الرئيسية / صحف ومقالات / الشرق الأوسط: باسيل يشن هجوماً على “حزب الله” وبري ملوحاً بإنهاء ‏‏”تفاهم مار مخايل‎..”‎ دعا إلى وضع السلاح تحت كنف الدولة اللبنانية
الشرق الاوسط

الشرق الأوسط: باسيل يشن هجوماً على “حزب الله” وبري ملوحاً بإنهاء ‏‏”تفاهم مار مخايل‎..”‎ دعا إلى وضع السلاح تحت كنف الدولة اللبنانية

كتبت صحيفة ” الشرق الأوسط ” تقول : هاجم رئيس التيار الوطني الحر النائب اللبناني جبران باسيل حليفه “حزب الله” ‏في مواقف هي الأولى من نوعها، ملوّحاً بفك التحالف بينهما، ومنتقداً انخراطه ‏في الحروب خارج لبنان. ودعا إلى أن “يكون سلاحه تحت كنف الدولة”، ‏مطالباً في المقابل بـ”تغيير النظامين السياسي والمالي في لبنان”، ورافضاً ‏‏”المسّ بصلاحيات رئيس الجمهورية”، ومبدياً استعداده لزيارة سوريا قبيل ‏الانتخابات النيابية‎.
وتأتي مواقف باسيل التي لم تخل أيضاً من هجوم على رئيس البرلمان نبيه بري ‏بعد مواقف مماثلة وإن أخف حدّة من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون ضد ‏‏”حزب الله”، وانتقاده سلاحه، داعياً إلى “البحث في الاستراتيجية الدفاعية‎”.
وفي مؤتمر صحافي عقده أمس (الأحد) تحدث باسيل عن “التغيير الكبير” الذي ‏يجب أن يشمل كل الحياة الوطنية في لبنان. وتحدث باسيل عن “اتفاق مار ‏مخايل” (بين التيار و”حزب الله”)، قائلاً إن “التيار اختار التفاهم بدلاً من الفتنة، ‏وأقام اتفاقاً وطنياً وليس طائفياً، كما أقام اتفاقاً على الاستراتيجية الدفاعية ‏والديمقراطية التوافقية وبناء الدولة على أن يكون السلاح فقط لحماية لبنان‎”.
وفيما شدّد على أنه لا يريد “إلغاء وثيقة التفاهم مع حزب الله بل تطويرها لأنها لم ‏تعد تجيب على التحديّات المطروحة، خصوصاً الاقتصادية والمالية”، قال: ‏‏”دعمنا المقاومة ضد إسرائيل وتنظيم داعش، دعمناها سياسياً لا بالمال ولا ‏بالسلاح ولا بالأرواح، وحصلنا منها على دعم سياسي لتثبيت الحقوق بالشراكة ‏والتوازن الوطني”، مضيفاً: “اخترنا مار مخايل على الطيّونة (الاشتباك الذي ‏دار خلال تظاهرة نظمها حزب الله وحركة أمل قبل أسابيع)، وما زلنا مع هذا ‏الخيار، ولكن أين الترجمة لمار مخايل؟ وأين بناء الدولة بالبند الرابع؟ بتغطية ‏الفساد؟‎”.
وأكمل انتقاده للحزب وسلاحه قائلاً: “أولويّتنا الدولة وإصلاحها… هم أولويّتهم ‏المقاومة والدفاع عنها، ونحن قلنا يمكن المحافظة على الاثنين على أن تبقى ‏المقاومة تحت الدولة وبكنفها وليس فوقها”. وأضاف: “لا يمكن أن نخسر الدولة ‏‏(كرمى المقاومة)، لكن ممكن أن نربح الاثنين‎”.
وقال إن “حركة أمل (التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري) باتت تقرّر في هذا ‏التفاهم، وعندما نسأل، فالجواب الوحيد هو من ثلاثة أحرف: برّي‎”.‎
وإذ أكّد أن التيار وقّع تفاهماً مع “حزب الله” وليس مع “حركة أمل”، قال: ‏‏”حين نكتشف أن الطرف الآخر الذي بات يقرّر مقابلنا بالتفاهم هو حركة أمل، ‏يصبح من حقنا أن نعيد النظر”. وأضاف: “ارجعوا إلى مار مخايل ستجدوننا ‏موجودين‎”.
ومع تلويحه بفك التحالف، قال باسيل إنّ “من الطبيعي أن نكون انتخابياً أقوى إذا ‏تحالفنا مع حزب الله وهذا أمر بديهي في الانتخابات ولكن بين ربح الانتخابات أو ‏ربح أنفسنا نختار صدقيّتنا وكرامتنا”. وشدد على أن التصرّف بموضوع ‏الحكومة والقضاء وأحداث الطيّونة والمجلس الدستوري واقتراع المغتربين “لن ‏يمر”، مشيراً إلى أن “مسألة المقايضة ومسرحية إفشال الحل والعرض الأخير ‏المرفوض لم يمر”، ومؤكداً أن “عمليّة المس بصلاحيات ميثاقيّة لرئيس ‏الجمهورية بعهد ميشال عون لن تمر أيضاً”. وأضاف: “التعهد لنا والنكث فيه ‏والاستخفاف بنا وبما نمثل والتعاطي معنا بأقل من شراكة كاملة لا يمر، وعندها ‏من الأفضل أن نكون وحدنا ولو أضعف لكن نكون بكرامتنا‎”.
ولم يوفر باسيل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع من هجومه قائلاً: ‏‏”اخترنا مار مخايل على الطيّونة لأننا نعرف أن جعجع أداة للخارج، ساعة ‏لإسرائيل وساعة لأميركا، وهو تواطأ مع سوريا في عام 1990 لكن هي رفضته ‏وحالياً هو معروف من أين يقبض ومطلوب منه الفتنة، والطيّونة جاءته شحمة ‏على فطيرة” (استفاد منها‎).
وتحدث عن محاولات لعزل “حزب الله” منتقداً مجموعات الانتفاضة، قائلاً: ‏‏”آخر موجاتها (العزل) كانت بـ17 أكتوبر (تشرين الأول) بهدف إضعافنا لرفع ‏الغطاء المسيحي عن الحزب”، متحدثاً عن “ضغط أميركي تعرض له لفك ‏التفاهم مع حزب الله، وعندما رفضت وضعت علي العقوبات”. ورفض اتهامه ‏بالفساد كما بقية الأطراف السياسية، قائلاً: “الجناح الكاذب بالثورة تلطى بشعار ‏كلن يعني كلن ليستهدفنا نحن ولوحدنا، بينما الشعار الحقيقي كان يجب أن يكون ‏كلن إلا نحنا‎”.
ودعا باسيل إلى تغيير النظامين السياسي والمالي، قائلاً: “التغيير الكبير يجب أن ‏يشمل كلّ نواحي حياتنا الوطنية، ويمكن اختصاره بتغييرين أساسيين هما النظام ‏السياسي والنظام المالي والاقتصادي”. واعتبر أن “نظامنا الأساسي معطل لأنه ‏عندما عقد اتفاق الطائف كان هدفه أن يظل لبنان محكوماً من الخارج”، مضيفاً: ‏‏”هذه الدولة المركزية تسلب رئيس الجمهورية صلاحياته بالقوة من قبل مجلس ‏النواب والمجلس الدستوري وتسلب بقية الطوائف حقها بالمداورة بوزارتي ‏المالية والداخلية… هذا ما لم نعد نريده… هذه الدولة المركزية فاشلة بقيادتكم ‏وبسبب منظومتكم ونحن لا نريد العيش بدولة فاشلة والدولة المركزية نريدها ‏مدنية علمانية‎”.
وأعرب باسيل عن عدم فهمه لـ”تعطيل مجلس النواب”، قائلاً: “بيمشي القانون ‏الذي يريده والباقي في الأدراج”، مشيراً إلى أن التصويت على “ذوق” رئيس ‏المجلس لأنّه يمنع التصويت الإلكتروني‎.
وفي سياق الانتقاد، قال: “الدستور مسموح أن يتعطّل، ولكن من الممنوع أن ‏يتعدّل، أو يتطوّر”، متحدثاً عن 3 أمور بوثيقة الوفاق الوطني لم تُنفّذ وهي: إلغاء ‏الطائفيّة، إنشاء مجلس شيوخ، واللامركزية‎.
وفيما اعتبر أنه “لم يعد لدينا مبرّراً لعدم زيارة سوريا، وأنا على استعداد ‏لزيارتها قبيل الانتخابات”، علّق على الأزمة الحكومية، مؤكداً أن “منع ‏الحكومة من الاجتماع لأمر ليس من صلاحيّتها وغير استراتيجي بل يتعلّق بحدّ ‏أقصى بإهمال وظيفي، هو أمر خارج عن أي منطق أو ميثاق”، داعياً “من ‏يعتقد أنه قادر على كسر غيره بالقوّة، ومن خارج الحوار”، إلى “مراجعة ‏تجربة الآخرين وإلى أين أوصلتهم وأوصلت البلد‎”.
واستمر في هجومه على حاكم مصرف لبنان، قائلاً: “حاكم مصرف لبنان ‏رياض سلامة المحمي سياسياً من المنظومة السياسية هو رأس المنظومة المالية ‏وكضابط قائد معركة قام بأكبر سطو منظم على أموال الناس… سبع دول ‏أوروبية تلاحقه ومدعى عليه ببعضها ولكن في لبنان الملاحقة ممنوعة حيث يتم ‏إقصاء القاضية التي تلاحقه ومنع قضاة آخرين من الادعاء عليه‎”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *