الامم المتحدة ‏بالدولار، ويقومون ببيعه الى الصيارفة مقابل الليرة اللبنانية او الليرة السورية، وفق ‏الحاجة‎.‎

في الموازاة، واصلت المصارف تشديد تدابير منع السحوبات النقدية من صناديقها، ‏في وقت استمر الضغط على الصناديق، خصوصاً مع إعلان الاضراب لثلاثة ايام، ‏‏(الخميس والجمعة والسبت). وقامت بعض المصارف بخفض سقف السحب ‏الاسبوعي الى 200 دولار فقط، الأمر الذي أثار حفيظة المودعين‎.

ويؤكد مصدر مصرفي انّ هذه الاجراءات تهدف الى حماية ودائع الزبائن، وانها ‏ستتوقف فور إعلان ولادة حكومة ترضي الناس‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *