الرئيسية / صحف ومقالات / الجمهورية: أسبوع حكومي ديبلوماسي وإقتصادي ‏وقضائي.. وميقاتي: لا صفقات ولا ‏تفريط بالصلاحيات
الجمهورية

الجمهورية: أسبوع حكومي ديبلوماسي وإقتصادي ‏وقضائي.. وميقاتي: لا صفقات ولا ‏تفريط بالصلاحيات

كتبت صحيفة ” الجمهورية ” تقول : تكبر التحدّيات أمام حكومة الرئيس نجيب ميقاتي مع عودة سعر ‏صرف الدولار الاميركي إلى مستوياته المرتفعة السابقة، ودخول البلاد ‏في العتمة، وارتفاع أسعار المحروقات عشيّة فصل الشتاء وحاجة ‏الناس إلى التدفئة، مع الصعود الجنوني لكل أسعار السلع، ما يعني ‏انّ اللبنانيين بأمسّ الحاجة إلى خطوات عملية تقوم بها الحكومة ‏وسريعة. فلا حركة الموفدين الدوليين الكثيفة تروي غليلاً، ولا ‏المساعدات الجزئية تُشكِّل حلاً، إنما المطلوب اعتماد نهج جديد يؤدي ‏إلى حلول ثابتة ودائمة، تؤدي بدورها إلى تحسُّن الأوضاع. وبعد زيارة ‏وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبداللهيان، يزور وفد اميركي رفيع ‏المستوى بيروت هذا الاسبوع، في إطار متابعة البحث في عدد من ‏ملفات التعاون بين البلدين، خصوصاً مع انطلاق عمل الحكومة. فيما ‏الحركة الدولية في اتجاه لبنان لا تهدأ. ولكن الناس تريد نتائج فورية، ‏على الرغم من انّ المجتمع الدولي يعمل وفق توقيته والأجندة التي ‏يضعها ولا يتأثر بحسابات واعتبارات.‏
وفي موازاة الزيارة الأميركية التي ستبحث في مواضيع المتابعة بين ‏البلدين، خصوصاً على صعيد إيصال الغاز المصري الى لبنان عبر ‏سوريا والاردن لحلّ مشكلة الكهرباء، فإنّ الأجندة اللبنانية ستكون ‏حافلة هذا الأسبوع، بدءاً من كلمة للأمين العام لـ”حزب الله” السيد ‏حسن نصرالله مساء اليوم، التي تأتي بعد أيام قليلة على زيارة ‏عبداللهيان، مروراً بجلسة لمجلس الوزراء غداً الثلثاء في بعبدا، وصولاً ‏إلى التحقيقات في قضية انفجار مرفأ بيروت، التي يبدو انّها ستُعلّق ‏مجدداً فور تبلّغ المحقق العدلي طارق بيطار دعوى كف يده عن ‏القضية والمقدّمة من النائبين علي حسن خليل وغازي زعيتر، ومن ‏دون إغفال ترسيم الحدود والذهاب بخطة موحّدة الى صندوق النقد ‏الدولي.‏
‏ ‏
وقد اتجهت الأنظار أمس إلى الانتخابات التشريعية العراقية المبكرة، ‏ترجمة لأحد المطالب الشعبية الأساسية. حيث تقاطع الجميع على ‏وصف هذه الانتخابات باليوم التاريخي والإنجاز الذي يُسجَّل في خانة ‏حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، فيما الاستعدادات ‏اللبنانية للانتخابات تُستكمل على قدم وساق، في ظل توجّه الأنظار ‏إلى جلسة الهيئة العامة للمجلس النيابي في 19 الجاري، التي يُنتظر ‏ان تحسم نهائياً مجموعة بنود تبدأ من موعد إجراء الانتخابات، إلى ‏‏”الميغاسنتر” واقتراع المغتربين لـ6 نواب فقط أم لجميع اعضاء ‏المجلس النيابي، فيما دخل لبنان عملياً في أجواء الانتخابات، مع تحوّل ‏هذا الاستحقاق أولوية الأولويات.‏
‏ ‏
وعلى رغم زحمة حركة الموفدين وكثرة الملفات السياسية والانتخابية ‏والقضائية، فإنّ الهمّ الأساسي للناس ينحصر في معالجة ملفاتهم ‏الحياتية، حيث لا يزال اللبنانيون بلا محروقات ولا دواء ولا مياه ولا ‏كهرباء، وقد بدأ الهمّ المعيشي يتعاظم، خصوصاً انّ صدمة التأليف ‏الإيجابية بدأت تتلاشى. وعلى الرغم من انّ الحكومة ما زالت ضمن ‏فترة السماح، إلّا انّ ضغوط الأوضاع الحياتية تزيد من قلق الناس ‏وغضبهم، وتتطلب من الحكومة ان تبدأ بوضع الحلول على سكة ‏التحقيق والإنجاز.‏
‏ ‏
ملك الاردن وميقاتي
في هذه الأثناء، عاد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من زيارته للأردن، ‏والتي على رغم طابعها الخاص، التقى خلالها ملك الاردن عبدالله ‏الثاني الذي أستقبله بعد ظهر امس في قصر الحسينية في حضور ‏رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة ومدير مكتب الملك الدكتور جعفر ‏حسان.‏
‏ ‏
وأفاد الديوان الملكي الاردني في بيان، انّ اللقاء “تناول العلاقات ‏الأخوية المتميزة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، وآليات ‏توسيع التعاون في شتى المجالات. وجدّد جلالة الملك خلال اللقاء، ‏تأكيد وقوف الأردن المستمر إلى جانب لبنان وشعبه الشقيق. كما جرى ‏بحث في الأزمات التي تشهدها المنطقة ومساعي التوصل إلى حلول ‏سياسية لها”.‏
‏ ‏
واكّدت مصادر حكومية لـ”الجمهورية”، ارتياح ميقاتي الى نتائج ‏محادثاته مع العاهل الاردني الذي تربطه به صداقة متينة. واوضحت ‏انّ هذه الزيارة كانت استكمالاً لزيارة رئيس الوزراء الأردني الاخيرة ‏للبنان، وعبّر خلالها الجانب الأردني عن دعم للبنان ودوره على كل ‏المستويات السياسية والاقتصادية. وقالت انّ العاهل الاردني أعطى ‏تعليماته المباشرة لإنجاز الملفات المشتركة بين البلدين ودفع ‏العلاقات قدماً الى مزيد من التقدّم. ووصفت المصادر الزيارة بأنّها ‏مهمة بالنسبة الى مستقبل الاوضاع في لبنان، خصوصاً لما لملك ‏الاردن من اتصالات ودور على المستويين الاقليمي والدولي في دفع ‏الأزمة اللبنانية قدماً الى
المعالجة.‏
‏ ‏
ميقاتي لا يفرّط
وعلّقت مصادر مطلعة على بعض ما بدأ يُنشر ويُحكى عن تفريط ‏ميقاتي بصلاحيات رئاسة الحكومة، وأنّه يعقد صفقات جانبية مع هذا ‏الطرف او ذاك، فاستغربت هذا الكلام، معتبرة انّه “يندرج في إطار ‏المحاولات المسبقة للتصويب على عمل الحكومة ولزرع الشقاق بين ‏مكوناتها”. وقالت لـ”الجمهورية”، انّ “الرئيس ميقاتي ليس مشهوراً ‏بعقد مثل هذه الصفقات الجانبية، وهو آخر شخص يمكن ان يُحكى ‏عنه في موضوع صلاحيات رئاسة الحكومة والتفريط بها، إذ كان دائماً ‏اول المدافعين والسبّاق الى المناداة بعدم التفريط بهذه الصلاحيات ‏خصوصاً ايام كانت الصفقات الجانبية تدور هنا وهناك. وإن كل مزايدة ‏عليه في هذا الاطار لا جدوى منها ولن تقدّم ولن تؤخّر في دفع العمل ‏الحكومي الى الأمام”.‏
‏ ‏
واضافت المصادر: “اذا كان البعض يعتقد انّ التصويب على رئيس ‏الحكومة من شأنه ان يحبط عزيمته او يحبط حكومته، عبر تكرار ‏التجارب السابقة في التصويب على رئيس الحكومة، فهذه المسألة ‏تخطّتها الوقائع التي تؤكّد انّ الحكومة عقدت العزم على العمل ولن ‏تتراجع، وانّ الرئيس ميقاتي مستمر في تحمّل مسؤولياته، ويعتبر انّ ‏الاولوية هي إنقاذ البلد ودفع العمل الحكومي قدماً الى الامام”.‏
أسبوع اميركي بعد الإيراني
في غضون ذلك، وبعد الاسبوع الايراني الذي عاشه لبنان خلال زيارة ‏وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبد اللهيان، يستعد المسؤولون ‏اللبنانيون لأسبوع اميركي، بوصول وفد رفيع المستوى من وزارة ‏الخارجية الاميركية منتصف الاسبوع الى بيروت على ان يغادرها بعد ‏ايام الى لندن.‏
‏ ‏
ويرأس هذا الوفد نائبة وزير الخارجية الاميركية السيدة فيكتوريا ‏نولاند، ويضمّ عدداً من مساعديها والخبراء في اختصاصات مختلفة، ‏قادمين من موسكو التي يزورها الوفد الاميركي اليوم لثلاثة ايام، ‏يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين الروس الكبار، بهدف مناقشة ‏مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية.‏
‏ ‏
هوكشتاين يعود وحيداً
وفي تطور مفاجئ، كشفت مصادر ديبلوماسية مطلعة على الترتيبات ‏الخاصة بالزيارة لـ “الجمهورية”، انّ المستشار الاول في وزارة الخارجية ‏لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين سيغيب عن الوفد بقرار اتُخذ قبل ‏ساعات قليلة على مغادرة الوفد واشنطن متوجّها الى موسكو، على ‏ان تكون له زيارة منفردة لبيروت في منتصف الأسبوع المقبل. ‏ومعروف انّ هوكشتاين هو من سيُكّلف رئاسة الوفد الاميركي الذي ‏يشارك في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية بين لبنان ‏واسرائيل في مقرّ قيادة قوات “اليونيفيل” في الناقورة. ولذلك ‏سيقتصر الوفد المرافق لنولاند على كل من نائب مساعد وزير ‏الخارجية لشؤون الشرق الاوسط والتواصل مع سوريا ايثان ‏غولدريتش ونائب مساعد وزير الخزانة للشؤون الدولية ايريك ماير ‏وعدد من الإداريين.‏
‏ ‏
برنامج الزيارة
وعن برنامج الزيارة قالت المصادر لـ”الجمهورية”، انّها ستبدأ صباح ‏الخميس المقبل بلقاء مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ثم ‏يجول الوفد على رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ‏ميقاتي وعدد من الوزراء من بينهم وزيرا الخارجية عبدالله بوحبيب ‏والدفاع العميد موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزف عون.‏
‏ ‏
وسيطلّع الوفد على الجديد الطارئ على اكثر من مستوى بعد تشكيل ‏الحكومة الجديدة، وسبل مواجهة الاستحقاقات المقبلة، وخصوصاً تلك ‏التي تساهم الإدارة الاميركية في تسهيل الوصول اليها، إن على ‏مستوى توفير الغاز المصري والكهرباء الاردنية عبر قرض البنك ‏الدولي، او على مستوى الإصلاحات الاخرى على اكثر من صعيد مالي ‏ونقدي واداري. كما ستركّز المحادثات على التحضيرات الجارية ‏للانتخابات النيابية المقبلة واستئناف المفاوضات مع صندوق النقد ‏الدولي.‏
‏ ‏
مع القوى التغييرية
وفي معلومات “الجمهورية”، انّ الوفد سيلتقي في مقر السفارة ‏الأميركية ممثلين عن القوى “التغييرية” ومنظمات “المجتمع ‏المدني”، لمناقشة وجهة نظرهم في الإصلاحات الاقتصادية ‏والانتخابات المقبلة.‏
‏ ‏
وفد صندوق النقد
على صعيد آخر، يصل الى بيروت بعد غد الأربعاء موفد من صندوق ‏النقد الدولي هو مديره التنفيذي وممثل المجموعة العربية فيه ‏محمود محيي الدين، في مهمة استطلاعية للأوضاع الاقتصادية ‏والاجتماعية في لبنان وحاجاته على المستويات كافة، كما بالنسبة ‏الى استعدادات الحكومة الجارية لإستئناف المفاوضات مع الصندوق، ‏من دون ان يكون له اي علاقة بمجريات المفاوضات التي يتولاها وفد ‏آخر.‏
‏ ‏
وقالت مصادر حكومية، انّ على صعيد التفاوض مع صندوق النقد ‏الدولي، فإنّ اللجنة الوزارية المكلّفة التفاوض مع الصندوق مستمرة ‏في عملها وتحضيراتها، وانّ رئيس الحكومة يركّز في هذه المرحلة على ‏ان يتمّ توفير الحلول الأساسية للملفات الآنية، على ان يتمّ التركيز ‏على الحلول المستدامة من خلال المفاوضات مع الصندوق.‏
‏ ‏
مجلس الوزراء
وفي اطار التحضيرات الجارية للمباشرة بعدد من الخطوات الحكومية، ‏يعقد مجلس الوزراء جلسة عمل عند الرابعة بعد ظهر غد في القصر ‏الجمهوري من دون جدول أعمال، على ان تُوجّه الدعوة لاحقاً الى ‏جلسة للمجلس بجدول أعمال عادي.‏
‏ ‏
وفي خطوة اعتبرت إيذاناً ببدء مسلسل جلسات العمل الحكومية بلا ‏جدول اعمال، قال الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية ‏في دعوته الموجّهة الى الوزراء، انّ الجلسة مخصّصة لـ “عرض رؤية ‏كل من السيدة وزيرة الدولة لشؤون التنمية الوزارية والسادة الوزراء ‏المتعلقة بوزاراتهم وخطة عملهم”.‏
‏ ‏
ملف الكهرباء
وعلمت “الجمهورية”، انّ ملف الكهرباء سيكون بنداً أساسياً على ‏جدول اعمال هذه الجلسة، في ضوء الأزمة التي يشهدها قطاع ‏الكهرباء التي وصلت الى حدّ توقف معامل توليد الطاقة عن العمل ‏خلال الايام المنصرمة، قبل ان يُستدرك الأمر بالاستعانة باحتياط الغاز ‏اويل الموجود لدى الجيش.‏
‏ ‏
وعلمت “الجمهورية”، انّ ميقاتي سيمهّد لهذا الامر باجتماع سيرأسه ‏اليوم في السرايا الحكومية، ويضمّه الى وزير الطاقة وليد فياض ‏وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة والمدير العام لمؤسسة كهرباء ‏لبنان كمال الحايك، وسيُخصّص للبحث في اسباب انفصال شبكات ‏الكهرباء عن العمل، ومنع تكرار هذا الامر.‏
‏ ‏
تعيينات محتملة
ومن المحتمل ان تُعرض خلال الجلسة دفعة من التعيينات ‏الديبلوماسية والقضائية، اذا اكتملت اللمسات الأخيرة عليها، حيث ‏أبلغت اوساط مطلعة الى “الجمهورية”، انّ هناك إمكانية لتعيين ‏اعضاء مجلس القضاء الأعلى، وعدد من السفراء، بعدما أصبح هناك ‏توافق على معظم الاسماء في هذين المجالين.‏
‏ ‏
مجلس القضاء يكتمل اليوم
وتوقعت مصادر مطلعة، انّ يوقّع وزير العدل هنري خوري اليوم ‏مرسوم استكمال هيكلية أعضاء مجلس القضاء الاعلى، بعد فترة ‏شغور استمرت أشهراً. وعُلم انّ القضاة الذين سيكملون هيكلية ‏المجلس هم: ميراي الحداد، ماجد مزيحم وجانيت حنا، عن رؤساء ‏محاكم التمييز، وحبيب مزهر وداني شبلي عن رؤساء محاكم ‏الاستئناف، والياس ريشا عن رؤساء الغرف الابتدائيّة.‏
‏ ‏
رئيس الجامعة
والى ذلك، عُلم انّ رئيس مجلس النواب نبيه بري متحمس لتعيين ‏عميد كلية العلوم في الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران في ‏رئاسة الجامعة خلفاً للدكتور فؤاد ايوب، ولكن يبدو أنّ “التيار الوطني ‏الحر” يربط تعيينه بالتوافق على سلة عمداء لكليات الجامعة.‏
‏ ‏
وتوازياً، وضمن الاستعدادات للانتخابات النيابية، عيّن بري اللجان ‏الحركية التي ستتولّى إدارة الماكينة الانتخابية لـ”أمل” في مناطق ‏وجودها.‏
‏ ‏
مواقف
وفي جديد المواقف، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة ‏بطرس الراعي في عظة الأحد من بكركي: “اننا نعوّل على الحكومة ‏الحالية وخصوصاً على رئيسها نجيب ميقاتي، الذي أكّد لنا عزمه على ‏العمل لكي تتخطّى الحكومة المعوقات الكثيرة الماثلة أمامها من ‏الأقربين قبل الأبعدين، وتنطلق في ورشة الاصلاحات فوراً، والتي من ‏دونها لا نجاح ولا مساعدات ولا تضامن عربياً ودولياً، ولبنان بمقدار ما ‏يحتاج إلى مساندة أصدقائه، يجب ان تحافظ الدولة على استقلال ‏البلاد وسيادتها وعلاقتها الطبيعية، فلا تكون بعض المساعدات ‏العينية غطاء للهيمنة على لبنان والنيل من هويته ودوره المسالم في ‏هذا الشرق”. واضاف: “يجب الحرص على إجراء الانتخابات النيابية في ‏موعدها، لكي لا يصبح تغيير المواعيد، وتعديل القانون والالتفاف ‏على مشاركة المغتربين ذرائع تهدّد إجراء الانتخابات، لأنّ اللعب ‏بموضوع الانتخابات من شأنه هذه المرة ان يؤدي إلى أخطار لا أحد ‏يعرف مضاعفاتها”، لافتاً إلى انّ “الشعب يريد الانتخابات فرصة ‏لتغيير واقعه الأليم ومنطلقاً لحياة وطنية جديدة، الشعب يريد ‏انتخابات شفافة نزيهة بعيدة عن المال السياسي الذي يراهن على فقر ‏الناس، لذلك نحن ندعو الى مراقبة دولية وأممية للعملية الانتخابية”.‏
‏ ‏
من جهته، متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس ‏عوده تحدث في قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس عن ‏اهل بيروت “الذين فُجعوا بتفجير أودى بأحبائهم من أطفال وشباب ‏وشيب”، وقال: “مع هول الحدث، وعوض تعزيتهم والوقوف إلى ‏جانبهم، إستغلّ البعض الحدث الجلل ليطلقوا مواقف وخطابات ‏بعضها لا يمتّ إلى الواقع ولا المحبة أو الرحمة أو التعزية، وبعضها ‏الآخر مملوء حقداً ورسائل سياسية كان أهل الضحايا، ولا يزالون، في ‏غنى عنها”. وأضاف: “كان الأولى بالمسؤولين لو نزلوا من عليائهم ‏ووقفوا بصمت وخشوع إلى جانب المواطنين المتألمين، وكانوا الكتف ‏التي يُستَند إليها. يا ليتهم تحننوا مثلما فعل الرب مع أرملة نايين، لكن ‏بعضهم يمعنون في لمس الجرح العميق، جاعلين إيّاه ينزف أكثر، إما ‏بعدم مثولهم أمام القضاء، أو من خلال تعطيل مسار التحقيق، ‏متعللين بعلّل الخطايا، وإما من خلال إخفاء الدلائل والحقائق لغايات ‏في نفوسهم”.‏
‏ ‏
‏”حزب الله”‏
واعتبر عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” وأحد نواب “حزب الله” النائب ‏حسن عز الدين، أنّ “هناك رواية كاملة وموجودة حول باخرة نيترات ‏الأمونيوم التي دخلت إلى مرفأ بيروت، وممكن في أي لحظة أن تُنشر ‏في الإعلام، كي يطلع الناس جميعاً على مجريات ما حصل”. وقال: ‏‏”هناك تقارير لأجهزة أمنية دولية ومحلية حول حادثة انفجار مرفأ ‏بيروت، تبدأ من لحظة دخول الباخرة المحمّلة بالنيترات إلى المياه ‏الإقليمية وصولاً إلى تفريغ حمولتها”. وتساءل، عن “دور قوات ‏الطوارئ متعددة الجنسيات ووظيفتها، فليقولوا لنا كيف دخلت هذه ‏الباخرة إلى لبنان؟ وكيف قاموا بتفتيشها، وهم موجودون على مدار ‏الساعة في البحر؟ وأين توقفت لحظة دخولها؟ وأين أنزلت حمولتها؟ ‏ولمصلحة من؟ ومن أين أتت وإلى أين أتت؟ وهناك أسئلة كثيرة ‏وكثيرة”.‏
‏ ‏
وشدّد عز الدين، على “أننا حريصون على الحقيقة والعدالة ‏والإنصاف، ولكننا نرفض أي محاولة للفبركة أو تسييس للعدالة، أو ‏نقل الاتهام من جهة إلى أخرى”، مشيراً إلى أنّ “الأميركي ما زال يعتبر ‏أنّ التحقيق في إنفجار المرفأ واحد من الأدوات التي يمكن أن يبقيها ‏مفتوحة ليستثمرها ويوظفها في الانتخابات ضد خصومه، محاولاً ‏بذلك تغيير المعادلة النيابية القائمة والموجودة في المجلس النيابي ‏لمصلحة حلفائه ومن يدعمهم ممن يسمّى بالمجتمع المدني أو ‏الجمعيات وغيرها، وكل ما فعله الأميركي منذ سنوات من حصار ‏وغيره، هو من أجل الوصول إلى هذا الهدف”.‏
‏ ‏
واعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان، أنّ ‏‏”الحكومة ضرورة ماسة لوقف دوامة انهيار البلد، ولكن البلد يحتاج ‏قوة سياسية تتحسس أزمة جوع الناس ونهبها، لتمنع ذئاب الأزمة ‏المالية المعيشية من النهش المجنون، والأهم تأمين الأساسيات من ‏محروقات وحاجات غذائية وسيطرة مقبولة على الأسواق والأسعار، ‏وسط مافيا تتحكّم بالفاتورة الصحية الدوائية المعيشية والسلع ‏الرئيسية دون حدّ. ما يفترض سياسياً تنفيذ الحكومة سلسلة إجراءات ‏نفوذ، بخاصة بالأسواق، وكسر مشهد الانتظار والإسراع في تشبيك ‏الاقتصاد اللبناني- السوري، خصوصاً أنّ عزل دمشق صار في أرشيف ‏البيت الأبيض المنسي”.‏
‏ ‏
وتوجّه قبلان الى القضاء قائلاً: “مهمتك إصطياد الأفاعي لا حمايتها، ‏والحياد الأعور لا نريده، والعتمة يجب أن تبدأ بمن نهب لا بالشعب ‏المنهوب، وإنقاذ البلد يبدأ بسلطة نافذة بوجه ميليشيات المال ‏والأسواق لا بإغراق البلد بالعتمة، والمعادلة الوطنية تمر بتعزيز ‏الشعب لا بالتعامل معه كفيتامين انتخابي”، وقال: “التفاوض مع ‏الصندوق الدولي يحتاج عرض قوة داخلية وخيارات خارجية وليس ‏استسلاماً للقدر، والثقة بالحكومة تبدأ بكسر يد مقاولي الصفقات لا ‏بترك الناس وسط غابة وحوش، والأولويات تبدأ بأسعار محروقات ‏وحاجات معيشية تليق بالشعب المنهوب وليس بالتبن والشعير، وما ‏نريده ليس سفينة نوح بل شجاعة نوح”.‏
‏ ‏
ومن جهته، رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط شدّد في ‏تصريح على مواقع التواصل الاجتماعي على انّ “المهم ان تُؤمّن ‏الكهرباء فوق كل اعتبار، لانني لا اريد ان يُساء فهمي”. وكان جنبلاط ‏قد علّق على اعلان إيران استعدادها لبناء معمل للطاقة في لبنان، ‏بتغريدة حذفها لاحقاً، بالقول: “في إيران يحترمون الطبيعة والحدائق ‏الخضراء ويحتفلون منذ آلاف السنين بعيد الربيع النوروز في 21 ‏مارس”. وأضاف: “أما الممانعة، تصرّ على تزويدنا بمحطة إنتاج كهرباء. ‏فهل من الضروري مصادرة الـ ‏Gulf Club‏ لبنائها، وهو مساحة خضراء ‏مميزة في غابة الباطون لمدينة بيروت وضواحيها لبنان”.‏

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *