الرئيسية / صحف ومقالات / البناء : الجيش السوري يُحرّر ويستقبل النازحين…والجيش التركي يحتلّ عفرين ويهجّر أهاليها‎ ‎ ، ومستجدات جديدة في التحالفات الانتخابية اللبنانية
flag-big

البناء : الجيش السوري يُحرّر ويستقبل النازحين…والجيش التركي يحتلّ عفرين ويهجّر أهاليها‎ ‎ ، ومستجدات جديدة في التحالفات الانتخابية اللبنانية

كتبت صحيفة “البناء ” تقول :
جاءت زيارة الرئيس الأسد إلى خطوط الجبهات المتقدّمة للجيش السوري في الغوطة ولقاءاته مع نازحيها ‏إلى مناطق سيطرة الجيش، وكلماته خلال الجولة التي قاد خلالها سيارته بنفسه، معبّرة عن جوهر ‏المشهد الدولي والإقليمي. فمن جهة تزامنت الجولة مع مشهد احتلال الجيش التركي مدينة عفرين، ‏بغطاء هزيل وذليل لجماعات سورية تدّعي تسمية المعارضة لتظهر شاهد زور مع رفع العلم التركي في ‏عفرين بعد احتلالها، بينما حلفاء الجيش السوري من مقاومة وحرس ثوري إيراني وجيش روسي يسيرون ‏ويقاتلون تحت العلم السوري، وفيما يقدّم الرئيس السوري الجيش السوري صورة الحاضن للمهجّرين من ‏مناطق سيطرة الجماعات المسلحة التي أقامت سجناً كبيراً اسمه الغوطة فينزح الناس إلى حضن ‏دولتهم وجيشهم ويستقبلهم رئيسهم، كان الرئيس التركي رجب أردوغان القابع على مسافة مئات ‏الكيلومترات عن جبهات القتال، يتباهى بنجاح جيشه بتهجير أهالي عفرين. وبالتوازي كانت كلمات ‏الرئيس السوري لجنوده غاية في تصوير المشهد الدولي، بقوله للجنود والضباط السوريين في جبهات ‏القتال، مع كلّ رصاصة تطلقونها ومع كلّ شبر تتقدّمونه كنا نغيّر العالم، بالتزامن مع الانتصار الباهر ‏للرئيس الروسي الذي حملته صناديق الاقتراع، في علامة على عالم جديد يولد من رحم التضحيات التي ‏يقدّمها السوريون وحلفاؤهم، لجعل العالم أكثر توازناً، بعد عقود من الطغيان الأميركي الأحادي الذي لم ‏يجلب إلا الحروب والفتن‎.‎
لبنانياً، حيث بات كلّ شيء انتخابات، تبلورت لائحة التيار الوطني الحر في كسروان جبيل، بحسم بقاء ‏النائب السابق منصور غانم البون والمرشح نعمة الله افرام في صفوفها، بينما أعلن الرئيس نجيب ميقاتي ‏لائحته في طرابلس ومعه النائب كاظم الخير والوزير السابق جان عبيد، وأعلن الوزير حسين الحاج حسن ‏لائحة الأمل والوفاء في بعلبك الهرمل، وفيها حُسم إميل رحمة مرشحاً عن المقعد الماروني، ما يعني ‏تراجع فرص التحالف مع التيار الوطني الحر، فيما أطلق المرشحون القوميون غسان الأشقر وسليم ‏سعادة وفارس سعد وإميل عبّود وحسام عسراوي ماكينات الحزب الانتخابية في دوائر جبل لبنان والشمال ‏وبيروت، بمواقف يتصدّرها التمسك بخيار المقاومة وبناء الدولة، كثنائي يجنّب لبنان المخاطر الخارجية ‏والداخلية‎.‎

الأبرز انتخابياً كانت حال العصاب التي ظهرت في خطاب القوات اللبنانية مع حليفَيْها الانتخابيين ‏المفترضين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، حيث حلّت السجالات والاتهامات في مواقف متبادلة بين ‏وزير الصحة غسان حاصباني ومرشح المستقبل في طرابلس جورج بكاسيني، ومثلها بين المسؤول ‏القواتي شارل جبور ووزير الطاقة سيزار أبي خليل، وفي الحالتين كلام عالي السقوف لا يخلو من ‏الاتهامات والسخرية، حيث قال حاصباني في ردّ على الرئيس سعد الحريري عن الحاجة لمنجم مغربي ‏لمعرفة ما تريده القوات، لا نحتاج إلى منجم مغربي ولا إلى خرزة زرقاء لنعرف إلى أين تذهب البلد وبجهدنا ‏سننهض بالبلد، بينما قال جبور لأبي خليل، أنت مراهق وتاجر‎.‎

باسيل يُنقِذ لائحة “التيار” في كسروان‎
طغى الملف الانتخابي على المشهد الداخلي في نهاية عطلة الأسبوع في ظل سباق القوى السياسية ‏مع الوقت المتبقي لتقديم القوائم الانتخابية الإثنين المقبل، لتكوين صورة نهائية للوائح والتحالفات وسط ‏حالٍ من الغموض والفوضى يلف عملية تركيب بعض اللوائح والتحالفات وترافقها أجواء من التصعيد في ‏المواقف، بهدف التحشيد الانتخابي على مسافة شهر ونصف من استحقاق 6 أيار. في المقابل ساد ‏الجمود المشهد السياسي مع انتقال رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى دارته في المصيلح لمتابعة ‏الوضع الانتخابي في القرى والبلدات الجنوبية، فيما كثف رئيس الحكومة سعد الحريري جولاته في عددٍ ‏من مناطق وأحياء العاصمة لاستنهاض أهلها علّه يرفع نسبة الاقتراع لرفع الحاصل الانتخابي‎.‎

وقد تمكّن رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل من إنقاذ لائحة تكتل التغيير والإصلاح في دائرة ‏كسروان جبيل من التفكك والانفراط مع حسم انضمام النائب السابق منصور البون إليها، رغم التباين ‏القائم مع المرشح نعمة أفرام، وبذلك تكون اللائحة قد حُسمت بشكلٍ نهائي وتضمّ إلى جانب البون وأفرام ‏العميد المتقاعد شامل روكز والوزير السابق زياد بارود وروجيه عازار على أن يتم الإعلان عنها في احتفال ‏الإعلان الرسمي عن اللوائح الذي يقيمه التيار الوطني الحر في 24 الشهر الحالي‎.‎
أما في جبيل، فقد حُسم مرشحا التيار النائبين الحالين سيمون أبي رميا ووليد خوري ولم يُحسم ‏بحسب معلومات “البناء” مرشح المقعد الشيعي بانتظار المشاورات الأخيرة بين التيار وحزب الله مع ‏ترجيح اعتماد ربيع عواد الذي حضر الاحتفال الذي أقامه روكز في البلاتيا الأسبوع الماضي، وقال باسيل ‏خلال جولته في منطقة كسروان التي رافقه روكز في بعض المحطات: “اسألوهم ماذا فعلوا لكسروان قبل ‏تمثيلنا لكسروان واسألوهم عما يحملونه من مشاريع للمستقبل. هم يريدون ردنا الى الخلف ونحن نريد ‏أن نتقدم”. كلام باسيل استدعى رداً من الوزير السابق فريد هيكل الخازن قائلاً: “ما فعلناه لكسروان ‏ولبنان قبلكم أننا لم نعطّل مجلس نواب أو حكومة من أجل موقع في السلطة، ولم نُتّهم بصفقات ‏مشبوهة وعندما نسألك عن البترون اسألنا عن كسروان‎”.‎

لائحة “قواتية” “كتائبية” في زحلة‎
كما أعلن حزبا “القوات اللبنانية” و”الكتائب اللبنانية” لائحتهما المشتركة في زحلة على غرار دائرة ‏بيروت الأولى، في مقابل لائحة تحالف حزب الله والنائب نقولا فتوش وسط استمرار الاتصالات لبلورة ‏تحالف بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر والطاشناق. ويبدو بحسب معلومات “البناء” أن رئيسة ‏الكتلة الشعبية ميريم سكاف تتّجه الى تشكيل لائحة منفردة بعد أن فشلت محاولة حزب الله لجمع ‏سكاف وفتوش في لائحة واحدة. ورفض سكاف أيضاً عرض الرئيس الحريري تشكيل لائحة تضمّهما مع ‏التيار الحر‎.

‎”‎القوات” تنعى المفاوضات مع “المستقبل‎”
وعلى صفيح ساخن من السجالات والاتهامات المتبادلة واصل كلّ من تيار المستقبل و”القوات” مفاوضات ‏ربع الساعة الأخير لحسم التحالف في الدوائر الخلافية، وقد زار وزير الإعلام ملحم رياشي مساء أمس، ‏بيت الوسط، وعقدا جولة مفاوضات جديدة مع الحريري بحضور وزير الثقافة غطاس خوري، غير أنّها لم ‏تفضِ إلى نتيجة حاسمة، بحسب مصادر “البناء” مع استمرار التباين والتناقض في الحسابات والمصلحة ‏الانتخابية بين الفريقين في عدد من الدوائر. وإذ لم يخرج أي بيان عن المجتمعين نعى رئيس جهاز الإعلام ‏والتواصل في “القوات” شارل جبور المفاوضات مع المستقبل للتحالف في الانتخابات، مشيراً الى أن ‏‏”التحالف مع المستقبل فشل في كل الدوائر، إلا في دائرة واحدة حيث التفاوض لا يزال مستمراً وهي ‏بعلبك الهرمل‎ “.‎

ويأتي هذا اللقاء في إطار حسم إمكانية التحالف أو عدمه في دوائر بعلبك الهرمل والبقاع الغربي وجزين ‏وعكار، خصوصاً أن “المستقبل” حسم ترشيح هنري شديد عن المقعد الماروني في البقاع الغربي، ‏وبالتالي إذا تحالفت “القوات” مع “المستقبل” و”الاشتراكي” في هذه الدائرة فإن “القوات” ستطلب في ‏المقابل من “المستقبل” دعم مرشحها في البقاع الشمالي. أما في بعلبك الهرمل فترفض “القوات ‏بحسب مصادرها لـ”البناء” تمسّك المستقبل بضم التيار الحر الى التحالف، باعتبار “القوات” أن التيار ‏حليف لحزب الله ولا تريد التحالف مع مَن يتحالف مع الحزب، انطلاقاً من قرار اتخذته قيادة القوات في هذا ‏الأمر‎.‎

وسُجل أمس، سجال بين مرشح “المستقبل” في طرابلس جورج بكاسيني ونائب رئيس الحكومة وزير ‏الصحة غسان حاصباني الذي ردّ على الحريري قائلاً: “لسنا بحاجة إلى منجم مغربي لنعرف إلى أين ‏البلد ذاهب ولا نريد أن نلتجئ إلى أساليب تحمينا من العين وصيبة العين، لأننا فشلنا في كل شيء، ‏فعلينا بجهدنا أن ننهض بهذا البلد”. فردّ بكاسيني عبر “تويتر” بالقول: “شكراً دولة الرئيس معالي وزير ‏الصحة أكدت المؤكّد.. وأكيد “صار بدّا” خرزة زرقا لصد… شو قولك؟ فهمك كفاية أو بدك توضيح؟‎”.

‎”‎التيار” و”القوات” اللاتحالف سيّد الموقف‎
ولم يُسجّل أي خرق على خط التحالف بين “التيار البرتقالي” و”القوات‎”‎، فدوائر زحلة والبقاع الشمالي ‏والبقاع الغربي والمتن الشمالي وبعبدا والشوف وكسروان – جبيل وبيروت الأولى والبترون. وبالتالي لن ‏تشهد أي تحالف حتى الآن وسط استبعاد مصادر الفريقين لـ “البناء” أي اتفاق بينهما على لوائح ‏مشتركة قبل الاثنين المقبل، باستثناء دائرة جزين التي لم تُحسَم حتى الآن، وسط ترجيحات بأن ‏يشملها اللاتحالف أيضاً، بحسب مصادر “التيار‎”.‎

وقد سُجّلت جبهة الفريقين أمس، سجال حار بين وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل، والمسؤول ‏‏”القواتي” شارل جبور ، وفي حين غرّد أبي خليل قائلاً: “لم يعُد البلد واقتصاده يحتملان مراهقتكم… ‏روحوا تعلّموا القانون والعمل الوزاري واعملوا شي إنجاز في وزاراتكم… كفى متاجرة بمصالح المواطنين”. ‏فردّ جبور مغرّداً “إذا كنت تقصد “القوات اللبنانية”، نقول لك أنتَ المراهق، وأنتَ الجاهل بالقانون، وأنت ‏الفاشل في وزارتك، وأنت التاجر‎”.‎

على صعيد آخر، أعلن الرئيس نجيب ميقاتي “لائحة العزم” التي ستخوض الانتخابات النيابية عن دائرة ‏الشمال الثانية طرابلس والمنية والضنية في مواجهة لائحتَي المستقبل التي لم يعلنها بعد، ولائحة ‏الوزير السابق أشرف ريفي التي لم تكتمل أيضاً في ظل خلاف كبير بين القيادات السياسية في المناطق ‏الشمالية، وأبرز أعضاء اللائحة الى جانب ميقاتي، الوزير السابق جان عبيد، النائب كاظم الخير‎.‎

بعلبك – الهرمل‎
وإذ يعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء الأربعاء المقبل، البرنامج الانتخابي للحزب، ‏أعلن حزب الله لائحة “الأمل والوفاء” في دائرة بعلبك – الهرمل ، في ظل تدخّل سعودي فاضح في الشأن ‏الانتخابي من خلال الضغط في تشكيل اللوائح لا سيما في دائرة بعلبك الهرمل وغيرها في محاولة ‏لتقليص حصة فريق 8 آذار في المجلس الجديد قدر الممكن للحؤول دون تحكمه في القرارات الكبرى في ‏البلد، غير أن تناقض المصالح والحسابات الانتخابية بين أطراف 14 آذار يحول دون خوض الاستحقاق في ‏لوائح مشتركة، بحسب خبراء انتخابيين، الأمر الذي يصعّب مهمة السعودية في جمع شمل حلفائها في ‏لبنان‎.‎

وشنّ عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق هجوماً عنيفاً على السعودية متّهماً إياها ‏بالتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، و”الدخول بشكل فاعل على خط الانتخابات النيابية المقبلة التي ‏نجدها محطة أساسية لبناء دولة المؤسسات، ومواجهة الفساد، وحماية الخيارات الوطنية وتحصينها، ‏وموقع لبنان المقاوم ودوره، ولكن التدخلات السعودية تحرّض اللبنانيين بعضهم على بعض، وتعيد حال ‏الانقسام والتوتر السياسي بين اللبنانيين، وتدفع لبنان نحو جولة جديدة من الفتن الداخلية‎”.‎

وأشار قاووق إلى أن “السعودية بتدخلها بالانتخابات النيابية وتشكيل اللوائح ودعم المرشحين لمواجهة ‏حزب الله، تريد أن تغيّر المعادلات السياسية الداخلية، وأن تعوّض عن خسائرها في العراق واليمن ‏وسورية، ولكن مهما دفعوا وحرّضوا، فلن يغيروا من المعادلات السياسية الداخلية مثقال ذرة، ولن يحصدوا ‏إلا الخيبة‎”.
‎”‎القومي” للوقوف مع المقاومة‎
وقد شدّد عدد من مرشحي الحزب السوري القومي الاجتماعي على ضرورة الوقوف مع المقاومة والجيش ‏بمواجهة خطر “إسرائيل” والإرهاب اللذين يهدّدان لبنان وعلى حماية السلم الأهلي‎.‎
ودعا المرشح عن أحد مقاعد الكورة سليم سعادة الى “التطلّع إلى الأخطار التي تهدّد لبنان، وهي ‏‏”إسرائيل” والإرهاب، حيث يقف لهما بالمرصاد الجيش اللبناني والمقاومة، ما يحتّم على كلّ نائب دعم ‏المقاومة والجيش لأنهما يقفان بوجه المخاطر الخارجية”، وجدّد المرشح عن دائرة بيروت الثانية فارس ‏سعد تأكيد “ثوابت الحزب السوري القومي الاجتماعي في خوض المعركة الانتخابية على قاعدة الثبات ‏في خطّ المقاومة ومواجهة الإرهاب ومعادلة الجيش والشعب والمقاومة‎”.‎

بدوره اعتبر المرشح غسان الأشقر في دائرة المتن أن “الحزب السوري القومي الاجتماعي متجذّر في ‏المتن، وبالتالي خوضنا المعركة الانتخابية في هذه الدائرة هو تأكيد حضورنا وإعادة تثبيت وجودنا على ‏هذه الساحة التي أسّسها الزعيم أنطون سعاده وعمل عليها الحزب منذ 80 عاماً ولا يزال يعمل‎”.‎

أما المرشح في عكار إميل عبود فشدّد على أن “شهداءنا بذلوا الدماء والتضحيات دفاعاً عن قضية، ومن ‏أجل أن يبقى الفكر القومي الوحدوي متجذراً وطريق خلاص، ومن أجل تعزيز قيم الوحدة الاجتماعية بين ‏أبناء عكار، وكل الوطن‎”.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *