الرئيسية / صحف ومقالات / الديار: الوقائع تعاكس التبريرات السعوديّة… و«فتح» تتهم جهات إقليميّة بأحداث «عين الحلوة»!.. المعارضة تتجه لتبني ترشيح قائد الجيش «بزخم» أميركي ــ قطري قبل زيارة لودريان.. هوكشتاين يضغط للتطبيع في بيروت… وتقرير «إسرائيلي» يتحدث عن «كابوس» حزب الله
الديار لوغو0

الديار: الوقائع تعاكس التبريرات السعوديّة… و«فتح» تتهم جهات إقليميّة بأحداث «عين الحلوة»!.. المعارضة تتجه لتبني ترشيح قائد الجيش «بزخم» أميركي ــ قطري قبل زيارة لودريان.. هوكشتاين يضغط للتطبيع في بيروت… وتقرير «إسرائيلي» يتحدث عن «كابوس» حزب الله

كتبت صحيفة “الديار”: ربط السعودية تحذير رعاياها باحداث “عين الحلوة”، لم ينطل على احد في لبنان، وبدا واضحا ان المملكة عادت لتوظيف الساحة اللبنانية في ملفات اقليمية، واستخدمتها “صندوق بريد” لرسائلها تجاه طهران.
في هذا الوقت، كشف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد الخلفيات الحقيقية للمواجهات في المخيم، متهما جهات إقليمية بانها وراء الأحداث الأخيرة، لافتًا الى أنّ نفس القوى منزعجة من الاتصالات القائمة بين لبنان وفلسطين لتثبيت الهدنة، واشار الى ان هدف من أشعلوا المعارك أبعد من مخيم عين الحلوة والهدف الأمن اللبناني ، الذي جدد قائد الجيش العماد جوزاف عون التأكيد في لقائه مع الاحمد انه “خط احمر” لن يسمح لاحد بتجاوزه.
وفيما تبقى “النار تحت الرماد” في “بوابة الجنوب”، خرج تقرير امني “اسرائيلي” الى العلن، واثار الذعر في “اسرائيل” بوصفه السيناريو الـ “الاخطر” للحرب المقبلة مع حزب الله، حيث توقعت مصادر امنية اصابات غير محدودة للبيوت وآلاف المصابين والقتلى، مع تعطل شبكة الكهرباء والاتصالات والإنترنت وسلسلة توريد الغذاء، وانعدام القدرة على توريد الخدمات للمواطنين عقب عدم الامتثال للعمل، حيث تشير التقديرات ان اليوم الاول للحرب ستطلق المقاومة 6 آلاف صاروخ.

رئاسيا، لا جديد سوى حراك اميركي – قطري تجاه المعارضة لتوحيد صفوفها وراء ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون للرئاسة، فيما تتحدث مصادر ديبلوماسية عن زيارة مرتقبة للمبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين الى بيروت للتسويق “للتطبيع” ما يعني ان الازمات مستمرة وتتمدد!

هوكشتاين يُسوّق للتطبيع؟!
فقد كشفت مصادر ديبلوماسية غربية عن زيارة قريبة سيقوم بها المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان آموس هوكشتاين الى بيروت، تحت غطاء مواكبة بدء الحفر الذي من المفترض أن يبدأ في منتصف آب أو في الأسبوع الثالث منه في البلوك رقم9. وفيما ترى تلك الاوساط ان هوكشتاين يسعى بتكليف من الخارجية الى “جس النبض” حول اطلاق عملية ترسيم الحدود البريّة مع “إسرائيل”، بعدما نجح في التوصّل إلى اتفاقية ترسيم الحدود البحرية، فان مصادر مطلعة لفتت الى ان هوكشتاين الذي يعمل على خط إنجاز ملف العلاقات بين المملكة العربية السعودية و”إسرائيل”، سيحمل معه ملف “التطبيع” الى بيروت، وسيبلغ المسؤولين اللبنانيين ان لبنان سيدفع ثمن البقاء خارج المناخ العربي وسيكون منبوذا، خصوصا ان الرياض على “الطريق”، ومسألة تواصلها مع “اسرائيل” هي مسألة وقت لا اكثر ولا اقل؟!
هذه الاندفاعة الاميركية تتزامن مع تفاؤل “اسرائيلي” بقرب حصول التقارب مع الرياض، وقد اكد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو انه على ثقة بأن ثمناً ضئيلاً هو كل ما سيطلب دفعه مقابل التطبيع مع السعودية. وقال: “سنعد مرة أخرى بأننا لن نقوم بالضم، إذا أراد المشتري شراء بضاعة بعناها من قبل فماذا يهمنا”. وكان نتنياهو تعهد بعدم ضم مناطق من الضفة الغربية مقابل اتفاق التطبيع مع الإمارات. وهو سيتعهد الآن مرة أخرى، وهو لم يتنازل عن الضم، إنما تعهد فقط بـتأجيله، وسيؤجله مرة أخرى.

تعقيد الحلول
ووفقا لمصادر سياسية بارزة، هذا التوجه الاميركي مقلق، لانه سيزيد الضغوط على لبنان لمعرفة واشنطن المسبقة بصعوبة تحقيق ذلك، لكن مجرد تبني هذا الطرح يعني ان البلاد مقبلة على المزيد من الازمات غير القابلة للحل، ومن ضمنها الاستحقاق الرئاسي، والازمة الاقتصادية.

كلام سعودي غير “دقيق”!
وبعد البلبلة التي أحدثتها بيانات السفارات، وفي مقدمها بيان السفارة السعودية، أوضح السفير السعودي في لبنان وليد البخاري خلال لقائه وفد حركة “التجدد للوطن” برئاسة شارل عربيد ، أن دعوة السعوديين لمغادرة لبنان أتت على خلفية أحداث مخيم عين الحلوة، والمملكة حريصة على مواطنيها أينما وجدوا، وأنها كانت وستكون من أهم المشجعين للسياحة في لبنان.
لكن مصادر سياسية مطلعة اكدت ان كلام البخاري غير “دقيق”، لان الموقف السعودي صدر بعد وقف إطلاق النار، وانتهاء الاشتباك المسلح في عين الحلوة، ولهذا فان حرصه على التأكيد أن المملكة كانت وستكون من أهم المشجعين للسياحة في لبنان، وان الفترة المقبلة ستثبت ذلك، رابطا الامر بتوصل اللبنانيين إلى حل أزمتهم، لا يمكن ان ينطلي على احد، وهو يندرج في سياق اقحام لبنان في ازمات المنطقة، واستخدامه “صندوق بريد” في عملية التفاوض “المتشنجة” مع طهران على اكثر من ملف في المنطقة.

“صندوق بريد”
علما ان هذا الموقف يشرح على نحو لا يقبل الشك تحفظ المملكة عن التعاون في الملف الرئاسي. فالقرار السعودي تزامن مع البطء في تحقيق اي خرق ايجابي في ملفات اليمن والعراق وسوريا، والغاء الرياض فتح سفارتها في العاصمة الإيرانية يوم الخميس إلى موعد غير محدد، واوضحت طهران بأن السعوديين أبلغوا الخارجية الايرانية بانه سيتم فتح السفارة متى رأوا ذلك مناسبا، وذلك على خلفية النزاع حول ملكية حقل الدرة. كما اوقفت السعودية عمليات ترميم سفارتها في دمشق التي بدأت في آذار 2023 ولم تسم بعد سفيراً لها في دمشق، رغم تعيين سفراء جدد لها في عدد من الدول حول العالم. فهل من يصدق ان التحذير السعودي يأتي خارج هذا “الكباش”؟

عون “والخط الاحمر”
في هذا الوقت، طمأنت مراجع أمنية رفيعة إلى أن بيانات السفارات لا تعكس حقيقة الوضع الامني الممسوك في البلاد، وان كل المعطيات تؤكد ان لا شيء يدعو إلى القلق والهلع، وقد ترأس وزير الداخلية بسام المولوي اجتماع مجلس الامن المركزي، واكد اتخاذ كل الاجراءات الضرورية لمنع انتقال الاشتباكات إلى خارج مخيم عين الحلوة وللحفاظ على أمن اللبنانيين والإخوان العرب.
وفي هذا السياق، استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في اليرزة عضو اللجنة التنظيمية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح الوزير عزّام الأحمد، يرافقه السفير الفلسطيني في لبنان السيد أشرف دبور وأمين سر فتح والفصائل الفلسطينية السيد فتحي أبو العردات، وتم بحث التطورات في مخيم عين الحلوة، ووفقا للمعلومات كان عون حاسما لجهة التأكيد على ان الامن “خط احمر”، ولن يسمح الجيش لاي جهة بتجاوزه. وطالب الوفد الفلسطيني بالتعاون في اقفال ملف “الفلتان” الامني داخل المخيم، وعدم السماح لاي جهة خارجية باستخدامه للعبث بامن اللبنانيين والفلسطينيين.

السياحة بخير
من جهته، طمأن رئيس “اتحاد النقابات السياحية” نقيب أصحاب الفنادق في لبنان بيار أشقر، أنّ الموسم السياحي لم يتأثّر بالأحداث الأمنية في مخيم عين الحلوة، مؤكداً أنه لم تحصل أيّ إلغاءات للحجوزات . بدوره اكد نقيب مكاتب السفر والسياحة جان عبود أنّ القطاع السياحي لم يستشف أيّ تأثيرات على التحذيرات الخليجية والاوروبية بالنسبة لوجود رعاياهم في لبنان، معتبرا أنّ الحجوزات في مكاتب السفر والسياحة لم تلغ، وان التركيز هو اليوم على اللبناني المغترب الذي ما زال يتوافد الى لبنان.

لقاء الديمان
حكوميا، وفيما يعقد مجلس الوزراء جلسة نهائية في 16 الجاري للبت النهائي بالموازنة بعد تعديل الارقام، يعقد اليوم في الديمان اللقاء الوزاري التشاوري، في اطار “الكباش” بين التيار الوطني الحر ورئيس حكومة تصريف الاعمال، حيث يقاطع “التيار”، فيما أعلن وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار عدم المشاركة، إلا إذا وجه البطريرك الراعي دعوة مباشرة للوزراء.

الرواتب مؤمنة
وفيما القلق يكبر من تداعيات عدم اقرار تغطية قانونية لاقتراض حكومة تصريف الاعمال من احتياطي “المركزي”، اكد وزير المال يوسف خليل ان رواتب القطاع العام مؤمنة، وستعقد اجتماعات جدية هذا الأسبوع مع نواب الحاكم للتوصل الى صيغة بموضوع استقراض الحكومة.
ووفقا للمعلومات فان الصيغة التي يعمل عليها، تقوم على احالة وزير المال رواتب القطاع العام الى مصرف لبنان بالليرة، وتحوّل بالليرة إلى المصارف الخاصة، والأمر لا يحتاج بهذه الحال لتوقيع نائب الحاكم.
ووفقا لمصادر حكومية، فان الامور يمكن ان تحل على المدى القريب، لكن المشكلة تبقى على المدى الطويل، والدفع باللبناني قد يزيد الطلب على الدولار وقد يرتفع سعر الصرف؟ ويبقى السؤال ماذا عن القمح؟ والادوية المستعصية؟ وقد اعلن ميقاتي خلال جلسة الحكومة امس، انه عقد يوم السبت اجتماعا مطولا  مع منصوري، وقال: كنا على توافق، والخطة واضحة، ونحن لنا ثقة به.

المعارضة وترشيح عون!
رئاسيا لا جديد، و”شراء الوقت” مستمر من كل الاطراف السياسية ،التي تترقب زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت. وفيما يتواصل الحوار الرئاسي بين حزب الله والتيار الوطني الحر دون اختراقات نوعية حتى الآن، تتحضر المعارضة لمواجهة سيناريو نجاح عملية التفاوض بالاصطفاف وراء ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون، كونه سيكون المرشح الاكثر جدية لمواجهة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
ووفقا للمعلومات، رفعت الولايات المتحدة الاميركية مستوى تدخلها في الملف الرئاسي، وتعمل مع خلال دعم المبادرة القطرية للتسويق الجدي لترشيح قائد الجيش، وتتقدم الاتصالات بعيدا عن الاضواء لتوحيد صفوف المعارضة حول ترشيحه.
وبحسب مصادر ديبلوماسية، من المرتقب ان تزخم قطر من تحركها قبيل عودة لودريان الى بيروت ، عبر تفعيل حركة موفديها لبناء اطار صلب حول قائد الجيش، حتى لو اقتضى الامر ان يتجاوز الفراغ المدة القانونية اللازمة ليصبح ترشيحه طبيعيا بعد خروجه الى التقاعد مطلع العام المقبل. وعلم في هذا السياق، ان “القوات اللبنانية” وحزب “الكتائب” ومعهم عدد وازن من نواب “التغيير” و”المستقلون” السنّة باتوا اقرب من اي يوم مضى من اتخاذ موقف موحد بالتخلي عن الوزير السابق جهاد ازعور لصالح عون، لكن يبقى التوقيت غير محدد بعد، بانتظار الاتصالات الاميركية – القطرية التي ستكون حاسمة في هذا الاطار.

تساؤلات حزب الله
في المقابل، وغداة تأكيد رئيس مجلس النواب نبيه بري تمسكه بترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، اعتبر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد “أن من يقاطع مثل هذا الشخص الذي نريده ونختاره لرئاسة الجمهورية، هو في الحقيقة لا يريد رئيساً للجمهورية في البلاد، ويريد عن قصد أو عن غير قصد تنفيذ المخطط المرسوم في أن يبقى الفراغ قائماً وأن تنهار مؤسساته”. واضاف” نحن لسنا بقادرين أن نتحمل الفراغ في سدة الحاكم المركزي، ولدينا خوف من تداعيات هذا الفراغ على الليرة اللبنانية، فكيف سيكون الحال في العاشر من كانون الثاني 2024 في حال حصول الفراغ في موقع قيادة الجيش مع انتهاء ولايته؟ سائلاً: هل يريد الأميركيون أن نصل بالبلد إلى هذا الأمر دون أن ننتخب رئيساً للجمهورية”؟

تقرير يثير الذعر في “اسرائيل”
في هذا الوقت، لا تزال “اسرائيل” منشغلة بما تعتبره “احداثا حدودية شاذة” مع حزب الله خلال الأسابيع الماضية، وسط قلق من حرب متعددة الجبهات ومتداخلة، ولفهم المخاوف الاسرائيلية من الحرب التالية، وعدم رغبتها بالانزلاق اليها، ثمة حاجة للتعرف على السيناريو الذي ستواجهه “إسرائيل” في المجال المدني، الذي وصفته محافل امنية رفيعة المستوى لصحيفة “اسرائيل اليوم” بانه “كابوس” .

6 آلاف صاروخ في اليوم الاول
وحسب السيناريو المفترض، فانه في يوم واحد من القتال، ستضطر “إسرائيل” لمواجهة نار آلاف الصواريخ، وفي اليوم الأول من الحرب سيطلق على “إسرائيل” نحو 6 آلاف صاروخ. ولاحقاً سيهبط العدد ويقل في أثناء أيام الحرب حتى 1500 – 2000 صاروخ في اليوم. ويقدر مسؤولو الأمن حدوث نحو 1500 إصابة “فاعلة” في المدن الإسرائيلية، وذلك بعد حسم الصواريخ الثابتة التي ستقع في أراض مفتوحة، والاعتراضات الناجحة من القبة الحديدية..

آلاف القتلى والجرحى
وفي ضوء حجم النار المتوقعة، حسب آخر سيناريو لجهاز الأمن “الاسرائيلي” في المعركة المتداخلة التي سيقودها حزب الله، سيقتل نحو 500 مواطن في الجبهة الداخلية (العدد لا يتضمن الجنود القتلى) وسيصاب آلاف آخرون. لكن رغم الأعداد المذهلة، فإن ما يقلق جهاز الأمن أكثر من أي شيء، فاعلية المسيّرات الإيرانية التي اثبتت نجاحها في اوكرانيا، ما يمكن حزب الله من اصابة منشآت استراتيجية معروفة وثابتة في “إسرائيل”.

انقطاع الكهرباء لايام؟
واي ضربة دقيقة لمحطات توليد الطاقة ستضر بالقدرة على إنتاج الكهرباء بشكل يجعل “إسرائيل” تعيش في الظلام ساعات طويلة، وربما أياماً. ووفقا للتوقعات ستعيش “إسرائيل” في الظلام بين 24 و 72 ساعة بدون كهرباء، وسيتم التشويش أيضاً على الاتصالات وشبكة الخلوي ،وحتى قدرة الانذار من الصواريخ. والاخطر من كل ذلك ان المحافل الأمنية، لا تملك بعد اجوبة على كيفية حماية تلك المنشآت.اما من ناحية المواصلات، فيشير جهاز الأمن إلى إمكانية تعطل الموانئ والمطارات في “إسرائيل”. وحسب التقديرات، فإن نحو 50 في المئة من المواطنين سيتغيبون عن عملهم، و60 – 70 في المئة سيتغيبون عن المرافق الحيوية.

سيناريو “كابوسي”
ووفقا للصحيفة، فان السيناريو الذي وضعته الاجهزة الامنية يتعلق بالمجال المدني فقط، ولهذا فهو لا يذكر خطة حزب الله “لاحتلال” الجليل، وعلى خلفية هذا السيناريو الكابوسي، نفهم، كما تقول “اسرائيل اليوم”، انعدام الرغبة لدى القيادة العسكرية والسياسية للانجرار إلى الحرب، وسياسة الرد المعتدلة جداً في ضوء “استفزازات”حزب الله على طول الحدود.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *