الرئيسية / صحف ومقالات / النهار: ما بعد لائحة لودريان لن يكون كما قبلها؟
النهار

النهار: ما بعد لائحة لودريان لن يكون كما قبلها؟

كتبت صحيفة النهار تقول: وسط الجمود السياسي الذي تمليه عطلة عيد الفصح الشرقي والممتدة حتى بعد غد الثلثاء لم تظهر على المشهد الداخلي بعد أي معالم تبدلات نحو خرق الانسداد السياسي الذي يمنع تشكيل الحكومة الجديدة على رغم كل قيل واثير حيال تحرك بكركي الأخير او التحرك الفرنسي الجديد في اتجاه لبنان . ومن الواضح ان أي جديد لن يطرأ على المشهد قبل زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف #لودريان لبيروت التي يصلها مساء الأربعاء ويجري طوال يوم الخميس لقاءاته بالرؤساء والمسؤولين السياسيين الذين لم يحدد بعد علمنا جدول لقاءات لودريان معهم . ذلك ان القوى السياسية تترقب بانشداد كبير طبيعة ما سيبلغه لودريان الى المسؤولين في مهمة وصفت بانها مفصلية هذه المرة نظرا الى مجموعة عوامل . فوزير الخارجية الفرنسية يأتي هذه المرة بخلفية متشددة غير مسبوقة لجهة تلويحه بآلية #العقوبات التي يسميها الفرنسيون آلية تقييد وتستهدف المسؤولين الذين ستلقي عليهم فرنسا تبعة تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة الامر الذي سينعكس بقوة على محتوى وطبيعة المحادثات التي ستجري بينه وبين المسؤولين الرسميين والسياسيين بحيث ليس معروفا بعد ، ولن تعرف طبعا ، أي لائحة اسمية قبل زيارة لودريان . وخلافا لما تردد عن تبلغ السفارة اللبنانية في باريس لائحة بأسماء المسؤولين الذين ستشملهم الإجراءات الفرنسية تؤكد معلومات موثوقة ان أي أسماء لم تبلغ الى احد وان الية التقييد ملك السلطات المعنية في الخارجية الفرنسية وحدها وليس معروفا ابدا ما اذا كانت ستكون علنية ام تبقى ضمنية مع ترجيح الاحتمال الثاني . ولكن المهم ان زيارة لودريان لبيروت ستكون مفصلية بين مسار فرنسي سابق يبدو انه انتهى لجهة الليونة والمرونة وطول الأناة التي اتبعتها باريس في مبادرتها منذ آب الماضي وبين مسار مختلف سيبقي التمسك بالمبادرة طبعا ولكن الية التعامل العملية ستختلف عن السابق وستتسم بالحزم . بل يمكن القول ان مرحلة ما بعد “لائحة لوردريان” الآتي الى بيروت لتزخيم ضغوط بلاده في شأن الحل السياسي والحكومي لن تكون كما قبلها ابداً.

العامل الثاني الذي سيطبع المشهد السياسي يتصل بعدم تحقيق أي تقدم بين بعبدا وبيت الوسط على خلفية الاتصالات البعيدة عن الأضواء التي تولاها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والتي يبدو واضحا انها لم تنجح بعد في احداث الاختراق المرجو لاعادة عقد لقاءات التشاور بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عَل التواصل وكسر الجليد الذي بلغ حدود الخصومة الشديدة يحقق الدفع اللازم للتوافق بينهما على تشكيل الحكومة . ولكن الإخفاق المتجدد في أي تحرك ووساطة يلقي ظلال الشك العميقة حول حرية حركة الفريق المعطل وما اذا كان قادرا فعلا على الاضطلاع بتسوية اذا سلمنا جدلا انه راغب في تسوية . وثمة عامل ثالث يتصل بموضوع الحسابات والتقديرات المتعلقة بمرحلة الاستحقاقات الكبيرة اجتماعيا وماليا ولا سيما منها ما يثار من مخاوف حول رفع الدعم عن المواد الاستهلاكية الأساسية في موعد مبدئي هو نهاية أيار الحالي اذ ان المناخ السائد حيال هذا الاستحقاق يبدو اقرب الى عد عكسي لحدث كبير مثير للقلق فيما لا يملك أي مرجع او سلطة في البلاد إعطاء التطمينات الضرورية للنا. وثمة استغراب واسع للقصور الكبير الذي تبديه حكومة تصريف الاعمال حيال التوصل الى برنامج واضح في شأن رفع الدعم وإطلاق البديل المتمثل بالبطاقة التمويلية للأسر الفقيرة فيما يضغط الوقت وتتكثف المخاوف التي تبلغ حدود القلق على الاستقرار الأمني والاجتماعي في البلد.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *