الرئيسية / سياسة / “الجمهورية”: تسمية الصفدي تُصعِّد الإنتفاضة.. و”المستقبل” لا يشارك في الحكومة
الجمهورية

“الجمهورية”: تسمية الصفدي تُصعِّد الإنتفاضة.. و”المستقبل” لا يشارك في الحكومة

كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: تمخّض التفاوض مع رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري في آخر جولاته مساء أمس حول الإستحقاق الحكومي تكليفاً وتأليفاً، عن عزوف الحريري عن العودة الى رئاسة الحكومة وتسميته الوزير السابق محمد الصفدي “خياراً قوياً” لتأليف حكومة “تكنوسياسية”، وأيّد هذا الخيار رئيس “التيار الوطني الحرّ” الوزير جبران باسيل حيث تبيّن أنّ الصفدي كان خياره الأوّل أثناء مفاوضاته والحريري ولم يمانع “حزب الله” وحركة “أمل” هذا الخيار الذي بدأت ردود الفعل المعارضة له بدءاً من ليل أمس من طرابلس مسقط رأس الصفدي الى بيروت فبقية المناطق، حيث توجّه متظاهرون الى منزله في طرابلس مرددين شعارات تعارض تكليفه، فيما عاود متظاهرون آخرون إقفال أوتوسترادات وطرق رئيسة في عدد من المناطق، ما دفع كثيرين من المراقبين الى التساؤل عمّا إذا كان اختيار الصفدي “فخاً” يصعّد الأزمة أم “حلاً” لها. وفيما لم يصدر عن الصفدي أي تعليق مباشر على تسميته، علّق مصدر قريب منه، فقال: “إنّ تسمية رئيس الحكومة الجديدة تتم خلال الاستشارات النيابية الملزمة احتراماً للدستور والموقع”. وأكد “أنّ أي حكومة يجب أن تلبّي تطلعات الناس ومطالبهم”.

وكان قد انعقد مساء أمس إجتماع في “بيت الوسط” ضمّ الحريري الى المعاون السياسي للرئيس نبيه برّي الوزير علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لـ”حزب الله” الحاج حسين خليل، وصف بأنّه حاسم على مستوى تحديد الحريري خياره النهائي قبولاً بالعودة الى رئاسة الحكومة أو تسمية شخصيّة بديلة منه لهذا المنصب، وعلمت “الجمهورية” أنّ الحريري اختار إسم الصفدي من بين مجموعة أسماء عرضت خلال الاجتماع الذي دام بضع ساعات وتخللته وأعقبته اتصالات شملت برّي، وقيادتي حزب الله والتيّار الوطني الحرّ.

وكانت تعددت الروايات والسيناريوهات حول ما سيؤول اليه الاستحقاق الحكومي تكليفاً وتأليفاً، اذ انّ المشاورات التي جرت على وقع الحراك الشعبي، والذي بدأ بعض المشاركين فيه يتعرضون لهيبة الجيش في عدد من المناطق، مثل ما حصل امس في محلة الكولا في بيروت وتعلبايا وسعدنايل في البقاع وقبلها في محلتي جل الديب ونهر الكلب، أعطت إشارات خطرة وكأنّ التفاوض على الاستحقاق الحكومي يجري “تحت النّار”.

وعلمت “الجمهورية” أنّ الخليلين اجتمعا معاً قبل توجّههما الى بيت الوسط للإجتماع بالحريري، والحصول منه على اسم مرشحه لرئاسة الحكومة الجديدة تمهيداً لإنطلاق عجلة استشارات التكليف ومن ثمّ التأليف.

وفيما لم يصدر عن الحريري أيّ شيء رسمي حول تسميته الصفدي، قالت مصادر اطلعت على ما دار في الإجتماع أنّ الحريري اختاره من بين مجموعة أسماء طرحت خلال الإجتماع، وأنه أبدى تحفظاً عن مشاركة تيّار “المستقبل” في الحكومة الجديدة.

وعلمت “الجمهورية” انّ المشاورات التي تسارعت في الساعات الاخيرة، كانت قد لامست بعض الإيجابيات التي يمكن ان تفضي الى ولادة حكومية في وقت قريب جداً.

وتوقّعت مصادر بعبدا توجيه الدعوى للاستشارات النيابية الملزمة اليوم، مرجّحة أن يكون موعدها غداً أو بعد غد.

وفي سياق متّصل، أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمام زواره أمس “أن الاتصالات في سبيل تشكيل حكومة جديدة قطعت شوطاً بعيداً”، آملاً في “إمكانية ولادة الحكومة خلال الايام المقبلة بعد إزالة العقبات امام التكليف والتأليف”.

وقال “انّ المطالب التي رفعها المعتصمون في الساحات هي موضع متابعة، وستكون من اولى اهداف الحكومة العتيدة التي نعمل لتتشكّل في القريب العاجل”.

“القوات”
وكانت مصادر “القوات اللبنانية” أسفت للتأخير في اصدار مراسيم التكليف من اجل التأليف، واعتبرت أنّ “التعامل مع هذا الموضوع يتم ببطء شديد وكأن لا أزمة مالية واقتصادية خانقة في لبنان، وكأنّ الناس ليست منتفضة وغير موجودة في الشارع”.

وقالت لـ”الجمهورية: “بدلاً من ان تكون هناك اجتماعات مكثفة ليلاً ونهاراً وبلا انقطاع لأجل الخروج سريعاً بتكليف وتأليف يستوفي شروط المرحلة الاقتصادية والمالية ويجسّد طلبات وتمنيات وتطلعات الناس المنتقضة في الشارع، نرى وللأسف انّ هناك تعاملاً مع الواقع المالي الكارثي ومع مطالب الناس بشكل بعيد كل البعد عن خطورة المرحلة واللحظة التي تمر بها البلاد”.

وأكدت أنه “في كل يوم تعطيل وفراغ تنزلق الامور نحو الأسوأ، كنا نتوقع ان يصار الى تأليف بسرعة قياسية نسبةً للوضع الاقتصادي المالي الكارثي ونسبة للناس المنتفضة في الشارع، ولكن ويا للأسف يبدو وكأنّ هنالك من لا يأبه للوضع المالي ولا يأبه ايضاً لصوت الناس، وبالتالي هذا التأخير والتمادي بهذا التأخير يشكل خطيئة بحق لبنان واللبنانيين وبحق الاقتصاد والوضع المالي في لبنان”.

الراعي
واستقبل البطريرك الماروني الكردينال مار بشاره بطرس الراعي صباح اليوم، في بكركي، وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، وكان عرض لآخر التطورات على الساحة المحلية وتشديد على وجوب تشكيل حكومة تحظى بثقة الشعب اللبناني في أسرع وقت.

الموقف الفرنسي
وعلى صعيد الموقف الفرنسي رأى مدير دائرة شمال أفريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية السفير كريستوف فارنو، في ختام محادثاته في بيروت، أنّ “الصعوبات التي يواجهها لبنان كبيرة وهي مدعاة قلق الجميع”.

ودعا إلى “تشكيل حكومة سريعاً”، مطالباً “بحكومة سريعة، كفوءة، وفعالة، قادرة على اتخاذ قرارات تستجيب لتطلعات الشعب اللبناني وقادرة على إعادة الثقة”.

وقال: “لطالما وقفت فرنسا إلى جانب لبنان في الأوقات الجيدة وفي الأوقات الصعبة، ونحن مدركون للأزمة التي يواجهها لبنان، وهي أزمة اقتصادية سياسية واجتماعية. والهدف من زيارتي هو الاستماع وفهم ما يريده اللبنانيون وليس لفرض الحلول”.

وقال: “الحل يجب أن يكون لبنانياً ولا حلول لدينا. ويجب أن تكون المساعي الجارية مرتكزة على 3 نقاط: السرعة، الفعالية والمصداقية”. ومن المتوقع أن يلتقي فورنو مساعد وزير الخارجية الاميركية ديفيد شينكر في باريس. وأضاف: “من طبيعة عملنا ان نتبادل آراء من صلب مسؤولياتنا”.

وعندما سئل فارنو عمّا اذا التقى احد مسؤولي حزب الله، أجاب: “إلتقيتُ بعدد من الأطراف”.

شينكر
الى ذلك أعلن شينكر أنّ دعم الجيش اللبناني بمبلغ يصل إلى 105 ملايين دولار هو “استثمار جيد”. وقال إنّ بلاده لن تحقق حالياً الطلب الإسرائيلي، الذي يشترط التصدي لمحاولة “حزب الله” الحصول على صواريخ دقيقة التوجّه مقابل المساعدات. وأضاف: “نحن نعتبر تمويل الجيش اللبناني استثماراً جيداً. بالطبع نستمع إلى حليفتنا إسرائيل وسنأخذ طلبها في الاعتبار”.

وذكر شينكر انّ الولايات المتحدة لم تجمّد إلى الآن أي مساعدات للبنان.

وحسب موقع الخارجية الأميركية فإنّ الأموال “تدعم تقوية مؤسسات الدولة اللبنانية بعد سنوات من الهيمنة السورية، وتعزيز الخدمات العامة الحيوية، والحفاظ على الطابع متعدد الطوائف في لبنان، ومكافحة رواية حزب الله ونفوذه”.

وقال إنّ “للولايات المتحدة ثقة كبيرة في الجيش اللبناني، وتعتقد أنه شريك ممتاز في محاربة الإرهابيين الجهاديين السنّة، وأنّ هذا الترتيب الأمني الثنائي ذو قيمة، ونعتزم الاستمرار فيه”، حسب موقع “تايمز أوف إسرائيل”.

وقال شينكر إنه “على رغم من العدوان الإيراني المتزايد، تظل الولايات المتحدة منفتحة على حل النزاع بالطرق الديبلوماسية”. وأضاف: “هذا صبر استراتيجي مذهل لا يمكن تصوّره من جانب الرئيس. لكن على المرء أن يسأل ما إذا كان هذا الصبر بلا حدود”.

ميدانياً
شهدت الطرق أمس محاولات من الجيش لفتحها منذ ساعات الصباح، لكن بعضها استعصى عليه، وبعضها فتح ثم أقفل مجدداً، فيما فتح الاوتوستراد الساحلي حتى طرابلس.

البداية مع نهر الكلب، إذ وضع المتظاهرون الورود على فاصل النفق كرسالة محبّة، وأزالوا الحجارة من وسط الطريق ونظّفوا النفق. وفي جلّ الديب وصلت بعد الظهر قوّة من الجيش اللبناني، فحصل تدافع بين المعتصمين والجيش لرفض المعتصمين فتح الطريق. وعملت جرافة تابعة للجيش على إزالة الأتربة والخيم وكلّ العوائق من الأوتوستراد.

أمّا ساحة النور في طرابلس فانشغلت باستقبال عائلة الشهيد حسين حسن العطار، حيث توجّه “أبو حسين” بكلمة داعمة للمعتصمين.

أمّا المفاوضات التي أجراها الجيش مع المحتجين الذين قطعوا أوتوستراد طرابلس – بيروت عند جسر البحصاص، فلم تنجح.

وعند دوّار إيليا، أقفل المحتجّون الطريق مجدّداً.

كذلك احتشد المئات من المواطنين، وأعادوا إقفال مستديرة زحلة. وحصل تشابك وتدافع بين الجيش والمتظاهرين ادى الى وقوع جريح ويدعى جوزف قبرصلي.

وشهدت الطريق الرئيسية في تعلبايا عمليات كر وفر بين عدد كبير من المتظاهرين وبين الجيش اللبناني، كما رشق بعض المتظاهرون الجيش بالحجارة.

من جهةٍ ثانية، تقبّلت عائلة علاء ابو فخر مساءً التعازي في ساحة الشهداء، وحضر عدد من أقربائه وشاركوا بوقفة رمزية مقابل جامع الأمين حيث أضيئت الشموع تكريماً لذكراه، كذلك أضيئت الشموع أمام بيت الكتائب في الصيفي حيث وضع رئيس الكتائب سامي الجميّل إكليلاً من الورد.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *