شكلت سرايا طرابلس المحطة الثانية من جولة وزير الإعلام المحامي د. بول مرقص في المدينة، حيث عقد اجتماعا موسعا مع نوابها وفاعلياتها السياسية والروحية والنقابية والاقتصادية، في مكتب محافظ الشمال بالإنابة إيمان الرافعي، خصص لبحث أبرز القضايا والتحديات التي تواجه المدينة، ولاسيما الصورة الإعلامية المجحفة التي تلصق بطرابلس وتظهرها في بعض وسائل الإعلام على غير حقيقتها.
وتناول اللقاء واقع طرابلس كمدينة عريقة في العلم والعلماء، والتنوع والعيش المشترك، ومدينة تزخر بالمعالم الأثرية والمرافق الحيوية التي تشكل ركيزة أساسية للاقتصاد والسياحة، في مقابل ما تتعرض له أحيانا من تشويه إعلامي لا يعكس تاريخها ولا حاضرها.
وحضر الاجتماع إلى جانب الوزير مرقص والمحافظ الرافعي، النواب اللواء أشرف ريفي، طه ناجي، إيلي الخوري وجميل عبود، وممثلون عن عدد من نواب المدينة، كما شارك رئيس أساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران إدوار ضاهر، والشيخ بلال بارودي ممثلاً مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، وقائد سرية طرابلس العميد بهاء الصمد، ورئيسة مجلس الإدارة المديرة العامة ل”تلفزيون لبنان” الدكتورة إليسار نداف.
كما حضر قائمقامو الأقضية الشمالية: بشري رُبى الشفشق، الكورة كاترين كفورين، والمنية ـ الضنية جان الخولي، ونقيب المهندسين في الشمال شوقي فتفت، ورئيس مجلس إدارة معرض رشيد كرامي الدولي البروفسور هاني الشعراني، والنقيب سامي الحسن ممثلاً نقابة المحامين في الشمال، ورئيس اتحاد بلديات الفيحاء المهندس وائل زمرلي، ورئيس بلدية الميناء عبد الله كبارة، ونائب رئيس بلدية طرابلس خالد كبارة ممثلاً رئيس البلدية الدكتور عبد الحميد كريمة، ومديرة غرفة الصناعة والتجارة والزراعة في الشمال الأستاذة ليندا سلطان ممثلة رئيس الغرفة توفيق دبوسي، ونائب رئيس مجلس إدارة مرفأ طرابلس سارة الشريف، إلى جانب عدد من فاعليات المدينة.
الرافعي
في مستهل اللقاء، رحبت المحافظ الرافعي بالوزير مرقص والحاضرين، مثنية على” أهمية هذا الاجتماع وما يحمله من دلالات إيجابية لمدينة طرابلس، لا سيما في ظل التحديات التي واجهتها في السنوات الماضية”.
وأكدت أن” تسليط الضوء على طرابلس من خلال الإعلام الوطني يعد خطوة أساسية لإعادة الاعتبار لصورتها الحقيقية كمدينة للعلم والاعتدال والانفتاح”، مشددة على “ضرورة تكاتف الجهود الرسمية والإعلامية لإبراز إمكاناتها الاقتصادية والسياحية والثقافية”.
بدوره، شكر الوزير مرقص المحافظ الرافعي والحاضرين على حفاوة الاستقبال، ناقلاً تحيات رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى المشاركين وأبناء المدينة لما لطرابلس من مكانة خاصة للرئيس عون، مؤكدا أن “فخامته، إلى جانب رئيس الحكومة نواف سلام والحكومة، يولون طرابلس اهتماما بالغا، ويعملون على تفعيل مرافقها الحيوية وملء الشواغر فيها لتستعيد دورها الطبيعي منارة للبنان والمنطقة، نظرا لموقعها الجغرافي الاستراتيجي وتاريخها العريق في العلم والثقافة والاقتصاد، وكونها كانت ولا تزال بوابة عبور بين لبنان والدول العربية والأوروبية”.
وقال مرقص: “زيارة طرابلس هي زيارة طبيعية وواجب، لكنني أقوم بها بفرح وسعادة واندفاع، لأن هذه المدينة غالية علي، وعلى لبنان كله، فيها من التاريخ ما يكفي لننظر إلى مستقبلها بعيون مفعمة بالأمل بالاستقرار والازدهار اللذين تستحقهما”.
وشدد على أن “المطلوب أولا هو ترميم ما علق بصورة طرابلس البهية نتيجة بعض الأحداث التي نسبت إليها ظلما”، مؤكدا أنها “مدينة بريئة من تلك الصورة، فهي مدينة التسامح والانفتاح والعيش المشترك، ومدينة المستقبل”، وأشار إلى أن “كل من يجول في أحيائها يدرك هذه الحقيقة، ما يجعل دور الإعلام محوريا وأساسيا في إبراز صورتها الحقيقية”.
وأوضح أن” زيارته تأتي من منطلق إيمانه بدور الإعلام، وبدعم وتشجيع من رئيس الجمهورية، لإيصال صورة طرابلس الحقيقية”، معتبرا أن” المطلوب ليس تجميل الصورة، فالصورة جميلة أساسا، لكنها تحتاج إلى تركيز وتسليط ضوء مهني يعكس واقع المدينة وقيمها النبيلة”.
وكشف مرقص أنه جرى خلال اللقاء” البحث في آليات تنفيذية واضحة، بالتعاون مع مختلف الهيئات الروحية والمدنية والاقتصادية والرسمية، لوضع برنامج عمل إعلامي متكامل، يبدأ من الإعلام العام، ولا سيما تلفزيون لبنان وإذاعة لبنان والوكالة الوطنية للإعلام، وصولا إلى وسائل الإعلام الخاصة، بهدف تكثيف التغطيات وإنتاج مواد إعلامية وفيديوهات تبرز جمال طرابلس وقيمها وطاقاتها وإمكاناتها”.
وأعلن” التوجه لتشكيل لجنة منبثقة عن الاجتماع، تعنى بمتابعة هذه الأفكار وتحويلها إلى خطوات عملية تسهم في إعادة تركيز الصورة الحقيقية للمدينة”.
وتطرق الوزير مرقص إلى قانون الإعلام الجديد، موضحا أهميته “كقانون عصري يواكب التطورات الإعلامية الحديثة، بعد نحو 30 عاما على صدور القانون الحالي”، مؤكدا أن القانون الجديد، الذي أُنجز في لجنة الإدارة والعدل ويتجه إلى الهيئة العامة لمجلس النواب لإقراره، “يحمي حرية التعبير والصحافة والصحافيين، ويلغي العقوبات السالبة للحرية، ويمنع التوقيف الاحتياطي، وينشئ هيئة مدنية مهنية مستقلة للنظر في المخالفات الإعلامية، وينظم الإعلام الحديث دون تقييد حرية التعبير”.
نقاش وتداخلات
وشهد اللقاء نقاشا موسعا ومداخلات بناءة بين وزير الإعلام والحاضرين، تمحورت حول خطوات عملية لتعزيز الحضور الإيجابي لمدينة طرابلس على المستوى الإعلامي، وفي هذا السياق، طرح اقتراح بتشكيل لجنة خاصة بمدينة طرابلس تتولى التنسيق والمتابعة المباشرة مع وزارة الإعلام، على أن تعنى بوضع خطة عمل مستدامة تبرز صورة المدينة الحقيقية.
كما جرى تأكيد أهمية إنتاج مواد مرئية وأفلام قصيرة عن طرابلس، تعرض بشكل دوري عبر الشاشات الرقمية، وعلى شاشة تلفزيون لبنان والشاشات التلفزة الخاصة، بما يسهم في ترسيخ الصورة الإيجابية للمدينة في الوعي العام.
وفي إطار تعزيز الهوية البصرية لطرابلس، طرح اقتراح إطلاق مسابقة للهوية البصرية لمدينة طرابلس من بلدية طرابلس، على أن تكون برعاية وزارة الإعلام، تتوج بإقامة حدث كبير يحضر له خلال شهري آذار أو نيسان المقبلين، مع التأكيد على أهمية أن يقام برعاية وحضور وزير الإعلام، لما يحمله ذلك من رمزية وطنية ودعم رسمي للمبادرة.
كما تطرّق النقاش إلى ملف الجامعة اللبنانية، حيث جرى التشديد على دورها الأكاديمي والوطني في المدينة، وأهمية مواكبة قضاياها ودعمها، نظرا لما تمثله من رافعة تعليمية واجتماعية أساسية لأبناء طرابلس والشمال. السنوات الماضية. وأكدت أن تسليط الضوء على طرابلس من خلال الإعلام الوطني يعد خطوة أساسية لإعادة الاعتبار لصورتها الحقيقية كمدينة للعلم والاعتدال والانفتاح، مشددة على ضرورة تكاتف الجهود الرسمية والإعلامية لإبراز إمكاناتها الاقتصادية والسياحية والثقافية.
وزارة الإعلام اللبنانية