الرئيسية / سياسة / “الشرق”: المجموعة الدولية: ندعم القرارات الاصلاحية للحكومة
الشرق

“الشرق”: المجموعة الدولية: ندعم القرارات الاصلاحية للحكومة

كتبت صحيفة “الشرق” تقول: المواجهة تستعر. الشعب ضد ما تبقى من الدولة، والدولة تقاوم بما تبقى منها.

انتفاضة الشعب ضد المنظومة السياسية لا تبدو ستتوقف الا برحيلها. ساحات لبنان تتوحد بمطالبها. طرابلس تعانق الهرمل، صور تلاقي جل الديب والزوق تمد اليد الى النبطية وزحلة، فيما تتواصل ساحتا الشهداء ورياض الصلح ببحر الشعب الهائج ضد الفساد وهدر المال العام.

المشهد نفسه في اليوم السادس، الشعب في الشارع والسلطة المحتقنة بمفعول شعاراته تبحث عن درب خلاص يقيها غضبه والسقوط.

في قصر بعبدا الصمت نفسه باستثناء تسريبات عن مصادر وزارية تؤكد البحث عن تكليف بدلاء من وزراء القوات اللبنانية المستقلين وتنفي الحديث عن تعديل وزاري وتتهم الحزب التقدمي الاشتراكي بخلق بلبلة، وفي المجلس النيابي نومة اهل الكهف، وفي السراي سعي الى احداث نقلة حكومية فاعلة قادرة على محاكاة الحراك الشعبي وتنفيذ الورقة الاصلاحية وجولة مشاورات ديبلوماسية تستمزج الاراء.

وافادت مصادر سياسية مطلعة ان حركة اتصالات متسارعة تجري بين كبار المسؤولين في الدولة والقوى السياسية من جهة وبين عدد من دوائر القرار في الدول المهتمة بالشأن اللبناني محورها اجراء تعديلات وزارية اساسية في الحكومة اللبنانية ترتكز الى اقصاء بعض الوجوه التي تشكل استفزازا للبنانيين المحتجين في الشارع واخرى اثبتت فشلها في ادارة شؤون وزاراتها، موضحة ان الاقتراح المشار اليه يحظى برضى الشريحة الاوسع من السياسيين غير انه مازال يصطدم برفض رئاسي مطلق لاسيما من قصر بعبدا. واشارت المصادر الى ان نصائح خارجية عدة أسديت الى رئيس الحكومة سعد الحريري بوجوب الركون الى هذا الخيار، باعتبار ان لا مخرج آخر متاحا راهنا لوقف ثورة الشارع التي تهدد في حال استمرارها بانهيار شامل على مختلف المستويات يصعب الخروج منه، خصوصا اذا ما اسقط الشارع الحكومة برمتها ودخلت البلاد في الفراغ والمجهول، لافتة الى ضرورة اقتناع الجميع بوجوب الاستماع الى نبض الشارع واحداث التغيير المنشود بالحد الادنى من الخسائر السياسية والا فإن الهيكل سينهار على رؤوس السياسيين قبل اي لبناني آخر.

وتوازيا، كشفت مصادر مقربة من رئيس الحكومة سعد الحريري أن رئيس الحكومة يعمل على إحداث نقلة حكومية فاعلة تكون قادرة على مواكبة ومحاكاة الحراك الشعبي وتنفيذ برنامج العمل الذي تم الاتفاق عليه في بعبدا. وأشارت المصادر إلى أن هذا الأمر يستلزم مشاورات سياسية للتوصل إلى وضع حكومي فعال في ضوء استقالة وزراء القوات اللبنانية، كاشفة عن خيارات مطروحة لم يتم بتها بعد ومن ضمنها تخفيض عدد أعضاء الحكومة. وقالت المصادر ان تعيين بدلاء من وزراء القوات المستقيلين هو من اختصاص رئيسي الجمهورية والحكومة وما يحكى عن تعديل وزاري او تخفيض عدد الوزراء أمر لم يبحث بعد.

وكان رئيس الحكومة استأنف امس عمله في السراي الحكومي، والتقى السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه، في حضور الوزير السابق غطاس خوري، ثم السفير الكويتي في لبنان عبد العالي القناعي، في حضور رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر. واكتفى القناعي، لدى مغادرته، بالقول: “الوقت الآن ليس وقت كلام بل وقت عمل”. والتقى ايضا السفير الروسي الكسندر زاسبكين. كما استقبل سفراء مجموعة الدعم الدولي للبنان. وتابع الحريري اليوم آلية وضع ما تقرر في مجلس الوزراء أمس موضع التنفيذ.

في مجال آخر، وفي اطار محاولات الضغط على المتظاهرين، صدر عن المكتب الإعلامي لوزير التربية والتعليم العالي البيان الآتي: حرصًا على مصلحة الطلاب وعلى حسن سير العام الدراسي، يدعو وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب كل المدارس والثانويات والمعاهد الرسمية والخاصة والجامعات إلى إستئناف التدريس صباح اليوم الأربعاء الواقع فيه 23-10-2019 والعمل بكل الوسائل للتعويض عن أيام التعطيل التي فرضتها الظروف الراهنة”. من جانبه، أعلن رئيس الجامعة اللبنانية استئناف الدروس والأعمال الإدارية في كليات ومعاهد وفروع الجامعة كافة، بدءا من اليوم الاربعاء.

في المقابل، دعا رئيس رابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية يوسف ضاهر الأساتذة والطلاب إلى الاستمرار في التظاهرات وعدم الانصياع لمطلب رئيس الجامعة فؤاد أيوب كما أعلنت رابطة طلاب الجامعة اللبنانية ان “شعارنا يجب أن يكون: كلّن يعني كلّن، ورئيس الجامعة اللبنانية واحد منهم”.

وفي مفارقة لافتة، توقفت مصادر سياسية عند قرار وزير التربية الاشتراكي، ولو انه اصدر بيانا توضيحيا لاحقا، في حين يدعو رئيس الحزب وليد جنبلاط الى التظاهر، وقد اعتبر اليوم ان “الإصلاحات التي اعتمدت هي مخدرات واهية لبعض الوقت وان بيع القطاع العام جريمة وقد رفضناها بالأمس”. وأضاف عبر “تويتر”: “الى متى يا شيخ سعد ستبقى على هذا التفاهم الذي دمر العهد ويكلفنا من رصيدنا في كل يوم”. وتابع، “أليس أفضل تعديل الحكومة واخراج رموز الاستبداد والفساد منها، وان التعرض للمتظاهرين خط أحمر”.

في المقلب المالي، افادت المعلومات أن مصرف لبنان زود المصارف بأموال من ودائعها الموجودة لديه من أجل تلبية حاجات المواطنين من خلال أجهزة الـATM.

الحريري التقى مجموعة الدعم الدولية للبنان وسفير الكويت
كوبيتش: ندعم الأهداف الإصلاحية والقرارات المعتمدة من الحكومة

اجتمع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري امس في السراي الحكومي بمجموعة الدعم الدولية للبنان التي تضم سفراء الولايات المتحدة اليزابيث ريتشارد، روسيا ألكسندر زاسبيكين، فرنسا برونو فوشيه، بريطانيا كريس رامبلنغ، ألمانيا جورج برغلين، إيطاليا ماسيمو ماروتي، الاتحاد الأوروبي رالف طراف، القائم بالأعمال الصيني جيانغ زويانغ، المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش وممثل جامعة الدول العربية السفير عبد الرحمن الصلح، في حضور الوزير السابق الدكتور غطاس خوري.

بعد الاجتماع، قال كوبيتش: “لقد استقبل الرئيس الحريري في السراي الحكومي أعضاء مجموعة الدعم الدولية للبنان، والمؤلفة من السفراء الممثلين للصين، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، روسيا، بريطانيا، الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، جامعة الدول العربية والأمم المتحدة. وأطلع الرئيس الحريري السفراء على جدية الإجراءات التي طال انتظارها والتي اتخذت بالأمس من الحكومة، سواء كانت كجزء من مشروع موازنة العام 2020 لكي يتم إقرارها ضمن المهل الدستورية، أو من خارج الموازنة.

كما كرر الرئيس الحريري أن هذه الإجراءات المتوخاة وغيرها ليست سوى خطوة أولى، وقد حصل توافق في الحكومة في شأنها بفضل الشباب والشابات الذين تظاهروا على مدى الأيام الماضية من أجل كرامتهم الوطنية واستعادة الهوية الوطنية وتقديمها على الهوية المذهبية والطائفية.

كذلك جدد التأكيد أن هذه الإجراءات لم تتخذ من أجل الطلب من المتظاهرين التوقف عن التظاهر أو التعبير عن غضبهم، بل إن هذا القرار يتخذه المتظاهرون وحدهم. وإذا كانت الانتخابات المبكرة طلبهم، فإن صوتهم وحده سيقرر. كما أكد أن الحكومة لن تسمح لأحد بأن يهدد المتظاهرين، وأن الدولة لديها مهمة حماية التعبير السلمي عن المطالب الشرعية”.

وأضاف: “إن مجموعة الدعم الدولية عبرت عن دعمها للأهداف الإصلاحية التي أوجزها الرئيس الحريري والقرارات المعتمدة من الحكومة، والتي تتماشى مع تطلعات الشعب اللبناني. نحن نشيد بالتعبير الديموقراطي للشعب اللبناني ومطالبته بإصلاحات بنيوية وتغييرات اجتماعية ومسؤولة ومقبولة، يجب أن تقلص بشكل حقيقي الفساد والهدر وتبتعد عن الطائفية وتؤمن الحوكمة الصحيحة والمساءلة التامة وتؤدي إلى نمو مستدام واستقرار. إن شكواهم يجب أن تتم معالجتها. إن مجموعة الدعم الدولية ترحب بالسلوك المسؤول إلى حد كبير الذي انتهجته قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني، واحترم إلى حد كبير منذ السبت الماضي حق الشعب بتظاهرات سلمية. وقد أحطنا علما بالتزام الرئيس الحريري أن الحكومة وقواها الأمنية الشرعية ستبقى توفر الحماية للمدنيين المتظاهرين بشكل سلمي، وستتخذ التدابير المناسبة تجاه أي تحريض عنيف محتمل لحماية الممتلكات العامة والخاصة والمؤسسات وحق الشعب في التعبير السلمي عن آرائه”.

وختم: “إن مجموعة الدعم الدولية تحض المسؤولين والجهات السياسية الفاعلة في لبنان على الاستماع إلى المطالب الشرعية التي يطرحها الناس، والعمل معهم على الحلول ومن ثم على تطبيق هذه الحلول، والامتناع عن الكلام والأفعال التي يمكن أن تلهب التوترات وتحرض على لامواجهة والعنف. إن مجموعة الدعم الدولية تجدد تأكيد دعمها القوي للبنان وشعبه ولوحدة أراضيه وسيادته واستقلاله السياسي”.

وكان الحريري التقى على التوالي فوشيه وزاسبيكين ورامبلنغ وعرض معهم مجمل التطورات والأوضاع العامة.

كذلك استقبل السفير الكويتي عبد العال القناعي، في حضور رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر. واكتفى القناعي لدى مغادرته بالقول: “الوقت الآن ليس وقت كلام بل وقت عمل”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *