كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: أعلن الرئيس وليد جنبلاط عدداً من المواقف السياسية في إطلالته التلفزيونية عبر برنامج “صار الوقت”، مهنئًا الشعب السوري بالذكرى السنوية لسقوط النظام البائد الذي ارتكب أبشع الجرائم بحق اللبنانيين والسوريين، معتبرًا أن سقوط الأسد هو انتصار للشعب السوري ولقوى 14 آذار.
وأشاد جنبلاط بالإنجازات التي حققها الجيش اللبناني في الجنوب، مؤكدًا ضرورة دعم الجيش بالعتاد والمال لتطويع 10,000 عنصر جديد، ومؤيدًا استكمال تنفيذ سحب السلاح على كامل الأراضي اللبنانية بعد الانتهاء من المرحلة الأولى في جنوب الليطاني. كما طالب الأميركيين بتوحيد موقفهم تجاه لبنان، وجدد تأييده لمواقف الرئيس عون في السير بالمفاوضات وتكليف السفير سيمون كرم بهذه المهمة.
وقال: “لبنان اليوم بين مطرقة إسرائيل وسندان إيران، وعلى إيران الكفّ عن استخدام لبنان كأداة تفاوضية على برنامجها النووي”. وأضاف:”سمعت أن جزءًا كبيرًا من الصواريخ قد تم تدميره. فهل المطلوب تدمير الجنوب وتهجير القرى الجنوبية كي ننتهي من السلاح؟”
وردًّا على أسئلة حول السويداء، جدد جنبلاط موقفه الرافض لجرّ الدروز إلى المشروع الإسرائيلي، مؤكدًا ضرورة التحقيق في الجرائم التي وقعت في السويداء ومحاسبة المرتكبين تمهيدًا لتحقيق المصالحة.
وفي سياق متّصل أكد جنبلاط رفضه الخضوع للزمن الإسرائيلي مُذكّراً بأن إسرائيل لا تعرف حدوداً لا في السياسة ولا في العنف الذي تمارسه، مجدداً التحذير من المشروع الإسرائيلي الهادف إلى تحويل الدروز من طائفة إلى قومية، منتقداً الذين يريدون وضع الدروز في مواجهة مع العرب المسلمين، فيما مشاريع التقسيم أثبتت فشلها. وفي السياق، جزم وليد جنبلاط بقاء المختارة على ثوابتها ولو أصبح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط بمفرده.
وكان جنبلاط قد استقبل في كليمنصو رئيس مجموعة العمل الأميركية حول لبنان (ATFL)، السفير إدوارد غابرييل، على رأس وفد من المجموعة، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والتحديات التي يواجهها لبنان في ظل الأوضاع الراهنة.
على صعيد آخر، أبرق رئيس الاشتراكية الدولية بيدرو سانشيز، بالنيابة عن مؤسسة التقدّم العالمي Global Progress Foundation، إلى جنبلاط شاكرًا له مشاركته في مأدبة العمل المخصصة للبحث في سبل إحلال السلام في الشرق الأوسط.
حراك ديبلوماسي
كشفت مصادر ديبلوماسية أنّ “الولايات المتحدة تكثّف مساعيها لدى الجانب الإسرائيلي لدفعه نحو الانتقال من نهج القساوة العسكرية إلى مقاربة ديبلوماسية في التعامل مع التطورات الأخيرة، إلا أنّ هذه الجهود لا تزال تصطدم بعدم وجود أي رد إيجابي حتى الساعة من تل أبيب”.
وفي السياق نفسه، توقفت المصادر عند زيارة السفير الأميركي في لبنان، ميشال عيسى، الثانية إلى عين التينة خلال 24 ساعة، في مؤشر إلى الحراك الديبلوماسي المكثّف الذي تقوده واشنطن بهدف احتواء التوتر والسير نحو التهدئة.
وأشارت المصادر إلى أنّ “الرغبة الأميركية واضحة في خفض مستوى التصعيد وفتح الباب أمام حلول سياسية، غير أنّ هذه المحاولات لا تلقى حتى الآن أي تجاوب من الجانب الإسرائيلي، ما يجعل فرص التقدم في المسار الديبلوماسي معلّقة بانتظار تبدّل في الموقف”.
في المقابل، أفادت “يديعوت أحرونوت” نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين، أنّ “حزب الله يستعيد قدراته على جميع الجبهات وسط تدفق متجدّد للأموال الإيرانية”، لافتةً إلى أنّ “تل أبيب لن تنتظر إلى ما لا نهاية”. وأضافت: “لبنان فكّك 80% من سلاح حزب الله جنوب الليطاني، لكنه غير قادر على استكمال نزع السلاح قبل نهاية العام”.
اجتماع باريس
ومع توجّه الأنظار نحو نتائج اجتماع باريس في 18 الجاري، أشارت المصادر إلى أنّ “الجانب الفرنسي يرى أن اللعبة الإسرائيلية الداخلية تتداخل مع الواقع الميداني في جنوب لبنان، حيث يلجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تسخيرها في معاركه الداخلية”.
وبينما تتزايد التحذيرات الإسرائيلية من ضربات عسكرية محتملة ضد لبنان، “تريد باريس نزع الحجج الإسرائيلية وترجمة ما يقوم به الجيش اللبناني على المستوى السياسي”.
كما تتوقف المصادر الديبلوماسية مليًا عند “الحوار المتواصل بينها وبين الجانب الأميركي بشأن الملف اللبناني”، مؤكدة أن واشنطن مقتنعة بالمقاربة الفرنسية”.
وفي إطار الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر دعم الجيش، أشارت المصادر إلى “اجتماع سيُعقد في بيروت الأسبوع المقبل لتحديد الحاجات العسكرية للجيش اللبناني، وكذلك لقوى الأمن الداخلي التي تريد باريس أن تلعب دورًا أكبر في حفظ الأمن، حتى يتفرغ الجيش لمهماته الأولى”.
وأضافت: “إنّ التوجّه الراهن غربيًا وعربيًا يقوم على الربط بين النتائج المحقّقة ميدانيًا والالتزامات الخاصة بالمساعدات”.
وتتوقف باريس أيضًا أمام “مستقبل الميكانيزم” الذي تراه “محدودًا ولن يكون كافيًا لحلّ كل المشاكل بين لبنان وإسرائيلي”. ولهذا فهي تدعو إلى “ترتيبات أكثر استدامة”، معتبرة أن التعيينات المدنية في الآلية قد تفتح الباب للتقدم في الملفات الأخرى العالقة.
برّي
أطلق الرئيس نبيه برّي سلسلة مواقف سياسية تتعلق بقضايا الساعة، من التفاوض مع إسرائيل إلى الانتخابات النيابية، خلال استقباله وفد نقابة الصحافة.
وردًا على مواقف المندوب الأميركي توم براك بشأن ضمّ لبنان إلى سوريا، قال برّي:
“ما حدا يهدد اللبنانيين. لا يُعقل التخاطب مع اللبنانيين بهذه اللغة، خصوصًا من دبلوماسيين، ولا سيما من شخصية كالسفير توم براك. وما قاله عن ضمّ لبنان إلى سوريا غلطة كبيرة وغير مقبولة إطلاقًا”.
وأضاف رئيس المجلس: “لا بديل ولا مناص للبنانيين من مواجهة المخاطر والتداعيات والتهديدات إلا بوحدتهم. بوحدتنا نستطيع أن نحرر الأرض”.
وحول اتفاق وقف إطلاق النار والمفاوضات، قال برّي: “أليست الميكانيزم إطارًا تفاوضيًا؟ هناك مسلّمات نفاوض عليها عبر هذه اللجنة: الانسحاب الإسرائيلي، انتشار الجيش اللبناني، وحصر السلاح في منطقة جنوب الليطاني بيد الجيش اللبناني. واللجنة برعاية أميركية وفرنسية وأممية”.
وتابع: “لبنان، ومنذ تشرين الثاني 2024، نفّذ كل ما هو مطلوب منه. والجيش اللبناني انتشر بأكثر من 9300 ضابط وجندي بمؤازرة اليونيفيل، التي أكدت في آخر تقاريرها التزام لبنان بكل البنود المطلوبة، بينما خرقت إسرائيل الاتفاق بحوالي 11,000 خرق”.
وكشف أنّ الجيش اللبناني نفّذ 90% من بنود الاتفاق جنوب الليطاني، وسيُنجز ما تبقى مع نهاية العام، سائلاً: “أين ومتى وكيف التزمت إسرائيل ببند واحد من الاتفاق؟ بل إنها زادت من مساحة احتلالها للأراضي اللبنانية”.
وزارة الإعلام اللبنانية