الرئيسية / صحف ومقالات / الأخبار: مؤشرات التصعيد مستمرّة… وبغداد تحذّر الأميركيين من المسّ بالشيعة
الاخبار

الأخبار: مؤشرات التصعيد مستمرّة… وبغداد تحذّر الأميركيين من المسّ بالشيعة

كتبت صحيفة “الأخبار”: يبدو واضحاً أنّ قرار رئيس الجمهورية جوزف عون، بالتنسيق مع الرئيسين نبيه بري ونواف سلام، برفع التمثيل اللبناني في لجنة الـ«ميكانيزم» إلى مستوى مدني، لم يُسقط من الحسابات احتمال لجوء العدو إلى تنفيذ تهديده بعدوان عسكري جديد. وهو ما بدا واضحاً في ثلاثة مؤشرات أمس:

الأول، تأكيد مصادر رسمية لبنانية نعي المبادرة المصرية التي كانت تقوم على نقطتين رئيسيتين: نزع كامل سلاح حزب الله جنوب الليطاني، والتزام الحزب بعدم استخدام أي سلاح شمال النهر ضدّ إسرائيل.

الثاني، ما نقلته مصادر دبلوماسية أوروبية في بيروت عن المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، بأنّ العدو الإسرائيلي في صدد توجيه «ضربات كبيرة وقاضية» إلى حزب الله، خصوصاً في الضاحية الجنوبية والبقاع، في حال لم يبادر إلى تسليم الصواريخ الدقيقة والمسيّرات بحلول السنة الجديدة.

الثالث، تأكيد السفير الأميركي في بيروت ميشال عيسى، من عين التينة، أنّ المسار الدبلوماسي مع لبنان منفصل عن مسار الحرب مع حزب الله. وأوضح عيسى بعد لقائه بري على رأس وفد من «مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان»، أنّ «إسرائيل تفرّق بين المفاوضات مع الحكومة اللبنانية وحربها ضدّ حزب الله، وما يحصل هو محاولة للتوصّل إلى حلّ».

وعليه تترقّب جميع الأطراف انتهاء الشهر الجاري، وهو الموعد المرتبط بالانتهاء من خطة الجيش لحصر السلاح جنوب الليطاني والانتقال إلى شماله، مع تأكيد حزب الله أنّ الاتفاق يشمل جنوب النهر حصراً، فيما ينتظر الأميركي والإسرائيلي أداء الجيش اللبناني لتحديد المسارات المقبلة. كذلك يترقّب الجميع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، للقاء الرئيس دونالد ترامب في 29 الجاري، وسط رصد لما إذا كان الأخير سيضغط على تل أبيب لفرملة التصعيد أم العكس.

المنطقة الاقتصادية

الى ذلك، كشفت مصادر مطّلعة أنّ إشارة رئيس حكومة العدو إلى التعاون الاقتصادي، في تعليقه على الاجتماع الأخير للجنة الـ«ميكانيزم» بحضور المندوبين المدنيين، لم يأتِ من فراغ، وأنّ العدو أثار الأمر في أثناء الاجتماع الذي عقد على مرحلتين، واحدة بحضور العسكريين وثانية اقتصرت على المدنيين.

وقالت مصادر مطّلعة إنه عندما أثيرت مسألة التعاون الاقتصادي وفق تصوّر أميركي لإعادة بناء المنطقة الحدودية بطريقة مختلفة، قال السفير سيمون كرم، إنّ لبنان يريد أولاً إنهاء الاحتلال ووقف الاعتداءات والسماح لأبناء المنطقة بالعودة إلى منازلهم وقراهم، وعدم عرقلة عملية الترميم أو الإعمار، وإنّ لبنان يرى في هذا الأمر شرطاً لازماً لأي بحث في مستقبل هذه المنطقة.

وقالت المصادر إنّ لبنان سبق أن سمع من المبعوث الأميركي توم برّاك، أفكاراً حول المنطقة الاقتصادية، بينها ما يتعلّق بإطلاق ورشة بنى تحتية للمنطقة الحدودية تستند إلى دور اقتصادي مختلف، وأنّ الاستقرار الأمني المستند إلى اتفاق قوي بين البلدين سيسمح بإطلاق عملية بناء منطقة التعاون الاقتصادي، وأنّ واشنطن واثقة من قدرتها على إقناع مستثمرين من دول الخليج العربية بالعمل في هذه المنطقة، كما يمكن أيضاً إقناع رجال أعمال لبنانيين بذلك.

وقالت المصادر إنّ برّاك، شرح لإحدى الشخصيات اللبنانية فكرته بالقول: «نعتقد في أميركا، خلافاً لما تراه إسرائيل، أنه يجب منح الدولة والقطاع الخاص دوراً كبيراً في إدارة الأمور اليومية لسكان الجنوب، بما يجعلهم يستغنون عن الدعم الذي يوفّره حزب الله لهم. وفي كل مرحلة تتطوّر فيها الأعمال، سيجد الناس أنفسهم أكثر بعداً عن حزب الله». وبحسب المصادر فإنّ برّاك، كان صريحاً في التعبير عن اعتقاده بأنّ نزع السلاح بالقوة أمر صعب، ولا يمكن إقناع الناس بالتخلّي عن السلاح من دون تقديم بديل إليهم.

نصيحة عراقية

في غضون ذلك، قالت مصادر مطّلعة إنّ رئيس الحكومة العراقي محمد شياع السوداني، نصح برّاك، في لقائهما مطلع الشهر الجاري، بالضغط على إسرائيل لوقف الاعتداءات على لبنان وبحماية الديموغرافيا اللبنانية، محذّراً من أنّ «أي ضربة كبيرة للشيعة في لبنان ستكون لها ارتداداتها في المنطقة، وضمناً العراق». إلا أنّ المصادر نفسها نفت تماماً أن يكون برّاك، قد أبلغ السوداني، بأنّ إسرائيل ستقوم بعملية عسكرية ضدّ حزب الله، أو نقل تحذيرات إلى العراق من ضربة إسرائيلية ضدّ بغداد إذا تدخّل أي طرف عراقي إلى جانب الحزب.

ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أمس، أنّ رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان» شلومي بيندر التقى لأورتاغوس، في زيارتها الأخيرة إلى الكيان قبل حضورها إلى لبنان للمشاركة في اجتماع الـ«ميكانيزم»، وقالت الصحيفة إنّ المسؤول الإسرائيلي قدّم «معلومات بشأن تعاظم قوة حزب الله وعجز الجيش اللبناني في مواجهته».

وبحسب التقرير فإنه «في أثناء لقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير أمنه يسرائيل كاتس، مع أورتاغوس، في مكتب رئيس الحكومة في القدس، حضر رئيس شعبة الاستخبارات معطياته قائلاً بأنّ حزب الله يهرّب العديد من الصواريخ القصيرة المدى عبر الحدود مع سوريا، وينقل بنى تحتية إلى منطقة شمال نهر الليطاني، ويقوم بتفعيل عناصره داخل القرى». ونقل التقرير عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله: «لا نرى أنّ حزب الله سيتخلّى عن سلاحه عبر اتفاق، ولا جدوى من استمرار هذا الاتفاق. ونحن نسير نحو التصعيد، وسنقرّر موعده بما يتناسب مع مصالحنا الأمنية».

وقالت الصحيفة إنّ «البيت الأبيض يبدي قلقاً بالغاً من انهيار الاتفاق وضعف الحكومة اللبنانية التي تعجز عن إلزام الجيش اللبناني فرْض نزع سلاح حزب الله».

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *