201507251229161

مدخل عام

مدخل عام

يتميز لبنان بعدة عوامل طبيعية تجعله في طليعة المراكز الاقتصادية والاستثمارية في المنطقة العربية والعالم.

لبنان بوابة الشرق على الغرب، يقع على الواجهة الشرقية للبحر الابيض المتوسط، ويشكل نقطة عبور وتواصل استراتيجي بين آسيا واوروبا وافريقيا، فهو القلب النابض في الشرق الاوسط، بطبيعة خلابة ذات فصول أربعة. يتمتع لبنان باقتصاد ليبرالي، يحترم حرية العمل والمبادرة الفردية والمنافسة والتملك وحرية الاستيراد والتصدير، وقطاع خاص دينامكي ومنتج، الاستثمار فيه متمايز ومشجع، ويمتلك سياسة مصرفية آمنة تعتمد السرية وحرية السوق والقطع، وبورصة نشطة، وتشريعات ترعى مصالح الاقتصاد والمستثمرين وتشجع القطاعات والمشاريع الانتاجية المقامة على اراضيه ومنه الى الدول العربية والعالم.  كما يتمتع لبنان ببنية تحتية متطورة ومرنة، تواكب أحدث التكنولوجيا العالمية، وشبكة مواصلات تعتبر الاوسع والاكبر في العالم نسبة الى مساحته بمواصفات دولية ممتازة، فمطار بيروت الدولي طليعي ورائد بخدماته وذات قدرة استيعابية كبيرة، ومرافىء بحرية واسعة وناشطة، وشبكة طرقات حديثة تشهد تطوراً وتجديداً مستمر، تربط مختلف المناطق اللبنانية وتقرب المسافات بينها، كما تربط المطار والمرافيء ومختلف المناطق العمرانية والزراعية والصناعية والسياحية بالمخارج الحدودية مما يسهل حركة التنقل ونقل البضائع. بالإضافة الى موارد بشرية مثقفة ومتعلمة تشكل طليعة المتعلمين في المنطقة بنسبة تقارب الـ 90 %، متعددة الثقافات واللغات العالمية، وتمتلك مهارات منتجة

جميع هذه العوامل مع تاريخ مشرق أغنى العالم بأبجديته الأولى، وحضارات متعددة ومناخ جميل وثقافة متنوعة، جعلت منه مركزاً دولياً واقليمياً للاستثمار والتجارة والمال والصناعة والزراعة والخدمات والتكنولوجيا والثقافة والسياحة.

لمحة تاريخية

بموقعه على الساحل الشرقي للبحر الابيض المتوسط عرف لبنان أدواراً اقتصادية وسياسية وثقافية مهمة في تاريخه خصوصاً في عصر الامبراطوريات (الرومانية والفرعونية والفارسية) وكان صاحب دور ريادي على حلبة التجارة في المرحلة الفينيقية، وقد تبلور هذا الدور التجاري في العهد العثماني حيث اضحى وسيطاً بين مراكز الانتاج الصناعي الاوروبي والاسواق الاستهلاكية الاسيوية والافريقية بعد انطلاقة الثورة الصناعية الاوروبية ونمو المواصلات البحرية وازدهار التجارة الدولية وبموقعها على المتوسط احتلت بيروت مركزاً مرموقاً في التجارة بعد ان ربطت بدمشق وسائر المدن السورية بطريق العربات ثم محطة السكك الحديدية. وتعزز هذا الدور بعد نكبة فلسطين في عام 1948 التي انتقل دورها التجاري الى لبنان فتوسع نطاق الخدمات اللبنانية ليشمل دول الشرق العربي وشبه الجزيرة العربية.

وبعد عام 1967 وأقفال قناة السويس في وجه الملاحة التي كانت سبباً للحرب العربية الاسرائيلية، تحول جزء من التجارة الخارجية للمنطقة نحو لبنان واصبح دوره اساسياً في الاقتصاد الاقليمي وصار موقعه استراتيجياً في المبادلات بين المنطقة والعالم الخارجي وخصوصاً مع تعاظم المداخيل النفطية وتضاعف المستوردات العربية تلبية لحاجات البناء والاستهلاك.

واستمرت حالة النمو حتى اواسط السبعينيات ثم تراجعت لاسباب داخلية مرتبطة بالحرب في لبنان، وخارجية عائدة لدخول مصر والاردن في معاهدات سلام مع اسرائيل واكمال الدول الخليجية بناها التحتية في المرافىء والمطارات. هذا الى جانب تحول مرفأي اللاذقية السوري والعقبة الاردني الى منافسين لمرفأ بيروت.

لا شك ان النظام السياسي اللبناني عزز المكانة والدور اللبناني فالاقتصاد الحر دفع بالاموال اللبنانية الى الاستثمار في قطاع الخدمات، وجذب هذا النظام الرساميل العربية المتنامية نتيجة العائدات النفطية الضخمة، ووضع لبنان قوانين اقتصادية تحمي وتشجع وتعزز الدور المالي حيث تراكمت الرساميل في المصارف التي اضحت ركناً اساسياً في الاقتصاد اللبناني.

ان تعاظم دور القطاعات الخدماتية كالسياحة والتجارة والمصارف والجامعات والمشافي، جاء على حساب الزراعة والصناعة، لكن هذين القطاعين لا يزالان يشكلان قرابة 30 بالمئة من الناتج اللبناني، كما يشكل قطاع الخدمات ما يزيد على 70 بالمئة من الناتج المحلي.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *