الرئيسية / تقارير / كلاس شارك في منتدى الشباب العربي في دبي حول “اللحمة الاجتماعية و بناء الثقة عند الشباب العرب”
جورج كلاس القمة العالمية للحكومات 2024

كلاس شارك في منتدى الشباب العربي في دبي حول “اللحمة الاجتماعية و بناء الثقة عند الشباب العرب”

شارك وزير الشباب والرياضة الدكتور جورج كلاس وللسنة الثالثة على التوالي بالقمة العالمية للحكومات التي تنعقد في دبي – دولة الإمارات العربية المتحدة، بحضور رؤساء دولة و ممثلي لمئة وخمس و عشرين دولة.
وكان للوزير كلاس كلمة في اجتماع وزراء الشباب والرياضة لمنتدى الحكومات الشبابية نحو مجتمع عربي نوعيٌ بتنوّعه من خلال “تعزيز اللحمة الاجتماعية”، منتدى الشباب العربي الذي ينظمه مكتب الشباب في دبي، و حضره وزراء الشباب والرياضة العرب تركزت حول موضوع: “اللحمة الاجتماعية و بناء الثقة عند الشباب العرب”جاء فيها:
صاحب السمو معالي الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان
معالي الوزيرة شمّا بنت سهيل المزروعي
معالي السادة الوزراء
القيادات العربية الشابة
أيها الكرام
يشرفني ان احمل إلى مقاماتكم تحيات دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري و رئيس مجلس الوزراء الاستاذ نجيب ميقاتي و تمنياتهما بنجاح مؤتمركم الشبابي الدولي ، و دعمهما للتوجهات الشبابية العربية في مسيرتها التضامنية و مسارها نحو التكاملية ، و تعزيز ظروف اللحمة الشبابية العربية ، التي نأمل جميعا نجاحها لتأصيل العلاقات الاخوية العربية بزخم شبابي وسعي رسمي لخلق اجيال عربية تتعارف و تتفاعل ، و تتكامل لتتألق ..لأن اللحمة اساس القوة.
ينفتح الكلام في هذا المؤتمر الشبابي و الحضاري الرائد الذي يلتقي في رحابه وزراء الشباب والرياضة على قضايا مفصلية تطبع واقع مجتمعاتنا الشبابية العربية ، في رهانية حاضرها و تحدياتها المستقبلية ، والتي من شأن التعرّض لها و معالجتها عُمقياً ، والبحث في ظروفها ونتائجها و وضعُ مقترحِ حلول لها، وَلو بصورة مرحلية، أن تساعد شبابنا العربي الموجودين في بلدان شقيقة ، تجمعها حضارة واحدة و لغة واحدة و مستقبل واحد ، على تلمّس خطوات تقدّمهم نحو تحديثات عملية تنعكس ايجابا على إنتظاراتهم وآمالهم وكيفية صناعة دورهم الفكري و تشجيعهم في عملية بناء مجتمع عربي شبابي متضامن يتعزز باللحمة و التلاقي و التكافل ، و يتلمس خطوات نجاحاته في المجالات الرياضية والشبابية والاقتصادية و العلمية و الإحتماعية ، من خلال تواصله مع البيئات الشبابيّة العربيّة و تفاعله مع إنشغالاتها وتجاوبه مع اهتماماتها الثقافية والعلمية و التخصصية ، من منظور ان الاهتمام بالجزء هو مدخلٌ للإهتمام بالكل.
وحيث ان التفاعل بين الاجيال الشبابية و توجهاتها لتمتين العلاقات بينهم من خلال نشر مفهوم { اللحمة الاجتماعية } و تعميم مبادئها و تحصين خطط تنفيذها ، محكومٌ بثلاثية قيم هي :
(التعرّف) و( التعارف ) و (التواصل )، فانه من حتميات إعادة هندسة العلاقات الشبابيّة والبناء على اساساتها وفق منظور الحداثة والتطوير و التضامن المصيري بين الشباب العرب ، أن نولي إهتمامات مركزّة للدور المحوري للإعلام و وسائل التواصل ، كمرتكز صلب لتمكين الشباب العربي من بناء قدراتهم وتعزيز الثقة بنفوسهم و تقوية مهاراتهم المشتركة في اطار التكامل المجتمعي العربي المتنوع ، وتمتين العلاقات بينهم على صعيدين متلازمين :
عل صعيد عمودي، في مجتمعهم الوطني الضيّق، كعنصر حوار وتواصل بين الأجيال، من حيث ان الشباب هم واسطة العقد بين السابق والحاضر والمستقبل.
وعلى صعيد أفقي، في المجتمع العربي واسع، من خلال بناء الجسور بين المجتمعات والقطاعات الشبابيّة العربيّة و اقامة حالات تواصل مستدامة ، بهدف البحث المشترك عمّا يجمعهم من انشغالات وما يأملون تحقيقه و يطلبونه من الحكومات ، وما يرجون تنفيذه من انتظارات، تنتظم أفكارهم ورؤاهم لاعادة تشكيل مجتمع شبابي عربي، أكثر تعارفاً وأشد تماسكاً وأقوى تحصيناً و أمتن لحمةً ، تساعدهم على مواجهة التحديات التي تعترضهم في مسيرتهم الحياتية ، بأشكالها الثلاثة ؛ الممكنة والواقعية والافتراضية.
بذلك نكون أمام اجيال شبابية قادرة على الاطلالة على المستقبل و مؤهلة للتفاعل مع إفرازاته والتعامل مع تحديثاته و مواجهة تحدياته بثقة و لحمة اجتماعية صلبة و معرفة انفتاحية و تضامن مجتمعيّ وتكافل اخويّ يتكامل بالتطلعّات والرؤى البنّاءة والأفكار المستقبلية السلاميّة المُحِبَّةِ للحياة .
إن أبرز الاستجابات المباشرة للمتغيرات ذات التأثير الفعلي على الشباب والتي تستوجب من الحكومات الشبابيّة و الدول عنايتها هي تعزيز اللحمة الشبابية ، و ننتهي الى خلاصتين، تشكلان مدخلاً جيدا لوضع استراتجية متكاملة لثلاثية ؛ اللحمة و التنمية والتضامن الشبابي، يبنى عليها في صياغة الخطط المجتمعية القادرة على التفاعل مع التطورات الحياتيّة، و هما:
خلاصة أولى، هي بناء شباب للسلام ؛ وتحفيذهم على تعزيز مفاهيم اللحمة الاجتماعية و نشر ثقافة التلاقيات و بناء فكرة ( التكاملية ) ، من خلال التركيز على التعاليم الروحية والقيم الانسانية ومحاربة التمييز و العنصرية ورفض العنف ، والعمل لتعميم شعائر السلام المبني على ( التعادلية ) في الحقوق والواجبات وتحصين الكرامات وحماية الخصوصيات و رفد الطاقات الشبابية بالقدرات و تشجيع المبادرات الفردية و الجماعية و منح الشباب الثقة بأنهم قادرون على مواكبة التطورات و التعايش مع المستجدات و الاستعداد للمستقبل .
اما الخلاصة الثانية، هي وضع ميثاق شبابي عربي ؛ تكون منطلقاته دراسة قضايا الشباب و التعرف الى مأمولاتهم وانتظاراتهم، وترتيب أولويات إهتماماتهم، بما يقرّب بينهم ويوحد نظرتهم ويكثف جهودهم ويعزّز إسهاماتهم في بناء مستقبل شبابي أكثر تفاهماً وتضامناً و أوضح رؤيةً، على قاعدة الحرص على إرساء ركائز مستدامة للتنمية تتوافق مع الخصوصيات و تتكامل مع العموميات وتكون محكومة بمعايير الجودة المجتمعية العربية التي تضمن تشكيل أهداف شبابية تلتقي فيها تطلعات الشباب مع سياسات التنمية و الدعوات إلى التضامن و اللحمة و الحرص على صياغة صورة شبابية عربية ذات لحمة مايزة تكون متفاهمة ومتضامنة ، في سبيل بناء مجتمع شبابي عربي مُنَشّأ على القيم الروحية الملتزمة و الواضحة الإنتماء ، و يهدف إلى توحيد الرؤى المستقبلية و صياغة استراتيجية جديدة للسياسات الشبابية العربية ، تنسلُّ من روحية القيم و التعاليم الدينية الانفتاحية و السلامية المبنية على ركائز اللحمة التضامنية ، المؤهلة إذا ما رافقتها سياسات منهجية ان تتطور مع الوقت و ترتقي من وضعية ( اللحمة) إلى حالة ( الانصهارية ) .
{السياسه الشبابية : النموذج اللبناني}
في شهر أيّار ( مايو ) 2022 أقر مجلس الوزراء اللبناني { وثيقة السياسة الشبابية } ، واعتمدها كخطة إستراتيجية لتمكين الشباب و دعم مسيرتهم المجتمعية واشراكهم في بناء شخصيتهم وحماية حقوقهم وتحديد واجبات الدولة تجاههم ، من رعاية وحماية وتوجيه وتوفير فرص عمل تتوافق مع قدراتهم واختصاصاتهم ، و الإصرار على تحفيزهم للإنخراط في عملية النهوض المجتمعي و الإشتراك بالتعرُّفِ الى دورهم المأمول ، و تحَمُّل المسؤوليات و التدرُّب على ممارستها .
و شكل اصدار وثيقة السياسة الشبابية نقلة تحوُّل ايجابية من حيث انعكاسها على معنويات القطاعات الشبابية و تحفيزهم لممارسة واجباتهم الوطنية ودورهم الاجتماعي ليكونوا قوة داعمة لمفهوم ألدولة و تحديث سياستها و تطوير رؤيتها نحو مجتمعاتٍ تتأصَّلُ تراثاً و تتقوّى بالعلم والمعرفة والإنفتاح على مجتمعات و ثقافات و حضارات تتشارك معها التواصل و بناء مستقبل انساني أفضل و أرقى .
ومن الامور التي نرى لزومية التركيز عليها و استدراكها ، هي واجب الدولة في المجال التوجيهي الاكاديمي و وجوب مكافحه ظاهرة (البطالة التخصصية ) الناتجة عن التضخم الحاصل في بعض الاختصاصات ، بما يفيض عن حاجات السوق الوطني من جهة ، وعدم التوجيه و التوجُّه نحو (اختصاصات بديلة ) يحتاجها المجتمع ، خصوصاً في المجالات التقنية والمهنية . وتؤشّر هذه الأزمة الى أن بعض المجتمعات تنعمُ بجامعات و معاهد كبرى رصينة وعريقة وذات اعتمادات أكاديمية دولية ،اضافة الى كمٍ واسع من ( مؤسسات التعليم العالي ) ، و لا اقول ( جامعات ) ذات التراخيص، والتي أستغل نشاطها الفسادي في غياب رقابة رسمية و إشراف اكاديمي و إعتمادي حازم ، فزوّرت وتهاونت وطبعت ( إفادات ) لا ترتقي إلى منح ( شهادات )، و وزّعتها و استثمرتها و فشوّهت صورة التعليم العالي و أساءت الى خصوصياته و قيمه و و دوره في الإنماء و النهوض و التطوير المجتمعي .
والأخطر من عمليات التزوير و التساهل في إعطاء الشهادات للتخصصات النقابية المنظمة قانونا ، هو غياب التشدد الرقابي من قبل النقابات التي يُرتَكزُ عليها في اعطاء ( إذن مزاولة المهنة) خصوصا في القطاعات الهندسية والطبية .
هذه الأخطار هي من ابرز التحديات ، التي يجب علينا كحكومات تعنى بالقضايا و ترسم السياسات الشبابية ، ان نواجهها ونعمل لاستعادة الثقة بالشهادة التي تمنحها الجامعات العربية و الجامعات العاملة في البلدان العربية ، حرصاً على مستقبل الشباب و رصيدهم ، و حفاظاً على كرامة كل مجتمع اكاديمي عربي ، و على استعادة وهج و صفاء صورة الشباب العرب و تأكيد دورهم التخصُّصي و حماية شهاداتهم، رغم كل ما اصابَ مجتمعاتنا من ويلات موسمية ونكبات .
مسؤوليتنا كحكومات شبابية ان نساعد شبابنا على تخطي أي إنكسارات او عثرات تعترضهم ، و دعمهم لتجاوز الخيبات التي قَدْ ترتسم في واقع حاضرهم و أفق مستقبلهم .
ونحنُ كلبنانيين نعتزُّ ان نعلنَ هنا في هذا ( المقام العربي الرائد ) ، أننا إِنْ ننسَ لنْ ننسى إقداماتِ الإخوة العرب في مساعدة لبنان للخروج من أزماته ، و لا الغيرة الاخوية المتمثلة بعمليات الإغاثة الفورية و المستدامة ، إثر تدمير مرفأ بيروت ، في افظع تفجير وُصِف بأنه الاكثر هدماً و إبادة منذ الحرب العالمية الثانية.
ايها الكرام ، لبنان لن ينسى محبتكم فحافظوا عليه وديعةً في قلوبكم و أحضنوا شبابه و ساعدوهم على تأمين مستقبلهم و التخفيف من التحديات التي تعترضهم في مسيرتهم الحياتية و تهدّدُ مسارهم التخصصي و المستقبلي .
من هذا المنظور اطرح مقترحا بإنشاء (شبكة تواصل وقاعدة بيانات ) تعزز الشعور باللحمة بين الشباب ، و بين جامعات الدول المنتظمة في منتدى الحكومات الشبابية و وزراء الشباب والرياضة العرب ، كرديف و مساعد لوزارات التعليم العالي ومؤازرتها في هذا الجهد انطلاقا من الاهتمام بالشباب وحماية مستقبلهم التخصصي و توجيههم وفق إستراتيجية وطنية عامة و حمايتهم من الفساد الأكاديمي و مافيات الإتجار بالشهادات و بيع ( الإفادات ) و إستثمار المزّوَّر و ما ينتج عن تلك الإجرامات و الفضائح الموصوفة من مخاطر تهَدِّدُ سمعة شهادات الجامعات العربية و توقِعُ بعض شبابنا تحتَ شْبهَةِ ( إنتحال التخصًُص ) .
ومن أساسيات السياسية الشبابية التي أدرجتها حكومتنا في بيانها الوزاري، هي تحفيز الشباب على بناء الجسور بين الشعوب والحضارات والثقافات وبناء السلام ، بين الاجيال في البيئة المجتمعية الواحدة.
إن تنمية الشباب بهدف بناء أمة متضامنة ، هي خطوة حضارية سلامية تؤكد على عنصرين لازمين هما : { التميُز } و { الريادة } ، اضافة الى عملية ترشيد الشباب وتشجيعهم والأخذ بيدهم لبناء مجتمع أكثر انفتاحا و اشد صلابة و اكثر تعلقاً بالأصالة والارث الوطني والتعاليم الروحية و القيم العربية ، و يترسخ ذلك من خلال تعزيز اللحمة المجتمعية و رعايتها من قبل الحكومات الشبابية ،
إن المبادرة الطيبة و المشكورة التي دعت اليها وزارة الشباب والرياضة في دولة الإمارات العربية المتحدة ، تشكل إمتدادا فكريا لنهج التنمية والتطوير في مسيرة البلاد ومسارها التألقي منذ تقعيد ركائزها بإرادة ريادية من الحكّام و المسؤولين بنا يتوافق مع الرؤية الحديثة للحكومات الشبابية في العالم و يواكب متطلبات الشباب العربي في هذه المرحلة الكثيرة التحديات . و هذا يؤكد على إيمان دولة الامارات وتصميمها على دعم العمل العربيالمشترك للنهوض بالشباب وتوحيد توجهاتهم بهدف الوصول الى حياة إكثر جودة ، عنوانها {,التعاون على الخير }.
منهجيات الإعلام : و رهانات النجاح في انتاج اللحمة الاجتماعية
ان مخاطر الادمانات تهدد اجيالنا الناشئة و الشبابية ، من مخدرات و العاب ميسر إلكترونية و غيرها من الانتهاكات الخلقية و السلوكات الإدمانية التي تعترض مسيرتهم و تحولهم إلى مشاريع ضحايا . هذه الاخطار باتت تهدد منظومة القيم التي بنيت عليها اخلاقيات و تربية الشباب ، و كلنا مسؤولون عن إنتاج مجتمع شبابي عربي يتصف بالنوعية و الانفتاح ، على ما يسعى { منتدى الحكومات الشبابية } إلى تقعيد ركائزه وفق رؤية هادئة متكاملة الاهداف ، و متناسقة الرؤى..!

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *