الرئيسية / سياسة / الرياشي في ندوة في جبيل عن مذكرات البطريرك صفير: لبنان لن يموت والمصالحة المسيحية المسيحية لن تسقط مهما كره الكارهون
ملحم الرياشي

الرياشي في ندوة في جبيل عن مذكرات البطريرك صفير: لبنان لن يموت والمصالحة المسيحية المسيحية لن تسقط مهما كره الكارهون

اقيمت في قاعة دير سيدة المعونات في جبيل ندوة دعا اليها الزميل عبدو متى لمناسبة صدور الجزء الثامن من مذكرات الكاردينال نصرالله صفير “حارس الذاكرة” للاعلامي جورج عرب، شارك فيها وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال ملحم الرياشي، راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، قاضي بيروت الشرعي القاضي الشيخ محمد نقري ورئيس بلدية جبيل المهندس وسام زعرور، وادارتها الزميلة ايلديكو ايليا، في حضور الوزير السابق ناظم الخوري ممثلا الرئيس ميشال سليمان، النائبين زياد الحواط ومصطفى الحسيني، النائب السابق نعمة الله ابي نصر، السفير جورج نعوم ممثلا رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، الشيخ احمد اللقيس ممثلا امام جبيل الشيخ غسان اللقيس، المدبر العام في الرهبانية اللبنانية المارونية الاب طوني فخري ورئيس الدير الاب جان بول الحاج، المدير العام لمياه بيروت وجبل لبنان المهندس جان جبران، قائمقام جبيل نتالي مرعي الخوري، نائب رئيس اتحاد بلديات قضاء جبيل خالد صدقة، رئيس رابطة مختاري قضاء جبيل ميشال جبران، رئيس اقليم جبيل الكتائبي رستم صعيبي، منسق قضاء جبيل في التيار الوطني الحر طوني ابي يونس، الامين العام الاسبق لحزب الكتلة الوطنية المحامي جان الحواط، رئيس مركز امن الدولة في جبيل الرائد ربيع الياس، رئيسة مركز الصليب الاحمر رندا كلاب، رئيس جمعية آنج الاجتماعية المحامي اسكندر جبران، رئيس رابطة آل صليبا ايلي صليبا، رئيس جمعية هدفنا عبدو العتيق، رئيس تحرير لبنان الحر انطوان مراد، ناشر مجلة الروابط جورج كريم، وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير، رؤساء اندية وجمعيات رياضية وثقافية وفكرية وحشد من المدعويين.

ايليا

بعد النشيد الوطني، القت عريفة الاحتفال الاعلامية ايليا كلمة اعتبرت فيها ان “ما يجمعنا اليوم تاريخ لملم نفسه وسكن في رجل، اذا تحدثت عنه او كرمته تجدك مكرما كل الوطن ومرتفعا تحسب الف حساب لاي كلام آخر وان تنشر مذكرات من اعطي له مجد لبنان حدث لا يمكن ان يمر مرور الكرام”.

متى

والقى الزميل متى كلمة قال فيها: “اذا كان الزميل عرب قد أجاز لنفسه اطلاق توصيف حارس الذاكرة على البطريرك صفير، فنحن عرفناه بانه حارس السيادة والاستقلال والقرار الحر، وحارس العيش المشترك الذي تعرض خلال الحرب الاهلية لانتهاكات وانتكاسات كادت ان تدفن تلك الصيغة لولا مواقف سيد بكركي الداعية الى صون التوازن بين جناحي لبنان والاعتصام بوحدته الداخلية”.

واضاف: “نعم عرفه الشعب اللبناني بكل مكوناته، انه حارس العيش المشترك من كل المخاطر، ولا سيما تلك التي هبت من خارج الحدود سواء أكانت جنوبية او شمالية، لكن عرفناه ايضا، وعرفته عن كثب بحكم موقعي الاعلامي، انه المدافع الاول عن الكيان اللبناني وسيادته، وانه المناهض الاول لوصاية حاولت مصادرة قرار لبنان الحر، في وقت كانت المجاهرة بهذا الموقف تقتضي شجاعة الشجعان، وفي وقت أظهرت وثائق مذكراته في الجزء السابع ان بعض السياسيين كانوا يبدلون مواقفهم بسهولة تبديل ثيابهم”.

وتابع: “هذا البطريرك الذي تجوز تسميته بالمجاهد الذي تسلح بالكلمة والموقف، لم يتلون، ولم يهادن، ولم يساوم، ولم يتراجع، بل ثابر بارادة لا تلين على ثوابته الوطنية حتى انتصر للحق اللبناني ولقب ببطريرك الاستقلال الثاني، على غرار سلفه البطريرك الياس الحويك بطريرك لبنان الكبير، وخلفه البطريرك مار بشارة الراعي الذي يواصل حمل مشعل مجد لبنان وقيم السلام والديموقراطية والحرية، هذا هو نهج بكركي التي تزخر بالرجال المناضلين الشرفاء في سبيل هذا البلد ورسالته، ويستكمل نهجها اليوم معالي الوزير ملحم الرياشي الذي أنجز ما كان ينغص تلك الوحدة من خلال تفاهم طال انتظاره بين معراب والرابية الذي حقق الكثير من الايجابيات على الصعيد الداخلي والوطني، وان بدا هذا التفاهم بانه يترنح في الفترة الاخيرة الا انه لن ينفرط عقده، لان الذين هندسوه، من أمثالك يا معالي الوزير، لا يريدون العودة بعقارب الساعة الى الوراء”.

وختم متى: “الشكر الكبير الى البطريرك الكبير، الكاردينال نصرالله صفير -أطال الله بعمره – وهو الذي يسدي للبنانيين تراثا ثمينا نورثه لأولادنا وأحفادنا لكي يتعظوا في مسيرة بناء لبنان، ليكون لبنانأزهى وأمجد”.

زعرور

بعد ذلك القى زعرور كلمة رحب فيها بالحاضرين “باسم الجبيليين من كل الطوائف والمذاهب والفئات، وباسم المؤمنين في كل مسجد وكنيسة، في عاصمة الحوار المسيحي- الاسلامي في العالم، هذا الحوار، الذي لم يخسر البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، رهانا عليه. هذا الرجل الكبير من تاريخ لبنان، الذي راهن على الحوار مع المسلمين وايضا على الشراكة، في وقت كانت بعض القيادات المسيحية والاسلامية منهمكة في المصالح الأخرى”.

واضاف: “ما أسعد جبيل اذ أن غبطته كان راعيا لأبرشيتها المارونية لفترة 25 سنة وعندما زار المدينة العام 2010، قطع عليه النائب زياد الحواط كرئيس للبلدية آنذاك وعدا بأننا سنظل اوفياء امناء للمبادىء التي رسخها في قلوبنا وعقولنا قولا وفعلا، ولتعاليم المحبة والتسامح التي بشرنا بها، ولرسالة الحوار والانفتاح والعيش المشترك التي التزم بها. وسلمه مفتاح المدينة وأمنه عليها. ولا نزال على الوعد”.

واردف: “ليست صدفة أن مار بشارة بطرس الراعي بطريرك انطاكية وسائر المشرق للموارنة كان ايضا مطرانا لأبرشية جبيل. في صفحات التاريخ اسماء لعظماء أنقذوا مجتمعاتهم وتميزوا بهذا الترفع الذي يشبه سيرة الرسل، البطريرك صفير لا يقل في رسالته عن هؤلاء، حتى في تنحيه كان مترفعا وقليل الكلام، أما في خير الكلام ما قل ودل، وفي زمن الصخب السياسي، عرف متى يتكلم وعرف متى يحافظ على صمته. لم يكن في حاجة الى تكرار مواقفه. كان يكتفي لدى مراجعته في شأن تصريح ما ادلى به بالرد المعهود: لقد قلنا ما قلناه، هو الرجل الذي سكنه الوجدان المسيحي وفاح منه عبق التواضع، الإيمان وثورة الأجداد المسيحيين”.

واعتبر “ان حارس الذاكرة كتاب يعيدنا الى الثوابت التي تجسدت زمنا طويلا في مواقف البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، المدافع عن الوطن، المقاوم السلمي بهدوئه وحكمته وخصوصا في وجه وصاية حاولت باستمرار ان تصادر قراره الحر، فكان البطريرك دائما في المرصاد”.

واشار الى “ان محاضر هذا الكتاب تحفل بوقائع لقاءات للبطريرك صفير مع قيادات اسلامية كانت تتفق معه على مقاومة الوجود السوري، مع تشديدها عليه أكمل في موقفك نحن معك، ونحن مع غبطتكم، ومع الحوار المسيحي الاسلامي في وجه كل من حاول زعزعة السلم الأهلي في لبنان”.

وختم: “بطريركنا الحبيب، انتم بركة ونعمة للكنيسة وللوطن، اخترتم الحرية وحاربتم من أجلها، فأنتم بالحق والايمان نصر الله”.

نقري

والقى الشيخ نقري كلمة مما جاء فيها: “سيحمل كتاب حارس الذاكرة إلى الباحثين والمضطلعين على تاريخ لبنان بل وتاريخ المنطقة، مادة غنية لاستنباط المواقف والرؤية الواضحة الجلية للسياسة التي اتبعها غبطة البطريرك صفير في تسيير أمور الطائفة وتدويرالزوايا وشبك العلاقات المتنوعة من أجل بناء لبنان الواحد المستقل بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معاني رفضت التبعية بكل صورها، وأيضا من أجل تدعيم وتثبيت الوجود المسيحي المتمسك بجذوره على هذه الأرض الطيبة المعطاءة، وأيضا وأيضا من أجل إرساء قواعد العيش المشترك الواحد الإسلامي المسيحي، في بلد ليس ككل البلدان، إنه بلد رسالة العيش المشترك الى العالم بأسره”.

وتحدث في كلمته عن العلاقة التي كانت تربط الكاردينال صفير بالمفتي الشهيد الشيخ حسن خالد، قائلا: “كانت تربطهما صداقة ومحبة وثقة. يكفي بأن يكون من انجازاتهما وضع اللبنة الأولى لما توصل اليه اللبنانيون في ما بعد، وهو اتفاق الطائف. فلقد سبقت حرير الإتفاقية صدور وثيقة الثوابت الإسلامية التي أعلن عنها في دارالفتوى إذ حرص المفتي الشهيد قبل صدورها، على عرضها على غبطة البطريرك صفير للوقوف على رأيه منها وليس مجرد الإطلاع عليها مبديا الانفتاح على أي تعديل أو اضافة يقترحها غبطته”.

واردف: “إذا كانت الصداقة قد جمعت بين غبطة البطريرك صفير والمفتي الشهيدالشيخ حسن خالد فليس عجبا أن يلف الحزن أروقة بكركي نبأ استشهادالمفتي فيسارع غبطة البطريرك إلى فتح أبواب بكركي للتعزية الوطنية باستشهاده ويتصل بسماحة الشيخ غسان اللقيس ليتقبل التعازي معه”.

واشار الى ما قدمه البطريرك صفير من “أجل دعم مشروعنا بتأسيس الملتقى الإسلامي المسيحي لرجال الأعمال والذي لاقى نجاحا كبيرا من خلال مؤتمرنا الدولي الذي عقدناه في بيروت سنة 2014 في حضور 500 مشارك اجنبي وممثل عن الفاتيكان ومن بينهم رؤساء وزراء أوروبيون سابقون برعاية رئيس الجمهورية اللبنانية”.

وقال: “لقد أعلن لبنان سنة2010 عيد بشارة امنا العذراء مريم عيدا وطنيا إسلاميا مسيحيا جامعا، وتعالت أصداء فخامة رئيس الجمهورية في أروقة الأمم المتحدة لإعلان لبنان بلدا للحوار العالمي، فمن سيضم صوته الى أصواتنا والى صوت رئيس مجلس بلدية جبيل من أجل إعلان جبيل عاصمة الحوار الإسلامي المسيحي؟ إننا عازمون بإذن الله على تأسيس الشراكة الحقيقية الإسلامية المسيحية ونقلها الى العالم انطلاقا من جبيل التي عرفت عبر التاريخ بأنها بلاد الزهاد والنساك. نحتاج الى دعمكم جميعا وإلى دعم مطرانية جبيل لإضفاء الصفة القانونية لانطلاقة هذا المشروع العالمي”.

وختم: “سوف نستمر في لبنان وفي جبيل نردد للعالم مسيحيين مسلمين أيدينا متشابكة، أجسادنا متعانقة، أكتافنا متعاضدة، صدورنا متلاقية، وجوهنا متقابلة، ألستنا متناغمة، أنوفنا شامخة، رؤوسنا مرتفعة، قلوبنا متآلفة، أقدامنا في أرض الأرز ضاربة، تجمعنا جميعا محبتنا للبنان وطنا نهائيا ولسيدتنا العذراء مريم أما حنونة مشفقة جامعة. في أعماق تربيتنا ستجدون احتراما وإجلالا لإنجيل يرنم ولقرآن يجود، وسوف ترون في أعيننا صور آباء في كنيستهم قانتين عابدين ومشايخ في مساجدهم راكعين ساجدين، في مدننا وأريافنا ستسمعون أجراس الكنائس وأصوات المؤذنين في المساجد يتناوبون، فمن مثلنا يضاهينا في عيشنا المشترك الواحد”.

عون

بدوره، اعتبر المطران عون في كلمته ان “ما يميز هذا الإصدار الثامن أن الكاتب اختار من محاضر هذه السنوات المذكورة ما يتصل بما يسميه بالمقاومة السلمية التي قادها البطريرك صفير، على رأس الكنيسة المارونية، ضد الوجود السوري في لبنان. وهذه المقاومة السلمية كانت التطور الطبيعي لموقف الكنيسة المارونية مع إقرار تسوية الطائف وانتهاء فصول الحرب العسكرية. لقد أمسك البطريرك صفير بزمام الأمور، في وقت كمت فيه الافواه بالقوة ولوحق كل من كان يطالب بالسيادة الكاملة، بعدما أجبر العماد عون على الذهاب إلى منفاه في فرنسا، وبعدما زجَّ الدكتور سمير جعجع في سجن وزارة الدفاع. وقد اتخذت مواقف البطريرك صفير بعدا وطنيا تجاوز البعد المسيحي لمقاومة الوجود السوري، كما يبيِّن الكاتب من خلال محاضر لقاءات البطريرك مع قيادات إسلامية كانت تتفق معه على مقاومة الوجود السوري، مع تشديدها عليه أكمل في موقفك، نحن معك، لكننا غير قادرين على إعلان حقيقة موقفنا”.

واضاف: “في كل مواقفه، وفي كل ما كتب بقي البطريرك صفير ثابتا على مبادئه وهي عدم الإقدام على أية خطوة تتعارض مع مشروع قيام الدولة السيدة الحرة المستقلة، ومع المحافظة على ما يميز لبنان في فرادته ألا وهو العيش المشترك بين جميع أبنائه مسلمين ومسيحيين. ولأن هذه الثوابت موجودة في مقدمة اتفاق الطائف التي حسمت الجدل حول طبيعة العقد الاجتماعي بين اللبنانيين، معتبرة أن العيش المشترك هو في أساس هذا العقد وأن لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك، دافع البطريرك عن هذه الثوابت في كل مواقفه مكررا ان لبنان واحد موحد، سيد، حر، مستقل ونهائي لجميع أبنائه وعلى كامل أرضه. هذا ما جعله يرفض الوجود السوري بعد انتهاء الحرب، لأنه كان يرى بوضوح أن ممارسات النظام السوري تقوض ما تقوله مقدمة اتفاق الطائف، أن لبنان يتمتع بنظام جمهوري ديموقراطي برلماني، ويقوم على احترام الحريات العامة، لاسيما حرية المعتقد، وعلى العدالة والمساواة ومبدأ الفصل بين السلطات والشعب هو مصدر السلطات. كما تمسك البطريرك بما تؤكده المقدمة عينها،أن لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك”.

وقال: “لعل أوضح ما يشرح مواقف البطريرك صفير في الحفاظ على السيادة والعيش المشترك، ما يقوله المجمع البطريركي الماروني في النص التاسع عشر عن الكنيسة المارونية والسياسة. في العدد 32 من هذا النص يقول آباء المجمع: “لقد تمكنت سلطة الوصاية السورية من تحوير مضمون اتفاق الطائف فضربت العقد الاجتماعي في الصميم ما أدى إلى إفراغ الدولة من قرارها، وإفراغ الحياة السياسية من السياسة. ووضعت خطة استهداف مبرمجة اتخذت أشكالا متنوعة: استهداف سياسي عبر اعتماد قوانين انتخاب لا تراعي التمثيل الصحيح، واستهداف أمني طاول عددا من التنظيمات والشخصيات السياسية والشباب المسيحي في لبنان والخارج، واستهداف ديموغرافي تمثل بإقرار مرسوم التجنيس، العام 1994، الذي منح الجنسية دفعة واحدة لما يزيد عن 300 ألف شخص، معظمهم من غير المسيحيين ومن غير مستحقيها ومن حاملي جنسيات أخرى، واستهداف إعلامي بغية تخوين جماعي للمسيحيين وتشويه صورتهم والنيل من دورهم الرائد في لبنان. ولعل التطور الأهم داخل الممارسة السياسية في لبنان ما بعد الحرب، تمثل في تعطيل المساءلة والمبادرة والقدرة على الممانعة في الشأن السياسي بالوسائل الديموقراطية، وهو الدور الذي لازم الموارنة، كنيسة وشعبا وقادة، منذ نشوء الدولة إلى اليوم، ما أدى إلى تقويض إرادتهم الحرة وطاول مرجعياتهم الروحية وقياداتهم السياسية”.

وتابع: “لذلك أصر البطريرك صفير في العديد من مواقفه على وجوب تحقيق الوفاق الوطني، بتطبيق وثيقة الوفاق الوطني نصا وروحا. وكم من مرة أكد أن هذا الوفاق الوطني لا يتحقق فعلا إلا بالاتفاق على قيم مشتركة، هي الحرية والديموقراطية وسيادة القرار السياسي الداخليّ وصياغته في المؤسسات الدستورية، وتجسيد هذه القيم الوطنية على قاعدة العيش المشترك المترجمة بالمشاركة المتوازنة المسيحية والإسلامية في الحكم والإدارة”.

وبعدما تم تحرير الجنوب والبقاع الغربي من الاحتلال الإسرائيلي في 23 أيار 2000، كان البطريرك صفير وراء النداء الشهير، في 20 ايلول من السنة نفسها، الذي وضع الأسس لإنهاء سلطة الوصاية السورية واستعادة السيادة والاستقلال والقرار الحر”.

واردف: “نعم لقد بقي البطريرك صفير ثابتا في مواقفه، يكررها ويؤكدها في كل مناسبة وامام كل زائر، لا يهاب الا ربه، ولا يتراجع عن الحق الذي امن به، مرتكزا في كل هذا على ايمانه بالقيم الوطنية والانسانية التي طالما اعتقد بها، وعلى تضامنه مع إخوته السادة الأساقفة أعضاء السينودس المقدس. ولعل أبلغ ما يعبر عن هذا التضامن وعن كون البطريرك أبا لكنيسة تسير متحدة في الشؤون الوطنية كما في الشؤون الكنسية، ما يقوله أيضا الآباء في العدد 32 من نص الكنيسة المارونية والسياسة: لقد تمكنت الكنيسة، بمشاركة معظم الشعب اللبناني، من أن تحفر تاريخ لبنان الحديث بإبرة الحق والإيمان، فوق صخرة الظلم والليل الطويل، فتمكنت من إنقاذ الوطن واستعادة الدولة”.

وقال: “هذا الإرث يجب أن نحافظ عليه أيها الأحباء. نحافظ عليه بوحدتنا وبمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل معا. نحافظ بوحدتنا كمسيحيين وبعملنا يدا بيد مع إخوتنا المسلمين على الوطن الذي ناضل من أجله البطريرك صفير، والذي ناضل من أجله البطريرك الحويك، صانع لبنان الكبير، وبطاركة الاستقلال والذي يناضل اليوم من أجله غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي. نحن مؤتمنون على فرادة لبنان في بيئته المشرقية وعلى فرادته بين دول العالم كله، ليبقى رسالة في العيش المشترك وفي حوار الحضارات كما وصفه البابا القديس يوحنا بولس الثاني”.

ووجه الشكر للبطريرك صفير “لأنه لم يحتفظ لنفسه بالمحاضر التي دونها طيلة خدمته الأسقفية والبطريركية، والتي ترسم تاريخ مرحلة قيمة وحساسة من تاريخ لبنان، بل وضعها في تصرف الرأي العام من خلال السماح بنشرها كما هي بالكامل وبكل موضوعيتها”.

وختم: “الحقيقة هي التي تبني الأوطان والتي تضعنا في الطريق القويم لبنيان وطن حر سيد مستقل”.

الرياشي

والقى الوزير الرياشي كلمة اعتبر فيها “ان حارس الذاكرة قبل ان يكون كتابا للصديق جورج عرب الخبير في المحبة وشجاعة المحبة، حارس الذاكرة البطريرك الكبير مار نصرالله صفير هو صانع التاريخ، وقبل ان يكون حارسا للذاكرة هو حارس لهيكل الحرية في لبنان”.

وقال: “اليوم وانا اجلس في هذا الدير المقدس والعريق، نظرت الى كيفية بنائه وتذكرت انا الملكي الكاثوليكي، ان الموارنة في لبنان مثل مفتاح هذا العقد بالنسبة الى العقد، واذا سقط المفتاح سقط لبنان”.

وتابع: “ما تعرفونه عن البطريرك صفير عرفته منذ ايام حين زارني المطران غي نجيم ليحدثني عن مقر في القليعات للحوار والتواصل تقيمه الكنيسة المارونية، وقدمت له البطريركية المارونية برئاسة البطريرك صفير 216 الف متر مربع لبنائه وتحويله الى مقر دولي للحوار والتواصل، هذا جزء اداري غير الجزء السياسي واللاهوتي والكهنوتي من حياة البطريرك صفير، فهذا ما يستحق العرفان والتقدير والتكريم”.

واضاف: “البطريرك صفير علمنا ان نردد شيئا جديدا، مع الشاعر اللبناني الزجلي حين كان في زمن بكركي، وفي زمن الاحتلال السوري في تلك الفترة علمنا ان نردد بكركي من عركه لعركه لا تعبت ولا صوتا بح، كلن عم يحكو تركي وحدا بكركي عم تحكي صح”.

وتحدث الرياشي عن القصة التي رواها له البطريرك صفير في احدى الجلسات، والتي ستكون جزءا من اعترافاته في يوم من الايام، “عن ان احد الاباء خرج الى العمل صباحا في يوم مثلج ولم يكن يستطيع اخذ سيارته، فسار على الثلج بصعوبة الى عمله، واذا به وهو يسير خطوة وراء خطوة، سمع صوتا وراءه فاستدار، ورأى احد ابنائه يسير خلفه فقال له: ماذا تفعل، فأجابه احاول ان اتبع خطواتك لاعرف ما اذا كنت ستصل الى العمل، فقال له الاب، ولكن الا ترى هذا الثلج فأجابه الابن انا اسير ببساطة لاني امشي على دعساتك”.

واردف: “لذلك نحن لو لم نمش على خطوات البطريرك صفير في الرفض والحرية ومقاومة الاحتلال والايمان بالاخر المختلف وبالحوار وشجاعة المحبة والتواصل، وفي فكرة لبنان التي لا قيمة للوطن من دونها والقائمة على المسيحية والاسلام، لما وصلنا”.

واعلن الرياشي “ان البطريرك صفير الحريص على التواصل والحوار، هو بطريرك الحرية والحوار، واليوم من بعده البطريرك الراعي هو بطريرك الحوار وحامي هيكل الوطن”، واكد ان “لبنان لن يموت ولن تموت المصالحة المسيحية – المسيحية، لن تسقط هذه المصالحة مهما كره الكارهون، سوف تبقى لانها ليست ملكا لانسان، بل هي ملك لوطن كامل ولشعب كامل، ملك للمسيحيين وللمسلمين، وملك في الاساس لجميع المسيحيين من آخر كوخ في آخر قرية في لبنان، وصولا الى آخر بيت لبناني في الاغتراب في كل دول العالم وهذا ما اكده لي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ويقولوه دائما راعي الابرشية المطران عون، وهذا ما اكده لي ايضا رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، وهذا ما تؤكده صفحات التواصل الاجتماعي، التي تؤكد وتصر وتقول باسم كل المسيحيين في لبنان وبلاد الاغتراب، بأن المصالحة مقدسة، اقوى، وهي الصخرة التي بني عليها لبنان الجديد، لن تموت ولن تسقط، لان في سقوطها سقوط للبنان”.

وختم: “اننا نحتاج كل يوم الى قلم وحرف وكتاب، ومن مدينة الحرف نطلق العنان لخلاص لبنان”.

عرب

وفي الختام، القى عرب كلمة شكر فيها كل من أسهم وشارك وحضر هذه الندوة، والبطريرك صفير على الثقة التي اولاه اياها بتسليمه هذه المذكرات التي نقلها بكل أمانة لكي يعرف القارىء حقبة تاريخية مهمة من مسيرة بطريرك الكنيسة المارونية، آملا في ان يسهم هذا الكتاب في تعميق وعينا على حراسة ذاكرتنا مما يستهدفها.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *