اكد رئيس الحكومة سعد الحريري انه “لمس تفهماً روسياً” لمطلب تضمين اي اتفاق سياسي في سورية بنداً بـ”عودة آمنة” لكل النازحين السوريين الى بلدهم، ووصف في حديث لـصحيفة “الحياة” خلال زيارته موسكو، الدور الروسي في سورية بأنه “مهم وإيجابي”، لافتاً الى ان الحوارات الروسية– الأميركية افضت الى تخفيف التوتر والعنف في سورية”.

وأشار الحريري لـ “الحياة” قبل لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انه ينوي طرح موضوع ترسيم الحدود اللبنانية– السورية مع الرئيس الروسي، آملاً بدور روسي لدفع هذا الموضوع، واضاف ان الحكومة اللبنانية “تسعى لحماية لبنان من أي تسلل ارهابي، والسبب الرئيس في عمليات التسلل السابقة التداخل في المناطق الحدودية، كما ظهر في الجرود، حيث توجد مناطق يؤكد كل طرف انها تابعة لأراضيه، وترسيم الحدود يحظى بأهمية كبرى حتى نتمكن من ردع دخول اي ارهابي الى لبنان”.

ولفت الى ملف آخر حظي بأهمية خاصة خلال محادثاته في روسيا، مشيراً الى ضرورة تضمين اي اتفاق سياسي في سورية بنداً بعودة كل النازحين بشكل آمن الى بلدهم.

وكشف الحريري انه “لمس تفهماً روسياً للمطلب اللبناني، ونحن مطمئنون للموقف الروسي”، معتبرا ان “روسيا واعية لهذا الموضوع وتعرف جيداً حجم المشكلة، ولدينا 1.5 مليون نازح ما يشكل عبئاً كبيراً على الاقتصاد والبيئة والمستوى الاجتماعي، لذلك ننظر الى مصلحة لبنان بضرورة ضمان العودة الى بلادهم”، وشدد على انه “لا يمكن ان نرى حلاً سياسياً فعلياً من دون عودة آمنة لـ 8 او 9 ملايين سوري مهجرين عن بلدهم الى مختلف البلدان”.

وذكر ان نقاشاته في روسيا اكدت ضرورة المحافظة على تحييد لبنان، و “لبنان سيد نفسه ولا نريد ان نكون طرفاً في اي وضع محوري، ونسعى لتحييده في اي مشكلة اقليمية”، وتطرق الحريري الى ملف التعاون العسكري مع روسيا، الذي كان مطروحاً خلال محادثاته مع المسؤولين الروس، مشيرا الى ان لبنان بدأ حوارات سابقة مع روسيا في هذا الشأن و “لدينا اتفاقات منذ العام 2010 والطرف الروسي متحمس ونحن بحاجة إلى تطوير قدرات الجيش اللبناني، خصوصاً على صعيد حصوله على مدرعات ودبابات واسلحة خفيفة”، لكنه لفت الى انه لم يطرح خلال زيارته الحالية “مطالب محددة”، موضحاً انه سعى الى “تجديد النقاش السابق ونرجو ان نصل الى نتيجة فيها مصلحة لبنان ومصلحة التعاون الروسي اللبناني”.

ورداً على سؤال حول تطورات الوضع في سورية، على خلفية المواجهة القائمة حالياً بين موسكو وواشنطن، لفت الحريري الى ان “الدور الروسي مهم وإيجابي، والحوار الذي يجرى بين موسكو وواشنطن اسفر عن تخفيف حدة التوتر في سورية وهذا امر مهم جداً”.

وفي الشأن الثنائي، قال “ان التركيز الاكبر خلال زيارته انصبّ على سبل تعزيز التعاون اللبناني مع روسيا في المجالات المختلفة، وخصوصاً على الصعيد الاقتصادي”، لافتاً “الى خلل كبير في ميزان التبادل التجاري لصالح روسيا”، كاشفا “انه بحث مع رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف اتخاذ اجراءات لتنشيط التعاون التجاري، وهناك تقدم في هذا الاتجاه”، واكد ان “رئيس الوزراء مدفيديف اصدر تعليمات واضحة وصريحة، ونرجو ان تساعد في تعزيز التعاون التجاري”.