الرئيسية / سياسة / رئيس الجمهورية اقام افطارا رمضانيا جامعا في قصر بعبدا: انجاز قانون الانتخابات خلال الايام الآتية سيكون بداية استعادة الثقة بالدولة
ميشال عون

رئيس الجمهورية اقام افطارا رمضانيا جامعا في قصر بعبدا: انجاز قانون الانتخابات خلال الايام الآتية سيكون بداية استعادة الثقة بالدولة

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون “ان الهدف الاساسي لهذا العهد هو بناء دولة قوية، واستعادة الثقة كما يقول شعار الحكومة الحالية. فالشعب اللبناني مقتنع ان الدولة فاسدة بجميع اداراتها، وهو لا يوليها اي ثقة.” واوضح ان “انجاز قانون الانتخابات، خلال الايام الآتية، سيكون بداية استعادة الثقة لانه سيبرهن عن ارادة تحسين التمثيل الشعبي وجعله اكثر توازناً، أفقياً بين مكوّنات الشعب اللبناني كافة، وعمودياً داخل كل مكوّن بحد ذاته.”

واشار الرئيس عون الى ان “الدولة لن تقوم، والثقة لن تستعاد الا بتضافر الارادات الطيّبة واجتماع النوايا الصافية لما فيه مصلحة الوطن، وكل خطوة على هذا الطريق هي نجاح لنا جميعاً، واي تراجع هو فشل لنا جميعا”، موجهاً دعوة صريحة للجميع، “ان تتقدم مصلحة الوطن على كل المصالح الاخرى، فتسهل عندذاك كل الحلول.”

وشدد رئيس الجمهورية على ان “سقفنا وحدتنا، ولا يجب ان نسمح لاي حدث ان يهددها. ومن غير المقبول ولا المسموح ان نسمع عند كل استحقاق سياسي اصواتاً تهدد، تصريحاً او تلميحاً، بالعودة الى الحرب”، مشيرا ًالى انه لتعزيز الوحدة “يجب سدّ الثغرات في نظامنا السياسي، وذلك من خلال ارساء حالة التوازن فيه، فنغنيه بجمع الايجابي في خصائصنا بدلاً من ان نفقره بطرحنا السلبيّ منها”.

وقال: “ان لبنان لم يكن يوماً ارضاً لصراع الحضارات والثقافات والاديان، بل على العكس، كان دائماً ارض لقاء وتفاعل وحوار، لذلك هو الاقدر ان يكون في هذه المرحلة مركزاً لحوار الاديان وان يلعب دوراً محورياً في اعادة وصل ما انقطع بين الاسلام والغرب”.

مواقف الرئيس عون جاءت خلال الافطار الرمضاني الذي اقامه غروب اليوم في قصر بعبدا، وفق تقليد سنوي غاب عن القصر الجمهوري منذ اكثر من ثلاث سنوات بسبب الفراغ الرئاسي.

الحضور

وشارك في الافطار رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني، الرئيس امين الجميل، الرئيس ميشال سليمان، الرئيس حسين الحسيني، رؤساء مجلس النواب السابقون: نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة وتمام سلام، وزراء ونواب، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك الروم الكاثوليك المونسنوير جان كليمان جانبار، بطريرك الارمن الكاثوليك كريكور بيدروس العشرون، بطريرك الارمن الارثوذكس آرام الاول كيشيشيان، بطريرك السريان الارثوذكس مار اغناطوس افرام الثاني، رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان المطران ميشال قصارجي، النائب الرسولي لطائفة اللاتين في لبنان المطران سيزار اسابان، رئيس المجمع الاعلى

للطائفة الانجيلية في سوريا ولبنان القس سليم صهيوني، رئيس الطائفة القبطية في لبنان الاب رويس الارشليمي، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد عبد الامير قبلان، شيخ عقل الطائفة الدرزية نعيم حسن، نائب رئيس المجلس الاسلامي العلوي محمد خضر عصفور، رئيس جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية الشيخ حسام قراقيره، وعدد من المطارنة من مختلف المذاهب المسيحية، والسفير البابوي في لبنان المونسنيور غابريال كاتشيا ورؤساء البعثات العربية والاسلامية، رؤساء واعضاء السلطات القضائية، حاكم مصرف لبنان، قادة الاجهة العسكرية والامنية، السلك الاداري، المحافظون، نقيبا الصحافة والمحررين، لجنة الحوار الاسلامي المسيحي، عدد من ممثلي الهيئات الاقتصادية والمالية ورؤساء الجامعات اللبنانية والخاصة، ممثلو نقابات المهن الحرة، مدراء وامناء عامون، كبار موظفي القصر الجمهوري، اضافة الى فعاليات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية.

وتم تزيين البهو الداخلي للقصر بمجسم ازدان بالزهور ورفعت عليه عبارة “رمضان كريم” في منتصفه. وقبل مشاركتهم في مأدبة الافطار توجه عدد من المشاركين في الافطار الى صالون الشرف في القصر الجمهوري الذي خصص ليؤدوا واجب الصلاة.

لقاء ثلاثي

وكان سبق الافطار، لقاء ضم الرئيس عون والرئيسين بري والحريري استمر قرابة الساعة من الوقت، تطرق الى الاوضاع الراهنة في البلاد، وآخر ما وصلت اليه الاتصالات والمشاورات الدائرة حول اقرار قانون جديد للانتخاب في اقرب وقت ممكن.

وبعد انتهاء اللقاء الثلاثي عند نحو الثامنة مساء، انتقل الجميع الى قاعة 25 ايار حيث اقيمت مأدبة الافطار الرمضاني وتم وضع مجسمات صغيرة لاشجار من لبنان على كل طاولة، بهدف تعريف الحاضرين عليها وللتشديد على احد الاهداف التي حددها رئيس الجمهورية لتشجير لبنان والقضاء على المساحات الجرداء.

كلمة الرئيس عون

وخلال الافطار، القى الرئيس عون الكلمة التالية:

” يسرني ان نجتمع اليوم مع انطلاقة الشهر الفضيل، شهر الخير والبركة، حول مائدة الافطار الرمضانية، بكل ما تحمل في وجداننا وفي ذاكرتنا من قيم ومحبة وتلاقٍ، تعيدنا الى ايام الزمن الجميل، حيث كان تشارك الخبز والملح يربط الناس أكثر مما يربطهم عقد موقّع. فأهلاً بكم في بيتكم، هذا البيت الذي أريد له ان يكون جامعاً لكل ابنائه ومفتوحاً لهم ساعة يحتاجونه.

أيها الحضور الكريم،

يقول نابوليون “إن السياسة هي ابنة التاريخ، والتاريخ ابن الجغرافيا، والجغرافيا ثابتة لا تتغير”، وقدر وطننا أن يكون جغرافياً وسط منطقة بركانية، إن استكانت حممها لفترة فلتثور لفترات، وما بين استكاناتها وثوراتها يُخطّ تاريخنا، مثقلاً بأحماله، مثخناً بجراحه، وايضاً فخوراً بإنجازاته.

في العام 1967 بدأت موجة قاسية من تلك الحمم، لا نزال نعاني من تداعياتها حتى اليوم، مع الحرب الاسرائيلية واحتلال ما تبقّى من فلسطين وتهجير أهلها، ثم الاتفاقيات التي افتقرت الى بعد النظر فأسست الى صدامات مع الفلسطينيين بدأ على إثرها التشلّع يضرب جسم الوطن، وأخذ يتسّع ويتعمّق بدعم من الخارج، حتى سقط لبنان في أتون حرب على مدى 15 عاماً، كلّفته أغلى الاثمان، بشراً وحجراً واقتصاداً.

في العام 1984، عندما تسلّمت قيادة الجيش كان تشلّع الوطن في ذروته، كان هناك خمسة لبنانات، وكل منها مرتبط بدولة ما، ولا وجود للبناننا بينها، وأي عمل أمني نقوم به كان يصنّفنا في خانة فريق ضد آخر… يومها توجّهت الى العسكريين بالقول “عليكم ان تختاروا بين ان تكونوا مرتزقة للعبة دولية او جنوداً للوطن والهوية. خيارنا الوطن والهوية”.

هذا الخيار هو الذي رسم مسيرة حياتي السياسية، “لبنان اللبناني”، الذي “لا شريك له في ارضه ولا وصيّ على قراره”، وهو الذي وضعني في موقع المصطدم الدائم مع اللعبة الدولية وملتزميها.

أيها الحضور الكريم،

لقد استعدت للحظات تاريخنا المؤلم لأقارن اليوم بالامس، ليس لاثارة المشاعر لكن لاخذ العبر، فجغرافيتنا ثابتة ولا نزال في قلب البركان اياه، الا ان لبنان هذه المرة استطاع ان يحمي نفسه منه ولم يسقط في أتونه، لان ذاكرتنا التي حملت احداث السبعينات وما تلاها، قد أعطتنا المناعة، وعلّمتنا ان وحدتنا الوطنية هي صمّام اماننا. نختلف في السياسة، نعم، نتجادل، نتنافس، نعم، ولكن سقفنا وحدتنا، ولا يجب ان نسمح لاي حدث ان يهددها. ومن غير المقبول ولا المسموح ان نسمع عند كل استحقاق سياسيّ اصواتاً تهدد، تصريحاً او تلميحاً، بالعودة الى الحرب.

جميعنا جرّبنا الحرب، عشنا مآسيها ونزفنا من جراحها، وبعضها لم يختم حتى اليوم.. وجميعنا نعرف ان لا حلّ يأتي من خلالها سوى المزيد من التدمير. لذلك، يجب على ذاكرتنا ان تبقى حيّة كي لا تتكرر الاخطاء، وما سبق وقلته اول ايام حرب تموز اعيده اليوم: “سنوات من الحرب مع الخارج ولا ساعات من الاقتتال في الداخل”. ولتعزيز هذه الوحدة، يجب سدّ الثغرات في نظامنا السياسي، وذلك من خلال ارساء حالة التوازن فيه، فنغنيه بجمع الايجابي في خصائصنا بدلاً من ان نفقره بطرحنا السلبيّ منها.

بعد سقوط الاحاديات المجتمعية، الدينية منها والسياسية والعرقية، وبعد ما نشهده في العالم اليوم من تطرّف متبادل، حيث الغرب يعمّم على الاسلام تهمة الارهاب، والاسلام يتهم الغرب بإطلاق وتغذية الاسلاموفوبيا، يبرز دور لبنان وايضاً الحاجة الى هذا الدور.

فلبنان، بمجتمعه التعددي، الذي يجمع كل الاديان والمذاهب، لا يزال محافظاً على توازن النظام وميثاقيته، حتى وان كانت الانقسامات السياسية فيه تفسد هذه الصورة احياناً عندما تتموّه بطابع ديني بينما هي سياسية في مضمونها وحقيقتها، ما يسمح له ان يكون النموذج لكل المجتمعات التي تلفظ الاحادية وتتلمّس طريق التعددية.

ان لبنان لم يكن يوماً ارضاً لصراع الحضارات والثقافات والاديان، بل على العكس، كان دائماً ارض لقاء وتفاعل وحوار، لذلك هو الاقدر ان يكون في هذه المرحلة مركزاً لحوار الاديان وان يلعب دوراً محورياً في اعادة وصل ما انقطع. وكلنا على يقين انه اذا تشوّه وجه الاسلام

ينتهي الشرق، واذا هُجّر المسيحيون منه تندثر الروح المشرقية القائمة على التعددية والانفتاح والتسامح الديني، وتنتصر الاحادية العنصرية المدمّرة. لذلك، علينا ان لا نستهين بدورنا او نتهاون فيه، وهو الاقرب الى الرسالة منه الى الدور.

أيها الحضور الكريم،

ان الهدف الاساسي لهذا العهد هو بناء دولة قوية، واستعادة الثقة كما يقول شعار الحكومة الحالية. فالشعب اللبناني مقتنع ان الدولة فاسدة بجميع اداراتها، وهو لا يوليها اي ثقة. ان الدولة القوية التي تتمتع بثقة المواطن والتي نتطلع اليها هي الدولة الصادقة بوعودها، التي ان وعدت وفت، وان التزمت نفّذت، الدولة التي تكرّس عملها لشؤون المواطن والوطن، فتبني اقتصاده وتحفظ كيانه وسيادته واستقلاله، وتحمي حرياته. وانجاز قانون الانتخابات، خلال الايام الآتية، سيكون بداية استعادة الثقة لانه سيبرهن عن ارادة تحسين التمثيل الشعبي وجعله اكثر توازناً، أفقياً بين مكوّنات الشعب اللبناني كافة، وعمودياً داخل كل مكوّن بحد ذاته.

أيها اللبنانيون،

ان الدولة لا تُبنى بين ليلة وضحاها، ولا تُبنى ايضاً بإرادة فردية. الدولة لن تقوم، والثقة لن تستعاد الا بتضافر الارادات الطيّبة واجتماع النوايا الصافية لما فيه مصلحة الوطن. وكل خطوة على هذا الطريق هي نجاح لنا جميعاً، واي تراجع هو فشل لنا جميعاً.

هي دعوة صريحة للجميع، ان تتقدم مصلحة الوطن على كل المصالح الاخرى، فتسهل عندذاك كل الحلول.

رمضان كريم اعاده الله عليكم بالخير والبركة”.

الرئيسان بري والحريري

وبعد انتهاء الافطار، وقبيل مغادرتهما قصر بعبدا، اكتفى الرئيس بري بالقول للصحافيين: “كل شي منيح”، فيما اكد الرئيس الحريري انه تم الاتفاق على كادر القانون الانتخابي، وان هناك لجنة ستتولى التفاصيل والامور النهائية. واضاف:” اتفقنا على النسبية في 15 دائرة، اما الاتفاق على التفاصيل فسينجز قبل انتهاء ولاية المجلس النيابي”.

خلوة بين الرئيس عون والنائب جنبلاط

وعقد الرئيس عون بعد مأدبة الافطار، خلوة مع النائب وليد جنبلاط، تم خلالها عرض المستجدات على الساحة الداخلية. وبعد انتهاء الخلوة، تحدث النائب وليد جنبلاط فقال: “ان اللقاءات مع فخامة الرئيس دائماً تكون صريحة، والاجواء ايجابية واعتقد اننا مقبلون على قانون انتخاب جديد، لا للتمديد ولا للستين. اذاً هذه السهرة مباركة”.

سمير جعجع

وقبيل مغادرته قصر بعبدا، اكدث رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في دردشة مع الصحافيين “ان الاجواء ايجابية، ويتم العمل على بعض التفاصيل المتبقية، واستعدادات الجميع جيدة. باعتقادي انه خلال الايام المقبلة، يمكننا ان نصل الى قانون انتخاب جديد قبل 19 حزيران ان شاء الله.”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *