الرئيسية / صحف ومقالات / الشرق: بعبدا تتهجم على بري والحريري والمرجعيات الدينية   
الشرق

الشرق: بعبدا تتهجم على بري والحريري والمرجعيات الدينية   

لم يعد في جيب السلطة الحاكمة ما تقدمه للشعب سوى حرب البيانات الاسبوعية الممجوجة في ما بينها. حرب ملّها على الارجح معدوها لكثرة ما نسجوا منها في الاشهر والاسابيع الاخيرة. تكرار بتكرار، تهم متبادلة بالعرقلة وخرق الدستور وتقاذف المسؤولية وخلق اعراف جديدة ليس بريئا منها اي من المعنيين بملف التشكيل. وفي الجديد الثابت، اقله في الظاهر، ان الفريق الرئاسي بات يخوض حربا ضد تحالف ثلاثي او رباعي يدعم الرئيس المكلف سعد الحريري بحيث تحول التشكيل الى معركة نفوذ قوى وكسر عظم ينتظر حسمها من يصرخ اولا، ولا يبدو حتى الساعة ان احدا مستعد للصراخ، فمواقع نفوذ الطرفين «بالدقّ» وتسوية منتصف الطريق بعيدة المنال.

وبينما الازمات المعيشية تشتد، الازمة السياسية بدورها آخذة في الاشتداد بدلا من ان يسعى اهل الحكم الى حلحلتها للانكباب على معالجة المصائب التي يتخبط فيها ناسهم من كل حدب وصوب.. فقد اشتعلت مجددا «حكوميا»، اليوم بين الفريق الرئاسي وفريق عين التينة وبيت الوسط، اثر بيان اصدرته بعبدا صوّبت فيه على المقرّين من دون ان تسمّيهما، ما اكد المؤكد لناحية ان الوصول الى تشكيل حكومة لايزال مهمة مستحيلة.

 

القصر ينتقد!

فقد استغربت رئاسة الجمهورية في بيان امس ان «تطالعنا من حين الى آخر تصريحات ومواقف من مرجعيات مختلفة تتدخل في عملية التأليف، متجاهلة قصدا او عفوا ما نص عليه الدستور من آلية من الواجب اتباعها لتشكيل الحكومة، والتي تختصر بضرورة الاتفاق بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف.

 

المستقبل يرد

تيار المستقبل رد عبر اوساطه، حيث وصفت بيان القصر بالـ»هجومي ضد الرئيس نبيه بري وموقف المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى». وقالت الاوساط  إن الرئيس ميشال عون يقفل الابواب في وجه المبادرات ويعلن بالبيان الملآن انه لا يريد حكومة، لا يريد حكومة برئاسة الحريري لان اي تقدم في معالجة الملفات سينسب الى دور الحريري.

 

فرنسا والفرزلي

وبينما جالت السفيرة الفرنسية آن غريو على كل من الرئيسين بري والحريري مستعرضة تطورات الملف الحكومي، قال نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي من بيت الوسط : الرئيس بري لا يزال بانتظار الجواب على المساعي التي بذلت. وحتى تاريخه، لم يبلَّغ إلا بعض البيانات والتصاريح التي تحمل في طياتها موقفا سلبيا، نأمل ألا يكون إلا من باب التحفيز للإسراع في تشكيل حكومة. وإذا كانت هذه هي الغاية فأهلا وسهلا ونحن لها، وإلا فيجب أن يخرج من البال أن هناك إمكانية لإحراج الرئيس الحريري ومن ثم إخراجه.

 

بري يضغط

وسط هذه الاجواء، يتوقع ان يزور الرئيس الحريري  عين التينة لبحث المستجدات حكوميا مع الرئيس بري والتدارس في الخطوات المستقبلية، سواء لناحية حمل تركيبة جديدة الى بعبدا، او الاعتذار او الاستمرار في التكليف من دون النجاح في التأليف. في الموازاة، اشارت مصادر سياسية مطلعة  الى ان رئيس المجلس سيفعّل اتصالاته في قابل الايام، وسينسّق مع الداخل سيما مع حزب الله، ومع الخارج- وقد انتقل اليوم اللواء عباس ابراهيم الى موسكو- على الارجح لثني الحريري عن الاعتذار وعدم الدخول في مجهولٍ مخيف البلادُ في غنى عنه، ولدفع القوى الكبرى كلّها الى التدخل للجم الفريق الرئاسي ومساعيه لازاحة الحريري.

 

عون يتابع

في الغضون، شهد قصر بعبدا قبل ظهر امس، لقاءات نيابية تناولت شؤونا سياسية وانمائية ومعيشية، فيما تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الاجراءات التي اتخذت لمعالجة ازمة المحروقات والادوية والمستلزمات الطبية وحليب الاطفال، حيث دعا الاجهزة والادارات المختصة الى «التشدد في ملاحقة المحتكرين ومستغلي الاوضاع الراهنة لرفع الاسعار وتحقيق ارباح غير مشروعة».

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *