الرئيسية / سياسة / اللواء: الموازنة: عود على بدء بين ألغام الضرائب والتخفيضات‎!‎ سلامة يطلب اليوم من موظّفي المركزي إستئناف العمل.. و”صواريخ باسيل” يصل مداها الى تل أبيب
اللواء

اللواء: الموازنة: عود على بدء بين ألغام الضرائب والتخفيضات‎!‎ سلامة يطلب اليوم من موظّفي المركزي إستئناف العمل.. و”صواريخ باسيل” يصل مداها الى تل أبيب

كتبت صحيفة “اللواء : اليوم السادس من أيّار عيد شهداء الصحافة، وهو لم يعد عيداً رسمياً، ومع ذلك، فالحكومة تعود لعقد جلساتها اليوم، في ‏جلسة من اصعب الجلسات وأعقدها، على وقع حقل ملغم من الاضرابات والامتناعات، قد تطاول السيولة بالليرة، ‏وتسعير الدولار والعملات، فضلاً عن بداية شحّ في المحروقات لا سيما مادة البنزين، حيث تشهد الصفيحة ارتفاعاً ‏تدريجياً، غير مسبوق منذ عدّة سنوات‎..‎
‎ ‎
وإذا كانت حالة الترقب توتر المشهد السياسي في البلاد، وكذلك المشهد الاقتصادي، في ضوء توقعات باتت ضرورية ‏لجهة مبادرة أصحاب “الحل والربط”، فإن خرقاً حدث لجهة لقاء المصارحة، الذي استضافه الرئيس نبيه برّي، الذي ‏احتفل مع عائلته وأحفاده بعيد ميلاده الـ81، بين ممثلين لحزب الله وهما المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج ‏حسين خليل ورئيس وحدة الارتباط الحاج وفيق صفا، وعن الحزب التقدمي الاشتراكي الوزير وائل أبو فاعور والنائب ‏السابق غازي العريضي، للبحث في العودة الى قاعدة تنظيم الخلاف، والتعايش معه، بعيداً عن فتح نوافذ خلافية لا ‏حاجة لها‎..‎
‎ ‎
ولم يحدث خرق، الا انه بداية للمعالجة.. ونسبت قناة “المنار” إلى ما اسمته “مصدر المنار” ان حزب الله أبدى ‏استعداده للتعاون من دون الخروج عن المنطق السياسي والوطني، وبرغم نتائجه المتواضعة، الا انه يُشكّل ارضية ‏يُمكن الانطلاق منها لتلاقي وجهات النظر، والكلام للمصدر نفسه‎.‎
‎ ‎
المعلومات المتوافرة حول نقاشات الموازنة انها ستدخل اليوم في نقاط تفصيلية لم يجر التطرق إليها مثل رفع نسبة ‏الضريبة على فوائد الودائع من 7% إلى 10%، المرفوض من وزراء محسوبين على قوى ذات حضور قوي في ‏الحكومة، فضلا عن تخفيضات الرواتب والأجور والتقديمات للقطاع العام، إضافة إلى التقديمات الملحقة برواتب ‏العسكريين والضباط‎.‎
‎ ‎
واشارت مصادر وزارية لـ”اللواء” الى ان هناك سلسلة قرارات سيلجأ مجلس الوزراء اليها في القسم الأخير من النقاش ‏في مشروع قانون موازنة العام 2019 واوضحت انه لا بد من ان يكون الموقف موحدا داخل المجلس خصوصا في ما ‏يتعلق بقرارات تتخذ للمرة الأولى على صعيد التقشف فضلا عن انه لا يراد ان يظهر الأمر وكأن ثمة من يعترض عند ‏كل تفضيل وثمة من يوافق سريعا. لذلك اشارت المصادر الى ان هناك توجها يقضي بأن يسجل كل وزير ملاحظاته ‏ويسعى الى التشاور مع مرجعيته حول بعض الإجراءات خصوصا ان هناك مقترحات ستطرح للمرة الأولى او بشكل ‏مفاجىء‎.‎
‎ ‎
‎ ‎
وكشف مصدر مطلع ان البحث سيتطرق إلى هذا الموضوع، من زاوية زيادة نسبة رفع الضريبة درجة واحدة على ‏فوائد الودائع المصرفية (من 7 إلى 8%‏‎).‎
‎ ‎
وعلمت “اللواء” على صعيد المعالجة ان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة سيجتمع قبل ظهر اليوم، مع نقابة موظفي ‏المصرف للبحث في تعليق الإضراب، نظراً للإنعكاسات السلبية على الانتظام المالي العام‎.‎
‎ ‎
وكشف مصدر مصرفي هي ان الحاكم سيطلب من الموظفين إنهاء الإضراب، واستئناف العمل، مع بداية الأسبوع‎.‎
‎ ‎
الموازنة: عود على بدء
‎ ‎
وهكذا تعود موازنة العام 2019 إلى مشرحة طاولة مجلس الوزراء، في جلسة خامسة، يتوقع ان تكون هادئة، إذا ‏جرت الرياح بحسب ما يشتهي رئيس الحكومة سعد الحريري، ولكن في ظل مواجهات مفتوحة مع القطاعات والنقابات ‏العمالية والتربوية والمصرفية، ومع القضاة والعسكريين ولا سيما المتقاعدين منهم، وبصورة اخص مع موظفي ‏مصرف لبنان الذين شلوا باضرابهم المفتوح معظم الأعمال المصرفية، ولا سيما التحويلات والتبادلات المالية، وينذر ‏بارباك مرتقب على الصعيد السيولة بالعملة اللبنانية، في حال استمر الإضراب لأكثر من أسبوع للمطالبة بعدم المس ‏بحقوقهم وتعويضاتهم ومكتسباتهم أو اخضاعهم لإدارة القطاع العام‎.‎
‎ ‎
والسؤال الذي يطرح نفسه هو ان نجاح التحركات المطلبية في ثني الحكومة عن خفض بعض الرواتب والتعويضات ‏والتقديمات سيؤدي إلى احراج الحكومة امام الدول المانحة في مؤتمر “سيدر” وغيرها من دول وصناديق مالية دولية ‏لعدم تمكنها من تخفيض نسبة العجز في الموازنة المرتقبة؟ وبالتالي هل سيؤثر ذلك على ثقة هؤلاء بلبنان واقتصاده ‏وتضيع معها مليارات “سيدر” ومعها كل الآمال باستعادة نسبة النمو؟ طالما ان السلطة الحاكمة لا تستقوى سوى على ‏الفقراء، ولا تستطيع ان تفعل شيئاً حيال مزاريب الهدر والسرقة والفساد والتهريب بمختلف ممراته ومجالاته؟
‎ ‎
ويرى مصدر وزاري في “التيار الوطني الحر” انه من المبكر الحسم في كل هذه الأمور قبل انتهاء نقاش الموازنة ‏واقرارها، إلا انه تحدث عن حلول وخيارات أخرى لا زالت قيد البحث من أجل تحقيق الهدف المرجو في خفض ‏العجز، داعياً إلى عدم استباق الأمور‎.‎
‎ ‎
أفيوني لـ”اللواء‎”‎
‎ ‎
اما وزير الدولة لشؤون الاستثمار والمعلومات عادل أفيوني فقال لـ”اللواء” رداً على هذه التساؤلات، ان ما يثار في ‏الإعلام وفي الشارع لا يعبر عن حقيقة وجوهر النقاش الدائر في الحكومة، مشيراً إلى ان التهويل يُفاقم المشكلة ولا ‏يحلها، خصوصاً وان هناك اصراراً حكومياً للوصول إلى توافق‎.‎
‎ ‎
ورأى أن المسألة ليست مسألة تخفيضات في الارقام لخفض العجز، بل الموضوع هو النظرة الشاملة للموازنة ‏والوصول الى اقرارها وفق المقاييس والمعايير الدولية، والتي تناسب وضعنا المالي والاقتصادي في الوقت ذاته، ‏والمهم ان نخلق اشارة ايجابية للاسواق المالية المحلية والعالمية وللمستثمرين، بما ينقلنا من وضع دقيق الى استعادة ‏الثقة. لذلك نسعى الى تقديم موازنة طموحة تحفّز الاقتصاد وتخفض العجز، وفق مقاييس صحية مقبولة.وعندها ‏تنخفض الفوائد تلقائيا لأنها تكون ناتجة عن عرض وطلب وحسب وضع السوق‎.‎
‎ ‎
وحول النقاش مع المصارف بشأن رفع الضريبة على الفائدة من سبعة الى عشرة في المائة وتأثير ذلك على المصارف ‏والمودعين؟ قال الوزير افيوني: “ان النقاش مستمر لبحث تأثير ذلك على القطاع المصرفي، الذي يلعب دورا اساسيا ‏في الاقتصاد اللبناني وفي تمويل الدين العام، لذلك نرى انه لا يجوز لا تبسيط الامور ولا التهويل على الناس، بل ‏درس انعكاس اي خطوة او قرار على الوضع المالي والنقدي والاقتصادي. فالمهم عدم ترك انعكاسات سلبية على عجلة ‏الاقتصاد وحماية الاستقرار النقدي والمالي وحماية المواطن المودع في آن معا‎”.‎
‎ ‎
وشدد على وجود إصرار من الحكومة على الوصول الى نتائج ايجابية برغم وجود وجهات نظر مختلفة لكنها لم تصل ‏الى حد الاختلاف والفشل، وانا اكيد اننا سنصل بالنقاش الى نتيجة ايجابية‎.‎
‎ ‎
ونفى افيوني علمه بموعد الانتهاء من نقاش الموازنة، لكنه اكد ان الامور تسير بوتيرة سريعة للوصول الى نتيجة ‏مقبولة ومعقولة‎.‎
‎ ‎
هموم المصارف
‎ ‎
وكان رئيس جمعية المصارف الدكتور جورج طربية، حمل هموم المصارف وهواجسها إلى رئيس الجمهورية ميشال ‏عون، على الرغم من العطلة الأسبوعية، لا سيما بالنسبة لما يتردد في كواليس الحكومة وقاله الأمين العام لحزب الله ‏السيّد حسن نصر الله عن دور للمصارف في المساهمة في خفض عجز الموازنة وقيمة الدين العام، وعن رفع معدل ‏الضريبة على الفوائد الذي يفترض ان يطرح اليوم في مجلس الوزراء، ورأى طربيه انه “لا يمكن فرض ضرائب ‏إضافية في وقت الأزمات الاقتصادية”، داعياً إلى عدم تحويل النظام الضريبي اللبناني إلى نظام طارد للاستثمارات، ‏بل يجب ان يكون نظاماً جاذباً للودائع‎.‎
‎ ‎
وقال أنه “بالنسبة إلى تخفيض الفوائد على الودائع، فإنه بمجرد أن تظهر في الأفق انجازات، سواء كانت على صعيد ‏الموازنة أو لجهة ترقب تنفيذ خطة الكهرباء، أو ما وعدنا به من بدء التنقيب عن الغاز والنفط في نهاية العام، فإن كل ‏هذه الاشارات الايجابية عندما ستبدو مؤكدة، ستنخفض الفوائد وسيستفيد من ذلك ليس القطاع العام وحسب، إنما أيضاً ‏الاقتصاد بشكل عام‎”.‎
‎ ‎
ورفض طربيه، “توجيه أصابع الاتهام الى المصارف”، ويقصد بذلك من يقترح تأمين واردات للدولة من خلال ‏فرض ضرائب على المصارف وليس على المواطنين. معتبراً أن هذا الاقتراح هو “هجمة على المصارف وجمعية ‏المصارف”، وأن هذا الاستهداف “له أسباب لا علاقة للمصارف بها، بل هو استهداف للبلد ولاقتصاده‎”.‎
‎ ‎
اضاف: “أنا أسأل ماذا يمكن ان يقال عن المصارف التي تمول الاقتصاد اللبناني، وحجم تسليفاتها له تفوق الدخل ‏القومي في لبنان، كما أن حجم تسليفاتها للخزينة أبقت الدولة اللبنانية مستمرة برواتبها ورواتب اجهزتها؟. إن كل ما ‏تقوم به الدولة منذ 25 سنة إلى اليوم قائم في جزء كبير منه على التسليف المصرفي‎”.‎
‎ ‎
إضراب موظفي مصرف لبنان
‎ ‎
ورأى طربية ان توقف موظفي مصرف لبنان عن العمل يعني تجميد العمل المصرفي لأن المصارف تضع سيولتها ‏النقدية في المصرف المركزي، وتأخذ منه تسيير عملها. وقال انه تمنى على رئيس الجمهورية ان يضع أيضاً اصبعه ‏على هذا الملف كي تتم معالجته في أسرع وقت، لأنه موضوع حسّاس بالنسبة إلى المواطنين وإلى البلد واقتصاده‎.‎
‎ ‎
وفي تقدير مصادر مصرفية ان استمرار إضراب موظفي المركزي من شأنه ان يؤثر على السيولة بالعملة اللبنانية، ‏وعلى مستوى سعر العملات الأجنبية، مشيرة الى ان حجم الودائع بالليرة اللبنانية في المصارف العاملة تكفي لمدة أيام ‏أو أسبوع على أقصى حدّ، وانه في حال خف حجم السيولة فإن ذلك سيؤدي إلى وقف عمليات الصرف والتعامل بين ‏المصارف وتبادل الشيكات بفعل توقف غرفة المقاصة في مصرف لبنان، وكل ذلك سيؤدي إلى فلتان صرف ‏العملات، ولذلك فإن على الحكومة التعامل مع الإضراب بجدية كبيرة، خصوصاً وان مطلب الموظفين محق سواء ‏لجهة قانونيته أو مشروعيته طالما انهم لم يستفيدوا من سلسلة الرتب والرواتب التي أعطيت لموظفي القطاع العام، لأن ‏للمصرف موازنة مستقلة ولا يقبض موظفوه من مالية الدولة كباقي موظفي القطاع العام، وهم يخضعون لقانون النقد ‏والتسليف وليس لنظام مالية الدولة‎.‎
‎ ‎
وكانت الجمعية العمومية لموظفي مصرف لبنان اشارت السبت إلى انه “اذا أقرّت الموازنة كما هي وكانت فيها البنود ‏المتعلّقة برواتب موظفي المصرف، أو بالتقديمات الملحقة برواتبهم، فإن الإضراب سيكون مفتوحاً بدءاً من اليوم ‏الإثنين، حتى تتراجع القوى السياسية عن القرارات الجائرة التي اتخذتها بحق الموظفين‎”.‎
‎ ‎
ووضعت الجمعية قرار المسّ برواتب الموظفين، في إطار “الهجمة على مصرف لبنان”، واصفة إياها بأنها ‏‏”مبرمجة لهدم وتخريب المصرف”. وأبعَدَت الجمعية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة عن مشهد الإضراب، لافتة ‏النظر إلى أن “الحاكم تمنى علينا أن لا يكون الأمر (الإعتراض) أكثر من بيان لكن قرارنا نقابي مستقل‎”.‎
‎ ‎
صواريخ جولة باسيل
‎ ‎
اما جولة رئيس “التيار الوطني الحر” وزير الخارجية جبران باسيل، التي ارجئت جلسات مناقشة الموازنة في مجلس ‏الوزراء بسببها، فلم تخل من صواريخ عابرة للتيارات السياسية الأخرى، أو استهدافها سواء تلك التي أطلقها باتجاه ‏المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان بتهمة السمسرة وصفقات مالية مع مجموعة ضباط آخرين لم ‏يسمهم، أو في اتجاه وزير المال مؤكدا ان “مسيرته لن تهدأ قبل ان ينفذ طريق القديسين بأكملها، أو ذلك الصاروخ ‏الذي تسلمه هدية في رأس اسطا من مسؤول “حزب الله” في المنطقة الشيخ نبيل عمرو والذي فجر سلسلة ردود فعل ‏من نواب تكتل الجمهورية القوية وآخرين، وصلت اصداؤها إلى إسرائيل، حيث علق المتحدث باسم رئيس الوزراء ‏الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للاعلام العربي أوفير جندلمان، منتقداً صورة باسيل وهو يحمل صاروخ “حزب الله”: ‏قائلاً: “وزير خارجية لبنان تلقى هدية جميلة وهي قذيفة اهداها له بكل محبة التنظيم الارهابي الإيراني “حزب الله” ‏الذي يحتل لبنان في خدمة طهران‎”.‎
‎ ‎
وكان باسيل أعلن خلال جولته بأنه سينظف القضاء ممن اسماهم سماسرة الاحكام القضائية، مشيرا إلى انه لا يوجد في ‏العدلية قاض محسوب على العهد، ولا حماية لأحد، ولن نسمح بتشويه البيئة وتلوث المياه لأن ضابطاً ومجموعة ‏ضباط قرروا ذلك لغاية سياسية أو لسمسرة وصفقات مالية، غامزاً من قناة اللواء عثمان في النزاع القائم بينه وبين ‏مفوض الحكومة في المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس‎ .‎
‎ ‎
تجدر الإشارة إلى ان وزيرة الداخلية ريّا الحسن كانت ردّت على حملات التحريض على قوى الأمن الداخلي وشعبة ‏المعلومات، فغردت على حسابها عبر “تويتر” قائلة: “في الوقت الذي معظم العالم العربي يحسدنا على وضعنا ‏الأمني، هل هناك من يقول لي ما هدف وخلفيات الأشخاص الذين يشنون في هذا الوقت بالذات حملة على قوى الأمن ‏الداخلي وشعبة المعلومات؟‎”.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *