الرئيسية / صحف ومقالات / الأخبار :‎ “‎استعمال” الشمس ممنوع‎!‎
الاخبار

الأخبار :‎ “‎استعمال” الشمس ممنوع‎!‎

كتبت صحيفة ” الأخبار ” تقول : كما في كل شيء، تسود الفوضى سوق تركيب ألواح الطاقة الشمسية التي ‏تشهد إقبالاً هائلاً في ظل انقطاع الكهرباء. و”الدولة”، كالعادة، تتدخّل ‏متأخّرة لـ”التنظيم”. قوى الأمن بدأت منع “مخالفات” تركيب هذه الألواح ‏بحجة الحاجة إلى ترخيص من وزارة الداخلية، فيما تغيب بقية الوزارات ‏عن تنظيم هذه العملية وغربلة الشركات العاملة في هذا المجال من الدخلاء ‏على هذه “المصلحة‎”‎
‎”‎استعمال الشمس” ممنوع. قائد الدرك العميد مروان سليلاتي أصدر، قبل أيام، تعميماً طلب فيه من قادة المناطق ‏الإقليمية في قوى الأمن الداخلي التشدّد في قمع مخالفات تركيب ألواح الطاقة الشمسية. التعميم تضمّن ما حرفيته: “يرد ‏إلى القيادة العديد من المخالفات لجهة تركيب لوازم الطاقة الشمسية وتشييد خيم حديدية لهذه الغاية من دون موافقة ‏وزارة الداخلية والبلديات أو المديرية العامة للتنظيم المدني”، وذلك بناءً على كتاب وجّهته وزارة الطاقة والمياه في ‏آذار ???? إلى وزارة الداخلية والبلديات “حول تركيب ألواح طاقة شمسية لتوليد الكهرباء للاستخدامات المنزلية ‏والخاصة”، وأشار الى أن الصلاحية في هذا الأمر تعود إلى “المركز اللبناني لحفظ الطاقة” الذي “يُبدي رأيه ‏بالموافقة على اعتماد الطاقة الشمسية لتوليد الطاقة الكهربائية”، فيما “يعود للأجهزة المختصّة النظر في الموافقة الفنية ‏والهندسية‎”.‎
ورغم أن المعايير “الفنية والهندسية” المتعلقة بتركيب “خيم حديدية” ليست من صلاحيات قوى الأمن الداخلي، ‏طلب تعميم قائد الدرك “التقيّد بكتاب وزارة الداخلية والبلديات رقم 20603 تاريخ 25/10/2019 بشأن تنفيذ ‏الهيكل الحديدي لوضع المعدات اللازمة لتوليد الطاقة الشمسية”. وبالفعل، بدأت القوى الأمنية وبعض البلديات تنفيذ ‏التعميم بمنع تركيب ألواح الطاقة الشمسية حتى ولو لم تكن هناك خيمة حديدية من أساسه. وباشر عناصر قوى ‏الأمن برفع كتب معلومات إلى الفصائل للإبلاغ عن “مخالفات” مواطنين والتدخّل لمنعهم من عملية تركيب ألواح ‏الطاقة الشمسية، في ظل انقطاع شبه تام للكهرباء، وسعي كثيرين إلى البحث عن مصادر بديلة للطاقة‎.
وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي أوضح لـ”الأخبار” أن شكاوى عديدة سُجّلت عن شجارات بين جيران على ‏أفضلية تركيب ألواح الطاقة على أسطح المباني، مشيراً الى أنّ وزارة الداخلية تمنح تراخيص لتركيب ألواح ‏الطاقة، “وأمس فقط وقّعت 33 طلب ترخيص”. وأشار إلى “أننا نسعى إلى تنظيم الأمر حرصاً على السلامة ‏العامة، وهناك تنسيق في هذا الشأن مع وزارة الطاقة لوضع آلية لتنظيم عملية تركيب ألواح الطاقة بطريقة ‏سليمة‎”.‎

مصادر مطّلعة ربطت حظر تركيب الألواح بمسألتين: الأولى تتعلق بالسلامة العامة لجهة تثبيت الألواح على ‏الأسطح مع مراعاة شروط السلامة، والثانية الضرر الذي يمكن أن يلحق بشبكة شركة كهرباء لبنان خصوصاً أنّ ‏القانون يمنع أياً كان من إنتاج الطاقة على الشبكة سوى الدولة اللبنانية. وتوضح المصادر أن الهجمة على تركيب ‏ألواح الطاقة شجّعت كثيرين من غير الخبراء على دخول هذا الـ”بيزنس” من دون مراعاة شروط السلامة العامة. ‏فعلى سبيل المثال، هناك على من يرغب بتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية تركيب “عدّاد ذكي‎” (smart ‎meter) ‎ومحوّل طاقة‎ (invertor) ‎ضمن مواصفات محددة حتى لا تتسبّب الطاقة المولّدة من المنازل عشوائياً ‏بالإضرار بشبكة الكهرباء، بسبب الذبذبات التي تنتج عن الكم الكبير من محوّلات الطاقة المستحدثة. كما ينبغي ‏مراعاة تركيب عدّادات ذات جودة عالية للحرص على فصل كهرباء الطاقة الشمسية المولَّدة عن شبكة كهرباء ‏الدولة في الوقت المناسب، ناهيك عن “الخطر المتمثّل ببطاريات الليثيوم التي تحتاج إلى عناية خاصة حتى لا ‏تتحوّل إلى قنابل موقوتة في البيوت يمكن أن تنفجر في أي لحظة”. وبالتالي، فإن غياب آلية تنظيمية لتركيب ألواح ‏الطاقة “قد يتسبّب بكارثة إن لم تراعَ شروط الجودة حرصاً على السلامة العامة”. وهذا يفرض على الدولة ‏إحصاء كميات ألواح الطاقة الموزّعة على الأراضي اللبنانية خصوصاً أنّ “هذه الألواح الموزّعة في أماكن عدة ‏تماثل بمجموعها محطة كهرباء ضخمة”. إلا أن هذا يطرح، من جهة أخرى، ضرورة أن تعمل الوزارات ‏المختصّة سريعاً على غربلة الشركات العاملة في هذا المجال، والحرص على حصر العمل بشركات مرخّصة ‏وبإشراف مهندسين وخبراء، أولاً لأن هناك حاجة ماسّة إلى هذه “الخدمة” في ظل الظروف الحالية، وثانياً لأن ‏استخدام الطاقة المتجدّدة أمر يجب أن تشجع عليه الدولة في ظل إفلاسها وعدم قدرتها على توفير الكهرباء‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *