الرئيسية / نشاطات / مستشار أردوغان لـ”الجمهورية”: روسيا وأميركا ستحميان المناطق الآمنة جواً.. وتركيا براً
مستشار أردوغان لـ

مستشار أردوغان لـ”الجمهورية”: روسيا وأميركا ستحميان المناطق الآمنة جواً.. وتركيا براً

خيارُ المناطق الآمنة في سوريا، يبدو أنّه نضج إلى حدٍّ بعيد، في ظلّ الحديث عن تفاهمٍ أميركي-روسي- تركي وُضعت مقاديره الأوّلية في محادثات أستانة الخاصة بسوريا في شباط الجاري، واستُكمل البحث به بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأميركي دونالد ترامب خلال اتصالٍ هاتفي استغرق 45 دقيقة، ولكن تبقى دونه عقبات يعمل ثلاثي، واشنطن- موسكو- أنقرة على تذليلها، على حدِّ تعبير كبير مستشاري الرئيس التركي النائب السابق رِيها ديمينتش.يذكّر ديمينتش بأنّه منذ بداية الأزمة السورية توافَد السوريون الى المناطق الحدودية مع تركيا، ولا سيما غازي عنتاب وكيليس، وكانت لديهم توقعات بأنّ السلام في بلدهم قريب، ولكن بعد مرور خمس سنوات ولا سلام في الأفق، قرّروا الذهابَ الى أوروبا.

 

وقال ديمينتش في مقابلة خاصة مع «الجمهورية» التي التقته في عمّان: «تركيا كانت تصرّ على أنّ الحلّ الأفضل للاجئين إبقاؤهم في أراضيهم، وقد عرضت منذ 2013 إنشاءَ منطقة آمنة، وقلنا للأوروبيين إنّ الحلّ هو مساعدة تركيا لإنشاء هذا المنطقة».

وكشف أنّ هناك «تفاهماً جرى في محادثات كازاحستان بموافقة روسيا وأميركا في ما خصّ المناطق الآمنة، ولكن حتى الساعة لم يتمّ التوصل الى اتفاق كامل بشأن ذلك».

وأشار إلى أنّ أردوغان بحث في اتصال هاتفي مع ترامب مسألة المناطق الآمنة لحلّ أزمة اللاجئين ومحاربة داعش، وقد تمّ التفاهمُ مع الروس اللذين وعدوا بتأمين هذه المناطق الآمنة وعدم لمسها، أي أن تكون هناك قوات جوية روسية- أميركية لتأمين عدم التعرّض لهذه المناطق، في حين ينتشر جنود أتراك على الأرض لحمايتها، ولكن يبقى الخطرُ الوحيد وجود داعش وكيفية التعامل معه».

أوروبا أيضاً وافقت على منح 3 مليارات دولار لتركيا سابقاً وهناك توجّه لمنح 3 مليارات أخرى لبناء مدارس ومنازل للسوريين في المناطق الآمنة، على حدّ تعبير ديمينتش الذي نفى أن يكون أردوغان بحث وترامب مسألة ان تموّل دول الخليج تلك المناطق.

 

 

عودة عرب منبج

وأشار إلى أنّ الجزءَ الغربي من الفرات تسيطر عليه قوات حزب الإتحاد الديموقراطي (PYD) ووحدات حماية الشعب (YPG)، معتبراً أنّه ليس من قبيل المصادفة أن يأتي هذا التحرّك الكردي بعد يوم من محاولة الإنقلاب الفاشل في تركيا.

وقال: “بعد الباب نحن نتفاوض مع الولايات المتحدة، لا نريد أن نتقاتل مع أحد، في منبج الغالبية السكانية عربية، وبالتالي نحن مع عودة أهالي منبج العرب الى أرضهم، ولكن يجب إزاحة وحدات حماية الشعب الى الجزء الشرقي من الفرات، فإذا وافقت الولايات المتحدة لا مشكلة لدينا”

 

الإستفتاء

في الشقّ الداخلي التركي، لا يُؤيّد نائبُ الرئيس السابق لحزب العدالة والتنمية الرأي السائد بأنّ الإستفتاء الذي سيجرى في 16 نيسان حول تعديل الدستور للتحوّل إلى رئاسة تنفيذية، سيكون حتماً لمصلحة الرئيس أردوغان.

وأوضح أنّه ضمن حزب الحركة القومية (MHP) المتحالف مع حزب العدالة والتنمية بعض العناصر الذين لا يوافقون على قرار حزبهم بتأييد الاستفنتاء، حتى إنّ بعض أعضاء حزب الشعب الجمهوري المعارض (CHP) قد يصوّتون لمصلحة الاستفتاء.

وقال: «في السياسة لا يمكن التكهّن بعدد الأصوات، هناك مخاطر بأنّ شيئاً ما قد يحدث ويكون قوياً، فتنقلب الأمور، ولكن نشعر أنّ الإستفتاء سيمرّ لأنّه مهمّ لتاريخ تركيا، فمنذ عام 1990 عانينا من التحالفات والائتلافات التي خلقت عدمَ استقرار سياسي واقتصادي».

ويذكّر بأنّه منذ أيام الرئيس الراحل تورغوت أوزال كان هناك سعيٌ الى إقرار النظام الرئاسي، من دون أن يُنكر أنّ بلاده تعيش حالاً من الإستقطاب في المرحلة الحالية.

وختم البرلماني والمستشار التركي حديثه بأنّه بعد إلغاء منصب رئيس الوزراء، «سينتخب الناس حكومتهم مباشرة، فالتصويت سيكون مباشرة للرئيس الذي سيشكّل الحكومة، فلا مخاطر لحكومات ائتلافية في النظام الرئاسي، وسيكون هناك جسمان تنفيذي وتشريعي وفصل بين السلطات بشكل يضمن التوازن والمحاسبة» على حدّ تعبيره.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *