الرئيسية / سياسة / الشرق الأوسط: الحكومة اللبنانية تمضي في سياسة تقشفية وقطاع الكهرباء هدف أول لضبط الإنفاق
الشرق الاوسط

الشرق الأوسط: الحكومة اللبنانية تمضي في سياسة تقشفية وقطاع الكهرباء هدف أول لضبط الإنفاق

كتبت صحيفة “الشرق الأوسط ” تقول : تمضي الحكومة اللبنانية في سياسة تقشفية، تتبلور في الموازنة العامة لعام 2019 التي لم تقرها الحكومة بعد، ‏وتتضمن “ضبطاً للنفقات” ضمن سياسة الإصلاحات المطلوبة من لبنان، بموجب مقررات مؤتمر “سيدر”، لتخفيض ‏العجز‎.‎
وينتظر أن تناقش الحكومة الموازنة تمهيداً لإقرارها وإحالتها إلى البرلمان لإقرارها بدوره ضمن مهلة تنتهي في 31 ‏مايو (أيار) المقبل، بموازاة “تصميم الحكومة على أن تنفذ مجموعة إصلاحات لا تهدف إلى إنعاش الاقتصاد اللبناني ‏فحسب، بل إلى تحصينه وتوفير مقومات المرونة والاستمرار الدائمة له”، بحسب ما أعلنت وزيرة الداخلية ريا ‏الحسن، خلال تمثيلها رئيس الحكومة سعد الحريري في “المؤتمر الإقليمي لمرونة المناطق الحضرية في الشرق ‏الأوسط وشمال أفريقيا‎”.‎

ورغم المعلومات التي تتردد عن أن ضبط النفقات سيطال رواتب الموظفين أو سلسلة الرتب والرواتب، أكدت مصادر ‏وزارية لـ”الشرق الأوسط” أن لا شيء محسوماً ونهائياً بعد، مؤكدة أن “كل أبواب الإنفاق خاضعة للنقاش في مجلس ‏الوزراء ثم في مجلس النواب‎”.‎
وبات واضحاً أن قطاع الكهرباء سيكون الوجهة الأساسية لتخفيض النفقات الحكومية، إلى جانب قطاعات أخرى تعاني ‏من هدر وستطالها الإصلاحات، أبرزها التقديمات الحكومية لموظفي القطاع العام، إلى جانب خطة زيادة الإيرادات ‏عبر تفعيل الجباية الضريبية. وتحمل كل كتلة نيابية عدة ملفات لضرورة ضبط الإنفاق فيها، بحسب ما قالت مصادر ‏نيابية لـ”الشرق الأوسط”، مشيرة إلى أن هذه الاقتراحات ستبدأ لجنة المال والموازنة بالبرلمان بدراستها عندما تحيل ‏الحكومة الموازنة الجديدة إلى المجلس النيابي‎.‎

وكان الرئيس سعد الحريري أشار يوم الأحد الماضي إلى أن هناك “قرارات صعبة فيما يخص الموازنة ‏والإصلاحات” داعياً جميع الفرقاء السياسيين للمشاركة في مسؤولية اتخاذها، “لا أن ينشغلوا بالمهاترات وتبادل ‏الاتهامات التي لا توصل إلى نتيجة‎”.‎
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ”الشرق الأوسط” إن من ضمن المقترحات لضبط الإنفاق، أن يطال تعويضات ‏النواب، وخفض نفقات السفر لموظفي القطاع العام، وبدلات العمل الإضافي في الإدارات الرسمية، وقسائم المحروقات ‏للضباط في القطاعات العسكرية والأمنية، وإعادة النظر في نفقات المجالس والصناديق، وخفض العاملين في السفارات ‏والبعثات الدبلوماسية في الخارج، وخفض المخصصات التي تُمنح للجمعيات الخيرية‎.‎
وإلى جانب خطة تفعيل الجباية وضبط الحدود ومكافحة التهريب والتهرب الضريبي، قالت المصادر إنه من ضمن ‏الاقتراحات أن يطال التخفيض المنح المدرسية لموظفي القطاع العام، التي تقدر “الدولية للمعلومات” قيمتها بنحو ‏‏300 مليار ليرة سنوياً (200 مليون دولار)، يذهب نحو 80 مليار ليرة منها (53 مليون دولار) إلى الموظفين في ‏قطاع التعليم الرسمي، رغم أن هذه الأرقام تتفاوت. وترى مصادر وزارية أن هذه الأرقام غير دقيقة‎.‎

ويعاني قطاع الجمارك من “هدر وفساد”، بحسب ما قال رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان عقب اجتماع ‏اللجنة، حيث أعلن أن “هناك هدرا وفسادا وعدم تطبيق قوانين في الجمارك، وهذه الأمور لا يمكن أن تستمر”، مشدداً ‏على أن “لجنة إدارة العدل ستمارس دورها الرقابي‎”.‎
‎ ‎
وإثر مخاوف شعبية من أن تطال التخفيضات رواتب موظفي القطاع العام، أو المتقاعدين من الخدمة في الإدارات ‏الرسمية والأجهزة العسكرية والأمنية، أوضح نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي أن “الحديث عن تخفيضات ‏تطال رواتب المتقاعدين، هدفه دفع المواطنين نحو الثورة”، لافتاً في حديث إذاعي إلى “أننا لم نسمع حتى الساعة أي ‏كلام رسمي أو نيابي حيال هذا الأمر، وبالتالي كل ما يقال يأتي في إطار الإشاعات والحملات التي تستهدف الاستقرار ‏الاقتصادي، ظناً من البعض أنه يستطيع النيل من الوضع القائم

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *