الرئيسية / أخبار / الحريري في لقاء حواري اقتصادي: الاستقرار السياسي ركيزة الأمن والاقتصاد
اقتصاد الحريري

الحريري في لقاء حواري اقتصادي: الاستقرار السياسي ركيزة الأمن والاقتصاد

عقد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أمس في ال  Sea Side Pavillon(البيال سابقاً)، لقاء اقتصاديا حواريا ، دعا اليه رئيس الهيئات الاقتصادية اللبنانية محمد شقير، وحضره وزير الداخلية والبديات نهاد المشنوق وعدد من مرشحي دائرة لائحة المستقبل لبيروت  وحشد كبير من رؤساء الهيئات والجمعيات والنقابات الاقتصادية ورجال اعمال يمثلون مختلف القطاعات.

 

وفي الختام تحدث الرئيس الحريري فقال: شكرا على هذا اللقاء. لقد خطرت على بالي فكرة الان، فانا ابن رفيق الحريري وامي عراقية، ولو كان العكس لما استطعت الوقوف هنا امامكم اليوم، لاني لم اكن املك الجنسية اللبنانية . لذا انا ارى انه من حق  المراة اللبنانية  ان تعطي الجنسية لاولادها في العام 2018، علينا ان نخرج من هذه العصبيات.

 

بداية اود ان اشكر الذين تكلموا على هذا المنبر وقالوا عني اكثر مما استأهل .يجب ان  نتعلم ان هذا البلد لا يقوم الا مع جميع الشركاء فيه، لان هذا الاستقرار الذي نعيشه اليوم يعود الى وجود رئيس الجمهورية ميشال عون  الذي يعمل للبنان و يحضن جميع اللبنانيين  وايضا دولة الرئيس نبيه بري الذي يضع مصلحة البلد نصب عينيه.

 

انا اعمل لتحقيق حلم المواطن اللبناني، وهذا ما عمل عليه الرئيس رفيق الحريري رحمه الله، الذي كان يحلم بالنهوض بالبلد وتوفير الكهرباء والماء والاتصالات والطرقات للمواطنين. ولكي يحقق ذلك كان عليه ان  يتحاور مع الجميع ،وهذا ما نقوم به اليوم حيث نتحاور مع كل الافرقاء السياسيين في الدولة ونننسق مع كافة الادارات حتى نتمكن من تنفيذ  كل المشاريع التي يفترض بنا ان ننجزها .

 

بالنسبة لي،  فان الاستقرار السياسي هو احدى اهم الركائز التي يجب  ان نحافظ عليها. واذا لم يكن لدينا استقرار سياسي لا يمكن ان نصل الى استقرار امني، ولا الى استقرار اقتصادي ولا ان ننهض بالبلد. لا  شك انه ستبقى هناك  خلافات سياسية ولكن الاطار  الاساسي  في السياسة هو ان نكون متوافقين، وان نعمل على حل الخلافات السياسية لكي لا تؤثر على الاستقرار الاقتصادي. وهذه كانت  قوة رفيق الحريري عندما اتى الى البلد.

 

لقد مررنا بخلافات سياسية، وكلنا كفرقاء نتحمل مسؤولية كبيرة جدا لما حصل في مواضيع عدة كالنصف زائد واحد او الثلثين او الثلث المعطل او الثلاث عشرات وغيرها .

 

عندما اتى رفيق الحريري الى الحكم كان معه الرئيس فؤاد السنيورة فقط،  لم تكن لديه كتلة نيابية ولا غيره، الا انه كان يملك  الارادة بان يتحاور مع كل الافرقاء في البلد على الرغم من كل العصي في الدواليب التي كانت تعترض طريقه.لقد  وصلت الى قناعة بانه يجب عليّ ان احافظ على التوافق السياسي في البلد، ومن ثم نبدا العمل على الاستقرار الامني والاقتصادي. لقد تمكنا خلال سنة وثمانية اشهر من تحقيق هذا التوافق ومن خلاله انجزنا مؤتمر “سيدر” المهم بالنسبة للبنانيين و للاقتصاد اللبناني، وهو اهم مشروع لاستنهاض الاقتصاد ولخلق فرص عمل جديدة قد تصل الى تسعين الف فرصة عمل في السنة،هذا هو سيدر، و نحن اليوم نقف الى جانب الشباب والشابات في البلد، الذين لا يجدون فرص عمل لهم. فمثلا عندما نفتح دورة في الدرك او في الجيش او في سائر القطاعات ونطلب 2000 شخص ،  يتقدم الى هذه الوظائف 46 الف شخص . من الواضح انه يجب ان نخلق  فرص العمل ونحرك عجلة الاقتصاد، وهذا ما سنفعله من خلال “سيدر” بالتعاون مع البنك الدولي وكل الافرقاء السياسيين.

 

 البعض خرج من بعد المؤتمر ليقول لماذا هناك لجنة متابعة؟ واعتبروا ان هذا الامر يشكل تدخلا بسيادة لبنان. ان لجنة المتابعة هي من اجل متابعة كيفية تنفيذ هذه المشاريع ومنع الفساد ولهؤلاء اقول: ان هذه اللجنة لا دخل لها بالسيادة،  وان ما يخافون عليه فعلا هو ” جيبتهم” ويريدون استمرار الفساد في حين نحن نريد محاربته بقوة.

 

وكلنا يعلم ان مشكلة الفساد نتجت عن الخلافات السياسية التي كانت قائمة في السنوات الماضية بسبب الفراغ  الرئاسي ووجود خلافات داخل الحكومة  جعلتها غير قادرة على اتخاذ قرارات فاعلة ومجلس نواب لا يجتمع الا بتسويات سياسية حتى يمرر مشروع من هنا او مشروع من هناك.

 

بالنسبة الى المادة 49 وهذا موضوع يهمني كثيرا، الم يحن الوقت كي نخرج من التفكير بالتوطين وكل خطوة نريد ان نقوم بها هناك سوء نية حيالها، فالهدف من المادة 49 في الموازنة هو  ان نجلب المستثمرين الى البلد باعتبار ان من ياتي ويشتري شقة هنا يستطيع الحصول على اقامة في لبنان وهذا يعني انه سيفتح حسابا  مصرفيا في البلد وياتي بعائلته لتعيش معه هنا.نحن نتحدث دائما عن الازمة السورية وعن النازحين وانتم تعرفون كم من السوريين من اصحاب رؤوس الاموال، وبسبب قدم قوانيننا وجمودها، لم نستطع ان نبقيهم داخل البلد وذهبوا وفتحوا اعمالا  في دبي وابو ظبي وقطر ودول الخليج.

 

كفانا اللعب على فكرة التوطين لان دستورنا يمنع التوطين وليس هناك من فريق سياسي في البلد  يفكر بالتوطين وهذا الامر عنصري.

 

لم يحصل اي توطين في تاريخ لبنان ولن يحصل .ولماذا نحن نؤخر تحقيق انجازات سريعة في الملفات والقضايا المهمة والمفيدة للبنان؟ لقد كان لدينا عام 1990  اول هاتف خلوي في المنطقة،  ونحن اليوم اصبحنا اخر الدول بالانترنت لماذا؟ بسبب المناكفات السياسية والنكايات .لذلك يجب علينا ان يكون لدينا اجندة موحدة حتى نحافظ على البلد ونقوم بالمشاريع  لها علاقة بالنقل بالعقارات و بالسياحة وغيرها .

 

كل شيئ يمكن ان تتحقق متى توفر عامل الاستقرار السياسي،وتوقف  الخطاب السياسي الذي يتهجم على دول الخليج او الدول العربية او غيرها.علينا ان ننأى بأنفسنا لنحافظ على مصلحة المواطن اللبناني بكل شيء. فالسياحة ليست فقط سياحة بل تتعدى ذلك الى دورة اقتصادية كبيرة لتشمل شريحة واسعة من اصحاب المصالح والمواطنين في شتى الحقول.

 

وفي الوقت ذاته علينا القيام باصلاحات، تشمل قوانين التجارة مثلاً وتحديثها وكل ما يتعلق بتسهيل خدمات المواطنين في الدولة وخارجها ويخفف اعباء الروتين الاداري والتوجه بشكل كلي نحو قيام حكومة الكترونية خاصة وان ذلك يقطع الطريق على الفساد.

 

عهدي اليكم جميعاً اني سأعمل بهذه الطريقة ليلاً ونهاراً لمصلحة الشعب اللبناني والشباب والصبايا، لاننا يجب ان نستثمر بشباب لبنان ومستقبله وهذا هو الاستثمار الحقيقي، والاهم بالنسبة لي هو توسيع مشاركة المرأة اللبنانية في كل الدوائر .

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *