الرئيسية / سياسة / “اللواء”: قَصْف عوني على الحريري قبل عودته من واشنطن ترحيب درزي برئيس الجمهورية يمهِّد للقاء مع جنبلاط … ومجلس الوزراء هذا الأسبوع في بيت الدين ‎ ‎
اللواء

“اللواء”: قَصْف عوني على الحريري قبل عودته من واشنطن ترحيب درزي برئيس الجمهورية يمهِّد للقاء مع جنبلاط … ومجلس الوزراء هذا الأسبوع في بيت الدين ‎ ‎

كتبت صحيفة “اللواء ” تقول : في أجندة الأسبوع ما قبل الأخير من آب اللهاب، حيث ترتفع الحرارة على نحو غير مسبوق، بدءاً من الخميس المقبل، ‏جلسة لمجلس الوزراء، يتحدد موعدها، غداة عودة الرئيس سعد الحريري المتوقعة اليوم، وان كان مكانها محدداً نفسه، ‏إذا ما كانت برئاسة الرئيس ميشال عون، في قصر بيت الدين، الذي على اجندته السياسية زيارة لرئيس الحزب التقدمي ‏الاشتراكي وليد جنبلاط، بعد عودته من “سفره المريح‎”..‎
‎ ‎
عودة النصاب الرسمي
‎ ‎
وإذا سارت الرياح بحسب ما يشتهي المسؤولون اللبنانيون، فإنه يفترض، مع عودة رئيس الحكومة سعد الحريري ‏المرتقبة اليوم إلى بيروت، بدء عودة عجلة الحياة السياسية والنشاط الرسمي الفعلي، بعد انتهاء عطلتي عيد الأضحى ‏وانتقال السيدة العذراء، وسط أجواء انفراجات داخلية، احدثتها اللقاءات التي تمت ومهدت للمعالجات بين الأطراف ‏المعنية بحادثة قبرشمون – البساتين، ويفترض ان تستكمل بمساعي الرئيس نبيه برّي هذا الأسبوع، خصوصاً بعد ان ‏تعززت بلقاء رئيس الجمهورية ميشال عون في المقر الصيفي في بيت الدين بوفد من الحزب التقدمي الاشتراكي ‏واللقاء الديموقراطي النيابي ممثلا رئيس الحزب وليد جنبلاط وابنه رئيس التكتل تيمور جنبلاط، ومن ثم بوفد كبير ‏ضم زهاء 300 شخص من فعاليات الشوف تقدمته السيدة داليا وليد جنبلاط للترحيب بالرئيس، على ان يقوم جنبلاط ‏الاب والابن الموجودين خارج لبنان بزيارة عون يوم السبت المقبل بعد عودتهما من الخارج‎.‎
‎ ‎
ووصفت مصادر “اللقاء الديموقراطي النيابي” اجتماع الوفد النيابي الوزاري بالرئيس عون في بيت الدين ، بأنه ‏‏”ودّي وايجابي جدا”. وقالت لـ”اللواء”: اكدنا خلاله ان مصالحة الجبل ثابتة ولن تهتز، خاصة ان الرئيس عون ‏اضاف اليها كثيرا بزيارته دار المختارة عام 2010‏‎.‎
‎ ‎
وحول معالجات حادثة البساتين؟ قالت المصادر: لم نتطرق لهذا الموضوع ، لكن مسارات المصالحة ماشية، ونستطيع ‏ان نؤكد اننا اصبحنا امام مرحلة جديدة‎.‎
‎ ‎
ويبدو ان هذه الانفراجات مهّدت للاتفاق على عقد جلسة لمجلس الوزراء مبدئيا يوم الاربعاء المقبل او الخميس على ‏أبعد تقدير في بيت الدين، بعد عودة الحريري، الذي من المرتقب ان يزور الرئيس عون للاتفاق على موعد الجلسة ‏وجدول اعمالها، ويضعه في اجواء لقاءاته في واشنطن لا سيما مع وزير الخارجية مايك بومبيو. وذلك في اطار ‏التوافق الذي جرى لطي المواضيع الخلافية والبدء بمعالجة الملفات المهمة المطروحة اقتصاديا وماليا وانمائيا ‏وخدماتيا. وقد رجحت مصادر وزارية تكثيف الجلسات لتعويض ما فات خلال ازمة قبرشمون- البساتين التي استمرت ‏أربعين يوما‎.‎
‎ ‎
كما علمت “اللواء” في مجال اخر، ان رئيس حزب التوحيد العربي الوزير الاسبق وئام وهاب، سيزور الرئيس عون ‏اليوم الاثنين على رأس وفد كبير للترحيب به في الشوف، في حين تقرر ان تكون زيارة رئيس الحزب الديموقراطي ‏النائب طلال ارسلان هذا الاسبوع ايضا، بعد احياء الحزب مراسم ذكرى ضحيتي حادثة البساتين رامي سلمان وسامر ‏أبو فراج امس الاحد في دار خلدة‎.‎
‎ ‎
واتسمت مراسم الذكرى بالهدوء بشكل عام، ولم تخرج كلمة أرسلان عن سياق المصارحة والمصالحة التي أرساها لقاء ‏بعبدا، وبدا ان خلدة ما زالت متمسكة بها، على اعتبار انها مسار طويل وتندرج في اطارها بنود كثيرة، وهي خطوة ‏أولى باتجاه خطوات أخرى، لم يحددها، وان كان أوضح انه كرمى الرئيس برّي قبل بوضع كلمة المصالحة إلى جانب ‏المصارحة، مشيراً إلى انه ينتظر ان تبدأ المحكمة العسكرية عملها ونحن بكل روح إيجابية وتعاون حاضرون لكي ‏يذهب المطلوبين إلى التحقيق ولا غطاء على أحد‎.‎
‎ ‎
وشدّد أرسلان على ان ما حصل مع وزير شؤون النازحين صالح الغريب في قبرشمون لم يكن حادثاً عابراً أو حادثة ‏بنت ساعتها، كما يحاول البعض توصيفها (في ردّ غير مباشر على الحزب الاشتراكي)، وانه ليس من مدرسة ‏التفاوض على الدم‎.‎
‎ ‎
ترحيب اشتراكي بعون
‎ ‎
إلى ذلك، علمت “اللواء” من مصادر مطلعة ان زيارة وفد نواب الحزب التقدمي الأشتراكي للرئيس عون في قصر ‏بيت الدين كان ضروريا ووصفت الأجواء بالجيد حيث دار كلام عن اهمية لقاء المصارحة والمصالحة في قصر بعبدا ‏وضرورة متابعته من خلال الأجراءات التي اتفق عليها وتنقية الأجواء بشكل نهائي وان يأخذ القضاء مجراه في ملف ‏التحقيق لأنه بذلك لن يشعر اي طرف بأنه مغبون بأي قضية تحصل‎.‎
‎ ‎
وقالت انه في العموم كان الجو جيداً، متوقفة عند اطلاق النائب ارسلان مواقف هادئة غير مستفزة امس الأمر الذي ‏يشجع على السير في ما اتفق عليه بشكل جيد على ان يكمل القضاء مهمته‎.‎
‎ ‎
وافادت المصادر ان للحديث تتمة في اللقاء المرتقب بين الرئيس عون والنائب السابق وليد جنبلاط بعد عودته من ‏الخارج‎.‎
‎ ‎
وكان الرئيس عون قد أكد امام الوفد الحاشد، ان المصالحة الأساسية التي حصلت لن تهتز، وان اختلفنا سياسياً‎.‎
‎ ‎
وقال: “ان الاختلاف السياسي طبيعي في النظام الديموقراطي، ولكنه ليس اختلافا على الوطن. والانسان يغتني في ‏حق الاختلاف الذي يتيح المجال للاغتناء المتبادل والالتقاء على ما هو صح والابتعاد عما هو خطأ‎”.‎
‎ ‎
اما الوفد الاشتراكي فقد رحب باسمه الوزير اكرم شهيب الذي أكّد ان “وجود الرئيس عون في بيت الدين هو تكريس ‏للمصالحة الراسخة التي أرساها البطريرك الراحل نصر الله صفير وعززتها زيارتكم إلى المختارة في العام 2010‏‎”.‎
‎ ‎
وقال: ان المصالحة كانت وستبقى عنواناً ساطعاً للعيش الوطني الواحد الراسخ في الجبل “وهي فعل وعي يمارس ‏يومياً عن قناعة وخيار ثابت‎”.‎
‎ ‎
مجلس الوزراء
‎ ‎
وبالنسبة إلى مجلس الوزراء، فقد اشارت المصادر المطلعة نفسها إلى انه مع عودة الرئيس الحريري من الخارج فإنه ‏يفترض ان يتحرك ملف مجلس الوزراء ومن المرجح ان تعقد جلسة لمجلس الوزراء هذا الأسبوع في قصر بيت الدين ‏والأمر مرتبط بعودة الحريري وانجاز جدول أعمال مجلس الوزراء والدعوة الى انعقاد الجلسة‎.‎
‎ ‎
وذكرت بأن اولوية رئيس الجمهوريه تقوم على التركيز على الشق الأقتصادي وورقة العمل التي اقرت في الأجتماع ‏المالي والأقتصادي الذي انعقد في قصر بعبدا لاسيما ان هناك نقاطا لا بد من استكمالها من ضمن الآجراءات التي ‏اتخذت خصوصا ما يتعلق بموازنة العام 2020 لجهة انجازها سريعا ضمن المهلة الدستورية وخطة الكهرباء وكذلك ‏الأمر بالنسبة الى خطة “ماكينزي” ومقررات سيدر وكل المقترحات الواردة في الورقة والتي تشكل اولوية لدى ‏الرئيس عون في المرحلة المقبلة ويرغب في تنفيذها، مذكرة بما قاله في دردشة لدى الأعلاميين انه ما لم يكن هذا ‏الآجتماع قادرا على تنفيذ القرارات التي اتخذها فحتما هناك امر غير صحيح‎.‎
‎ ‎
ولفتت الى ان هناك ايجابيات تسجل في التطورات التي حصلت مؤخرا كما ان جو زيارات قصر بيت الدين تعزز ‏مناخاً سليماً‎.‎
‎ ‎
وفي تصريحات جديدة له، أعلن الرئيس عون انه سيرعى شخصياً المسار التنفيذي لمقررات لقاء بعبدا المالي ‏والاقتصادي بالتعاون مع الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري والقوى السياسية المشاركة في السلطة‎”.‎
‎ ‎
وأضاف في تصريحات لـ”رويترز”، إن “الهدف هو ضمان الاستقرار السياسي في مجلس الوزراء وخارجه، وتأمين ‏أكبر قدر من الانتاجية خاصة لجهة تنفيذ موازنة 2019 بوارداتها وإصلاحاتها‎”.‎
‎ ‎
وقال عون إنه يتوقع أن “يبدأ هذا المسار التنفيذي مع بداية شهر أكتوبر (تشرين الأول)، بعد الانتهاء من التحضيرات ‏الجارية الآن في مختلف الادارات، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات النمو وينعكس إيجابا على الوضعين الاقتصادي ‏والمالي‎”.‎
‎ ‎
وبين الخطوات التي تم الاتفاق عليها، في اللقاء المذكور، الانتهاء من ميزانية 2020 في الموعد المناسب، وإعداد ‏خطة لبدء مشروعات تبلغ قيمتها 3.3 مليار دولار وافق عليها مجلس النواب، والتنفيذ الكامل لخطة إصلاح قطاع ‏الكهرباء وقوانين لمكافحة التهرب الضريبي وتنظيم العطاءات العامة‎.‎
‎ ‎
وتعهدت حكومات أجنبية ومؤسسات مانحة العام الماضي بتقديم 11 مليار دولار للبنان، لتمويل مشروعات البنية ‏الأساسية الرئيسة خلال مؤتمر سيدر في باريس، شريطة تنفيذ الإصلاحات، بحسب ما قالت “رويترز” التي اضافت ‏بأنه ينظر إلى إجراءات خفض عجز الميزانية وإصلاح قطاع الكهرباء، الذي يستنزف الأموال العامة في الوقت الذي ‏يجعل فيه اللبنانيين يعانون انقطاع الكهرباء، على أنهما اختباران مهمان لقدرة الحكومة على الإصلاح‎.‎
‎ ‎
الحريري في واشنطن
‎ ‎
وكانت لقاءات الرئيس الحريري في واشنطن قد خرجت بمواقف تؤكد الدعم الاميركي لمؤسسات لبنان الدستورية ‏والعسكرية والامنية اضافة الى الدعم الاقتصادي، لكنها لم تبت بشكل قاطع في أحد اهداف الحريري من الزيارة، وهي ‏تبيان المدى الذي ستسلكه الادارة الاميركية في عقوباتها على ايران وبالتالي على “حزب الله”، علما ان الوزير بومبيو ‏قال في تغريدة له عبر “تويتر” بأن اجتماعه مع الحريري كان مثمراً، وأنه أكد له دعم استقرار لبنان، وفي الوقت ‏نفسه عبر له عن قلقه ازاء “حزب الله”، مؤكداً استمرار العقوبات الأميركية على الحزب‎”.‎
‎ ‎
يُشار إلى ان الحريري وأفراد عائلته استضافوا أمس الوزير بومبيو وعائلته إلى الغداء في مزرعة الحريري الخاصة ‏خارج واشنطن، في حضور الوزير السابق الدكتور غطاس خوري الذي يرافقه كمستشار وحضر جميع لقاءاته في ‏العاصمة الأميركية‎.‎
‎ ‎
ويبدو ان نتائج زيارة الحريري الى واشنطن لا سيما في ما خصّ “حزب الله”، لن تظهر فورا بل من خلال ‏الاجراءات التي ستتخذها الادارة الاميركية سواء لجهة دعم لبنان او لجهة العقوبات على “حزب الله”، علما ان ‏المعلومات افادت ان رئيس الحكومة سعى لدى الجانب الاميركي للفصل بين عمل الحكومة وضمان انتاجيتها ‏ومعالجاتها للمشكلات المطروحة، وبين السياسة الاميركية تجاه الوضع الاقليمي وصراعها مع ايران و”حزب الله‎”.‎
‎ ‎
لكن لفت الانتباه، ان نتائج هذه الزيارة بدأت تواجه بحملة تشكيك، بعدما واجهتها في الأيام الأولى حملة تشويش، من ‏جانب فريق دأب على تسريب معلومات عن استياء أميركي من أداء حكومة الحريري. وجديد هذه التسريبات كلام عن ‏عدم اجراء أي اتصال بين الحريري والرئيس عون خلال وجوده في واشنطن، وكذلك تساؤلات عن أسباب عدم ‏حضور سفير لبنان في واشنطن غابي عيسى الاجتماعات التي عقدها الرئيس الحريري مع المسؤولين الأميركيين، ‏وخاصة مع الوزير بومبيو، مع انه كان في استقباله على المطار لدى وصوله إلى واشنطن‎.‎
‎ ‎
وعبر عن حملة التشكيك النائب في “التيار الوطني الحر” زياد أسود الذي غرد على حسابه على “تويتر” موجهاً ‏حديثه إلى الرئيس الحريري قائلاً: “اذا رحّت أميركا واستقبلت وتقابلت لا يمكنك ان تتعهد بشيء وإذا رجعت إلى لبنان ‏لا يمكنك ان تنفيذ شيئاً ما كتب قد كتب دولتك‎”.‎
‎ ‎
‎ ‎
وسارع عضو المكتب السياسي في تيّار “المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش إلى الرد على أسود عبر الـL.B.C ‎بالقول: “كلام تافه وخارج عن المنطق السياسي، وهل هي تغريدة أم نعيق؟”، فيما لاحظ الوزير السابق اللواء اشرف ‏ريفي ان اتباع من وصفهم بالمحور السوري – الإيراني بدأوا اوركسترا استهداف الرئيس الحريري وزيارته إلى ‏واشنطن بهدف تكريس لبنان سجيناً لهذا المحور مع كل ما يدفعه من أكلاف وطنية وعربية واقتصادية‎.‎
‎ ‎
أضاف عبر “تويتر”: “نقف إلى جانب الحريري في كل مسعى لتحرير الوطن الأسير‎”.‎
‎ ‎
وفي تقدير مصدر سياسي ان مواقف الحريري في واشنطن من موضوع العقوبات يمكن ان تكون لها نتائج سلبية على ‏علاقته بحزب الله، ولا يستبعد ان تنعكس ايضاً على عمل الحكومة، مشيرة إلى ان أبلغ دليل على استياء الحزب من ‏مواقف الحريري، ما قاله النائب أرسلان في ذكري أربعين ضحيتي حادثة قبرشمون في الجبل، عندما توجه إلى ‏الحريري بالاسم قائلاً انه “يتمنى منه ألا يرسل لنا رسائل عبر البحار، لأن البلد لم يعد يحتمل، ولأن من ينتظر ‏رسائل عبر البحار هو من يكون في موقع الضعف وليس نحن‎”.‎
‎ ‎
اضاف: “وعندما يُحكى بتصنيفات سياسية في عواصم الدول، فهذه جريمة ترتكب يومياً بحق لبنان واللبنانيين، ‏والحمد لله ما عندنا شيء نستحي منه لا في انتمائنا ولا بتحالفاتنا ولا ببوصلتنا‎”.‎
‎ ‎
ولم يستبعد المصدر ان تكون الحملة نتيجة “ضيقة عين” من نجاح المحادثات التي أجراها الحريري ومستوى ‏الشخصيات الرسمية الأميركية التي التقاها، في حين ان “الآخرين” استحالت عليهم مثل هذه اللقاءات عندما كانوا ‏يزورون العاصمة الأميركية‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *