الرئيسية / بحوث ودراسات / عمالة الأطفال: 100 ألف طفل يَقعون ضحاياها في لبنان
عمالة الاطفال

عمالة الأطفال: 100 ألف طفل يَقعون ضحاياها في لبنان

قام تلاميذ في الصّفّ الخامس الأساسيّ في مدرسة الانترناشونال كولدج، ببحث معمّق حول موضوع عمالة الأطفال وتأثيره عليهم وعلى المجتمع، وهم: عدنان حيدر  – طارق مارديني  – طارق نصّار  – ميريام جبارة و كرم شيخ الصّاغة.

وإيمانًا منّا بقدرتهم على التّغيير وانطلاقًا من خطورة المشكلة وتأثيراتها السّلبيّة على مجتمعنا وضرورة القيام بخطوات عمليّة للحدّ منها والعمل على إيقافها تمامًا، سعينا لنشر بحثهم هذا في مديرية الدراسات والمنشورات في وزارة الإعلام كخطوة عمليّة تهدف للقضاء على هذه الظّاهرة وحماية الطّفولة الّتي هي مسؤوليّة وطنيّة تقع على عاتق الجميع. 

 

عمل الأطفال

نقلت خُطّة العمل الوطنيّة الّتي أعدَّتها اللّجنة الوطنيّة لمكافحة عمل الأطفال ومُنظّمة العمل الدّوليّة تقاريرَ تُفيدُ بأنّ أكثَرَ مِن 100 ألف طفل يَقعون ضحايا عمل الأطفال والإتجار بهم في لبنان. كَما أنّ لُبنان قَد يَكون مِنَ الدُّوَل الّتي تُسَجّل النّسبة الأعلى في العالم للأطفال العاملين بين 10 و 17 عامًا.

 

تُعَدُّ ظاهِرَةُ عَمَلِ الأطفالِ مِن أخطرِ المشاكل الاجتماعيّة الّتي تُؤَثّر سَلْبًا على الطّفلِ وَالمُجتمع في آن واحد. فَهي تَحرِمُ الطّفل مِن حُقوقِه الأساسيّة وَتَقضي على حُلمه بِالتّعلّم والحُصول على مُستقبلٍ أفضل. وَإن كانتِ العِنايَةُ بِأطفالِ اليَوم وَهُم في الواقِعِ شباب الغد مِن أهمّ مُقَوّماتِ بِناءِ مُجتمع سليمٍ وَحضاريّ، فإنَّ إهمالَهُم سَيَمْنَعُ الارتقاءَ الاجتماعيَ.

 

مفهومُ عَمَلِ الأطفال هُو العمل الّذي يَضَعُ أعباءَ ثقيلة على الطّفل، والّذي يُهدّد سلامَتَهُ وَصِحَّتَهُ وَرفاهيَّتَهُ، العَمَل الّذي يَستَفيد مِن ضعفِ الطّفل وَعَدَم قُدرَتِه على الدّفاعِ عَن حُقوقه، العمل الّذي يَستغلُّ الأطفال كَعمالَة رَخيصة بديلة عَن عَمَل الكِبار، العمل الّذي يَستخدمُ وُجودَ الأطفال ولا يُساهِمُ في تَنْمِيَتهِم، العمل الّذي يُعيق تَعليمَ الطّفل وَتدريبه وَتغيير حياته وَمستقبله.

 

 

أسباب عمل الأطفال

 

  • الفقر:  يُعَدُّ الفقرُ وَسوء الأوضاع الاقتصاديّة مِن أَبْرَزِ العوامِل المُؤدّية لِعَمَل الأطفال حيثُ يقومُ بَعضُ الأهلِ بِزَجّ أولادهم في أعمالٍ مُختلفة دونَ الالتفات لِلمخاطر الّتي تُحيط بها. في هذه الحالةِ، يعتمدُ الأهل على الطّفل من أجل المساهمة في جزءٍ مِن نفقاتِ الأُسرة وَلكن المُشكلة تتفاقم في حال انفصالِ الوالدين وَخصوصا في حال مرض أو عجز أو موت أحدهما إذ يصبح الطّفل هو المصدر الرّئيسيّ لِدخل الأسرة.

 

  • تدنّي المستوى الثّقافيّ للعائلة: تفشّي الأُميّة بين أفراد الأسرة وعَدَم إدراك قيمة وَأهميّة التّعليم في كافّة مجالات الحياة، وَبالتّالي فإنّ الطّفل سيفقد الحافز للتّعليم. هناك أُسَر ريفيّة وَبدويّة تَعْتَقِدُ أنّ عَمَلَ الطّفل “مفخرة” و”رجولة”.

 

  • قلّة المدارس الرّسميّة وَعدم تطبيق قوانين إلزاميّة وَمجانيّة التّعليم. التّسرّب المدرسيّ هو من العوامل المهمّة الّتي تُؤدّي إلى عمل الطّفل، وَمِن أسبابه سوء المعاملة الّتي قد يتعرّض لها التّلميذ من المعلّمين وَعدم اهتمام الأهل بأولادهم وَتوعيتهم بمخاطر التّسرّب المدرسيّ على مستقبلهم.

 

  • مشاكل قانونيّة: عدم الالتزام بالقرارات الدوليّة وعدم تطبيق قوانين حظر عمل الأطفال كما هو الحال بالنسبة لقانون الزاميّة التّعليم.

 

 

الآثار السلبيّة

 يؤثّر عمل الطّفل سلبًا على:

  • النّموّ والتّطوّر الجسديّ للطّفل: الطّفل العامل غالبًا ما يعمل في أشغال لا تتناسب مع قدرته البدنيّة وطاقته الجسديّة. بعض الأطفال يعملون في بيئة غير صحيّة وفي أعمال مضنية وَيُعانون من سوءِ التّغذية وَالإرهاق الشّديد.

 

  • التّطوّر النّفسيّ: عمل الأطفال يُؤثّر سلبًا على نموّهم العاطفيّ حيث يُعانون مِنَ القلقِ خوفًا من مستقبل مُظلم، وَالكآبة وَالحزن وَالانطواء نتيجة الإحساس بِالظّلم وَالقهر.

 

والاستغلال وَانعدام العدالة بخاصّة حين يُقارنون أنفسهم بأتربائهم، الأمر الّذي قد يدفعُهُم إلى الانحراف وَالجنوح.

 

  • التّطوّر الاجتماعيّ والأخلاقيّ: خروج الطّفل للعمل بِلا رقيب يجعلُه عُرضة للتّعامل مع أصناف مختلفة من البشر. قد يُعاني من سوء المعاملة وَالعنف وَيُصبح عُرضة لتعلّم سُلوكيّات غير حميدة كالتّدخين وَتعاطي المُخدرات وَاستخدام الألفاظ البذيئة.

 

  • التّطوّر المعرفيّ: ترك المدرسة وَالانخراط في العمل يُؤَثّر سلبًا على إمكانيّة الطّفل على تطوير قدرته المعرفيّة ولاسيّما في مجالات القراءة والكتابة والحساب والإبداع.

 

 

الحلول

الحلّ في علاج هذه المشكلة المتفاقمة يكْمُنُ في إعادةِ تأهيل الطّفل مع متابعة فعّالة لكافّة مشاكله. وهذا لا يُصبح ممكنًا الّا في حال َتضافُرِ جهود الدّولة وَالمجتمع.

ومِنَ الحُلول الّتي يُمكن طَرحُها:

  • الالتزام بالقرارات الدوليّة مع  فرض قوانين تُحظّر عمل الأطفال مهما كان نوع العمل و تعميم إلزاميّة التّعليم. كما يجب على الدّولة أن تقومَ بفرض العُقوبات على المؤسّساتِ الّتي تَسْتَغلُّ عَمَلَ الأطفالِ وَعلى كلّ من يُسهّل ذلك الأمر.

 

  • معالجة أسباب التّسرّب المدرسيّ للأطفال، إذ أنّ وُجود هؤلاء الأطفال في المدارس هو عامل الوقاية الأساسيّ من انخراطِهِم المُبكر في سوق العمل. ولذلك يَتَوجَّبُ على الدّولة أن تَضَعَ خُطّة كاملة لرفع مستوى التّعليم. وَتتضمّن هذه الخُطّة إنشاءَ مبانٍ جديدة لاستيعابِ جميعِ الأطفالِ الرّاغبين بِالتّعلّم وَتَجهيزها بكافّة الاحتياجات التّعليميّة بالإضافة إلى تأمين حقوق أساتذة التّعليم الرّسميّ ورفع دخلهم.

 

 

  • تفعيل وَدعم دور المؤسّسات الأهليّة نَظرًا للدّور الهامّ الّذي تقوم به من رصد للحالة إلى إعادة التّأهيل. يجب على المجتمع أن يتحمَّلَ جُزءًا مِنَ المسؤوليّة للحَدّ مِن هذه الظّاهرة، وَذلك مِن خلال تَطوُّعِ أبنائِهِ لِلعَمَلِ مَعَ تلك المُؤسّسات.

 

  • تفعيل دور الوزارات المعنيّة بالاهتمام بِأوضاع الأُسَرِ الفقيرة لمَدّهِم بالدّعم اللّازم.

 

 

  • إطلاق برامج للتّوعية عَبْرَ وَسائل الإعلام المختلفة وَلَفْتُ النّظر إلى خُطورَةِ عَمَل الأطفال وَالتّسرّب الدّراسيّ. وَكذلك توعية وَتذكير الأسرة وأصحاب العمل بقوانين حماية الطّفولة وقوانين العمل.

 

المراجع :

  • نور الدين، محمد (2001):تشغيل الأطفال وصمة في جبين الحضارة المعاصرة. مجلة الطّفولة والتّنمية. المجلس العربيّ للطّفولة و التّنمية. ع3، م 1، ص ص (13-25)

 

  • المراشدة، ماجد (2006). “مشكلة عمل الأطفال”. دار ناشري للنشر  الألكتروني.
  • NASHIRI.NET

 

  • بافضل، طه (2005). ” ظاهرة عمل الأطفال”. بحوث
  • iSLAMTODAY.NET

 

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *