الرئيسية / سياسة / الرياشي حاضر عن حق الوصول الى المعلومات:العالم يعيش مأساة السيطرة على الاعلام ولبنان لا يملك ثروات بل يتفرد بالرسالة
ملحم الرياشي

الرياشي حاضر عن حق الوصول الى المعلومات:العالم يعيش مأساة السيطرة على الاعلام ولبنان لا يملك ثروات بل يتفرد بالرسالة

حاضر وزير الاعلام ملحم الرياشي عن “حق الوصول الى المعلومات”، بدعوة من ادارة مدرسة راهبات القلبين الاقدسين في كفرحباب، في صالة المحاضرات في المدرسة، في حضور رئيستها الاخت هيام ابو جودة، الاساتذة والمعلمات وطلاب الصف الثالث متوسط.

بعد النشيد الوطني، كلمة ترحيب لغادة كوستانيان التي أدارت الحوار بين وزير الاعلام والطلاب.

الرياشي

وقال الوزير الرياشي، ردا على أسئلة الطلاب:”صحيح ان العمل الوزاري صعب لكنه غير مستحيل. صحيح أنكم تسمعون عن الكثير من الفساد والمساوىء، ولكن عليكم الا تيأسوا ولا تحبطوا، فكما يقول العهد القديم في نهايته “وبقيت البقية الباقية”. ونحن لنا الشرف أن نكون هذه البقية التي تخمر كل الشعب، فلا تخافوا لأنكم جزء من هذه البقية الباقية”.

وعن الحق في الوصول الى المعلومات، قال: “عموما، يحق للمواطن أن يعرف كل المعلومات المرتبطة بمصيره وحياته الا في بعض الاستثناءات التي تسمى بالامن القومي من امن دولة ومكافحة الارهاب، فهذه المعلومات يجب ان تكون محظورة لحماية رجال الامن، وهناك اصول للحصول على هذه المعلومات عبر القوانين”.

وشدد على ان دور وسائل الاعلام “هو نشر المعلومات وعكس الحقائق، ولكن الوسائل التقليدية لم تعد وحدها على الساحة، فهناك وسائل التواصل الاجتماعي موجودة وناشطة، ولكنها لم تؤكد بعد حضورها في العالم المهني”.

وعن “الوكالة الوطنية للاعلام”، قال: “انها تتحقق من المعلومة قبل نشرها ونادرا ما تخطئ، مع العلم ان لا أحد يعمل ولا يخطئ، وان اخطأت الوكالة تعتذر وتصحح المعلومة مدى ثلاثة ايام متتالية”.

ولفت الى انه في عهده “لم يحصل أي خطأ فادح من هذا النوع، اما بالنسبة الى المعلومات الخارجية، فالوكالة متعاقدة مع وكالات أجنبية مثل “وكالة الصحافة الفرنسية و”رويترز” اللتين تعملان بمستوى احتراف عال”.

وعن تأثير التمويل على الاخبار والمعلومات، قال:”التمويل يؤثر على حركة الاخبار ونشاطها، ولكن ليس على المعلومة، لأنه مهما كان تأخير التمويل كبيرا لا احد يستعمل وسيلة الاعلام للخبر الكاذب لئلا تفقد الوسيلة صدقيتها.التمويل يؤثر على اخفاء المعلومات، ولهذا الامر، عندما قدمت اطروحتي عن “استراتيحية التواصل” كانت بعنوان “الاعلام هو ضحية التجار ورجال الاعلان”، ولكن يبقى الدور الاساسي للاعلامي الاحتراف والاخلاق. كل العالم يعيش مأساة سيطرة الاعلان على الاعلام ويضلل الرأي العام، وهذا أخطر انواع الاعلام. ونحن نتلقى كل يوم كمية هائلة من الاخبار غير الدقيقة، لذلك تعاقدت وزارة اعلام مع شركة لتدريب الاعلاميين على التحقق من المعلومات وخصوصا الالكترونية”.

وعن رأيه بوسائل الاعلام، قال: “بالاجمال، انا راض عن حركة الاعلاميين ونشاطهم. فهم زملائي واناس محترفون افتخر بهم. ولكن الاكيد يلزمنا العمل اكثر من اجل التقدم الاعلامي وتقديم صورة افضل للبنان، فالاعلام على المستوى العالمي مكلف، اما على مستوى لبنان فهو مختلف، فلبنان عنده مهمة ولا يملك ثروات مالية بل يتفرد بالقضية والرسالة وهو نموذج يحتذى”.

اضاف:”نعيش اليوم مرحلة ثقافية أفقية أي نرى الامور ظاهريا وليس لدينا ثقافة عمودية برؤية الامور في عمقها وتقوية منطق الامور والمسببات وتخفيف التهم عن الاخرين”.

اما بالنسبة الى الاشاعات التي تبث في وسائل الاعلام، فأكد ان “أكبر خبر كاذب لا يعيش سوى بضعة ايام وتظهر الحقيقة، ولكن اهمية الحقيقة ان تنشر بشكل واسع للرأي العام”، محذرا من “تصديق كل خبر نسمعه من دون التحقق منه لأننا نعيش في عصر متحرك وظالم”.

وعن حيازة كل فريق او حزب سياسي وسيلة اعلامية خاصة به، قال الرياشي: “لا مانع ان ينقل كل حزب فكره السياسي وثقافته عبر هذه الوسائل، ولكن أخطارها أن تكون أحادية ولا تسمع الرأي الآخر المعترض. المهم أن تحترم كل وسيلة اعلام الموضوعية وعمارة الخبر، وعلينا احترام الآخر وقبوله”.

ولفت الوزير الرياشي الى أنه “ضد دخول الاعلام في الحياة الخاصة للناس من دون إذنهم”، مشيرا الى أنه تدخل ومنع وسائل الاعلام من تصوير الجرحى في حادثة تركيا.
وعن دور الرقابة على حرية التعبير قال:”لا دور أساسيا لها لأنه الاعلام عمليا يقول أكثر من اللازم ولا أحد يتعرض له، إنما إذا حصل تعرض للآخر بالشتائم والشخصي فهذا الأمر يذهب الى القضاء وأنا مع أي متضرر، ولكن في الوقت نفسه أنا ضد توقيف أي إعلامي، فهناك “شعرة” بين القمع والحرية”.

وشدد الرياشي على صون حقوق المواطنين ومعالجة القضاء للأمر بصورة سريعة وإصدار احكام موجزة، وعلى تشديد العقوبة على من يتعرض لأي إعلامي، فالاعلامي هو محامي الرأي العام”.

وختم الوزير الرياشي:”ونحن على أبواب عيد الفصح، لا تخافوا من بناء الجسور مع الآخر، بين ضفة وأخرى وبين شخص وآخر، فالشجاعة اللبنانية هي في تراثنا فكيف بالحري بالشجاعة المسيحية، نحن بحاجة الى كل أنواع الشجاعة لتقديم المحبة للآخر وأسهل الأمور هي الخلاف مع الآخر”.

وفي الختام قدمت رئيسة المدرسة الأخت أبو جودة منشورات المدرسة لمناسبة اليوبيل المئوي لتأسيسها عربون محبة وتقدير للوزير الرياشي.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *