الرئيسية / نشاطات / اللواء: عون عاد إلى بعبدا مرتاحاً لمكاسب الوفد اللبناني في القّمة العربية
عون

اللواء: عون عاد إلى بعبدا مرتاحاً لمكاسب الوفد اللبناني في القّمة العربية

حمل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في اطلالته من على الطائرة التي اقلته من عمان إلى بيروت، رسالة إلى اللبنانيين بعد الرسالة أوّل من أمس إلى القادة العرب، في الأولى، تكلم وشكر من غمروه بالعاطفة بسبب حادثة تعثره التي تعرض لها في القمة، وفي الثانية، مخاطبة وجدانية خرقت الكلاسيكية المتعارف عليها في السياسة.

وفي الطائرة الرئاسية، صافح عون الجميع وطمأن إلى انه بخير، وكان الارتياح مرتسماً على وجهه خاصة وأنه عاد مدعوماً بتضامن عربي مع لبنان ومتسلحاً بمكسب حققه في توجيه خطابه إلى الجهة التي يريدها حتى وإن لم يأت إلى القمة لا خاطباً ولا ناصحاً.
وأبلغت مصادر دبلوماسية «اللواء» ان الرئيس عون أطلق النداء في القمة العربية وقد لقي تجاوباً من الملوك والرؤساء العرب، على ان تبدأ مفاعيل كلمته بالظهور في وقت قريب، فهو أراد للبنان ان يعود إلى لعب دور الريادي والحواري بين الأطراف، حتى وإن لم يُطلق مبادرة، فيكفي أنه أطلق الصرخة وصوّب على جميع الأمكنة وحالات «الشرذمة والفقر والحروب»، وأكد على الحوار قبل ان «نذهب جميعاً عمولة حل ليس بعيداً يفرض علينا».
وأفادت المصادر ان بند التضامن مع لبنان أقر من دون أي تعديل، ورئاسة الحكومة اللبنانية طلبت ادراج بعض الفقرات، مؤكدة ان خلو البيان الختامي للقمة من أي مسألة تتصل بحزب الله يهدف إلى تخفيف الضغوط وعدم التسبب بأي احراج لأي من الدول، وبالتالي تجنّب احتمال تحفظ الوفد اللبناني على هذا البند.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن لبنان حقق ما أراده من حيث الحضور موحداً إلى القمة والخطاب التصويبي، وبإزالة التحفظات العربية، في حين أن بند التضامن مع لبنان جاء تضمناً لفحوى القرارات السابقة وإضافة ما استجد منها.
وختمت المصادر بالقول: «حضر الوفد اللبناني في ظل مناخ معين وغادر في جو مختلف بعدما حصد الإقرار بعودته إلى الساحة العربية، ضمن رؤية جديدة رسمها رئيس الجمهورية في خطابه، دفعت بالموثرين إلى التفكير بالحقائق التي وصفها امامهم لاجراء تحرك ما واتخاذ المبادرة الفعلية والانقاذية قبل فوات الأوان، و«اللهم اشهد وإني بلغت»، بحسب ما ختم الرئيس عون خطابه.
وكان الرئيس عون عاد الى بيروت عند الساعة الواحدة بعد ظهر أمس، بعد ان ترأس الوفد اللبناني الى القمة العربية الثامنة والعشرين التي انعقدت في البحر الميت-الاردن، والقى خلالها كلمة لبنان وعقد سلسلة لقاءات مع قادة ورؤساء الدول العربية المشاركة.
وعلى متن الطائرة التي اقلته الى لبنان، توجه الرئيس عون، في دردشة مع الصحافيين، بالشكر الى اللبنانيين على عاطفتهم التي اظهروها تجاه حادثة تعثره قبيل اخذ الصورة التذكارية لرؤساء الوفود في القمة العربية، واصفاً اياها بـ»الحادثة البسيطة التي لم يكن لها اي اثر جسدي او معنوي».
واوضح رئيس الجمهورية انه لدى وصول الخبر الى لبنان، اثار موجة من العاطفة الجياشة لدى اللبنانيين الذين عبّروا بالكتابة والشعر عن محبتهم، وتفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال: «حفظكم الله وجميع اللبنانيين، ونحن القينا كلمة باسمهم، واعتقد انها كانت عند حسن ظنهم، وعبّرت عن وجدان كل لبناني، وليس عن وجداني فقط، ولاقت قبولاً وردود فعل مرحّبة لدى رؤساء الوفود العربية ومواطني هذه الدول لما تضمنته.
وشدد الرئيس عون على انه سيبقى حاملاً لقضية لبنان وقضية العرب ايضاً، «لاننا ننتمي الى الامة العربية واعضاء في جامعة الدول العربية، ونأمل ان تعود الى وحدتها وفعاليتها».
ورداً على سؤال حول تقييمه للطريقة المميزة التي تعاطى بها العرب مع لبنان خلال القمة، قال الرئيس عون: «ان صاحب الموقف لا يعمد الى تقييم كلمته، لذلك اترك هذا الامر لكم ولمن سمع الكلمة».
وقبل مغادرته مطار الملكة علياء الدولي في عمان، مع الوفد المرافق عائداً إلى بيروت، زار الرئيس عون منطقة المغطس الاثرية الدينية حيث تعمّد السيد المسيح بمياه نهر الاردن. وكان في استقبال رئيس الجمهورية وزيرة السياحة الاردنية السيدة لينا عنّاب والسفير الاردني لدى لبنان نبيل مصاروة والمدير العام المساعد لهيئة موقع المغطس المهندس رستم ماكجيان الذي قدّم الى الرئيس عون والوفد المرافق شرحاً مستفيضاً عن الموقع وقيمته الروحية والاثرية والدينية والذي تكرّس معلماً دينياً وسياحياً وقد زاره ثلاثة بابوات هم: القديس البابا يوحنا بولس الثاني والبابا بنديكتس الـ16 والبابا فرنسيس.
وعرض ماكجيان لما يتميز به هذا الموقع الذي يمرّ فيه نهر الاردن، ثم جال الرئيس عون وصحبه في ارجائه ودوّن في سجله الذهبي العبارة الآتية: «منذ الفي عام وطأت اقدام السيد المسيح هذه الارض وفيها تعمّد، اشارة الى بدء رسالته التي حملت معاهدة المحبة بين البشر والتي تؤشر الى السلام الدائم بينهم».
وبعد التقاط الصور التذكارية، غادر رئيس الجمهورية والوفد المرافق الموقع متوجهاً الى عمان.

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *