الرئيسية / صحف ومقالات / الشرق: الشارع ينفجر غضباً .. ولا حياة لمن تنادي
الشرق

الشرق: الشارع ينفجر غضباً .. ولا حياة لمن تنادي

كتبت صحيفة “الشرق” تقول: على توقيت المحادثات النووية وانطلاق جولتها السابعة في فيينا، يتحرك المشهد اللبناني الداخلي ترقبا لما قد تفضي اليه من اتفاق او خلاف ستنسحب على لبنان حكما انعكاساته وتداعياته. وفي مرحلة تقطيع الوقت هذه، تبقى البلاد مشرّعة على كل الاحتمالات سياسيا واقتصاديا وماليا وامنيا حيث تدعو الحاجة وتفترض المفاوضات ورسائلها الساخنة مع التزام الخطوط الحمر، الا اذا اقتضى التصعيد تخطيها بعدما فقدت ايران اوراق قوتها في المنطقة باستثناء لبنان وخاصرته الرخوة الاكثر قابلية للاستثمار والتوظيف عشية استحقاقه الانتخابي، وفي ظل غرقه في بحر ازمات لا متناهية لم تفلح زيارات الخارج الرئاسية العونية والميقاتية حتى الساعة في تذليل اي منها، على رغم ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بات محشورا الى درجة توجب عليه التحرك في اسرع وقت لفك اسر حكومته اولا والشروع في حل الازمة مع دول الخليج ثانيا، بعدما بلغ سعر صرف الدولار ارقاما جنونية من دون تحديد سقف لما قد يبلغه في الايام المقبلة وعادت التحركات الى الشارع من دون ان تبرز اي ملامح لامكان عودة الثنائي الشيعي عن مطلب قبع بيطار مقابل استئناف جلسات مجلس الوزراء، ووسط انعدام اي قدرة على استقالته.

تحركات.. وشلل
وفيما تعاظمت حركة الاحتجاجات في الشارع مجددا بفعل الازمة المعيشية والاقتصادية القاتلة، فقطعت الطرقات في المناطق كافة منذ الصباح الباكر امس ، الحكومة لا تزال مشلولة في وقت تدور اتصالات في العلن والكواليس، لمحاولة الافراج عنها. في الموازاة، عوّل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من الدوحة على مساعدة قطرية لمحاولة حل ازمة القطيعة بين الدول الخليجية ولبنان، معتبرا ان “الدعم الذي تقدمه قطر للبنان، نموذجي ويؤكد علاقات الاخوة والتعاون التي تجمع بين البلدين الشقيقين”.

قطر مستعدة
فقد أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لرئيس الجمهورية خلال استقباله  قبل الظهر في الديوان الاميري في الدوحة، ان “قطر تقف الى جانب لبنان، ومستعدة لمساعدته في كل المجالات التي يتطلبها نهوضه من الظروف الصعبة التي يعيشها والتي انعكست سلبا على اللبنانيين في حياتهم اليومية”. وقال “ان قطر كانت وستبقى دائما الى جانب الشعب اللبناني في كل الطريق التي مر بها خلال الاعوام الماضية، وهي علاقة تاريخية متجذرة، وما تقدمه قطر للبنان واللبنانيين هو اقل الواجب”. وتحدث عن “الظروف الصعبة التي يمر فيها اللبنانيون وقدرتهم على النهوض من جديد”، لافتا الى ان بلاده “سعيدة جدا بأي تعاون يقوم بين البلدين في المجالات كافة”. ولفت الى “استعداد بلاده للمساهمة في الاستثمار في لبنان بعد انجاز القوانين المناسبة لذلك”، مؤكدا “الرغبة في العمل مع لبنان على تجاوز الظروف الراهنة”، لافتا الى انه “سوف يوفد وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى بيروت في الفترة المقبلة، لمتابعة البحث في التطورات، وتقديم المساعدة الضرورية للبنان”. وأعرب الامير تميم عن امله في ان “تجد الازمة القائمة بين لبنان وعدد من دول الخليج حلولا في القريب العاجل، ولا سيما أن لبنان كان دائما الى جانب الدول العربية والخليجية كافة”.

لا تمديد
وفي حوار اجرته معه صحيفة “الراية” القطرية لمناسبة زيارته الدوحة،  أكد الرئيس عون، ان زيارته لقطر تعبير عن مدى متانة العلاقات بين البلدين المنزهة عن المصالح، واعتبر أن قوة العلاقة مع قطر ووقوفها الى جانب لبنان بعد انفجار المرفأ هو محل تقدير وشكر. وأشار الى أن الديبلوماسية القطرية حاضرة في المحافل الاقليمية والدولية. والعالم بحاجة اليوم الى تغليب لغة العقل والحوار على لغة التقاتل والتبعية. وأعلن “سأدعو الامير تميم الى التوجيه للاستثمار في لبنان خصوصا ان الارض خصبة في الوقت الراهن”. وأوضح أنه مع فصل السلطات، مؤكدا أنه لا يتدخل في عمل القضاء ولا يعرف ملابسات انفجار المرفأ ولم يطلع على الصور التي وفرتها روسيا بل طلب تسليمها الى القضاء. ولفت إلى أن المماحكة السياسية والاعتبارات الشخصية حالت دون تنفيذ خطة الكهرباء والذين تولوا العرقلة باتوا معروفين من اللبنانيين كافة. واعتبر أن قوله “لن اسلم الفراغ” استثمر بشكل خاطئ والتمديد غير وارد وعلى الرئيس الجديد التمتع بتمثيل صحيح ويكون عنصر تلاق لا تفرقة”.

عين التينة
في الداخل، وفي اطار الاتصالات الجارية لاحياء الحكومة، زار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي العائد من روما، رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة.

لا مقايضة
في الغضون، اكد المكتب السياسي لحركة امل ان “كل الحديث عن مقايضاتٍ في الشأن القضائي لا اساس أو قيمة له، وهذا ما ترفضه الحركة ورئيسها.
وردا على مواقف رئيس التيار النائب جبران باسيل اول امس. اشار المكتب السياسي للحركة الى ان ” في ما يتعلق بالتدقيق الجنائي، يُطالب المكتب بالاسراع في انجاز الامر وتحديد واضح لأي معرقل له حتى لا يبقى هذا الملف شمّاعة لتغطية الفشل في إدارة الملفات الاساسية للدولة وحجة للذين كانوا أول من ساهم في التمديد لحاكم المصرف المركزي عندما كانت مصالحهم تلتقي معه”.

تدمير القضاء
في المقابل، غرد رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط عبر حسابه على “تويتر”: “البلاد تتخبط تحت وطأة الجوع واسعار الدواء وفواتير الاستشفاء وما من كلمة حول البطاقة التموينية وما من اشارة حول اصلاح الكهرباء وما من ذكر حول تشريع الـcapital control، في ظل تنصل كامل حول مسؤولية انهيار الليرة. وبالمناسبة اين الدعم للجيش. همكم تدمير القضاء لدفن التحقيق”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *