الرئيسية / صحف ومقالات / البناء : لافروف وابن زايد بعد القاهرة… لعودة ‏سورية إلى الجامعة العربيّة وإلغاء قانون ‏قيصر بقيت الكتائب في الشارع وتراجعت القوات… وكلام قائد الجيش يخلط الأوراق / ‏بكركي وحزب الله لإدارة الخلاف وتسريع الحكومة… وإبراهيم لم ييأس من ‏الحلّ
flag-big

البناء : لافروف وابن زايد بعد القاهرة… لعودة ‏سورية إلى الجامعة العربيّة وإلغاء قانون ‏قيصر بقيت الكتائب في الشارع وتراجعت القوات… وكلام قائد الجيش يخلط الأوراق / ‏بكركي وحزب الله لإدارة الخلاف وتسريع الحكومة… وإبراهيم لم ييأس من ‏الحلّ

كتبت صحيفة ” البناء ” تقول : تتحرّك‎ ‎موسكو‎ ‎استباقاً‎ ‎لتبلور‎ ‎موقف‎ ‎أميركي‎ ‎تتبناه‎ ‎الإدارة‎ ‎الجديدة‎ ‎للرئيس‎ ‎جو‎ ‎بادين،‎ ‎في‎ ‎مقاربة‎ ‎الملف‎ ‎السوري،‎ ‎وبعدما‎ ‎توصلت‎ ‎مع‎ ‎القاهرة‎ ‎للتفاهم‎ ‎على‎ ‎أهمية‎ ‎السعي‎ ‎لعودة‎ ‎سورية‎ ‎الى‎ ‎الجامعة‎ ‎العربية،‎ ‎كما‎ ‎عبّر‎ ‎عنه‎ ‎وزير‎ ‎الخارجية‎ ‎المصرية‎ ‎سامح‎ ‎شكري‎ ‎قبل‎ ‎أيام‎ ‎في‎ ‎مجلس‎ ‎الجامعة‎ ‎العربية،‎ ‎نجح‎ ‎وزير‎ ‎الخارجية‎ ‎الروسية‎ ‎سيرغي‎ ‎لافروف‎ ‎بالتوصل‎ ‎مع‎ ‎وزير‎ ‎الخارجية‎ ‎الإماراتي‎ ‎عبد‎ ‎الله‎ ‎بن‎ ‎زايد‎ ‎الى‎ ‎موقف‎ ‎موحّد‎ ‎يضمّ‎ ‎عنواني‎ ‎عودة‎ ‎سورية‎ ‎الى‎ ‎الجامعة‎ ‎مع‎ ‎الدعوة‎ ‎لإلغاء‎ ‎قانون‎ ‎قيصر‎ ‎للعقوبات‎ ‎الأميركيّة‎ ‎الذي‎ ‎يقيد‎ ‎ويضعف‎ ‎فرص‎ ‎التعاون‎ ‎مع‎ ‎سورية‎ ‎ومساعدتها‎ ‎على‎ ‎مواجهة‎ ‎أزماتها،‎ ‎خصوصاً‎ ‎على‎ ‎الصعيد‎ ‎الاقتصادي،‎ ‎وتسعى‎ ‎روسيا‎ ‎لبلورة‎ ‎موقف‎ ‎عربيّ‎ ‎يشكل‎ ‎أحد‎ ‎أركان‎ ‎صياغة‎ ‎موقف‎ ‎أميركي‎ ‎جديد،‎ ‎تسعى‎ ‎موسكو‎ ‎لجعله‎ ‎أقرب‎ ‎لفرص‎ ‎التوصّل‎ ‎لتفاهم‎ ‎روسي‎ ‎أميركي‎ ‎لم‎ ‎تنجح‎ ‎ببلوغه‎ ‎مع‎ ‎إدارتي‎ ‎الرئيسين‎ ‎باراك‎ ‎اوباما‎ ‎ودونالد‎ ‎ترامب‎.‎

بالتوازي،‎ ‎يبدو‎ ‎ملف‎ ‎عودة‎ ‎النازحين‎ ‎السوريين‎ ‎يتقدّم‎ ‎في‎ ‎الرؤية‎ ‎الروسية‎ ‎بالاستناد‎ ‎الى‎ ‎ما‎ ‎تراه‎ ‎موسكو‎ ‎من‎ ‎فرص‎ ‎لتغيير‎ ‎في‎ ‎النظرة‎ ‎الأميركية‎ ‎لهذه‎ ‎العودة،‎ ‎مع‎ ‎الكلام‎ ‎الذي‎ ‎صدر‎ ‎عن‎ ‎الدبلوماسي‎ ‎السابق‎ ‎جيفري‎ ‎فيلتمان،‎ ‎حول‎ ‎فشل‎ ‎نظام‎ ‎العقوبات‎ ‎والدعوة‎ ‎لتغييره‎ ‎أو‎ ‎على‎ ‎الأقل‎ ‎تعديل‎ ‎استهدافاته‎ ‎باستثناء‎ ‎موجبات‎ ‎تمويل‎ ‎المواجهة‎ ‎مع‎ ‎كورونا،‎ ‎وعودة‎ ‎النازحين،‎ ‎وإعادة‎ ‎إعمار‎ ‎البنى‎ ‎التحتية‎. ‎ونقلت‎ ‎أوساط‎ ‎الوفد‎ ‎اللبناني‎ ‎الى‎ ‎سورية‎ ‎الذي‎ ‎ترأسه‎ ‎الوزير‎ ‎رمزي‎ ‎مشرفية‎ ‎أجواء‎ ‎تفاؤليّة‎ ‎حول‎ ‎فرص‎ ‎رسم‎ ‎خريطة‎ ‎طريق‎ ‎للعودة،‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎فرص‎ ‎جمع‎ ‎السعي‎ ‎السوري‎ ‎لتفعيل‎ ‎مساعي‎ ‎عودة‎ ‎النازحين‎ ‎مع‎ ‎السعي‎ ‎اللبناني‎ ‎لمخاطبة‎ ‎الجهات‎ ‎الدولية‎ ‎التي‎ ‎كانت‎ ‎تقف‎ ‎بقوة‎ ‎ضد‎ ‎هذه‎ ‎العودة‎ ‎لاستكشاف‎ ‎حدود‎ ‎التغيير‎ ‎في‎ ‎مواقفها،‎ ‎كما‎ ‎ترجمتها‎ ‎دعوة‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎ورئيس‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎حسان‎ ‎دياب،‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎اجتماع‎ ‎بعبدا‎ ‎الذي‎ ‎طالب‎ ‎وزير‎ ‎الخارجية‎ ‎بمخاطبة‎ ‎الدول‎ ‎تقديم‎ ‎المساعدة‎ ‎للنازحين‎ ‎السوريين‎ ‎في‎ ‎بلدهم‎ ‎بدلاً‎ ‎من‎ ‎حصر‎ ‎تقديمها‎ ‎في‎ ‎لبنان‎.‎
في‎ ‎الشأن‎ ‎اللبنانيّ‎ ‎حضر‎ ‎كلام‎ ‎قائد‎ ‎الجيش‎ ‎العماد‎ ‎جوزف‎ ‎عون،‎ ‎على‎ ‎طاولة‎ ‎المعنيين‎ ‎السياسيين‎ ‎على‎ ‎اختلاف‎ ‎توجهاتهم،‎ ‎ورأت‎ ‎مصادر‎ ‎متابعة‎ ‎للملف‎ ‎السياسي‎ ‎أن‎ ‎مواقف‎ ‎رئيس‎ ‎الحزب‎ ‎التقدمي‎ ‎الاشتراكي‎ ‎النائب‎ ‎السابق‎ ‎وليد‎ ‎جنبلاط‎ ‎التي‎ ‎انتقلت‎ ‎من‎ ‎التطرف‎ ‎إلى‎ ‎الاعتدال‎ ‎في‎ ‎التعامل‎ ‎مع‎ ‎موقع‎ ‎رئاسة‎ ‎الجمهورية‎ ‎والملف‎ ‎الحكومي‎ ‎وتحركات‎ ‎الشارع،‎ ‎تقف‎ ‎في‎ ‎خلفيتها‎ ‎حالة‎ ‎نظرة‎ ‎قلق‎ ‎تجاه‎ ‎ما‎ ‎كان‎ ‎لديه‎ ‎من‎ ‎معلومات‎ ‎حول‎ ‎توجّهات‎ ‎يتم‎ ‎التحضير‎ ‎لتظهيرها‎ ‎من‎ ‎جانب‎ ‎قيادة‎ ‎الجيش،‎ ‎هي‎ ‎ما‎ ‎تضمنته‎ ‎كلمة‎ ‎قائد‎ ‎الجيش‎ ‎أول‎ ‎أمس،‎ ‎بينما‎ ‎قالت‎ ‎المصادر‎ ‎إن‎ ‎تراجع‎ ‎حضور‎ ‎القوات‎ ‎اللبنانية‎ ‎في‎ ‎الشارع‎ ‎يعود‎ ‎بنسبة‎ ‎كبيرة‎ ‎منه‎ ‎الى‎ ‎التريث‎ ‎القواتي‎ ‎بعد‎ ‎كلمة‎ ‎قائد‎ ‎الجيش،‎ ‎رغم‎ ‎حضور‎ ‎قضية‎ ‎وفاة‎ ‎شابين‎ ‎زغرتاويين‎ ‎في‎ ‎حادث‎ ‎سير‎ ‎مأساوي‎ ‎باصطدام‎ ‎سيارتهما‎ ‎بشاحنة‎ ‎وضعت‎ ‎في‎ ‎طريق‎ ‎شكا،‎ ‎حيث‎ ‎قطع‎ ‎الطرقات‎ ‎الذي‎ ‎كانت‎ ‎تتولاه‎ ‎القوات،‎ ‎وبدا‎ ‎الشارع‎ ‎رغم‎ ‎مواصلة‎ ‎تقطيع‎ ‎المناطق‎ ‎عن‎ ‎بعضها‎ ‎في‎ ‎نقاط‎ ‎عديدة‎ ‎خالياً‎ ‎من‎ ‎الحشود‎ ‎التي‎ ‎اقتصرت‎ ‎على‎ ‎العشرات‎ ‎في‎ ‎أكبر‎ ‎التجمّعات،‎ ‎بينما‎ ‎كانت‎ ‎مجرد‎ ‎أفراد‎ ‎أغلبهم‎ ‎شبان‎ ‎في‎ ‎أغلب‎ ‎المناطق،‎ ‎ومجرد‎ ‎إطارات‎ ‎تشتعل‎ ‎في‎ ‎مناطق‎ ‎عديدة‎.‎

في‎ ‎الشأن‎ ‎السياسي‎ ‎كانت‎ ‎بكركي‎ ‎الوجهة‎ ‎الرئيسية‎ ‎للأحداث،‎ ‎حيث‎ ‎شهدت‎ ‎لقاء‎ ‎مصارحة‎ ‎بين‎ ‎وفدي‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎والكنيسة،‎ ‎وتأسيساً‎ ‎لتنظيم‎ ‎الخلاف‎ ‎وإدارته‎ ‎حول‎ ‎الطروحات‎ ‎الأخيرة‎ ‎لبكركي‎ ‎نحو‎ ‎الحياد‎ ‎والتدويل،‎ ‎واستئناف‎ ‎الحوار‎ ‎نحو‎ ‎سبل‎ ‎تسريع‎ ‎ولادة‎ ‎الحكومة،‎ ‎كما‎ ‎قالت‎ ‎مصادر‎ ‎تابعت‎ ‎اللقاء‎ ‎الأول‎ ‎منذ‎ ‎شهور‎ ‎طويلة،‎ ‎فيما‎ ‎استقبل‎ ‎البطريرك‎ ‎بشارة‎ ‎الراعي‎ ‎المدير‎ ‎العام‎ ‎للأمن‎ ‎العام‎ ‎اللواء‎ ‎إبراهيم‎ ‎للتشاور‎ ‎في‎ ‎بنود‎ ‎مبادرة‎ ‎إبراهيم‎ ‎لتجاوز‎ ‎عقد‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة،‎ ‎ما‎ ‎يمكن‎ ‎لبكركي‎ ‎أن‎ ‎تسهم‎ ‎فيه‎ ‎ضمن‎ ‎مساعي‎ ‎الحلحلة،‎ ‎التي‎ ‎قالت‎ ‎مصادر‎ ‎تواكب‎ ‎تحرك‎ ‎اللواء‎ ‎إبراهيم،‎ ‎إنها‎ ‎لا‎ ‎تزال‎ ‎ممكنة،‎ ‎وإن‎ ‎إبراهيم‎ ‎لن‎ ‎ييأس‎ ‎من‎ ‎السعي‎ ‎رغم‎ ‎الصعوبات‎ ‎والتعقيدات‎.‎

وبعد‎ ‎فشل‎ ‎مخطط‎ ‎الانقلاب،‎ ‎كما‎ ‎وصفه‎ ‎رئيسا‎ ‎الجمهورية‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎وحكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎حسان‎ ‎دياب‎ ‎بإشعال‎ ‎الفوضى‎ ‎الأمنية‎ ‎وفرض‎ ‎أمر‎ ‎واقع‎ ‎سياسي‎ ‎وحكومي،‎ ‎تراجع‎ ‎زخم‎ ‎الحراك‎ ‎في‎ ‎مختلف‎ ‎المناطق‎ ‎اللبنانية‎ ‎مع‎ ‎إعادة‎ ‎فتح‎ ‎عددٍ‎ ‎كبير‎ ‎من‎ ‎الطرقات‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎في‎ ‎الجنوب‎ ‎وبيروت‎ ‎والبقاع‎ ‎فيما‎ ‎انحسر‎ ‎مسلسل‎ ‎قطع‎ ‎الطرقات‎ ‎في‎ ‎المناطق‎ ‎التي‎ ‎يسيطر‎ ‎عليها‎ ‎حزبا‎ ‎القوات‎ ‎والكتائب‎ ‎وبعض‎ ‎مناطق‎ ‎نفوذ‎ ‎تيار‎ ‎المستقبل‎ ‎في‎ ‎البقاع‎ ‎والشمال‎. ‎ما‎ ‎يفضح‎ ‎بحسب‎ ‎مصادر‎ ‎سياسية‎ ‎مسيحية‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎دور‎ ‎هذه‎ ‎الأحزاب‎ ‎بضرب‎ ‎الاستقرار‎ ‎الأمني‎ ‎والسلم‎ ‎الأهلي‎ ‎خدمة‎ ‎لأهداف‎ ‎شخصية‎ ‎وتلبية‎ ‎مصالح‎ ‎خارجية‎”‎،‎ ‎مشيرة‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ “‎المجموعات‎ ‎التي‎ ‎تقطع‎ ‎الطرقات‎ ‎تحوّلت‎ ‎إلى‎ ‎عصابات‎ ‎تمارس‎ ‎أساليب‎ ‎ميليشياوية‎ ‎تُذكّر‎ ‎اللبنانيين‎ ‎بمراحل‎ ‎التقسيم‎ ‎والفدرالية‎ ‎والانعزالية‎ ‎كفرض‎ ‎خوّات‎ ‎والاعتداء‎ ‎على‎ ‎المارة‎ ‎ومنع‎ ‎سيارات‎ ‎الصليب‎ ‎الأحمر‎ ‎والسيارات‎ ‎المحملة‎ ‎بأجهزة‎ ‎تنفّس‎ ‎والمعدات‎ ‎الطبية‎ ‎من‎ ‎المرور‎ ‎فضلاً‎ ‎عن‎ ‎زرع‎ ‎الكمائن‎ ‎على‎ ‎الأتوسترادات‎ ‎الدولية‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎سدّها‎ ‎بالشاحنات‎ ‎الكبيرة‎ ‎ما‎ ‎حصد‎ ‎شابين‎ ‎من‎ ‎زغرتا‎ ‎أمس‎ ‎الأول‎”.‎

ويوم‎ ‎أمس،‎ ‎استمرّت‎ ‎المجموعات‎ ‎التابعة‎ ‎للقوات‎ ‎والكتائب‎ ‎والمستقبل‎ ‎بقطع‎ ‎الطرقات‎ ‎وشلّ‎ ‎الحياة‎ ‎في‎ ‎بعض‎ ‎المناطق‎ ‎ما‎ ‎يساهم‎ ‎في‎ ‎تفاقم‎ ‎الأزمات‎ ‎المعيشيّة‎. ‎وسط‎ ‎حالة‎ ‎من‎ ‎الاعتراض‎ ‎والغضب‎ ‎والتململ‎ ‎لدى‎ ‎أهالي‎ ‎المناطق،‎ ‎بحسب‎ ‎معلومات‎ “‎البناء‎” ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎في‎ ‎جل‎ ‎الديب‎ ‎والذوق‎ ‎والمناطق‎ ‎المجاورة‎ ‎والذين‎ ‎حمّلوا‎ ‎حزب‎ ‎القوات‎ ‎المسؤوليّة‎ ‎ودعوا‎ ‎الجيش‎ ‎اللبناني‎ ‎للتدخل‎ ‎لفتح‎ ‎الطرقات‎. ‎فيما‎ ‎لم‎ ‎يُلاحَظ‎ ‎أيّ‎ ‎تدخل‎ ‎جدّي‎ ‎للجيش‎ ‎والقوى‎ ‎الأمنية‎ ‎لحسم‎ ‎الأمر‎ ‎وفتح‎ ‎الطرقات‎ ‎المقطوعة‎ ‎رغم‎ ‎التوجيهات‎ ‎التي‎ ‎صدرت‎ ‎عن‎ ‎الاجتماع‎ ‎الأمنيّ‎ ‎القضائيّ‎ ‎والنقديّ‎ ‎في‎ ‎بعبدا‎ ‎للأجهزة‎ ‎الأمنية‎ ‎لفتح‎ ‎الطرقات‎. ‎كما‎ ‎لوحظ‎ ‎أن‎ ‎طريق‎ ‎بيروت‎ -‎‎ ‎الجنوب‎ ‎بقيت‎ ‎مفتوحة‎ ‎طيلة‎ ‎يوم‎ ‎أمس‎ ‎وذلك‎ ‎بعد‎ ‎الاتصالات‎ ‎التي‎ ‎حصلت‎ ‎بين‎ ‎قيادتي‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎وأمل‎ ‎مع‎ ‎قيادة‎ ‎الحزب‎ ‎الاشتراكي‎. ‎فيما‎ ‎كان‎ ‎لافتاً‎ ‎تأييد‎ ‎مجموعات‎ ‎قطع‎ ‎الطرقات‎ ‎لكلام‎ ‎قائد‎ ‎الجيش‎ ‎جوزف‎ ‎عون‎ ‎والإيحاء‎ ‎بأن‎ ‎كلام‎ ‎عون‎ ‎الأخير‎ ‎رسالة‎ ‎تطمين‎ ‎لمجموعات‎ ‎قطع‎ ‎الطرقات‎ ‎لاستكمال‎ ‎تحرّكهم‎ ‎بكل‎ ‎راحة‎ ‎وحرية‎.‎

وشهدت‎ ‎العديد‎ ‎من‎ ‎المناطق‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎خطوط‎ ‎التماس‎ ‎استنفاراً‎ ‎أمنياً‎ ‎لعناصر‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎وحركة‎ ‎أمل،‎ ‎وعلمت‎ “‎البناء‎” ‎أن‎ ‎الهدف‎ ‎من‎ ‎ذلك‎ ‎ضبط‎ ‎وتطويق‎ ‎أي‎ ‎محاولة‎ ‎من‎ ‎الطابور‎ ‎الخامس‎ ‎للنزول‎ ‎إلى‎ ‎الشارع‎ ‎وقطع‎ ‎الطرق‎ ‎وإثارة‎ ‎الفتنة‎ ‎على‎ ‎غرار‎ ‎ما‎ ‎حصل‎ ‎منذ‎ ‎أشهر‎ ‎حيث‎ ‎تمّ‎ ‎الدخول‎ ‎الى‎ ‎مناطق‎ ‎مجاورة‎ ‎وخلق‎ ‎توترات‎ ‎مذهبية‎ ‎وطائفية‎.‎

وغداة‎ ‎اجتماع‎ ‎بعبدا‎ ‎الاقتصادي‎ -‎‎ ‎الأمني‎ ‎الذي‎ ‎دعا‎ ‎الى‎ ‎ملاحقة‎ ‎الصرافين‎ ‎ومنصات‎ ‎تحديد‎ ‎سعر‎ ‎صرف‎ ‎الدولار،‎ ‎توقف‎ ‎الصرافون‎ ‎في‎ ‎ساحة‎ ‎شتورا‎ ‎عن‎ ‎العمل‎ ‎وعمدوا‎ ‎الى‎ ‎قطع‎ ‎كل‎ ‎الطرقات‎ ‎التي‎ ‎تصل‎ ‎إلى‎ ‎ساحة‎ ‎شتورا‎ ‎بالإطارات‎ ‎المشتعلة‎ ‎رفضاً‎ ‎لتوقيف‎ ‎عدد‎ ‎منهم‎ ‎وختم‎ ‎بعض‎ ‎المحال‎ ‎بالشمع‎ ‎الأحمر‎. ‎كما‎ ‎تمّ‎ ‎توقيف‎ ‎عدد‎ ‎من‎ ‎صرّافي‎ ‎السوق‎ ‎السوداء‎ ‎في‎ ‎صور‎. ‎فيما‎ ‎دعت‎ ‎مصادر‎ ‎مصرفيّة‎ ‎الى‎ “‎ملاحقة‎ ‎التطبيقات‎ ‎الإلكترونيّة‎ ‎في‎ ‎الخارج‎ ‎والتي‎ ‎تتحكّم‎ ‎بالسوق‎ ‎السوداء‎ ‎إضافة‎ ‎الى‎ ‎ملاحقة‎ ‎الصرّافين‎ ‎من‎ ‎فئة‎ ‎أ‎ ‎والمعروفين‎ ‎من‎ ‎الأجهزة‎ ‎الأمنية‎ ‎والذين‎ ‎يخبئون‎ ‎عشرات‎ ‎ملايين‎ ‎الدولارات‎ ‎في‎ ‎منازلهم‎ ‎ويعملون‎ ‎على‎ ‎المضاربة‎ ‎بها‎ ‎لتحقيق‎ ‎أرباح‎ ‎خياليّة‎ ‎إضافة‎ ‎الى‎ ‎رؤساء‎ ‎مجالس‎ ‎إدارات‎ ‎عدد‎ ‎من‎ ‎المصارف‎ ‎الرئيسية‎ ‎في‎ ‎البلد‎ ‎الذين‎ ‎يحركون‎ ‎هؤلاء‎ ‎الصرافين‎ ‎والتطبيقات‎ ‎الإلكترونية‎ ‎عن‎ ‎بُعد‎ ‎في‎ ‎آن‎ ‎معاً‎”.‎

ورغم‎ ‎الخطوات‎ ‎الأمنية‎ ‎والقضائية‎ ‎التي‎ ‎اتخذت‎ ‎على‎ ‎المستوى‎ ‎الرسمي‎ ‎إلا‎ ‎أن‎ ‎سعر‎ ‎صرف‎ ‎الدولار‎ ‎بقي‎ ‎على‎ ‎ارتفاعه‎ ‎في‎ ‎السوق‎ ‎الموازية‎ ‎ولم‎ ‎يسجل‎ ‎تراجعاً‎ ‎إذا‎ ‎تراوح‎ ‎أمس،‎ ‎بين‎ 10525 ‎و‎10575 ‎ليرة‎ ‎للدولار‎ ‎الواحد‎.‎

ولاحظ‎ ‎مراقبون‎ ‎انفجار‎ ‎عدد‎ ‎من‎ ‎الأزمات‎ ‎المعيشية‎ ‎والنقدية‎ ‎في‎ ‎وقت‎ ‎واحد‎ ‎من‎ ‎ارتفاع‎ ‎سعر‎ ‎الصرف‎ ‎الى‎ ‎ارتفاع‎ ‎اسعار‎ ‎المواد‎ ‎الغذائية‎ ‎وفقدان‎ ‎بعضها‎ ‎الى‎ ‎أزمة‎ ‎الكهرباء‎ ‎والمحروقات‎ ‎وغيرها‎ ‎ما‎ ‎يؤكد‎ ‎أن‎ ‎كل‎ ‎هذه‎ ‎الازمات‎ ‎مفتعلة‎ ‎من‎ ‎قبل‎ ‎غرفة‎ ‎عمليات‎ ‎واحدة‎ ‎تحرك‎ ‎كل‎ ‎هذه‎ ‎الأحداث‎ ‎مستغلة‎ ‎الظروف‎ ‎الاقتصادية‎ ‎الصعبة‎ ‎والضائقة‎ ‎المعيشية‎ ‎للمواطنين‎ ‎وغضبهم‎ ‎في‎ ‎الشارع‎.‎

وشهدت‎ ‎محطات‎ ‎المحروقات‎ ‎في‎ ‎أغلب‎ ‎المناطق‎ ‎اللبنانية،‎ ‎طوابير‎ ‎سيارات‎ ‎محتشدة‎ ‎لتعبئة‎ ‎البنزين،‎ ‎بفعل‎ ‎عودة‎ ‎التقنين‎ ‎تحت‎ ‎ضغط‎ ‎التخزين‎ ‎والتهريب،‎ ‎وتوتّر‎ ‎الوضع‎ ‎في‎ ‎الشارع‎ ‎نتيجة‎ ‎قطع‎ ‎الطرقات‎.‎

وبالتوازي،‎ ‎يشير‎ ‎بعض‎ ‎أصحاب‎ ‎المحطّات‎ ‎إلى‎ ‎إمكانية‎ ‎رفع‎ ‎سعر‎ ‎صفيحة‎ ‎البنزين‎ ‎اليوم،‎ ‎بمعدّل‎ ‎يتراوح‎ ‎بين‎ 1000 ‎و‎1800 ‎ليرة‎. ‎ويُضاف‎ ‎ذلك‎ ‎إلى‎ ‎عدم‎ ‎تلقّي‎ ‎المحطات‎ ‎للكميات‎ ‎التي‎ ‎تحتاجها،‎ ‎كما‎ ‎أن‎ ‎النسبة‎ ‎التي‎ ‎تُعطى‎ ‎لها‎ ‎غير‎ ‎ثابتة‎ ‎وتخضع‎ ‎للمحسوبيات‎.‎
في‎ ‎غضون‎ ‎ذلك،‎ ‎عاد‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎مساء‎ ‎أمس‎ ‎الى‎ ‎بيروت‎ ‎قادماً‎ ‎من‎ ‎أبو‎ ‎ظبي،‎ ‎حيث‎ ‎التقى‎ ‎وزير‎ ‎الخارجية‎ ‎الروسية‎ ‎سيرغي‎ ‎لافروف‎ ‎وناقش‎ ‎معه‎ ‎آخر‎ ‎التطورات‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎والمنطقة‎.‎

وأعلنت‎ ‎وزارة‎ ‎الخارجية‎ ‎الروسية‎ ‎في‎ ‎بيان‎ ‎أن‎ ‎البحث‎ ‎جرى‎ ‎بين‎ ‎لافروف‎ ‎والحريري‎ “‎بشكل‎ ‎معمّق‎ ‎في‎ ‎وجهات‎ ‎النظر‎ ‎بالنسبة‎ ‎لوضع‎ ‎حد‎ ‎للوضع‎ ‎المتأزم‎ ‎في‎ ‎لبنان،‎ ‎مع‎ ‎التركيز‎ ‎على‎ ‎أهمية‎ ‎الإسراع‎ ‎في‎ ‎اجتياز‎ ‎الأزمة‎ ‎الاجتماعية‎ ‎والاقتصادية،‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎تشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎مهمّة‎ ‎قادرة‎ ‎من‎ ‎التكنوقراط‎”. ‎وأضاف‎ ‎البيان‎ ‎أن‎ “‎اللقاء‎ ‎تناول‎ ‎أيضاً‎ ‎دعم‎ ‎القوى‎ ‎السياسية‎ ‎الأساسية‎ ‎في‎ ‎البلد‎ ‎وجرى‎ ‎عرض‎ ‎بعض‎ ‎المشاكل‎ ‎الإقليميّة،‎ ‎بما‎ ‎فيها‎ ‎تكثيف‎ ‎جهود‎ ‎المجتمع‎ ‎الدولي‎ ‎من‎ ‎أجل‎ ‎حل‎ ‎الأزمة‎ ‎السورية‎ ‎على‎ ‎قاعدة‎ ‎قرار‎ ‎مجلس‎ ‎الأمن‎ ‎رقم‎ 2254‎،‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎مسألة‎ ‎عودة‎ ‎اللاجئين‎ ‎السوريين‎ ‎الى‎ ‎ديارهم‎ ‎وكذلك‎ ‎تم‎ ‎بحث‎ ‎أفكار‎ ‎جديدة‎ ‎في‎ ‎سبيل‎ ‎تطوير‎ ‎وتوطيد‎ ‎علاقات‎ ‎الصداقة‎ ‎الروسية‎ ‎اللبنانية‎ ‎وتطوير‎ ‎التبادل‎ ‎التجاري‎ ‎والاستثماري‎ ‎والاجتماعي،‎ ‎مع‎ ‎التركيز‎ ‎على‎ ‎مساعدة‎ ‎روسيا‎ ‎للبنان‎ ‎في‎ ‎مكافحة‎ ‎وباء‎ ‎كورونا‎”.‎
وفي‎ ‎سياق‎ ‎ذلك،‎ ‎واصل‎ ‎المدير‎ ‎العام‎ ‎للأمن‎ ‎العام‎ ‎اللواء‎ ‎عباس‎ ‎إبراهيم‎ ‎مساعيه‎ ‎على‎ ‎الخطوط‎ ‎كافة‎ ‎وذلك‎ ‎للبحث‎ ‎في‎ ‎المقترح‎ ‎القائم‎ ‎والذي‎ ‎وافق‎ ‎عليه‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎والذي‎ ‎يقضي‎ ‎بأن‎ ‎يختار‎ ‎عون‎ ‎ستة‎ ‎وزراء‎ ‎من‎ ‎ضمنهم‎ ‎وزير‎ ‎الطاشناق‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎الثلث‎ ‎المعطل‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎يتفق‎ ‎مع‎ ‎الحريري‎ ‎على‎ ‎اسم‎ ‎مشترك‎ ‎لوزارة‎ ‎الداخلية‎ ‎وآخر‎ ‎للعدل،‎ ‎ومن‎ ‎المفترض‎ ‎أن‎ ‎يناقشه‎ ‎الحريري‎ ‎خلال‎ ‎اليومين‎ ‎المقبلين‎ ‎ويُبلغ‎ ‎ردّه‎ ‎للواء‎ ‎إبراهيم‎.‎

وكان‎ ‎ابراهيم‎ ‎زار‎ ‎بكركي‎ ‎والتقى‎ ‎البطريرك‎ ‎الماروني‎ ‎مار‎ ‎بشارة‎ ‎بطرس‎ ‎الراعي‎. ‎ولفتت‎ ‎أوساط‎ ‎بكركي‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎أن‎ ‎الجهود‎ ‎مستمرة‎ ‎على‎ ‎خط‎ ‎تذليل‎ ‎العقد‎ ‎لتأليف‎ ‎الحكومة‎ ‎وبكركي‎ ‎تقوم‎ ‎بواجبها‎ ‎على‎ ‎هذا‎ ‎الصعيد‎ ‎ومنفتحة‎ ‎على‎ ‎كافة‎ ‎الأطراف‎ ‎والاقتراحات‎ ‎وتدعم‎ ‎اي‎ ‎حل‎ ‎يتفق‎ ‎عليه‎ ‎الرئيسان‎ ‎عون‎ ‎والحريري‎ ‎المعنيان‎ ‎باستحقاق‎ ‎التأليف‎ ‎لأن‎ ‎البلد‎ ‎لم‎ ‎يعُد‎ ‎يحتمل‎ ‎استمرار‎ ‎الوضع‎ ‎على‎ ‎حاله‎”.‎

وقالت‎ ‎مصادر‎ ‎روحية‎ ‎وسياسية‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎إن‎ “‎ظاهر‎ ‎الأزمة‎ ‎الحكومية‎ ‎يبدو‎ ‎داخلياً‎ ‎لكن‎ ‎حقيقة‎ ‎الأمر‎ ‎أن‎ ‎العوامل‎ ‎والمؤثرات‎ ‎الخارجية‎ ‎تطغى‎ ‎بقوة‎ ‎على‎ ‎المشهد‎ ‎المحليّ‎”‎،‎ ‎موضحة‎ ‎أن‎ “‎الأبعاد‎ ‎الدولية‎ ‎والإقليمية‎ ‎لطالما‎ ‎كانت‎ ‎تضغط‎ ‎بقوة‎ ‎في‎ ‎المشهد‎ ‎السياسي‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎وبالتالي‎ ‎الأزمة‎ ‎الحكومية‎ ‎والسياسية‎ ‎عموماً‎ ‎مرتبطة‎ ‎عضوياً‎ ‎بالأزمات‎ ‎الإقليمية‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎التفاوض‎ ‎بين‎ ‎أميركا‎ ‎وإيران‎ ‎على‎ ‎الملف‎ ‎النوويّ‎ ‎والحرب‎ ‎السعودية‎ ‎على‎ ‎اليمن‎”. ‎وحذّرت‎ ‎المصادر‎ ‎من‎ ‎تداعيات‎ ‎الأزمة‎ ‎الحكوميّة‎ ‎على‎ ‎المستوى‎ ‎الاجتماعي‎ ‎والامني‎ ‎ما‎ ‎يتطلب‎ ‎تأليف‎ ‎حكومة‎ ‎سريعاً‎”‎‎.‎

وفيما‎ ‎تردّد‎ ‎أن‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎سيوجّه‎ ‎رسالة‎ ‎الى‎ ‎مجلس‎ ‎النواب‎ ‎لـ‎ “‎نزع‎ ‎الوكالة‎” ‎من‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎بسبب‎ ‎فشله‎ ‎في‎ ‎التشكيل،‎ ‎نفى‎ ‎مكتب‎ ‎الإعلام‎ ‎في‎ ‎رئاسة‎ ‎الجمهورية‎ ‎الخبر‎ ‎بشكل‎ ‎قاطع‎.‎
وشدد‎ ‎تكتل‎ ‎لبنان‎ ‎القوي‎ ‎في‎ ‎اجتماعه‎ ‎الدوري‎ ‎إلكترونيًا‎ ‎برئاسة‎ ‎النائب‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎ ‎على‎ ‎أن‎ “‎سلوك‎ ‎رئيس‎ ‎الحكومة‎ ‎المكلّف‎ ‎وأداءه‎ ‎الاستخفافيّ‎ ‎بمصالح‎ ‎الناس‎ ‎وبما‎ ‎هو‎ ‎حاصلٌ‎ ‎في‎ ‎البلاد‎ ‎أمرٌ‎ ‎غير‎ ‎مقبول،‎ ‎ويدعوه‎ ‎الى‎ ‎احترام‎ ‎الدستور‎ ‎والعودة‎ ‎الى‎ ‎لبنان‎ ‎لتشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎إنقاذيّة‎ ‎على‎ ‎قواعد‎ ‎الشراكة‎ ‎التي‎ ‎لن‎ ‎نسمح‎ ‎بكسرها‎ ‎ويُذكّره‎ ‎بأن‎ ‎الحلّ‎ ‎موجود‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎وليس‎ ‎في‎ ‎عواصم‎ ‎العالم‎ ‎مهما‎ ‎بلغت‎ ‎أهميتها،‎ ‎ولن‎ ‎ينفعه‎ ‎أن‎ ‎يربح‎ ‎العالم‎ ‎ويخسر‎ ‎وطنه‎ ‎ونفسه‎”.‎

وفيما‎ ‎توقفت‎ ‎أوساط‎ ‎سياسية‎ ‎مسيحية‎ ‎مقربة‎ ‎من‎ ‎بعبدا‎ ‎أمام‎ ‎دعوات‎ ‎القوات‎ ‎والكتائب‎ ‎والاشتراكي‎ ‎لاستقالة‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎وربط‎ ‎تيار‎ ‎المستقبل‎ ‎اعتذار‎ ‎الحريري‎ ‎باستقالة‎ ‎عون،‎ ‎لفتت‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎إلى‎ ‎أن‎ “‎استحقاق‎ ‎تكليف‎ ‎وتأليف‎ ‎الحكومة‎ ‎منفصل‎ ‎عن‎ ‎استحقاق‎ ‎انتخاب‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎والربط‎ ‎بينهما‎ ‎يعني‎ ‎مداواة‎ ‎الفراغ‎ ‎بالفراغ‎. ‎والمطلوب‎ ‎الذهاب‎ ‎فوراً‎ ‎إلى‎ ‎تأليف‎ ‎حكومة‎ ‎جديدة‎ ‎وتطبيق‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسية‎ ‎وإنجاز‎ ‎الإصلاحات‎ ‎المطلوبة‎”. ‎ووضعت‎ ‎الأوساط‎ ‎التلويح‎ ‎بهذا‎ ‎الأمر‎ ‎في‎ ‎إطار‎ ‎الضغط‎ ‎على‎ ‎عون‎ ‎لإضعافه‎ ‎وحشره،‎ ‎لكن‎ ‎الجميع‎ ‎يعلم‎ ‎بألا‎ ‎إمكانية‎ ‎دستورية‎ ‎وسياسية‎ ‎لذلك‎. ‎فالفراغ‎ ‎في‎ ‎الرئاسة‎ ‎الأولى‎ ‎بحسب‎ ‎الأوساط‎ “‎يعني‎ ‎سقوط‎ ‎الدولة‎ ‎وأخذ‎ ‎البلد‎ ‎إلى‎ ‎الفراغ‎ ‎والفوضى‎ ‎الكبيرة‎ ‎ويُجمِّد‎ ‎كل‎ ‎المساعدات‎ ‎الخارجية‎ ‎للبنان‎”. ‎وجزمت‎ ‎بأن‎ “‎عون‎ ‎لن‎ ‎يستقيل‎ ‎ولن‎ ‎يتنازل‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ ‎الموافقة‎ ‎على‎ ‎طرح‎ ‎اللواء‎ ‎إبراهيم‎ ‎ولو‎ ‎بقي‎ ‎الحريري‎ ‎مكلفاً‎ ‎لوقت‎ ‎طويل‎”.‎

على‎ ‎صعيد‎ ‎العلاقة‎ ‎بين‎ ‎بكركي‎ ‎وحزب‎ ‎الله،‎ ‎انعقدت‎ ‎اللجنة‎ ‎الثانية‎ ‎للحوار‎ ‎بين‎ ‎البطريركية‎ ‎المارونية‎ ‎الممثلة‎ ‎بالمطران‎ ‎سمير‎ ‎مظلوم‎ ‎والأمير‎ ‎حارس‎ ‎شهاب،‎ ‎وبين‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎الممثل‎ ‎بعضوَيْ‎ ‎المجلس‎ ‎السياسي‎ ‎للحزب،‎ ‎محمد‎ ‎سعيد‎ ‎الخنساء،‎ ‎ومصطفى‎ ‎الحاج‎ ‎علي،‎ ‎وتباحثوا‎ ‎بالأوضاع‎ ‎المأسويّة‎ ‎التي‎ ‎يمرّ‎ ‎بها‎ ‎لبنان‎ ‎وأكدوا‎ ‎ضرورة‎ ‎الإسراع‎ ‎في‎ ‎تشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎قادرة‎ ‎على‎ ‎معالجة‎ ‎الكوارث‎ ‎التي‎ ‎يرزح‎ ‎تحتها‎ ‎الشعب‎ ‎اللبنانيّ،‎ ‎وضرورة‎ ‎إنعاش‎ ‎الاقتصاد‎ ‎على‎ ‎المستويات‎ ‎كافة‎.‎
وتمّ‎ ‎البحث‎ ‎بموضوع‎ ‎الحياد‎ ‎الإيجابي‎ ‎الذي‎ ‎طرحه‎ ‎البطريرك‎ ‎الراعي‎ ‎واتفقوا‎ ‎على‎ ‎استكمال‎ ‎هذا‎ ‎البحث‎ ‎في‎ ‎اجتماعات‎ ‎لاحقة،‎ ‎كما‎ ‎ثمّن‎ ‎المجتمعون‎ ‎الزيارة‎ ‎التي‎ ‎قام‎ ‎بها‎ ‎قداسة‎ ‎البابا‎ ‎فرنسيس‎ ‎في‎ ‎العراق،‎ ‎وتوقفوا‎ ‎عند‎ ‎اللقاء‎ ‎التاريخيّ‎ ‎مع‎ ‎المرجع‎ ‎آية‎ ‎الله‎ ‎السيد‎ ‎السيستاني‎ ‎والذي‎ ‎يُشكل‎ ‎دعامة‎ ‎كبرى‎ ‎في‎ ‎العلاقات‎ ‎الإيجابيّة‎ ‎الإسلاميّة‎ ‎المسيحيّة‎ ‎ومواقفهما‎ ‎من‎ ‎تشجيع‎ ‎العيش‎ ‎المشترك‎ ‎بين‎ ‎الأديان‎ ‎واحترام‎ ‎حقوق‎ ‎الإنسان‎ ‎أياً‎ ‎يكن‎ ‎انتماؤه‎ ‎الديني‎.‎
ولفت‎ ‎النائب‎ ‎البطريركي‎ ‎العام‎ ‎المطران‎ ‎سمير‎ ‎مظلوم‎ ‎خلال‎ ‎حوار‎ ‎عبر‎ ‎برنامج‎ ‎بدبلوماسية‎ ‎على‎ ‎قناة‎ “‎أو‎ ‎تي‎ ‎في‎” ‎أن‎ “‎العلاقة‎ ‎لم‎ ‎تنقطع‎ ‎مع‎ ‎الأخوة‎ ‎في‎ ‎حزب‎ ‎الله،‎ ‎بل‎ ‎كنا‎ ‎على‎ ‎تواصل‎ ‎على‎ ‎مستوى‎ ‎اللجنة‎ ‎المشتركة‎ ‎رغم‎ ‎كل‎ ‎الظروف،‎ ‎وهذه‎ ‎العلاقة‎ ‎عمرها‎ 25 ‎سنة‎ ‎وخلقت‎ ‎علاقة‎ ‎محبة‎ ‎وود‎ ‎وأخوة‎ ‎وتقارب‎ ‎بيننا،‎ ‎وكان‎ ‎اتفاق‎ ‎على‎ ‎الاستمرار‎ ‎باللقاءات‎ ‎وبالحوار‎”.‎

وشدّد‎ ‎مظلوم‎ ‎على‎ ‎أن‎ “‎الهدف‎ ‎من‎ ‎الحوار‎ ‎لشرح‎ ‎وجهات‎ ‎نظر‎ ‎كل‎ ‎فريق،‎ ‎وأبدى‎ ‎ممثلو‎ ‎الحزب‎ ‎عتبه‎ ‎على‎ ‎بعض‎ ‎الهتافات‎ ‎التي‎ ‎خرجت‎ ‎خلال‎ ‎تجمّع‎ ‎بكركي‎ ‎ضد‎ ‎حزب‎ ‎الله،‎ ‎وأكدنا‎ ‎أن‎ ‎البطريرك‎ ‎الراعي‎ ‎لا‎ ‎يتبنّى‎ ‎ولا‎ ‎يرضى‎ ‎بهذه‎ ‎الشعارات‎ ‎ولا‎ ‎تقبل‎ ‎بكركي‎ ‎بإهانة‎ ‎أي‎ ‎شخص‎ ‎سواء‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎أو‎ ‎السيد‎ ‎حسن‎ ‎نصرالله،‎ ‎فنحن‎ ‎أبناء‎ ‎بلد‎ ‎واحد‎ ‎والعلاقة‎ ‎تبدأ‎ ‎بالاحترام‎ ‎المتبادل‎”.‎

وكشف‎ ‎مظلوم‎ ‎أننا‎ “‎لم‎ ‎نتحدث‎ ‎في‎ ‎اجتماع‎ ‎أمس‎ ‎عن‎ ‎التدويل‎ ‎بل‎ ‎عن‎ ‎زيارة‎ ‎البابا‎ ‎للعراق‎ ‎وتحدثنا‎ ‎عن‎ ‎الحياد‎ ‎وشرحنا‎ ‎ماذا‎ ‎يعني‎ ‎غبطته‎ ‎بذلك‎ ‎وأهميته‎ ‎بالنسبة‎ ‎للبنان،‎ ‎أي‎ ‎بتحييد‎ ‎لبنان‎ ‎عن‎ ‎أي‎ ‎خلاف‎ ‎أو‎ ‎صراع‎ ‎بين‎ ‎أية‎ ‎دولتين‎ ‎في‎ ‎المنطقة‎ ‎والعالم‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *