الرئيسية / سياسة / الجمهورية : قرارات موجِعَة بدأت و”بُشرى” خليل: خفض العجز الى 2 ونصف‎ %‎
الجمهورية

الجمهورية : قرارات موجِعَة بدأت و”بُشرى” خليل: خفض العجز الى 2 ونصف‎ %‎

كتبت صحيفة “الجمهورية ” تقول : فيما تراجع الاهتمام بالملفات السياسية أمس، بَدا الاسبوع الجاري اقتصادياً ومالياً بامتياز، إنطلق على وقع نداءات ‏دولية متجدّدة تطالب لبنان بالاسراع في إنجاز الاصلاحات المطلوبة منه، وتحذيرات محلية مستمرة من انفجار وشيك، ‏ما وضعَ “حكومة الى العمل” أمام تحديات كبيرة وجعلها في سباق مع الوقت، ودفعها الى التبشير بقرارات غير ‏شعبية، وبإجراءات اقتصادية صعبة وإصلاحات موجعة، لتقليص العجز في الموازنة العامة لسنة 2019، وتفادي ‏الانهيار والحفاظ على ما تبقّى من مالية الدولة‎.‎
‎ ‎
وهذه المواضيع كانت مدار بحث جدي أمس بين رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير المال علي حسن خليل، الذي ‏قال لـ”الجمهورية”: “وضعنا اللمسات الأخيرة على مشروع الخفض في الموازنة، والذي يهدف بالدرجة الاولى ‏للوصول الى سقف عجز لا يتجاوز التسعة في المئة من الناتج المحلي‎”.‎
‎ ‎
واضاف: “إتفقنا على هذا الهدف مع المؤسسات الدولية، واذا سرنا به فإنّ الخفض سيتجاوز الواحد في المئة ليصل الى ‏‏2 ونصف في المئة‎”.‎
‎ ‎
إلغاء إعفاءات جمركية
‎ ‎
وكان خليل، وفي سياق الخطوات التي تتخذها وزارة المال لخفض العجز في الموازنة، أحال إلى الأمانة العامة لمجلس ‏الوزراء أمس مشروع قانون بإلغاء كل الإعفاءات الجمركية الواردة في قانون الجمارك أو غيره من القوانين، باستثناء ‏التي تلحظها الاتفاقات والمعاهدات الدولية المقررة قانوناً‎.‎
‎ ‎
تحذيرات البنك الأوروبي
‎ ‎
وبعد التحذيرات التي أطلقها وفد البنك الدولي الذي زار لبنان أخيراً، حول دقة الوضع الاقتصادي وضيق الوقت ‏للانقاذ، جاء دور البنك الاوروبي لإعادة الاعمار والتنمية. فأطلق النائب الأول لرئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار ‏والتنمية يورجن ريجتيريك، بعد زيارته على رأس وفد من البنك رئيس الحكومة ووزير المال، تحذيرات جديدة، بعدما ‏لفت الى “أنّ المؤشرات الاقتصادية الحالية تشير الى أزمة وشيكة‎”.‎
‎ ‎
وقال انّ البنك قدّم للحريري “الدعم الكامل لمواصلة العمل في أجندة الإصلاح، خصوصاً في ما يتعلق بضبط أوضاع ‏المالية العامة والطاقة‎”.‎
‎ ‎
ومن وزارة المال، قال ريجتيريك: “نحن في البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير نشعر أنّ هناك حاجة لإصلاحات مهمة ‏وجريئة… وبحسب خبرتنا، الإصلاحات قد تكون مؤلمة ولكنّ البديل منها مؤلم أكثر. ونعتقد انه بفضل الحكومة ‏الحالية، لبنان مستعد لاتخاذ هذه الخطوات‎”.‎
‎ ‎
خطة الكهرباء
‎ ‎
في ملف الكهرباء، لم يدخل “الماس الكهربائي”، الذي حصل بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” في ‏الساعات الماضية، الى قاعة اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة درس خطة الكهرباء برئاسة الحريري وحضور الوزراء ‏وممثلين عن البنك الدولي وعدد من المستشارين. فكان البحث هادئاً جداً، وسادت الايجابية أجواء الاجتماع، بحسب كل ‏الوزراء أعضاء اللجنة‎.‎
‎ ‎
وتركز البحث على الطاقة الموقتة وخفض العجز وتحسين شبكات النقل قبل الانتاج. فكان توجّه معظم الوزراء الى ‏عدم إنتاج طاقة اضافية او ما هو مقرر بقدرة 1450 ميغاوات في الحل الموقت، من دون تحسين الجباية والمراقبة ‏وتطوير شبكات النقل حتى لا تتحول هذه الطاقة الاضافية عبئاً جديداً‎.‎
‎ ‎
ولم يجر البحث في الاستملاكات، وطُرحت افكار عدة وتمّ الاتفاق مبدئياً على مجموعة قرارات سيتم إعادة صوغها ‏بناء على الملاحظات التي قُدِّمت لتُعرض مجدداً على اللجنة التي ستجتمع مجدداً الرابعة بعد الظهر اليوم في السراي ‏الحكومي‎.‎
‎ ‎
فنيش
‎ ‎
وقال عضو اللجنة الوزير محمد فنيش لـ”الجمهورية”: “المهم ان نخرج من أجواء المناكفات السياسية وأن نذهب الى ‏نقاش الخطة، وأن يُبدي كل طرف رأيه داخل اللجنة الوزارية للوصول الى معالجة مشكلة الكهرباء، ولا شيء غير ‏قابل للتعديل ولا أحد ضد الملاحظات المُقنِعة، والمهم معالجة أمرين: تأمين الكهرباء للناس، وخفض العجز للوصول ‏الى إنهائه. وقد أعطينا رأينا كـ”حزب الله” داخل اللجنة، وهو اننا مع إجراء المناقصة عبر ادراة المناقصات‎”.‎
‎ ‎
الحريري وجنبلاط
‎ ‎
أمّا في الشأن السياسي، فلا حراك بارزاً، وقد غابت اللقاءات الرسمية عند رئيس الجمهورية العماد ميشال عون العائد ‏من القمة العربية في تونس، في وقت واصَل رئيس مجلس النواب نبيه بري زيارته العراق مجدداً التأكيد “انّ الوضع ‏الامني على احسن ما يرام، لكنّ الأزمة الاكبر اليوم في لبنان هي الوضع الاقتصادي الخطير بغَضّ النظر عن سلامة ‏الوضع النقدي، وعلينا العمل بكل جدية لخفض العجز والّا فإنّ لبنان معرض لنتائج سلبية‎”.‎
‎ ‎
في هذا الوقت، زار رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، مساء أمس، الحريري في السراي الحكومي ‏ورافقه نجله النائب تيمور والوزير وائل أبو فاعور، حيث إطمأنّ الى صحته، وتخلل اللقاء عرض لآخر التطورات ‏السياسية والأوضاع العامة‎.‎
‎ ‎
وذكرت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” انّ البحث “تناول مسألة تعيينات نواب حاكم مصرف لبنان، وانتهى الى ‏صيغة نهائية بالنسبة الى العضو الدرزي، لم يكشف عنها، سواء لجهة إبقاء القديم على قدمه، او تعيين اسم جديد ‏إقترحه جنبلاط. وتبيّن انّ هذا الموضوع يحتاج الى بعض الإتصالات لتكوين الموقف النهائي الذي يكفل ترجمة ‏التفاهم الذي تم التوصّل إليه‎”.‎
‎ ‎
قراءة في نتائج القمة
‎ ‎
على صعيد آخر، وغداة القمة العربية في تونس، أكدت مصادر الوفد اللبناني لـ”الجمهورية” انّ لبنان تلقى دعماً عربياً ‏واضحاً بعد قرار القمة بما يقوم به لترسيخ الاستقرار الماكرو إقتصادي، والمحافظة على الاستقرار النقدي وتحقيق ‏النمو الاقتصادي، ومنح التراخيص للتنقيب عن النفط، ووضع استراتيجية وطنية عامة لمكافحة الفساد وتعزيز ‏استقلالية القضاء‎”.‎
‎ ‎
وعبّرت المصادر عن الارتياح “الى الموقف الذي اتخذه المؤتمر بالتضامن مع لبنان وتبنّي ورقة العمل التي تقدّم ‏بها”، وأملت “في ان تترجم هذه القرارات خطوات عملية، خصوصاً لجهة توفير الدعم السياسي والاقتصادي للبنان ‏وللحكومة، وتأكيد حق اللبنانيين في تحرير او استرجاع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر، ‏التي أشار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في كلمته الى مخاوف من أن يشمل القرار الاميركي بالسيادة ‏الاسرائيلية على الجولان السوري، هذه المناطق المثبتة لبنانيتها وفقاً للأصول‎”.‎
‎ ‎
وتوقفت مصادر الوفد اللبناني “عند أهمية إقرار القمة العربية بضرورة دعم لبنان في تنفيذ قرار مجلس الامن الرقم ‏‏1701، عبر وضع حد لانتهاكات إسرائيل وتهديداتها الدائمة له ولمنشآته المدنية وبنيته التحتية، ودعم القرارات ‏الناتجة عن المؤتمرات الدولية في بروكسل وروما المتخصصة في شؤون النازحين السوريين ودعم المؤسسات ‏العسكرية ومواجهة الوضع الإقتصادي الذي ترجم بمقررات “سيدر 1‏‎”.‎
‎ ‎
كذلك أشادت بالجيش اللبناني وتضحياته في مكافحة الارهاب، وحَضّت الدول العربية على المساهمة في تعزيز قدراته ‏وتمكينه من القيام بالمهمات الملقاة على عاتقه “كونه ركيزة لضمان الامن والاستقرار والسلم الاهلي في لبنان‎”.‎
‎ ‎
وكان اللافت في قرارات القمة، وفق المصادر نفسها، “الترحيب بتشكيل الحكومة الجديدة، والاقرار بالجهود التي ‏يبذلها لبنان حيال النازحين السوريين، والتشديد على ضرورة مؤازرته ودعمه وتقاسم الاعباء والاعداد معه، ورفض ‏لبنان أي شكل من أشكال اندماج النازحين او إدماجهم في المجتمعات المضيفة، والسعي لتأمين عودتهم الآمنة الى بلدهم ‏في أسرع وقت باعتبارها الحل المستدام للنازحين من سوريا الى لبنان‎”.‎
‎ ‎
وزير خارجية فنزويلا
‎ ‎
وفي هذه الأجواء، يزور وزير الخارجية الفنزويلية، خورخي أرياسا، لبنان اليوم، ضمن إطار جولة له في المنطقة ‏لشرح الأزمة التي تشهدها بلاده نتيجة النزاع بين الرئيس نيكولاس مادورو ورئيس مجلس النواب المعارض خوان ‏غوايدو، ونتائج التدخلات الأجنبية في التطورات الداخلية التي تشهدها فنزويلا منذ أشهر. ومن المقرر أن يلتقي أرياسا ‏رئيس الجمهورية غداً، على ان تكون له لقاءات مع الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل والأمين العام لـ”حزب ‏الله” السيد حسن نصرالله‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *