الرئيسية / نشاطات / الحريري: أولويتي حماية لبنان..
حريري وموغريني

الحريري: أولويتي حماية لبنان..

جدد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أنّ “أولويتي حماية لبنان والشعب اللبناني من نيران المنطقة والإتحاد الأوروبي يلتزم باستقرار لبنان وأمنه”، شاكراً الإتحاد الأوروبي على دعمه للجيش اللبناني والمؤسسات العسكرية.
وأعربت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيدريكا موغيريني عن صداقة الإتحاد الأوروبي للبنان، وقالت من الأولوية أن نقدم لكم الدعم في مبادرة حماية لبنان، وستبقى أولويتنا المحافظة والمتابعة في بناء قوة لبنان واستقلاله وتنميته الاقتصادية وأمنه.
مواقف الحريري وموغيريني جاءت خلال مؤتمر صحافي عقداه في “بيت الوسط” بعدما عرضا لاخر المستجدات والاوضاع في لبنان والمنطقة وسبل دعم لبنان في مواجهة تداعيات ازمة النزوح السوري، في حضور مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري والمستشار لشؤون النازحين السوريين الدكتور نديم الملا. وجرى خلال اللقاء عرض لآخر المستجدات والأوضاع في لبنان والمنطقة وسبل دعم لبنان في مواجهة تداعيات أزمة النزوح السوري.

وقال الحريري: “عقدت للتو اجتماعاً ممتازاً مع الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيديريكا موغيريني، وأتطلع إلى استكمال نقاشاتنا على مائدة العشاء بعد قليل.

لقد أبرزت أهمية قرار مجلس الوزراء الذي صدر في الخامس من شهر كانون الأول الحالي، والذي يشدّد على أن جميع الأحزاب والمكونات السياسية في حكومتي ملتزمون تطبيق سياسة النأي بالنفس.

وأبلغت الممثلة العليا موغريني أن أولويتي هي حماية لبنان واللبنانيين من الحرائق الإقليمية وشكرتها على مشاركة الاتحاد الأوروبي في اجتماع مجموعة الدعم الدولية الذي عُقد في باريس في الثامن من كانون الأول الجاري. ففي ذلك الاجتماع، عبّر المجتمع الدولي بوضوح عن دعمه لاستقرار لبنان السياسي والاقتصادي والأمني.

وأشكر بشكل خاص الاتحاد الأوروبي على التزامه بالمؤتمرات المقرر عقدها في الفصل الأول من العام المقبل، دعماً للجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية في روما، ومؤتمر دعم الاقتصاد اللبناني في باريس.

كما كرّرت التزامنا بقرارات مجلس الأمن الدولي، خاصة القرار 1701، حيث يتعاون الجيش واليونيفيل للحفاظ على الاستقرار والأمن في الجنوب. وفي هذا الصدد، نعمل على تعزيز وجود الجيش اللبناني في جنوب الليطاني في وقت قريب”.

وأضاف: “لقد أبلغت الممثلة العليا موغريني عن إنجازات حكومتي الأخيرة، ولا سيما منح أول ترخيص للنفط والغاز قبالة شواطئنا. وأنا ملتزم تأمين الحوكمة الرشيدة والشفافية في هذا القطاع الاستراتيجي لاقتصادنا.

كما شكرت الاتحاد الأوروبي من خلال الممثلة العليا موغريني على الجهود التي يبذلها لمساعدة لبنان في التعامل مع أزمة اللجوء السوري، لا سيما من خلال مؤتمر بروكسيل 2 المتوقع عقده السنة المقبلة.

وختم الرئيس الحريري قائلا: “أخيراً، كرّرت للممثلة العليا موغريني موقفنا من القرار الأميركي الأخير حول القدس. إنه بكل بساطة غير مقبول بالنسبة إلينا ونعتبره ضربة لأي عملية سلام. إن حكومتي لا تزال ملتزمة المبادرة العربية التي أطلقت في العام 2002 والقائمة على حل الدولتين مع القدس عاصمة لفلسطين.

في الختام، اسمحوا لي أن أكرر شكري وترحيبي بالممثلة العليا فيديريكا موغريني في لبنان في هذه الزيارة الهامة”.

موغيريني

ثم تحدثت موغيريني فقالت: “لقد كان من الطبيعي بالنسبة إلى، كصديقة للبنان وكممثلة لصداقة الاتحاد الأوروبي تجاه لبنان، أن أكون أول ممثلة عليا من الأسرة الدولية التي أزوركم في بيروت بعد عودتكم إلى العاصمة اللبنانية. فكما ذكرتم، لقد كان من الأولوية بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي أن نقدم لكم الدعم في مبادرتكم لحماية لبنان. بالنسبة إلينا، لطالما كان الأمر وسيبقى أولوية المحافظة والمتابعة في بناء قوة لبنان واستقلاله وتنميته الاقتصادية وأمنه. وقد كنا راضين للغاية عن عودتكم إلى لبنان واستئناف عملكم على رأس هذه الحكومة، وأنا سعيدة جدا أن أكون هنا اليوم في نفس اليوم الذي ترأستم فيه جلسة لمجلس الوزراء، للتأكد من أن مؤسساتكم قوية وتدعم المواطنين اللبنانيين. أعلم أن هذا هو التزامكم الشخصي وكذلك هدف الاتحاد الأوروبي الذي يدعمكم شخصيا وكذلك المؤسسات الدستورية اللبنانية للعمل من أجل المواطنين اللبنانيين. هذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة إلينا، وأنا شخصيا زرت لبنان مرات عدة خلال فترات لم تكن فيها المؤسسات تعمل بشكل حسن. لكني سررت في زيارتي العام الماضي برؤية تقدم في هذا المجال ورؤية مجلس الوزراء يعمل بشكل حثيث على إنجاز العديد من الأمور مثل الإصلاحات وإقرار الموازنة، وأن نرى كافة المؤسسات التي تأثرت في السابق عادت للعمل. فبالنسبة للاتحاد الأوروبي، من المهم جدا أن نرى المؤسسات اللبنانية تعمل معا، والأطراف السياسية تعمل سويا، مع التزام قوي بالنأي بالنفس، والذي ننتظر الآن أن يُحترم ويطبق بالكامل، وهذا أولوية قصوى لنا كأصدقاء للبنان. فكما تعلمون لبنان صديق مقرب بالنسبة إلينا والاتحاد الأوروبي سيبقى دائما إلى جانبه”.

وأضافت: “كما ناقشنا عددا من الأمور التي ذكرتموها، ولا سيما الدعم الذي يوفره الاتحاد الأوروبي للبنان وخصوصا على صعيد الأجهزة الأمنية. فالدور الذي تقوم به الأجهزة الأمنية مهم جدا بالنسبة إلينا، ومؤتمر الدعم المخصص لهذه الأجهزة في شهر شباط المقبل سيكون أساسيا في هذا الإطار. كما أننا سنتابع العمل على الشق الاقتصادي وعلى التنمية والاستثمار والبيئة الاستثمارية من خلال مؤتمر بروكسيل في شهر نيسان المقبل. كما سنعمل على مستقبل سوريا والمنطقة، ونأمل أن ننتقل إلى مرحلة ثانية يمكننا من خلالها، إذا ما سمحت الظروف السياسية بذلك، أن نرى كيف يمكن للمجتمع الدولي أن يدعم المنطقة ومستقبل سوريا، فيما نبدأ بالتخطيط للمستقبل وإعادة الإعمار بناء على تسوية سياسية يجب التوصل إليها في جينيف”.

وتابعت: “أما بالنسبة لمسألة القدس، سيدي رئيس الوزراء، فإني أرحب بما قلتم بهذا الشأن، ولبنان والاتحاد الأوروبي يقفان الموقف نفسه، إزاء القدس. وقد تسنى لي أن أعرب عن هذا الموقف بشكل واضح لوزير الخارجية الأميركية تيليرسون وكذلك لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو الأسبوع الماضي. فالاتحاد الأوروبي يعتقد أن الحل الوحيد لهذا الصراع في الشرق الأوسط هو حل الدولتين مع القدس عاصمة لدولة (إسرائيل) ودولة فلسطين، وفقا لحدود العام 1967، وهذا بالضبط ما ناقشته دول جامعة الدول العربية ونحن نتشارك في تقديرنا لمبادرة السلام العربية كأساس لاستئناف المفاوضات، وسوف نستمر بالعمل على هذا الملف معا”.

وختمت قائلة: “كما أود أن أشدد على أنني مسرورة شخصيا لرؤيتكم في بيروت، وبالنسبة إلى كان من المهم جدا لرؤيتك بأسرع وقت ممكن لكي نناقش المرحلة المستقبلية لتعزيز الوضع في لبنان وعمل مؤسساته، وتلبية المؤسسات اللبنانية لتطلعات الشعب اللبناني وما يمكن أن نقوم به في المستقبل”.

حوار

سئلت موغيريني: هل ستساعدون في مجال عودة اللاجئين السوريين إلى سوريا؟

أجابت: إن لبنان يستضيف عددا كبيرا من النازحين السوريين، وكذلك أوروبا ودول أخرى مثل تركيا والأردن. إن موقفنا هو نفسه موقف الأسرة الدولية والأمم المتحدة، وهو أننا نرغب بعودة النازحين السوريين، ولكن هذه العودة يجب أن تتم بطريقة آمنة وطوعية وتحافظ على كرامة النازحين، ونحن نتطلع إلى تحقيق ذلك. لكن انطباعي هو أن الوقت لم يحن بعد لكي يعود النازحون. فالوضع في سوريا ما زال أكثر توترا مما يعتقده البعض. ولكن كما ذكرت، فإننا سوف نعمل في مؤتمر بروكسيل في شهر نيسان المقبل على البدء بالإعداد مع المجتمع الدولي للسبل التي يمكن أن نراها في المستقبل، وهذا يجب أن يكون مرتبطا بحل سياسي للصراع في جينيف. وسوف نسخر كل مواردنا، بما فيها الموارد الاقتصادية والمالية، لمساعدة كافة الأطراف للتوصل إلى هذه التسوية السياسية. علينا التأكد من أن كل سوري خارج وطنه اليوم ستتم حمايته وسوف يشعر بأنه آمن وسالم. هذا الحل ليس فقط من وجهة نظر عسكرية ولكن من المهم جدا أن نهيئ الظروف السياسية التي تسمح بحماية حقوق وحياة كل مواطن سوري موجود حاليا خارج أراضيه.

سئل الرئيس الحريري : تحضرون للمشاركة بمؤتمرات مقبلة في أوروبا من أجل دعم لبنان كم تتوقعون ان تكون حجم المساعدة التي سيحصل عليها لبنان؟

اجاب: نحن سنعرض في المؤتمر الذي سنشارك فيه كل المشاريع اللازمة للبنان، أكانت المتعلقة بالقطاع الخاص او العام لأجل تنفيذها. والتركيز الأساسي في هذه المشاريع سيكون على كيفية النهوض باقتصادنا وتحقيق زيادة في النمو من واحد ونصف او اثنين بالمئة الى اربعة او خمسة او ستة بالمئة. وفي هذا الاطار هناك دور كبير للقطاع الخاص ليقوم به في هذه المؤتمرات الأساسية للنمو في لبنان، ودعم الاتحاد الاوروبي مهم جدا بالنسبة لنا.
لن اتحدث عن حجم المبالغ ونامل انه عندما ننجز هذا المشروع في الحكومة نطلع الشعب اللبناني على ما نحاول ان نقوم به.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *