استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري مساء أمس في عين التينة رئيس الحكومة سعد الحريري و مدير مكتبه نادر الحريري بحضور الوزير علي حسن خليل.
وقال الرئيس الحريري بعد اللقاء الذي استغرق اكثر من ساعة:
جئت لاتشاور مع دولة الرئيس بري حول قانون الانتخابات وكيف يمكن ان نتقدم . كلنا نعلم ان هناك اقتراحات عديدة موضوعة على الطاولة، ونعلم ايضاً ان هناك موعداً يجب ان نصل اليه بالحلول.
اعلم ان التحديات كبيرة ولكن لدي القناعة بأنه في كل القوانين التي قدمت وصلت فيها الامور الى نقطة او نقطتين تحتاج للتوافق . واحاول اليوم ان اقرب وجهات النظر بين كل الافرقاء السياسيين لكي نصل الى 15 أيار بحلّ لأنه ما من شك ان لا أحد في الجمهورية يريد الفراغ ، ولا أحد يريد التمديد . أنا لا أريد التمديد، و فخامة الرئيس لا يريد التمديد ، و دولة الرئيس بري لا يريد التمديد. والمشكلة التي نواجهها هي كيف يمكن ان نصل الى حلول خلال هذه الايام قبل 15 أيار . و نعرف جميعاً ان قانون الانتخاب يجري العمل عليه منذ 6 او 7 سنوات ، والتحدي أمام الجميع اليوم هو ايجاد هذا القانون. و أقول بكل صدق أن لا شك لدي أن هناك أيجابيات كثيرة . قد يكون هناك قوانين يوجد فيها طائفية مثل قانون التأهيل و قد أكون قد وافقت عليه لأنني اريد حلاً . وهناك ايضاً قانون مجلس الشيوخ و كذلك القانون النسبي على اساس 10 دوائر او 6 دوائر او 5 دوائر او دائرة واحدة او غيرها. و انا كفريق سياسي وافقت على معظم القوانين التي وضعت على الطاولة لأنني أرى انه في نهاية المطاف يجب علينا ان نوافق على قانون انتخاب . واذا كانت الاحزاب السياسية تفتش عن كيفية استفادتها هي فهذه خطيئة ، فما يجب ان نفتش عليه هو صحة التمثيل فهذا علينا ان نناقشه لكي نصل الى هذا الهدف . وانتم تعلمون انه في مرحلة من المراحل أنا كنت ضد النسبية بشراسة و لكن عندما درسنا الموضوع و رأينا حسناته و ميزاته وافقنا عليه و وصلنا اليوم الى مرحلة انه ليس علينا أن نصل الى القانون الذي نريده بل علينا ان نصل الى القانون الذي يمكن ان نقرّه و نتفق عليه . قد يكون لكل فريق سياسي خطوط حمر ، وبرأيي أن هذه الخطوط الحمرّ تحركت كثيراً في الاسابيع الاخيرة الماضية أكانت في المختلط أم في التأهيل ام في النسبي.
في كل هذه الحلول استطعنا ان نحرك الخطوط الحمر لكي نصل الى امكنة قريبة جداً بين بعضنا البعض. وما اتمناه ان لا نكون سلبيين، واعرف ان هذا الموضوع ساخن ومهم للغاية ولكن هذا لا يعني ان الحلول غير موجودة، فبرأيي الحلول موجودة والأفرقاء السياسيين غير مقاطعين لبعضهم البعض، فأنا اتكلم مع الاشتراكي ومع القوات ومع غيرهم، وكلنا نتكلم مع بعضنا البعض. ونقوم بإجتماعات يومياً وهناك اجتماع اليوم مساءً .
فقيل له : مع من ستجتمع؟
أجاب : الاجتماع ليس عندي ولكن الاجتماعات متواصلة. وما اريد ان اقوله ان هذا الموضوع نعمل عليه 24 ساعة يومياً وهو طبعاً مهم جداً. وأقول أن موقفي هو أنني لا أريد التمديد ولا الفراغ بل اريد ان اصل الى حل مهما كلّف ذلك لأنه في رأيي ان هذا البلد يستأهل ان نضحي جميعاً من أجله، ولأنني أرى ان المواطن اللبناني يستأهل ان كل منا ان يضحي قليلاً ، وهناك حلول موضوعة على الطاولة وإنشاءالله نصل الى حلول. اعرف ان المطلوب مني اليوم ان احدد بعض المواقف من بعض الامور، وأقول ان موقفي من التمديد واضح فانا كنت أسير بالتمديد واليوم أقول لكم لا امشي مع التمديد. اما في موضوع القوانين الانتخابية فانتم تعرفون ما كان موقفي منها اين كنت وأين اصبحت وأتمنى على الآخرين أن يقوموا بشىء مما قمت به، فأنا وافقت على ما كنت لا أوافق عليه أبداً، ليس لأن لدي مصلحة سياسية به بل لأنني أرى أننا بحاجة الى حل سياسي، وألاى ان المواطن اللبناني طفح صبره من كل هذه الأمور ويريد ان اقتصاداً في البلد وكيف سنحارب الفساد ونعمل للناس. نحن طبعاً نريد ان نذهب الى الانتخابات ونريد صحة التمثيل ولكن المواطن اليوم في مكان آخر فهو يريد ان يعيش حياةً كريمة وعلينا ان نضع كل الخلافات جانباً، وبرأيي لا احد في هذا البلد يستطيع ان يُلغي أي فريق آخر. قدّمنا الكثير وأتمنى على كل الأفرقاء أن يقدموا ايضاً.
سُئل : هل ستحضر جلسة 15 أيار إذا لم نصل الى قوانين؟
أجاب : هل وصلنا الى 15 أيار؟ أريد ان اقول لكم شيئاً إن أي شيء يمكن ان يُعطي إشارة سلبية لن اتكلم به. أنتم تعلمون جيداً أنه من بداية الطريق وحتى الآن لن أعطي أية اشارة سلبية لذلك لدي قناعة اننا قادرون ان نصل شرط ان يتنازل كلٌّ منا للآخر.
سُئل : هل سيتقدم تيار المستقبل بإقتراح قانون انتخاب؟
أجاب : نحن نناقش كل قوانين الانتخابات ونُجري تعديلات عليها، وقد قدمنا في السابق عدة اقتراحات، واليوم هناك قانون التأهيل والقانون النسبي وغيرهما من الاقتراحات المُقدمة ونحن نجري عليها تعديلات لكي نرى كيف يمكن ان نصل الى بعض الامور التي تجمعنا جميعاً.
سُئل : هل المهلة هي 15 أيار أو 20 حزيران نهاية ولاية المجلس، وكلام فخامة الرئيس كان واضحاً ان هناك تدرجاً في مسار الأمور وصولاً الى آخر يوم من ولاية المجلس؟
أجاب : أظن ان فخامة الرئيس لا يريد ان يكون هناك فراغ او تمديد في عهده، ولا أظن أيضاً أنه لا يريد أن يكون في عهده قانون جديد للانتخاب. موقف فخامته واضح وهو مع قانون جديد وأن يكون التمديد بوجود هذا القانون. كذلك فإن الرئيس برّي لديه نظرة للقوانين كما لوليد بك نظرة أيضاً، وعلينا ان نتعاون في هذا الموضوع.
سُئل : بعض وسائل الاعلام ذكرت انك لن تحضر جلسة 15 أيار إلا اذا كان هناك قانون جديد للانتخاب؟
أجاب : لقد تكلمت عن موضوع التمديد وكنت صريحاً، وكل الذي أقوله ان تيار المستقبل او سعد الحريري كان لا يوافق على كل هذه القوانين ولكنني قررت انه يجب عليّ أن أدرس كل قانون وهذا ما حصل، فوجدنا ان هناك قوانين تناسبنا وقوانين لا تناسبنا ومع ذلك وافقنا عليها لأننا نريد حلاً، فلا أحد يقدر ان يلغي سعد الحريري او جمهوره او جمهور رفيق الحريري وهذا ما اثبتناه منذ 12 سنة ومستمرون، ونحن نعرف مشوارنا، نحن نختلف في السياسة مع الآخرين ولكن في الوقت نفسه لا أحد يستطيع ان يلغينا، وقد قدمنا ونتمنى على الآخرين ان يقدموا. اما في خصوص 15 أيار فلماذا تريدون ان استبق الامور؟ كل الافرقاء يعرفون مدى جديتي ويعرفون كم ضحيت ويعرفون موقفي بالنسبة لموضوع التمديد او موضوع الفراغ او القوانين. لذلك لا اريد ان اقوم بـ”سكوب إعلامي” بالنسبة لسعد الحريري او من اجل ان اكسب قليلاً وأخسر قليلاً من هناك.
سئل : هل يمكن ان نصل الى قانون انتخاب قبل 15 أيار؟
أجاب : يخلق الله ما لا تعلمون.
ورداً على سؤال حول أسباب عدم انعقاد مجلس الوزراء قال : لا أحد يستطيع منعي ان اعقد جلسة لمجلس الوزراء، وباستطاعتي ان اعقد جلسة غداً او بعد الغد ولكنني اقوم بالضغط على الجميع من اجل العمل على قانون انتخاب. وقلت اننا سنعقد جلسة الاسبوع المقبل وسنعقدها، ولكنني كنت احاول في هذه المرحلة ان اركز على ان يعمل الجميع لقانون الانتخاب.
سئل : هل الجميع متجاوب مع الجلسة؟
أجاب : الكل، لا احد غير متجاوب. يُقال فلان او فلان يمنع انعقادها، هذا كله غير صحيح فالجميع يريد انعقاد مجلس الوزراء من فخامة رئيس الجمهورية الى رئيس مجلس النواب وأولهم من يدعو الى مجلس وزراء وهو رئيس الوزراء.