كتبت صحيفة “الشرق”: حتى إشعار آخر، الغموض يلف مصير سلاح حزب الله وكيفية نزعه او احتوائه او ابتكار اطار ما، يكفل إبعاد كأس الحرب الاسرائيلية مجددا عن لبنان بعد سقوط اخر اوراق روزنامة العام 2025. حتى الساعة ليس ما يزيل الضبابية. في المشهد العام، يستمر ضغط واشنطن على تل ابيب لمنع اقدامها على خطوة متهورة قبل اتضاح اتجاهات السلطة اللبنانية بعد انتهاء الجيش من تنفيذ تنظيف جنوب الليطاني من بقايا سلاح الحزب، مقابل ضغط عربي على كبار المسؤولين في لبنان للإسراع في نزع فتيل الحرب وتقديم المساعدة حيث يمكن، وتندرج ضمنها زيارة رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي غدا الخميس لبيروت. اما الدولة فتنتظر وتترقب، اجتماع لجنة الميكانيزم غدا واجتماع باريس بعد الغد، ونتائج اللقاء العاجل بين المبعوث الأميركي توم براك ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو امس وقد ناقش ملفي سوريا ولبنان.
توجيهات رئاسية
في الداخل، تابع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون امس، التحضيرات الجارية للاجتماع المقرر عقده في باريس يوم الخميس المقبل للبحث في حاجات الجيش. وفي هذا الاطار، استقبل الرئيس عون قائد الجيش العماد رودولف هيكل وزوده بتوجيهاته بالنسبة الى المواضيع التي ستبحث خلال الاجتماع في باريس، وتداول معه في حاجات الجيش في المرحلة الراهنة. وخلال اللقاء اطلع العماد هيكل الرئيس عون على نتائج الجولة التي قام بها رؤساء البعثات الديبلوماسية امس في اماكن انتشار الجيش اللبناني في جنوب الليطاني، حيث عاينوا الاجراءات والتدابير التي اتخذها الجيش تنفيذاً للخطة الموضوعة لبسط سلطة الدولة وإزالة المظاهر المسلحة . كما تداول الرئيس عون مع قائد الجيش في الانطباعات التي تكونت لدى الديبلوماسيين خلال الجولة.
ردع اسرائيل وايران
بدوره، عقد وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي صباحاً لقاءً موسّعًا في بروكسيل مع سفراء اللجنة السياسية والأمنية لمجلس الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة، تناول خلاله الأوضاع في لبنان على الصُعُد السياسية والاقتصادية والأمنية، مسلطًا الضوء على جهود الحكومة للنهوض بالبلاد والصعوبات التي لا تزال تواجهها، لا سيما موضوع الاحتلال الإسرائيلي. وشدّد الوزير رجي على ضرورة الضغط على إسرائيل للانسحاب من النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها في جنوب لبنان، والإفراج عن الأسرى، ووقف الاعتداءات العسكرية اليومية، كما تمنى على الدول الأوروبية ألّا تقتصر المفاوضات مع إيران على ملفي النووي والصواريخ الباليستية، وأن تشمل أيضًا مسألة أذرعها في المنطقة. وأكد أهمية القرار الحكومي “التاريخي” بحصر السلاح بيد الدولة وبسط سلطتها وسيادتها بقواها الذاتية حصرًا على كافة الأراضي اللبنانية. كما تطرّق اللقاء إلى اليوم التالي لما بعد انتهاء مهام اليونيفيل في نهاية العام المقبل، وأهمية تعزيز الدعم الأوروبي والدولي للجيش اللبناني للاضطلاع بمهامه على أكمل وجه، إضافة إلى الإصلاحات الاقتصادية والمواضيع ذات الاهتمام المشترك.
دعم للجيش والاصلاح
وأعرب السفراء عن دعم دولهم للقرارات التي تتخذها الحكومة اللبنانية، وعن اهتمام الاتحاد الأوروبي برفع علاقته مع لبنان إلى مستوى شراكة استراتيجية، وزيادة مساعداته بشكل كبير بعد توقيع الحكومة على الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، مؤكدين دعمهم للجيش اللبناني ولمسيرة الإصلاح. وكان رجي عقد على هامش مشاركته في مؤتمر مجلس الشراكة بين لبنان والاتحاد الأوروبي في بروكسل لقاء مع الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، التي رحّبت “بالتقدّم الذي حققه لبنان حتى الآن في تنفيذ الاصلاحات وتعزيز حصرية السلاح بيد الدولة”.
مواصلة الحوار؟
وسط هذه الاجواء، وفي وقت تكثر المخاوف من تجديد اسرائيل حربها على لبنان بعد رأس السنة اذا لم يتم الانتهاء من عملية نزع سلاح حزب الله قبل نهاية العام 2025، نقلت صحيفة يسرائيل هيوم الاسرائيلية عن دبلوماسيين، قولهم ان اجتماع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو والموفد الاميركي توم برّاك، أسفر عن اتفاق لمواصلة الحوار بشأن لبنان.
اما صحيفة “هآرتس” العبرية فاشارت الى أن “الجيش الإسرائيلي يرى أن وتيرة عمل الجيش اللبناني ضد حزب الله، أقل من وتيرة إعادة بناء الحزب لنفسه”، لافتة إلى أن “الجيش الإسرائيلي يفهم أن الجيش اللبناني يواجه تحديات في الوصول لمخازن السلاح التابعة لحزب الله في المناطق الشيعية”. وبحسب الصحيفة فإنّ “التقديرات الإسرائيلية أن حزب الله لن ينزع سلاحه، لكنه لم يعد بمقدوره تنفيذ عمليات اقتحام واسعة لإسرائيل”. كما تضيف الصحيفة أن “الجيش الإسرائيلي يدعي أن حركة حماس هي الأخرى تعمل في لبنان، وتسعى لإعادة التموضع وبناء قدراتها”.
بري يستخف بالنواب
انتخابيا، وعشية جلسة تشريعية الخميس لم يدرج رئيس مجلس النواب على جدول اعمالها مشاريع القوانين لتعديل قانون الانتخاب الحالي المقدمة من اكثرية نيابية والمرسلة من مجلس الوزراء، أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن “دعوة بري إلى جلسة تشريعيّة يوم الخميس المقبل لاستكمال ما تبقى من جدول أعمال الجلسة الماضية، والتي قاطعها أكثر من نصف النواب لعدم إدراجه على جدول أعمالها اقتراح القانون المعجّل المكرّر المتعلّق بقانون الإنتخابات، تعد تخطياً واستخفافاً برأي هؤلاء الـنواب الـ65”، موضحاً أن “بالإضافة إلى ذلك، وفي ذاك الحين، كانت الحكومة قد أرسلت أيضا مشروع قانون معجّل بالموضوع ذاته إلى المجلس، فلم يقم الرئيس بري بتحويله إلى الهيئة العامة بل حوّله إلى اللجان، وكأنه مشروع قانون عادي في موضوع عادي وفي زمن عادي”. وأضاف: “وحتى بعدما حوّله إلى اللجان وانقضاء مهلة الـ15 يوماً المنصوص عنها في النظام الداخلي للمجلس، لم يقم الرئيس بري بما كان عليه القيام به، أي تحويل مشروع القانون إلى الهيئة العامة”.
وزارة الإعلام اللبنانية