الرئيسية / سياسة / الرئيس عون: علينا بناء الانسان واعطاؤه ثقافة وتضامناً لبناء الوطن
Michel_Aoun_320052

الرئيس عون: علينا بناء الانسان واعطاؤه ثقافة وتضامناً لبناء الوطن

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان الجرائم التي وقعت، ومنها جريمة مقتل الشاب روي حاموش، لن تمر من دون عقاب، مجدداً التشديد على ان اقسى العقوبات سوف تتخذ بحق الفاعلين و”نحن مصممون على فرضها”.

وأبلغ الرئيس عون افراد عائلة الضحية الشاب روي حاموش الذين استقبلهم قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وقدم لهم التعازي، أن المصيبة التي حلت بهم ادمت قلبه وقلوب جميع اللبنانيين الا ان حزن العائلة يبقى الاقسى، إذ ليس من السهولة تقبل فقدان شاب في مقتبل العمر ضحية عمل اجرامي مرفوض. وأضاف الرئيس عون:” لقد وقعت في الفترة الاخيرة جرائم عدة في لبنان، وإن شاء الله نسرّع بالبت بها، وهذه على وجه الخصوص، فيتم اتخاذ العقوبات اللازمة كي تكون عبرة تفرض نفسها على الجميع في اسرع وقت ممكن.”

وتمنى الرئيس عون لعائلة المغدور الصبر والثبات. وقال:”عزاؤنا بإيماننا، ولولا الايمان، لا يمكن للانسان ان يتحمل الالم الذي يصيبه عند فقدان من يحب”.

وشكر والد روي جوزف حاموش الاهتمام الذي ابداه الرئيس عون حيال المأساة التي اصابت العائلة، فيما أكدت والدة الضحية السيدة ريما حاموش أن الامل بالرئيس عون للإقتصاص من المجرمين والقتلة كبير جداً، و”لولا هذا الامل لكنا

هاجرنا منذ زمن هذا البلد، فأملنا ورجاؤنا كبيرين جداً. ونعلم ان ابننا شاب ذو قلب طيب واخلاق حسنة، وكمؤمنين نرى أن ربنا لا يريده ان يبقى مع الشر المستفحل على الارض، لذا رفعه طاهراً الى السماء، وهذا ما يزيد من عزائنا.”

أضافت:” نشكركم فخامة الرئيس ونشكر الاجهزة الامنية التي القت القبض على المجرمين في اليوم ذاته التي وقعت فيه الجريمة. وهذا انجاز مهم جداً وبداية امل للبنان وإن شاء الله تتمكنوا من متابعة ما بدأتم به ويحاسب القتلة، خصوصاً ان القاتل معروف بسجله الاجرامي وقد صدرت بحقه عدة مذكرات توقيف، ولم يكن من المسموح أن يخرج من السجن ويعيش بشكل طبيعي بين الناس.”

الريشة الذهبية – النسخة الماسية

الى ذلك، تسلّم رئيس الجمهورية “الريشة الذهبية – النسخة الماسية” المميّزة، التي تمنحها مطابع الكريم التابعة لجمعية المرسلين اللبنانيين، لكبارٍ يسهمون في اعلاء الفكر اللبناني وصورة لبنان الحضارية. واقيم للمناسبة احتفال في قصر بعبدا، حضره الرئيس العام لجمعيّة المرسلين اللبنانيين الموارنة الأب مالك ابو طانوس، الرئيس الفخري للجنة “الريشة الذهبّية”، ورئيس اللجنة مدير عام مطابع الكريم الأب شربل مهنا، واعضاء اللجنة، ومجلس المدبّرين ورؤساء اديار الجمعية ورئيس اتحاد بلديات كسروان-الفتوح رئيس بلدية جونية الشيخ جوان حبيش ورئيس بلدية كفرذبيان الدكتور بسام سلامة، وافراد عائلة مطابع الكريم، وحشد من المفكرين.

كلمة الأب العام أبو طانوس

في بداية الاحتفال، القى الأب ابو طانوس، كلمة جاء فيها: “يشرّفنا، صاحب الفخامة، أن نقدّم اليكم “الريشة الذهبيّة – النسخة الماسيّة !”هذا التقدير تمنحه مطابع الكريم ببركة الجمعيّة لتكافئ معنويًّا كلّ مَن يسهم في نقل تراث ثقافي أو فكري أو روحي خالد إلى الأجيال المقبلة. لقد منح في نسخته الأولى سنة 2015 إلى غبطة البطريرك الراعي، وفي نسخته الثانية سنة 2016 إلى غبطة البطريرك صفير، وفي نسخته الثالثة إلى الدكتور يوسف كمال الحاج لإشرافه على إصدار مجموعة مؤلّفات والده الفيلسوف. واليوم يمنح في هذه النسخة الماسيّة المميّزة التي تخرج عن العدد والتسلسل، لأنّه موجّه إلى شخص يخرج عن القاعدة وعن العادة، إلى شخص هو اليوم صاحب الفخامة.”

اضاف: “أنتم كتبتم كلمات خالدات نزلت في قلوب كثيرين وحرّكت مشاعرهم وخلقت فيهم صورةً لوطن حلم. كتبتم سطوراً من ماءٍ صافية عكست ولا تزال تعكس الإصلاح والازدهار. كتبتم بدم عروقكم حقبةً من تاريخ هذا الوطن مع شهداء بذلوا حياتهم شرفاً وتضحية ووفاء. وكتبتم أيضاً سنين طويلة من التعب والعرق لهذا الشرق عساه يشرق من جديد! لأجل هذا الحبر المنير، لأجل هذا الماء الصافي، لأجل هذا الدم الثمين ولأجل هذا العرق التَعِب تستحقّون اليوم “الريشة الذهبيّة – النسخة الماسيّة!”

كلمة الاب مهنا

والقى الأب مهنا كلمة جاء فيها: “في حضرتك نقف، فندرك في الكِبَر الذي فيك كم انّ مدى الوطنية يتسّع للإقامة في الرِفعة كما في العمق. وفي هذا الاتحاد بين الرِفعة والعمق كان عطاؤك ولمّا يزل. للبنان وهو صنوك. وللعالم وهو مداك.”

اضاف: “لأجل هذه الشهادة، تتشرّف لجنة “الريشة الذهبية”، المنبثقة من مطابع الكريم، بهدف تقدير بناة لبنان الفكر الانسان، لبنان الحضارة الابد، ان تمنحكم نسختها الماسية. وهي الأولى تمنح الى شخصية سياسية. انتم الكلمة السيف، قائد مسيرة التحرير والتحرر، باني تفاهمات الوحدة، وعماد حقيقة الانتماء الوطني.”

ثم كانت قصيدتان، واحدة بالعربية للشاعر حبيب يونس، والثانية بالفرنسية للدكتور ناجي قزيلي.

كلمة الرئيس عون

وردّ الرئيس عون بكلمة قال فيها:

“من الصعب ان يُحاط الانسان بأصدقاء مثلكم، وسط الثناء الذي احطتموني به من دون ان يخلق فيه هذا الأمر كثافة من الشعور. ومن المربك، حقاً، ان يستعيد الانسان جميع ذكريات حياته، وبالأخص الصعبة منها، وكلّها صعبة، بلحظة واحدة: من الخنادق الى القيادة، الى الحكم، الى الإبعاد، الى النضال السياسي، الى العودة. لقد كانت كلّها فترات صعبة، تشرّدنا فيها، وتعرّضنا خلالها. ولكننا اليوم نحقّق الحلم. ولا اقول: حقّقنا الحلم، لأنّ امامنا الكثير بعد ممّا يجب تحقيقه، وهو الأصعب. علينا بناء الوطن وبناء الانسان في الوطن. نحن بحاجة الآن الى بناء الانسان واعطائه ثقافة متقدمة وتضامناً لبناء الوطن، وهذا هو الاصعب، خاصة واننا نعيش في اجواء كلّها فساد. وهو امر يذكّرني بكلام الانجيل: “… إذا فسُد الملح، فبماذا يُملّح؟” لقد قلّ الملح ويجب انتاجه من جديد.”

وبعدما شكر الرئيس عون الحاضرين على مبادرتهم، قدّم الابوان ابو طانوس ومهنا، محاطين بأعضاء اللجنة، “الريشة الذهبية – النسخة الماسية” الى الرئيس عون، مع شهادة التقدير الخاصة بها، وكتيب تضمّن الكلمات التي القيت في المناسبة.

ثم قدّم الدكتور يوسف كمال الحاج، الحائز على “الريشة الذهبية” عن العام 2017، المجموعة الكاملة والمؤلفة من 15 مجلدا لكتابات ومحاضرات والده الفيلسوف الشهيد كمال يوسف الحاج، رائد القومية اللبنانية، الى الرئيس عون.

وفد الاندية اللبنانية- السورية-الاميركية

وفي قصر بعبدا، رئيس اتحاد الاندية اللبنانية-السورية- الاميركية برئاسة الدكتور البر جوهري، والذي ضم عددا كبيرا من الاميركيين المتحدرين من اصل لبناني من مختلف الاعمار، أتوا الى لبنان في رحلة للتعرف على معالمه السياحية والاثرية وزيارة اقرباء لهم.

والقى الدكتور جوهري كلمة اعرب فيها عن سعادته مع اعضاء الوفد لزيارة لبنان “ارض الاجداد والوطن الام الذي له في القلوب المكانة الكبرى”، لافتاً الى ان اتحاد الاندية يضم 127 نادياً من مختلف الولايات الاميركية، وقال:” سررنا كثيراً بزيارة ارضنا واهلنا واقاربنا في لبنان، واعجبنا بالاماكن السياحية والثقافية وبالمطبخ اللبناني، ونضع انفسنا في تصرف رئيس البلاد، لنكون سفراء لوطننا ننقل صورته الجميلة ونقدم له الدعم في كل ما يطلبه”.

وردّ الرئيس عون مرحباً بالوفد معرباً عن سعادته بلقاء افراده، “لاسيما وأن هذه الزيارة تعكس مدى شوقكم وحنينكم الى بلدكم الام”.

وتحدث رئيس الجمهورية عن الوضع الراهن في لبنان والمنطقة، محدداً موقف لبنان من التطورات التي تحصل، وقال:” آمل أن تكونوا صوتنا في المجتمع الاميركي ولا تنسوا جذوركم في لبنان الذي ينتظركم ويرحب بكم ساعة تشاؤون”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *