الرئيسية / صحف ومقالات / نداء الوطن: برّي يبتز للتشريع و “الحزب” يستجدي الرياض لفك العزلة
نداء الوطن

نداء الوطن: برّي يبتز للتشريع و “الحزب” يستجدي الرياض لفك العزلة

كتبت صحيفة “نداء الوطن”: مع اقتراب انصراف العام 2025، تتراجع فرص التزام الدولة بتنفيذ قرار نزع السلاح غير الشرعي. وبينما يسعى لبنان إلى تلميع وجهه الحضاري الذي لطّخه “حزب الله” بسلوكه التخريبي وتحركاته العابرة للحدود كمرتزقة، وجّهت بريطانيا أمس، اتهامًا لرجلين بالانتماء إليه والمشاركة في معسكرات تدريب على “الإرهاب” داخل لبنان. وعلى النقيض من هذه الصورة القاتمة التي يرسمها محور “الممانعة”، تتألّق المناطق اللبنانية بمهرجانات الميلاد في سباق محموم نحو الفرح والأمل، رغم الأزمات الأمنية والاقتصادية. أما المشهد السياسي الراهن، فيتحرّك على ثلاثة مسارات أساسية: مؤتمر باريس التحضيري لدعم الجيش اللبناني، الجلسة التشريعية المبتورة التي دعا إليها رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي غدًا، والاجتماع الثاني للجنة “الميكانيزم” بحلّتها الجديدة في 19 الجاري.

على جبهة قانون الانتخاب، يواصل برّي صمّ أذنيه عن موجبات الدستور، رافضًا إدراج اقتراح القانون المعجّل بشأن اقتراع المغتربين على جدول أعمال الهيئة العامة، وكأن زمن الوصاية وتركيب “دينة الجرة” لا يزال ساريًا. هذا التعنت، يُمعن في ضرب حق اللبنانيين غير المقيمين بالمشاركة الكاملة في العملية الديمقراطية عبر انتخاب النواب الـ 128. وفي مواجهة هذا النهج، أعلنت كتل “الجمهورية القوية”، “الكتائب اللبنانية” و”تحالف التغيير” الذي يضمّ وضاح الصادق، ميشال الدويهي، مارك ضوّ، إضافة إلى النائب ميشال معوّض، مقاطعة الجلسة التشريعية. ويتوقع أن تتوالى مواقف إضافية من نواب آخرين بين مقاطع ومشارك في الساعات الراهنة، ما يضع النصاب قيد الشكّ، أو في قبّان تكتل “الاعتدال الوطني”.

برّي يضغط بورقة “المطار”

في هذا السياق، علمت “نداء الوطن” أن برّي يستخدم ورقة مطار القليعات لابتزاز تكتل “الاعتدال الوطني” والضغط على أعضائه، من خلال تجميد بنود مرتبطة بالمطار، سبق أن أُقرّت في جلسات سابقة، ملوّحًا بعدم الإفراج عنها ما لم يشارك نواب التكتل في الجلسات التشريعية لتأمين النصاب. ولا يقتصر هذا الأسلوب على مطار القليعات، بل يطال أيضًا ملفات خاصة بمدينة بيروت، وفي مقدمها تمويل مشروع “الشفة”.

وأفادت المعلومات بأن تكتل “الاعتدال” يعقد اجتماعًا بعد ظهر اليوم لاتخاذ موقف نهائي من المشاركة في الجلسة، وسط ميل غالبية أعضائه إلى المقاطعة.

وتجدر الإشارة إلى أن النصاب القانوني للجلسة لا يزال 128 نائبًا، وليس 127 (بعد وفاة النائب غسان سكاف) لأن هيئة مكتب المجلس لم تجتمع لاتخاذ أي قرار مغاير لواقع النصاب.

أما على خطّ باريس، فينتظر لبنان باهتمام نتائجه، الذي وصفته مصادر سياسية مطلعة بأنه “بالغ الأهمية”، كونه يؤكد استمرار الدعم العربي والدولي للشرعية اللبنانية، لا سيما من قبل الولايات المتحدة، فرنسا والسعودية، ويشكّل محطة أساسية لحشد الدعم السياسي واللوجستي للجيش اللبناني ومتابعة تنفيذ مهامه.

وعلمت “نداء الوطن” أن اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية جوزاف عون بقائد الجيش العماد رودولف هيكل، جاء في سياق التحضير للاجتماع، حيث أعطى عون توجيهاته لهيكل حول مضمون المداخلة التي سيقدّمها، والتي ستركّز على ما أنجزه الجيش ميدانيًا، موثقًا بالأرقام والمعطيات، إضافة إلى عرض التحديات والعقبات التي تواجه المؤسسة العسكرية، والاحتياجات اللوجستية اللازمة لاستكمال تنفيذ خطة حصر السلاح، التي يتمسّك الجيش بها رغم العراقيل، مؤكّدًا أنه لا تراجع عنها.

“الحزب” يتودد إلى السعودية؟

في ظلّ المأزق الذي يطوّق عنق “حزب الله” وانحسار النفود الإيراني وأفول نجمه على الساحة الإقليمية، كشفت معلومات “نداء الوطن” أن مسؤول العلاقات العربية والدولية في “الحزب”، عمّار الموسوي، يقوم بزيارة سرّية إلى المملكة العربية السعودية، بوساطة تركية (عقب مشاركته مطلع الشهر الجاري في مؤتمر بإسطنبول)، وبعلم رئيس الجمهورية جوزاف عون، وتنسيق من رئيس مجلس النواب نبيه برّي. وبحسب مصادر مطلعة، فإن الزيارة لا تأتي في سياق محاولة “تقريش السلاح إلى صلاحيات”، إذ لا تزال السعودية متمسكة بموقفها الثابت: لا إعادة إعمار، ولا تصحيح للعلاقات، من دون نزع سلاح “الحزب”. وقد بدا ذلك واضحًا من خلال غياب ملف الإعمار عن جدول أعمال اللقاءات. (التفاصيل في الصفحة الثالثة)

رجّي والسيادة الدبلوماسية

في بروكسل تبرز الدبلوماسية السيادية، حيث عقد وزير الخارجية يوسف رجّي لقاءً موسّعًا في بروكسيل مع سفراء اللجنة السياسية والأمنية لمجلس الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة، تناول خلاله الأوضاع في لبنان على الصُعُد السياسية والاقتصادية والأمنية، مسلطًا الضوء على جهود الحكومة للنهوض بالبلاد والصعوبات التي لا تزال تواجهها، لا سيما موضوع الاحتلال الإسرائيلي. وشدّد الوزير رجي على ضرورة الضغط على إسرائيل للانسحاب من النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها في جنوب لبنان، والإفراج عن الأسرى، ووقف الاعتداءات العسكرية اليومية، كما تمنى على الدول الأوروبية ألّا تقتصر المفاوضات مع إيران على ملفي النووي والصواريخ الباليستية، وأن تشمل أيضًا مسألة أذرعها في المنطقة. وأكد أهمية القرار الحكومي “التاريخي” بحصر السلاح بيد الدولة وبسط سلطتها وسيادتها بقواها الذاتية حصرًا على كافة الأراضي اللبنانية. كما تطرّق اللقاء إلى اليوم التالي لما بعد انتهاء مهام “اليونيفيل” في نهاية العام المقبل، وأهمية تعزيز الدعم الأوروبي والدولي للجيش اللبناني للاضطلاع بمهامه على أكمل وجه، إضافة إلى الإصلاحات الاقتصادية والمواضيع ذات الاهتمام المشترك.

مخاوف ما بعد رأس السنة

وسط أجواء التصعيد، وتزايد المخاوف من تجدّد الحرب الإسرائيلية على لبنان بعد رأس السنة، في حال لم يُنجز ملف نزع سلاح “حزب الله”، نقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” عن دبلوماسيين أن لقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مع الموفد الأميركي توم برّاك أمس، أسفر عن اتفاق على مواصلة الحوار بشأن الملف اللبناني. في الإطار نفسه، أشارت صحيفة “هآرتس” إلى أن “الجيش الإسرائيلي يرى أن وتيرة عمل الجيش اللبناني ضد “حزب الله” لا توازي وتيرة إعادة بناء الحزب لقدراته”، لافتة إلى أن “الوصول إلى مخازن السلاح في المناطق الشيعية يشكّل تحديًا كبيرًا للجيش اللبناني”. وتقدّر مصادر إسرائيلية بحسب الصحيفة أن “حزب الله لن يتخلّى عن سلاحه طوعًا، لكنه لم يعد قادرًا على تنفيذ عمليات اقتحام واسعة داخل الأراضي الإسرائيلية”، مضيفة أن “حماس أيضًا تنشط على الأراضي اللبنانية، وتسعى لإعادة التموضع وبناء قدراتها هناك”.

ميدانيًّا، شنت مسيرة إسرائيلية أمس، غارة على سيارة رابيد على الطريق العام بين بلدتي مركبا وعديسة، والقريب من الحدود. على الأثر، قال الجيش الإسرائيلي إنه “استهدف عنصرًا من حزب الله”، معتبرًا أن وجود عناصر “الحزب” في جنوب لبنان “انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار”. وفي بلدة الضهيرة الحدودية، تسللت قوّة إسرائيلية وتوغلت لمسافة 600 متر شمالي الخط الأزرق، وعملت على نقل صناديق ذخيرة فارغة مفخخة ووضعتها في حي الساري، ثم عادت أدراجها، فيما حضرت فرقة من الهندسة في الجيش وكشفت عليها قبل أن تقوم بتفجيرها. كما أغارت مسيّرة إسرائيلية على آلية على طريق سبلين. وأعلن الجيش الإسرائيلي على أثرها أنه “هاجمنا عنصرًا ثانيًا من حزب الله”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *