كتبت صحيفة “الشرق”: في تطور أمني هو الأخطر على الاطلاق منذ عملية طوفان الاقصى وفتح جبهة الاسناد في جنوب لبنان لمساندة غزة، انفجرت بعد الظهر تزامنا اجهزة اتصالات يستخدمها عناصر حزب الله وقياداته في التواصل الداخلي المشفر «بايجر» ما ادى الى سقوط 9 شهداء من بينهم طفلة ونجل النائب علي عمار، محمد مهدي عمار (40 عاما) ، و اكثر من 3 الاف جريح بينهم سفير ايران في لبنان مجتبى اماني ونجلي وفيق صفا والنائب حسن فضل الله. ونقل الجرحى الى مئة مستشفى في مختلف المناطق. وافيد ان اسرائيل خرقت الاجهزة بواسطة تقنية عالية.
واستشهد محمد مهدي عمار نجل النائب علي عمار.
ونقلت «رويترز» عن مسؤول من «حزب الله» قوله إن تفجير أجهزة الاتصال يشكّل أكبر اختراق أمني حتى الآن.
وأكدت مصادر مطلعة أن «ما حصل من تفجير لأجهزة
الـ Pager هو عمل أمني محدود بنوعية محددة من الأجهزة وصلت إلى حزب الله مؤخرًا، وأن ليس كل أجهزة Pager التي يمتلكها عناصر حزب الله إنفجرت».
وشرحت أن «أجهزة الـ Pagerالحديثة التي استقدمها حزب الله، تتميز بإحتوائها على بطاريات ليثيوم، حيث تمكنت إسرائيل من إختراق الموجة التي يعمل عليها عناصر الحزب، وإرسال بيانات هائلة عليها في اللحظة ذاتها، ما يؤدي إلى حماوة كبيرة في البطارية قبل انفجارها».
وأكد المصدر أن «مفاعيل الحدث الأمني إنتهت حالياً».
وفي هذا الإطار، أشارت مصادر أمنية لـ»رويترز»»، إلى أن «أجهزة الإتصال التي إنفجرت هي أحدث شحنة زود حزب الله عناصره بها».
اصابة سفير ايران: واشارت وسائل إعلام إيرانية الى إصابة سفير إيران في لبنان مجتبى أماني بجروح طفيفة جراء انفجار أجهزة الاتصال اللاسلكية.
وقال مصدر لبناني مطلع أن السفير الإيراني في بيروت اصيب في الوجه ونقل إلى مستشفى الرسول الأعظم التابعة لحزب الله.
وفي سوريا، تحدث إعلام سوري عن إصابة العديد من أعضاء حزب الله في سوريا وتم نقلهم إلى المستشفيات بعد انفجار أجهزة اتصال كانوا يحملونها.
حزب الله
صدر عن «حزب الله» بيان جاء فيه: «بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمتوفرة حول الاعتداء الآثم الذي جرى بعد ظهر هذا اليوم فإنّنا نحمّل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي والذي طال المدنيين أيضًا وأدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة.
إنّ شهداءنا وجرحانا هم عنوان جهادنا وتضحياتنا على طريق القدس، انتصارًا لأهلنا الشرفاء في قطاع غزة والضفة الغربية وإسنادًا ميدانيًا متواصلًا وسيبقى موقفنا هذا بالنصرة والدعم والتأييد للمقاومة الفلسطينية الباسلة محل اعتزازنا وافتخارنا في الدنيا والآخرة.
إن هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب، والله على ما نقول شهيد».
وكان الحزب اصدر بيانا اوليا جاء فيه: «قرابة الساعة 03:30 من بعد ظهر يوم الثلاثاء 17-09-2024 انفجرت عدد من أجهزة تلقي الرسائل المعروفة بالـ «بايجر» والموجودة لدى عدد من العاملين في وحدات ومؤسسات حزب الله المختلفة، وقد أدّت هذه الانفجارات الغامضة الأسباب حتى الآن إلى استشهاد طفلة واثنين من الأخوة وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة». واشار الى ان «الأجهزة المختصة في الحزب تقوم حاليًا بإجراء تحقيق واسع النطاق أمنيًا وعلميًا لمعرفة الأسباب التي أدّت إلى تلك الانفجارات المتزامنة، وكذلك تقوم الأجهزة الطبية والصحية بمعالجة الجرحى والمصابين في عدد من المستشفيات في مختلف المناطق اللبنانية».
استنفار طبي
واعلن وزير الصحة فراس ابيض عن حصيلة اولية للعدوان استشهاد ثمانية وجرح 2800 اصابات مئتين منهم خطرة.
وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان بصيغة عاجل أعلن أن أعدادا كبيرة من المصابين بجروح مختلفة تتوافد إلى المستشفيات اللبنانية، وتبين بصورة أولية ان الاصابات تتصل بتفجير أجهزة لاسلكية كانت بحوزة المصابين.
وبناء عليه تطلب الوزارة من جميع المستشفيات في مختلف المناطق اللبنانية ولا سيما في المناطق المتاخمة لأماكن حصول الاصابات الاستنفار إلى أقصى درجة ورفع مستوى استعداداتها لتلبية الحاجة السريعة إلى خدمات الطوارئ الصحية، والبقاء على تنسيق مع وزارة الصحة العامة لسرعة توزيع الاصابات وضمان السرعة في بدء علاجها.
وتتوجه الوزارة بالطلب من جميع المواطنين الذين يمتلكون أجهزة اتصالات لاسلكية الابتعاد عنها ريثما تتبين حقيقة ما هو حاصل. وتعقيبا للاعداد الكبيرة للاصابات التي تم تسجيلها، طلبت وزارة الصحة العامة من جميع العاملين الصحيين التوجه بشكل عاجل إلى أماكن عملهم لكي يسهموا في تقديم العلاجات الطارئة للاعداد الكبيرة من المصابين الذين يتم نقلهم إلى المستشفيات. كذلك طلبت الوزارة من المواطنين الذين يتجمعون على الطرقات افساح المجال لسيارات الاسعاف للتنقل بسرعة ونقل المصابين.
ووجهت الوزارة نداء للتنسيق مع الصليب الأحمر اللبناني للتبرع بالدم تحسبا للحاجة التي يمكن أن تطرأ لوحدات دم للجرحى المصابين. واكدت على جميع المستشفيات ضرورة استقبال الجرحى وتأمين علاجهم السريع على نفقة الوزارة. كذلك، أعلن الصليب الأحمر أنّ «اكثر من 30 سيارة اسعاف من الصليب الأحمر اللبناني تشارك في اسعاف وإخلاء الجرحى من جراء تفجيرات متعددة في الجنوب، والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت». وأضاف في بيان أنّ «50 سيارة اسعاف إضافية في جبل لبنان وبيروت تم وضعها في حالة تأهب قصوى لتساند في عمليات الإسعاف والإخلاء».
وبلغت القدرة الاستيعابية لمستشفيات النبطية الذروة وناشدت بتحويل المصابين إلى مستشفيات صيدا.
وسقط عدد من الإصابات في القطاع الشرقي في مختلف بلدات قضاء مرجعيون نقلت إلى مستشفى مرجعيون الحكومي. كما سقط عدد من الإصابات في الهرمل نقلت إلى مستشفيات المدينة. ونسبة للعدد الهائل من الجرحى الذين عجت بهم مستشفيات بيروت والجامعة الاميركية، تم نقل الكثيرين الى مستشفيات الاشرفية والمتن وكسروان في حين بلغ بعض المستشفيات قدرته الاستيعابية وطلب عدم نقل المصابين اليه.
الوسومالشرق