نظّمت مؤسسة مي شدياق أمس مؤتمرها السنوي الثاني عشر “نساء على خطوط المواجهة” (WOFL)، بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة – UN Women برعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام وحضوره، وحضور اللبنانية الأولى السيّدة نعمت عون.
تناول المؤتمر مواضيع عدّة، أبرزها إعادة إحياء دور المرأة في لبنان والعالم العربي، استمرارًا لنهجٍ يكرّس إبراز النماذج النسائية الملهمة التي تخطّت التحديات وصنعت تأثيرًا حقيقيًا في المجتمع اللبناني وفي دول المنطقة، وذلك من خلال مشاركة شخصيات بارزة في السياسة والدبلوماسية وعالم الأعمال والاقتصاد والتكنولوجيا والإعلام.
في نسخته الثانية عشرة، سعى المؤتمر مجددًا ، بحسب بيان، إلى تحفيز النقاشات الضرورية حول سبل تعزيز حضور المرأة كفاعل أساسي في السياسة والاقتصاد والإعلام. وقد تطرّق إلى دور القيادات النسائية في إحداث تحوّلات هيكلية داخل المؤسسات، وإلى أهمية تضييق الفجوة الرقمية بما يضمن مساواة تواكب متطلبات العصر. كما سلّط الضوء على إسهامات رائدات الأعمال في دفع التحوّل الرقمي ودورهن في تطوير ممارسات أكثر ابتكارًا داخل القطاع الخاص.وفي موازاة ذلك، ركّز المؤتمر على أثر الإعلام والانتخابات في تشكيل السياسات الوطنية، مؤكّدًا أن تمكين المرأة في هذه المجالات مجتمعة يشكّل قاعدة صلبة لتحوّل مجتمعي أوسع وأكثر استدامة.
قدمّت المؤتمر مديرة معهد APCO يمنى نوفل.
ثم توجّهت الوزيرة السابقة ورئيسة مؤسسة MCF الدكتورة مي شدياق، في كلمتها الترحيبية بتحيّة إلى الحضور ، معربةً عن تقديرها لحضور ورعاية رئيس مجلس الوزراء، وكذلك لحضور السيّدة الأولى وكل الشخصيّات والفاعليّات المشاركة. وأكّدت في كلمتها على أهمية مشاركة المرأة في القيادة وصنع التغيير الاجتماعي والسياسي.
وأشارت شدياق إلى أن “المؤتمر يأتي تأكيدًا على أهمية دور المرأة في النهوض بالمجتمع، وعلى إيمانها بقدرتها مع الرجل على صناعة التغيير في عالم يزداد اضطرابًا”. وأوضحت أن “لبنان، رغم الأزمات التي مرّ بها خلال السنوات الخمس الماضية، لا يزال حيًّا بإرادة الحياة والعزيمة”. وشدّدت على “ضرورة إعادة بناء المؤسسات ومحاربة الفساد والانقسام”، داعيةً إلى أن “ترسم الدولة مسارها المستقل في ظل التحوّلات الإقليمية”. وأكدت أن “مشاركة المرأة ليست مسألة تمثيل فحسب، بل شرط أساسي للتجديد الوطني والاستقرار الدائم”.
وختمت بدعوة الجميع إلى “تحويل النقاشات إلى خطوات عملية ومشاريع واقعية”.
المصري
ثم كانت كلمة ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في لبنان جيلان المصري ، ركّزت فيها على أنّ “المؤتمر يأتي في توقيت بالغ الأهمية ليؤكد أن مشاركة النساء في مواقع صنع القرار ليست ترفًا أو مطلبًا، بل ركيزة أساسية للاستقرار”. ولفتت إلى أن “الدراسات تظهر أن تولي النساء مناصب قيادية يسهم في بناء مجتمع أكثر شمولًا وعدالة”، كما شددت على أن “للقطاع الخاص دورًا محوريًا في زيادة فرص العمل أمام النساء وتعزيز الثقة المؤسسية القائمة على العدالة والمساواة”.
سلام
بدوره، شدد الرئيس سلام على أهميّة تكريم رائدات لبنانيات ناضلن من أجل حقوق المرأة والمشاركة السياسية مثل مي شدياق، ابتهاج قدورة، وإميلي فارس إبراهيم. ولفت إلى أن “تمثيل النساء في مجلس النواب لا يزال محدودًا جدًا إذ لا يتعدى الـ 8 نائبات من أصل 128 نائبًا، أي ما نسبته 6.3% فقط، مقارنةً بمعدل عالمي يقارب 26%. وأكد أن تمكين المرأة سياسيًا وإداريًا ليس منّة بل ضرورة لتطور لبنان وبناء دولة القانون والمؤسسات”.
وشدّد على “وجوب إقرار تشريعات وسياسات تفتح المجال أمام مشاركة النساء الفاعلة في الحياة العامة بعيدًا عن الرمزية”، مشيرًا إلى أن “النساء يشكلن 27.5% فقط من القوى العاملة، وأكثر من 80% من ضحايا العنف الرقمي في لبنان، ما يستدعي إصلاحات شاملة في مختلف المجالات”.
ثمّ عُرض تقرير عن مسيرة مؤسسة مي شدياق MCF منذ تأسيسها، كرمزٍ للصمود والإبداع وتعزيز مبادئ الديمقراطية وحرية التعبير، وصولًا إلى دورها الريادي في الإعلام والقيادة وتمكين النساء والشباب. كما تطرّق التقرير إلى أبرز مبادرات MCF-MI الرائدة، مثل أكاديمية القيادة والتواصل التطبيقي ALAC، وحفل جوائز الإعلام MAC، ومؤتمر Free Connected Minds.
تناول التقرير مسار مؤتمر “نساء على خطوط المواجهة” WOFL منذ انطلاقه عام 2013 في بيروت، وتوسّعه لاحقًا إلى الأردن، إلى جانب تطوّر نسخة السنوية التي جمعت شخصيات عربية ودولية بارزة في الإعلام والدبلوماسية وحقوق الإنسان. كما أضاء على عودة WOFL إلى لبنان حضوريًا عام 2025 بعد عدّة نسخ هجينة، بنسخة تحمل رسالة أمل ووحدة وتمكين، برعاية دولة رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، مع تقديم لمحة عن أجندة WOFL Lebanon 2025 ودوره المنتظر في دعم المرأة وتعزيز حضورها في صناعة القرار.
ومن ثمّ تمحورت طاولة الحوار الأولى بعنوان “ليس مجرّد مقعد: النساء السياسيات يقدن التغيير الجذري” حول قدرة النساء على التأثير داخل مجالات الحماية الاجتماعية، والتعليم، والرعاية الصحية، والأسرة، والموازنات المستجيبة للنوع الاجتماعي.
أكّدت الجلسة أنّه “من خلال توفيرهنّ خدمات عامة شاملة، تستطيع النساء إعادة تشكيل مفهوم القيادة على أسس المساواة والرعاية والتحوّل الاجتماعي المستدام”.
شاركت في الحلقة الحوارية وزيرة التنمية الاجتماعية ورئيسة اللجنة الوزارية المشتركة لتمكين المرأة في المملكة الأردنية الهاشمية السيدة وفاء بني مصطفى، التي أشارت إلى أنّ الأردن يعمل على مسارين أساسيين في هذا الإطار. وقالت: “دخلنا في إطارين: الأول هو برنامج التخريج الذي يستهدف الأسر المنتفعة من صندوق المعونة الوطنية، ويهدف إلى نقلها نحو فرص عمل مستدامة، من خلال نسب محددة في برامج التشغيل الوطني، عبر كودات خاصة في الفروع الإنتاجية. وهذه الكودات تُسهم أحيانًا في تصحيح أخطاء تاريخية”.
ثم تلتها مساعدة وزير الخارجية لشؤون حقوق الإنسان في دولة الكويت السفيرة الشيخة جواهر إبراهيم الصباح، التي عبّرت عن التزام دولة الكويت الراسخ حقوق المرأة والمساواة بين جميع المواطنين. وقالت: “إنّ دستور دولة الكويت، في مادته التاسعة والعشرين، ينصّ بوضوح على حق المساواة بين جميع المواطنين. وانطلاقًا من هذا المبدأ، جاءت التشريعات اللاحقة لتعزيز هذا الحق. كما أنّ سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد يُعَدّ من أشد الداعمين لحقوق المرأة في الكويت.”
وكانت مشاركة للمستشارة الاقتصادية لرئيس جمهورية مصر العربية ووزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية السابقة الدكتورة هالة السعيد، التي أكّدت على أهمية تطبيق الاستراتيجيات الوطنية الخاصة بتمكين المرأة. وقالت: “لدينا في مصر دستور يؤكد مكانة المرأة وحقوقها، كما وضعنا استراتيجية المرأة 2030 التي تتقاطع مع كل محاور رؤية مصر 2030. ولكن الأهم من وضع الاستراتيجيات هو تنفيذها على أرض الواقع، لذلك بدأنا بالعمل على ما يُعرف بالموازنات المستجيبة للنوع الاجتماعي، نظرًا لوجود فئات في المجتمع تتأثر بظروف سياسية واقتصادية مختلفة”.
بعدها، تحدثت وزيرة الشؤون الاجتماعية في الجمهورية العربية السورية هند قبوات التي عبّرت عن تفاؤلها بالمستقبل رغم التحديات الراهنة. وقالت: “أودّ أن أشكر نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري لأنه لطالما وقف ضد خطاب الكراهية. صحيح أننا واجهنا ظروفًا صعبة في سوريا، لكننا اليوم، بإذن الله، نسير نحو تجاوز هذه المرحلة الصعبة. ونحن نعمل حاليًا على إعداد مشروع قانون جديد لمكافحة خطاب الكراهية، لأنه يهدد علاقة الشعوب ببعضها ويُضعف النسيج الاجتماعي”.
اختُتمت المداخلات مع وزيرة الشؤون الاجتماعية في لبنان الدكتورة حنين السيد، التي شدّدت على أهمية بناء رؤية متكاملة للحماية الاجتماعية. وقالت: “عندما استلمنا الوزارة، بدأنا بمسار الحماية الاجتماعية وتأمين التمويل اللازم لها. ومن خلال خبرتي السابقة في البنك الدولي، تعلمت أننا نبدأ دائمًا برؤية واضحة، ومن ثم نُحدّد الأولويات والسياسات والبرامج لتحقيقها”.
أدار الحوار الوزير السابق الدكتور زياد بارود الذي ركّز على “أهمية القيادة النسائية في صنع القرار والدور الحيوي للنساء السياسيات في ترسيخ العدالة الاجتماعية وتحقيق التنمية المستدامة في مجتمعاتهنّ”.
ثم كان حديث خاص مع المديرة العامة لمنظمة التعاون الرقمي هاجر الحدّاوي من المملكة العربية بعنوان “عبور الفجوة الرقمية: قيادة من أجل منطقة مترابطة”، فتناولت موضوع الابتكار الرقمي والقيادة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وبيّنت أهمية تعزيز الأنظمة الرقمية الشاملة، وتمكين روّاد الأعمال، ودفع عجلة النمو الاقتصادي، مع التركيز على التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني”.
أدار الحوار رائد الأعمال ومؤسس DxTalks وBCC Management، رودي شوشاني.
ثمّ قدّم المدير الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في آسيا والمحيط الهادئ محمد نصيري، عرضاً سريعاً حول موضوع “استعادة التأثير: قيادة القطاع الخاص خارج حدود الطاولة””.
أمّا الجلسة الحوارية الثانية بعنوان : التحوّل الرقمي في قطاع الأعمال: رائدات يقدن مبادرات التجارة الإلكترونية”.
تركّز النقاش خلال هذه الجلسة على الدور الريادي للنساء اللبنانيات اللواتي يسهمن في إعادة تشكيل مشهد التجارة الإلكترونية في لبنان، من خلال قيادتهن للابتكار وتعزيز الشمولية في ريادة الأعمال، سواء في مجالات التكنولوجيا المالية أو في قطاعات الأعمال المختلفة. وتناولت المناقشة مسيرتهن في مواجهة التحديات واغتنام الفرص، إلى جانب كيفية استخدام المنصات الرقمية كوسيلة لدعم النمو الاقتصادي وتمكين المرأة.
شارك في هذه الجلسة عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم وزير الدولة للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ووزير شؤون المهجّرين الدكتور كمال شحادة، الذي اكد “العمل على خطة وطنية للذكاء الاصطناعي وحماية البيانات الشخصية، وهو مشروع بدأ منذ نحو ثلاث عشرة سنة، ونعمل اليوم على تطويره لأنّ هناك من بات يدرك أهمية هذا العمل. كما نعمل على خلق وظائف جديدة تتناسب مع التحوّل الرقمي، ونأمل أن يتحمّل الجميع مسؤولياتهم في هذا المجال”.
ختم:”إنّ لبنان يمتلك الفرصة اليوم ليصبح ما نحلم به، ولدينا القدرة على لعب دور محوري في العالم العربي في مجالات متعددة، منها القطاع الصحي وسائر الصناعات التكنولوجية، فنحن مؤهّلون لهذه الصناعة العالمية.”
بعد ذلك، تحدّثت مايا أيوب، المؤسسة والمديرة التنفيذية لـ District Twelve والمديرة الوطنية لمبادرة Women in Tech® Global في السعودية، مشيرة إلى التطور اللافت في تمثيل النساء في قطاع التكنولوجيا هناك. وقالت: “عندما نتحدث عن تمثيل النساء في قطاع التكنولوجيا في السعودية، كانت النسبة لا تتجاوز الـ 7% عام 2017، أما اليوم، في سنة 2025، فقد وصلت إلى نحو 35%، وهو رقم يتخطى المعدلات العالمية”.
وانتقالًا إلى البعد المؤسسي الأوروبي، أكدت مديرة برنامج الحكم الرشيد ومكافحة الفساد في ممثلية الاتحاد الأوروبي في لبنان بيندي داغر، أهمية التحول الرقمي في تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد. وقالت: “يُعتبر التحول الرقمي أحد أهم الأدوات في مكافحة الفساد، إذ تنصّ كل منهجيات الحوكمة الرشيدة على دوره المحوري في هذا المجال. وحتى في إنشاء المؤسسات، أصبح من الصعب الاستغناء عن التجارة الإلكترونية كوسيلة أساسية لتسهيل الإجراءات وتحقيق النزاهة.”
أما الرئيس التنفيذي لشركة MultiLane فادي ضو، فقد لفت إلى أن التكنولوجيا تشكّل محرّكًا أساسيًا لخلق فرص العمل. وقال: “هدفنا هو خلق أكثر من عشرة آلاف فرصة عمل بالتعاون مع شركائنا في الخارج، وذلك بفضل توظيف التكنولوجيا في مجالات متعددة. مطلبنا الأساسي يتمثل في إصدار قوانين وتشريعات تسمح لنا بالعمل بطريقة تنافسية على المستوى الدولي”.
واختُتمت الجلسة بمداخلة المدير الإداري ورئيس قسم الخدمات الرقمية في شركة Roland Berger Middle East والمقيم في الإمارات العربية المتحدة نزار حنيني الذي شدّد على “أهمية الاستثمار في رأس المال المعرفي والاجتماعي”. وقال: “يجب أن نكون روّادًا في مجال الذكاء الاجتماعي، ولبنان يمتلك المقوّمات اللازمة لذلك. كما يتميّز لبنان بانتشار المعرفة على مختلف شرائح المجتمع، وهو ما يمكّنه من تعزيز موقعه الإقليمي في مجال التحول الرقمي”.
أدار الحوار أنطوان سعاده، المذيع تلفزيوني والمحلل اقتصادي في قناة ال MTV.
الجلسة الحوارية الثالثة بعنوان : “استعادة التأثير: قيادة القطاع الخاص خارج حدود طاولة القرار”، تركّزت على كيفية مساهمة القطاع الخاص في لبنان في صياغة الأولويات الوطنية بما يتجاوز السياسة التقليدية. فقد أظهر النقاش أنّه من خلال القيادة في عالم الأعمال، والاستثمار الاستراتيجي، والمشاركة العامة، يستطيع الفاعلون في القطاع الخاص ابتكار منصات مؤثرة وإعادة تعريف مفهوم القيادة في دولة تشهد انقسامات. كما شدّدت على أنّ التغيير يمكن أن يبدأ من المواقع التي ما زال فيها التأثير ممكنًا، بدلًا من الاعتماد على أساليب الضغط التقليدية.
شارك في الجلسة وزير الاقتصاد والتجارة الدكتور عامر بساط، الذي أشار في مداخلته إلى التحديات البنيوية التي تواجه التعاون بين القطاعين العام والخاص. وقال: “العلاقة بين القطاع العام والقطاع الخاص ليست في أفضل حالاتها، ونحن نعمل اليوم على تطوير قانون السرّية المصرفية ومعالجة الملفات الاقتصادية الأساسية مثل قطاع الكهرباء وسائر القطاعات الحيوية. كذلك، يدخل العامل الأمني كعنصر مؤثر في بيئة الأعمال، وهو ما يجب أن نعمل على معالجته. علينا أن نبدأ من الأساسيات، ثم نبني عليها تدريجيًا لتتكامل الجهود وتثمر نتائج ملموسة.”
تلاه نائب رئيس وأمين صندوق غرفة التجارة والصناعة في بيروت وجبل لبنان الدكتور نبيل فهد، الذي شدّد على أهمية خلق بيئة آمنة وجاذبة للمستثمرين. وقال: “من السهل جذب المستثمرين عندما نوفر لهم الأمان الجسدي والفكري. كما أن وجود استراتيجية خروج واضحة (Exit Strategy) أمر ضروري، فالمستثمر يجب أن يرى بوضوح كيفية دخول السوق، وكذلك كيفية الخروج منه بأمان عند الحاجة.”
وفي مداخلة أخرى، تحدّثت الرئيسة التنفيذية لمجموعة The Quinta Group، نادين خوري عن أهمية الابتكار في تطوير القطاعات الإنتاجية، قائلة: “منذ تأسيس المجموعة، ركّزت على الابتكار في مختلف المجالات، خاصة في الزراعة حيث ساهم التطعيم الزراعي في زيادة الإنتاج. ومع دخول الذكاء الاصطناعي، باتت المجموعة قادرة على تلبية احتياجات الأفراد بدقّة أكبر مواكبةً لتسارع وتيرة الحياة الحديثة”.
ثم تحدثت خبيرة الاستثمار العقاري والقيادية في قطاع الشركات ميراي كوراب أبي نصر، مؤكدة “ضرورة إشراك القطاع العقاري في عملية التخطيط الوطني”. وأوضحت أن “القطاع العقاري يجب أن يكون شريكًا أساسيًا في التخطيط والتنظيم المدني. عندما ننظر إلى مشهد السماء في لبنان، نرى حاجة ملحّة لإعادة تنظيمه. فالتنظيم المدني لا يتعلق فقط بشكل الأبنية، بل أيضًا بكيفية تنفس المدينة وعيشها. وما زال لدينا الوقت لإعادة النظر في هذا المجال، خاصة وأن الوزراء اليوم يعملون على وضع استراتيجية جديدة متكاملة.”
من جهته، قال برنارد تنّوري، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة Benta Group، إنّ القطاع الخاص يشكّل الدعامة الأساسية للاقتصاد اللبناني”.
أضاف: “القطاع الخاص هو المحرّك الفعلي للاقتصاد الوطني، ونحن بحاجة إلى دعم الدولة وتوفير الحوافز لتشجيع الإنتاج. الأزمات تُولّد الابتكار، ومن خلالها نستطيع أن نتطور، ولكن الأهم هو أن نحافظ على ثقتنا بأنفسنا وبقدرتنا على النهوض”.
اختُتمت المداخلات مع المديرة العامة لشركة لوريال لبنان، السيدة إميلي وهّاب حرب، التي أكدت التزام الشركة بالبقاء والاستثمار في لبنان، رغم التحديات. وقالت: “أكدت لوريال لبنان التزامها البقاء والاستثمار في لبنان، إيمانًا بقدرة أبنائه وإبداعهم، مشدّدة على أن لبنان بلد الجمال والتميّز، وأن الشركة تعمل وفق نموذج يقوم على التفوق رغم التحديات وخروج العديد من الشركات الأخرى”.
أدارت الجلسة الصحافية الاقتصادية والمراسلة في قناة ال LBCI ليا فياض.
في الختام عُقدت الجلسة الرابعة بعنوان: “الإعلام والسياسة: محرّكات التغيير في السياسات الوطنية”
وجمعت الجلسة قيادات من مجالات الإعلام والسياسة والحوكمة لبحث دور الصحافة في الانتخابات اللبنانية وتأثيرها على الرأي العام. تناولت الجلسة كيفية مساهمة الإعلام في تشكيل الوعي الانتخابي وسلوك الناخبين، مع تسليط الضوء على المسؤوليات الديمقراطية الملقاة على عاتق الصحفيين في المرحلة المقبلة. كما قدّمت مداخلات القيادات الإعلامية والسياسيين رؤى معمّقة حول التحديات والفرص في المشهد السياسي والإعلامي الوطني.
استُهلّت المداخلات مع وزير الإعلام المحامي د. بول مرقص، الذي أكّد التزامه الطويل دعم دور النساء في الحياة العامة. وقال: “مسيرتي إلى جانب النساء بدأت منذ زمن بعيد، ونحن نعمل حاليًا على مجموعة من القوانين الأساسية. وفي ما يتعلّق بقانون الإعلام، أُدخلت تعديلات جوهرية أبرزها إلغاء محكمة المطبوعات واستبدالها بهيئة مدنية، ووضع إطار عصري لحماية الإعلاميين. أصبح هناك تعريف واضح للإعلامي ولصفته، مع الحفاظ على حق جميع المواطنين في التعبير عن آرائهم، حتى من هم خارج المهنة.”
ثم تلاه رئيس تحرير قناة MTV وليد عبود، الذي شدّد على أهمية المساواة في التغطية الإعلامية. فقال: “نحن في MTV لا نختار ضيوفنا على أساس كونهم رجالًا أو نساءً، بل على أساس الكفاءة والرأي. فالعمل الإعلامي هو مهنة متواصلة من الصباح حتى المساء، ولا أحد يمكن أن يشكّك في قدرة النساء على المساهمة بشفافية ومهنية في هذا القطاع”.
وانتقالًا إلى منظور إعلامي آخر، تحدّث مدير الأخبار في قناة “الجديد” جورج صليبا، عن واقع المشاركة السياسية للنساء في لبنان. وقال:
ChatGPT said:
“أشار إلى أن التحدي الأساسي في لبنان يكمن في اقتناع القيادات بضرورة إشراك النساء بفعالية لا بشكل رمزي، مؤكدًا أهمية فتح المجال أمامهن للمشاركة وصناعة القرار، مع حرص الإعلام على إبراز حضورهن في البرامج الاجتماعية إيمانًا بقدراتهن ومهنيتهن.”
بعد ذلك، قدّمت رئيسة اللجنة القانونية في الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية القاضية نازك الخطيب، ، مداخلة غنية بالأرقام والمعطيات. فقالت:”أكدت أن مشاركة النساء في الحياة العامة أصبحت واقعًا ينبغي تعزيزه، مشيرة إلى أنهن يشكّلن نسبًا مرتفعة في قطاعات عدة كالتعليم والقضاء والصحة، إلا أن تمثيلهن السياسي ما زال محدودًا، إذ لا تتجاوز نسبته 6.2% في مجلس النواب، ما يبرز الحاجة إلى قانون انتخابي يضمن حضورًا أوسع للنساء في مواقع القرار.”
ومن الجانب البلدي، تحدّثت عضو مجلس بلدية زحلة ديما أبو ديّه، التي أكدت أهمية تطبيق الكوتا النسائية ودور المرأة في العمل المحلي. وقالت: “المنافسة مع الرجل حقيقية، لأن كل خطوة تقوم بها المرأة تُحتسب وتُراقَب أكثر. عندما ترشّحتُ للانتخابات النيابية، كانت في زحلة ست سيدات خضن التجربة وطبّقن الكوتا النسائية، ما شكّل خطوة مهمة نحو التمثيل العادل.”
أما عضو مجلس بلدية جونيه، المحامية ميليسا العضم، فقد تناولت الدور الإيجابي الذي لعبه الإعلام في دعم ترشّح النساء. وقالت: “الإعلام ساعدنا كثيرًا خلال حملاتنا الانتخابية. أنا ترشّحت في منطقة جديدة عليّ، لم يكن كثيرون يعرفونني فيها، لكن من خلال الإعلام تمكّنا من إيصال مشروعنا الانتخابي للناس، والتعريف بقدراتنا. لقد أثبتنا أننا لسنا أقل من أحد، بل قادرون على العمل بجدّ وكفاءة لخدمة مدننا ومجتمعاتنا.”
أدار الحوار فادي شهوان، مذيع ومقدم البرامج الحوارية في قناة MTV .
ثمّ اختُتمت فعاليات مؤتمر WOFL – بيروت 2025 بكلمة ختامية ألقتها السيدة كارمن نهرا، مستشارة في السياسات العامة Senior Public Policy Consultant، قدّمت في خلالها خلاصات وتوصيات سلسلة الندوات التي تخلّلت المؤتمر.
ولفت البيان إلى أن تعافي لبنان ومستقبله وازدهاره سيغدون أكثر غنىً وصلابة وعدلاً عندما نُشرك النساء اللبنانيات في مسيرته، لا بدافع العطاء أو الإحسان، بل باعتبار ذلك فرصة حقيقية للنمو والازدهار. فلنحوّل ما نحققه اليوم إلى برامج وفرص عمل ومبادرات مستدامة في المستقبل. شكرًا لمتابعتكم”.
ختم البيان:”مع اختتام هذا الحدث المرموق، غادر المشاركون القاعة مثنين على القيمة الفكرية والإنسانية التي اتسمت بها جلسات مؤتمر “نساء على خطوط المواجهة”، وعلى الأداء المتميّز في التنظيم والمحتوى. وأعرب الحضور عن حماسهم للنسخة المقبلة في عام 2026، مشدّدين على أن تعزيز دور المرأة سيبقى عاملاً محورياً في بناء مستقبل أكثر ازدهاراً وعدلاً في لبنان والمنطقة”.
وزارة الإعلام اللبنانية