الرئيسية / تقارير / بعد خسارة 25 الف قفير نحل جراء الحرب… مربو النحل في الجنوب يتجهون لتحسين الانتاج
bcfa5d71-c73c-4358-940f-1c4c478c25a7

بعد خسارة 25 الف قفير نحل جراء الحرب… مربو النحل في الجنوب يتجهون لتحسين الانتاج

بقلم أيمن شحادة

 

يشكل قطاع تربية النحل في جنوب لبنان مصدر دخل رئيسي لآلاف العائلات، وقد تأثر بشكل كبير جراء العدوان الاسرائيلي الاخير على جنوب لبنان. ولكن بالرغم من الدمار الذي خلّفته الحرب، لم يستسلم مربو النحل وعادوا إلى مناحلهم لإعادة الحياة ومحاولة رفع الانتاج الى ما كان عليه قبل الحرب.

وبالنسبة للخسائر بالأرقام، كشف رئيس نقابة مربي النحل في الجنوب عبد الكريم قعفراني بأنه “تم خسارة حوالي 25 الف قفير نحل جراء الحرب، 19 الف جنوب نهر الليطاني و6 الاف شمال النهر”، وذكر بأن “الإنتاج السنوي كان يقارب حوالي ٢٠٠ طنا من العسل، أما اليوم انخفض الى النصف، وبات يقارب ١٠٠ طنا من العسل”، كما أن مركز النقابة في النبطية لم يسلم من الأضرار، حيث تعاني النقابة من فقدان مركزها إثر تعرضه للقصف. ولفت إلى أن الكثافة النحلية في لبنان هي من الاعلى عالميا لناحية المساحة، وقد انحسرت كثيرا جراء الحرب والحرائق.

 

تحديات ما بعد الحرب

عادة كان مربو النحل يعملون على نقل القفران من الاماكن الباردة شتاء في المرتفعات إلى مناطق أكثر دفئا على الساحل أو في المناطق المخفضة لتعود إلى موطنها الأصلي مع بداية الربيع. وتشكل المناطق الجبلية والحرجية مرتعا لقفران النحل امتدادا من منطقة حاصبيا شرقا إلى الساحل على طول المناطق الحدودية، ولكن اليوم مع بقاء الاحتلال في العديد من القرى يواجه مربو النحل صعوبة في الوصول الى مناحلهم او العمل على نقلها، بحسب قعفراني. موضحاً بانه كان يتم وضع المناحل في شبعا وشيحين والناقورة وغيرها من البلدات في المناطق الحدودية، أما اليوم فهناك استحالة في الوصول الى تلك المناطق بسبب الأوضاع الامنية في الجنوب والاحتلال الإسرائيلي.

وبحسب نائب رئيس النقابة المهندس حسين جرادي، فإن القصف الإسرائيلي لم يتسبب بأضرار مباشرة فقط، بل إن الروائح الكثيفة الناتجة عن البارود والدخان المنتشر في الأجواء أثّرت سلبًا على النحل وأدت إلى موته. حتى الخلايا التي لم تُصب بشكل مباشر جراء القصف تأثرت بالتلوث الناتج عن الحرب.

التنظيم والانتاج

ولفت قعفراني إلى مشكلة رش المبيدات بطريقة غير علميّة ومن دون أي مراقبة، بحيث يؤدّي ذلك إلى موت الكثير خلايا النحل وضعف الأخرى، موضحا بان أصحاب البساتين يعتمدون على رشّ لمبيدات لمواجهة الافات، ما يؤدّي لنفوق أعدد كبيرة من النحل، وهذا الموضوع بحاجة للتنسيق بين نقابة النحل واتحادات البلديات والبلديات والنحّالين، بهدف وضع رزنامة للرشّ وتحسين جودة المنتج.

وطالب قعفراني باقرار قانون لتنظيم تربية النحل، وتنظيم عملية رش المبيدات على الاشجار واستعمال ادوية صديقة للطبيعة لا تقتل النحل، كما دعا لتعزيز الجهود لملاحقة العسل المغشوش او المطبوخ بالتعاون مع وزارة الاقتصاد، وفي هذا السياق يتم العمل على التحضير لخط انتاج لفحص جودة العسل بضمانة فحوصات مخبرية تجريها النقابة، ما يعزز التسويق ويخلق ثقة بين المنتج والمستهلك.

وأسف قعفراني لأن “وزارة الزراعة لم تكشف على الأضرار كما انها لم تجرِ اي إتصال أو متابعة للأضرار، بل إكتفت باصدار لينك ليتم تسجيل الاضرار من خلاله”.

ولفت الى ان “مجلس النقابة قام بتسمية مجموعة من اللجان العملية لمتابعة الملفات الحساسة والمهمة، ومنها اللجنة الفنية والعلمية، لجنة الابتكار في منتجات النحل، لجنة للزراعات الرحيقية والطلعية، لجنة تدريب تخصصية ولجنة للملكات وغيرها. وخلال فترة قصيرة قامت النقابة بإصدار عدة بيانات متنوعة، منها بيانات ارشادية وتوعوية، لارشاد النحالين الى سبل العمل الصحيحة والسليمة تقنيا وفنيا”.

وذكر بان النقابة تسعى لابتكار وتصنيع منتجات جديدة من العسل والشمع وحبوب الطلع وغيرها، بما يزيد القيمة المضافة ويساعد في فتح أسواق جديدة، كما انتاج صابون بالعسل، وكريمات وغيرها من الصناعات التي يمكن إنتاجها من منتجات النحل.

وأوضح بانه يتم العمل لحماية وتنظيم للقطاع بشكل اساسي، ورفع قدرة النحال من الناحية التقنية والفنية، وسيكون هناك برنامج تدريبي متخصص لرفع كفاءة النحالين، ويضيء على احدث الممارسات النحلية.

88cc2c58-a27c-47ab-a095-47fa23292e9a

واقع جديد

تحاول نقابة مربي النحل في الجنوب أن تُحدث واقعا جديدا، عنوانه الأبرز تنظيم وضع هذا القطاع ضمن منطقة الجنوب. ورغم ظروف الحرب، والخسائر الفادحة التي أصابت هذا القطاع والعاملين فيه، ورغم شح الموارد، تنطلق هذه النقابة بهيئتها الجديدة المُعينة حديثا، لترسخ ثوابت أساسية للعمل، تبدأ من الحفاظ على حقوق النحالين وصولا الى ضمان استمرايتهم في هذه المهنة، بحسب ما اكد جرادي.

واشار جرادي الى انه لا يتحصل للنقابة أي دعم من أي جهة، باستثناء اشتراكات المنتسبين، وهي اشتراكات رمزية، ورغم ذلك تسعى الهيئة الادارية للنقابة لمتابعة كافة التفاصيل والتدخل ان لزم الأمر، خصوصا عند حدوث طارئ أو كارثة مفاجئة، كما حصل منذ فترة عندما احترق منحل في احدى المناطق فتدخلت النقابة للمتابعة والتعويض.

وذكر بان المجلس الاداري للنقابة يتألف من 12 عضوا، وما يميز هذا المجلس أن من فيه هم من المخضرمين في مجال تربية النحل، و حملة الاجازات العلمية العالية في العلوم والهندسة وغيرها ، الا انه لفت الى ان النقابة تُعاني من شح الموارد، ومن عدم التفات الجهات الرسمية لهذا القطاع الحيوي الذي يعمل به الالاف من أبناء الجنوب، ويشكل هذا العمل جزءا من دخلهم السنوي والعائلي.

ومن جهة أخرى، تمتلك النقابة العديد من الخطط والمشاريع، التي من شأنها تحسين حال القطاع، ودفع عجلة الانتاج الى الأمام، ولكنها تقف أمام عقبة التمويل والدعم التي لم تتوفر لها حتى الآن.

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *