الرئيسية / سياسة / حرب: ضريبة ادارة البلاد ستؤدي الى كارثة او انفجار سياسي لا يحتمل عاجلا ام آجلا
boutros-harb5

حرب: ضريبة ادارة البلاد ستؤدي الى كارثة او انفجار سياسي لا يحتمل عاجلا ام آجلا

خضر ماجد
يؤكد النائب بطرس حرب أنه كان متوقعا صدور الطعن من المجلس الدستوري بحق قانون الواردات الضريبية لسلسلة الرتب والرواتب، معتبرا ان اتفه اتهام للنواب العشرة الموقعين على الطعن دفاعهم عن المصارف، مشيرا الى انه بينه وبين المصارف “عداوة” نظرا لانه مديون دائم لها، موضحا ان النواب العشرة سيقدمون اقتراح قانون يتضمن ضرائب على المصارف والأملاك البحرية لان السلسلة بحاجة الى تغطية كي تدفع للموظفين.
ويعتبر حرب في حديث الى رابطة خريجي الاعلام برئاسة الدكتور عامر مشموشي، قرار المجلس الدستوري بقبول الطعن المقدم فيه اشارات ايجابية بعمل المجلس، ونحن نرحب بهذا القرار لانه يحمي نظامنا الديمقراطي ويشجع المؤسسات الرقابية على ممارسة دورها على اكمل وجه، كما يضبط العمل في مؤسسات الدولة، مؤكدا انه من دون موازنة لا يوجد مراقبة قانونية للحكومة. الا انه بالمقابل يرى ان المجلس الدستوري تجاوز بقراره الطعن المقدم، كما تجاوز صلاحياته المنصوص عليها في اتفاق الطائف، وقد فسر القانون بشكل غير صحيح لأنه يمكن اقرار الضرائب بقانون وليس شرطا اقرارها ضمن الموازنة العامة، لكن بشكل عام ما حدث يشكل صدمة ايجابية، مقترحا في السياق تعديل طريقة تعيين أعضاء المجلس الدستوري لإبعاد المحسوبيات والقرار السياسي عن قراراته، كما يجب اعادة صلاحيات هذا المجلس.
وحول الخلاف الحاصل بعد قرار المجلس الدستوري، يوضح ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري يعتبر ان قرار المجلس الدستوري يتخذ بناء على توصيات أو تحفيز من جهة ما، ويستغرب حرب الحديث عن اشكالية في الموضوع لا سيما ان الرئيس ميشال عون وقع القانون كما ان نواب التكتل وقعوا عليه وعملوا على اقراره لا سيما في لجنة المال والموازنة. ويرى ان قرار المجلس الدستوري اخذ صدى اكبر من حجمه، وهناك حساسية مفرطة بين الافرقاء يمكن ان تؤدي الى الانهيار، كما ان هناك اشكالية في تعاطي السلطة مع السلسلة، وهم يدعون عدم وجود الامول للسلسلة بالمقابل يطالبون بفتح اعتمادات للبواخر العائمة، مؤكدا انه لا يمكن لوزارة المالية ان تصرف اي اعتماد للموضوع دون ان يتم اقرار الاعتمادات في المجلس النيابي، وما يحصل اليوم مخالف للدستور ويطرح تساؤلات عن الاصلاح والتغيير وغيرها من الشعارات الرنانة. ويشدد على انه اذا بقيت ادارة الحكم بالطريقة الراهنة ستودي بالبلاد الى الكارثة. واوضح انه لا يمكن تأجيل السلسلة الا بقانون جديد، وفي نفس الوقت اذا تم الدفع دون اقرار الضرائب والموارد لتغطية المشكلة سنقع في العجز على المدى البعيد، ويشرح حرب ان النقاش في الحكومة حول السلسلة هو سياسي وليس عمليا، مقترحا ان تجهز الحكومة مشاريع قوانين لإرسالها للمجلس النيابي لاقرارها مع الموازنة لتغطية نفقات السلسلة.
ويرى حرب ان الحياة السياسية في لبنان اصبحت متداخلة ومعقدة الى حد بعيد، وهناك تماد واستغلال للتفاهم الحاصل بين القوى السياسية حاليا، لا سيما من قبل حديثي النعمة في السلطة، مما قد يؤدي الى انفجار الوضع السياسي الراهن، معتبرا ان هناك تسوية سياسية لترتيب بعض أمور الحكم بين القوى الحاكمة، الا ان هناك من يعتبر ان التسوية تستبيح كل شيء، ولقاء وزير الخارجية جبران باسيل مع نظيره السوري وليد المعلم يأتي في هذا السياق، لأن ما حصل هو استغلال لبعض افرقاء الحكومة، وهو أمر مهين كان يجب ان لا يحصل دون تشاور مسبق، مع العلم انه لو تم التشاور في الموضوع كان بالإمكان حصول اللقاء.
ويشير الى ان الازمة السياسية في البلد حاليا هي نتيجة لقاء باسيل – المعلم، ولقاءات الوزراء التي اعتبروها شخصية مع نظرائهم السوريين الا ان هذه اللقاءات ينتج عنها معاهدات رسمية، لافتا الى ان أي لقاء مع الجانب السوري يجب ان يكون بقرار من الحكومة اللبنانية وليس قرارا شخصيا، وطرح موضوع النازحين بالشكل الحالي سيحوله الى ملف خلافي، واللقاءات التي تعقد مع الجانب السوري بالطريقة التي حصلت لن تحل الازمة، وما يحل الموضوع هو تعاون جميع الافرقاء، ويجب النظر الى النموذجين التركي والاردني حيث لا علاقات رسمية مع النظام السوري الا ان هناك تنسيق امني ومخابراتي اعاد عددا كبيرا من النازحين الى ارضهم. وردا على سؤال ان كانت الازمة الراهنة ستطيح بالحكومة، يرى حرب ان مصالح الافرقاء السياسية اهم من الازمة الحاصلة، وهناك علاجات موضعية لهذه الازمة، موضحا انه لا يرى حاليا رئيس الحكومة سعد الحريري خارج السلطة، الا اذا حصل تصعيد سوري ايراني ما، مع العلم ان كل ما يريده حزب الله من الحكومة يحصل عليه. ويشدد على انه من مصلحة سعد الحريري ان لا يكون جزءا من التسوية الراهنة بعد التعبئة لجمهوره ضد سوريا وايران منذ العام 2005 ولا يمكن صدمه بضربة واحدة. ويعتبر ان الحسابات الانتخابية الراهنة تختلف عن سابقاتها وهي جيدة بالنسبة اليه في البترون، والقانون اوجد كي لا يكون هناك تحالفات، واضعا القانون في خانة “عجيبة العجائب”.
وردا على سؤال، قال حرب “يا محلا اخلاق الماضي امام قلة اخلاق جبران باسيل حاليا، والدولة بكل اجهزتها موضوعة بتصرفه منذ 10 سنوات الى اليوم بفضل حزب الله والرئيس ميشال عون”. وعن ترشحه للانتخابات المقبلة وديمومة عمله منذ السبعينيات، يشير الى ان صدقه مع الناس هو اساس بقائه في سدة البرلمان حتى الساعة، لافتا الى انه كان قد اتخذ قرارا يقضي بعدم الترشح للانتخابات مجددا، الا ان محاولة الاستئثار بالقرار المسيحي من قبل التيار الوطني الحر والقوات فرضت علي خوض المواجهة شخصيا، وتوقع وجود بين 3 و4 لوائح في البترون، ويرى ان قانون الستين كان سيسقط التيار والقوات معا في الانتخابات، الا ان القانون الحالي يخدم الوزير جبران باسيل قليلا لكن دون ان يضمن له المقعد النيابي.
22068792_1325784464196879_737587822_o
وعن الحديث عن تعليق المادة 87 من الدستور لامرار الموازنة دون حصول قطع الحساب، يستغرب حرب هذا الطرح، معتبرا انه اذا حصل يشكل سابقة في العمل السياسي يمكن ان يستعمل في المرات اللاحقة عند كل استحقاق، مقترحا ان يتم اجراء قطع الحساب للعام 2015 وهي السنة السابقة التي ينص عليها الدستور لاقرار الموازنة، مع تقديم وزارة المالية تقريرا حول حسابات السنوات المنصرمة مع تعهد بمتابعتها، معتبرا ان هذا هو الحل العقلاني والدستوري الذي يخرجنا من الازمة.
موضحا انه في العام 2017 من المستحيل تحقيق الوفر الذي تم الحديث عنه لان الاموال صرفت ولم يبقى منها الكثير، مع التنويه بموضوع ضبط الانفاق وتخفيض قيمة الاحتياطي في الموازنة. ويؤكد ان الهلع الاقتصادي مفتعل نتيجة الخلاف السياسي، وما حصل بعد قرار المجلس الدستوري يمكن للمؤسسات ان تتجاوزه بهدوء.
ويشدد على انه طالما لدى اهل السلطة مطالب شخصية لن يكون هناك اصلاح في البلد، وقد نسي الشعب ان هناك وزير مكافحة الفساد وأصبح اسمه وزير الفساد. ويشير حرب الى ان الناس لا تدرك خطورة ما يحصل بالمنطقة، لا سيما موضوع الاستفتاء على استقلال كردستان العراق، لانه اذا نشأت دولة الاكراد سيسمح ذلك بنشوء دول جديدة عند اي ازمة سياسية، وهذا ما سيحق الحلم الاكبر لإسرائيل، وهذا الموضوع خطير جدا. ويلفت حرب ايضا الى استسهال الحديث في بعض الدول العربية عن التطبيع مع اسرائيل، وهذا جو جديد لم نكن نسمعه في السابق ولا يمكن تجاهله، ويوضح انه عند بدء المعارك العربية العربية نسي الشعب العربي فلسطين والقضية الفلسطينية، خاصة مع البحث حاليا من هو اخطر ايران او دولة عربية او اسرائيل.

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *