الرئيسية / صحف ومقالات / مجلة “الأمن”: المشهد الصادق في زمن التفاهة وانحدار الثقافة
flag-big

مجلة “الأمن”: المشهد الصادق في زمن التفاهة وانحدار الثقافة

صدر العدد الجديد لمجلة “الأمن ” التي تصدرها المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، بعنوان المشهد الصادق. وتحدثت افتتاحية العدد عن  انحدار الثقافة ردًا على برنامج  “مرحبا دولة”، وجاء فيها:

“في وقت ينشغل الجميع بأحوال المناطق الحدودية مع ما يرافقها من تهديدات وتطورات.
في وقت ينكبّ المواطن على تأمين لقمة عيشه بعد انهيار الوضع الاقتصادي.
في وقت يثابر رجل الأمن على القيام بواجباته متعاليًا على ما يعانيه من مصاعب.
في وقت تتزايد فيه الصعوبات في مؤسسات الدولة، ويسيطر واقع الفراغ على المفاصل كافة.
يأتيك برنامج تلفزيوني أقلّ ما يقال فيه إنّه خارج عن أصول المبادئ والأخلاق.
لا عجب، ففي عصر الانحطاط يكون ذلك مبرّرًا.
وفي عصر التطاول على القانون يكون ما يُحكى مسموحًا.
وفي عصر ضرب مؤسسات الدولة الشرعية يصير الخطأ صحيحًا.
وفي عصر التسلّط والفلتان تصير لغة الوقاحة عنوانًا.
لن ننجرّ إلى مهاترات لا طائل منها فمناقشة الجاهل كسبٌ له.
ولن نتعب كثيرًا في ملاحقة هؤلاء فعملنا أسمى من ذلك بكثير.
ولن نأسف لأحوال الفنّ لأن الطارئين عليه مصيرهم الفشل  ولو بعد حين.
ما نأسف عليه أنّنا وصلنا إلى مستوى متدنٍ على الصعد كافة.
وما هذه البرامج إلا انعكاس لمدى انحدار الثقافة وسيطرة الجهل.
وما هذه التصرفات إلا صورة عن انعدام القيم الذي يضرب المجتمعات.
لكنّنا نأمل أنّ هذه المرحلة لن تطول.
ولن تطول المعاناة التي نمرّ بها.
سيعود الوطن إلى الطريق الصحيح.
ستعود الفنون إلى رونقها.
سيعود القانون إلى هيبته.
ستعود الثقافة إلى منبرها…”.

زمن  التفاهة

وكتب رئيس التحرير العميد الركن شربل فرام عن زمن التفاهة وقال: “لا لزوم لهذه الكتب المعقّدة.. لا تكن فخورًا ولا روحانيًّا فهذا يظهرك متكبّرًا.
لا تقّدّم أي فكرة جيدة، فستكون عرضة للنقد. لا تحمل نظرة ثاقبة، عليك أن تكون قابلًا للتعليب..
لقد تغيّر الزمن.. فالتافهون أمسكوا بكلّ شي..!
ألان دونو (كتاب «نظام التفاهة»)
عندما تنعدم الأخلاق في المجتمعات يصير الخطأ عنوانًا للسبيل.
عندما ينتصر الجهل على الثقافة تسيطر السخافة على العقول.
ماذا ينفع أن نهدر وقتًا في محاولة الردّ على تفاهة؟
ماذا ينفع أن نخصّص أسطُرًا للتطرّق إلى إهانة؟
ماذا ينفع أن نطلق صرخة في وجه التائهين؟
لكنّ للكرامة خطوطًا حمرًا.
لكنّ للشهادة حرمتها العميقة.
لكنّ العلم والنشيد أكبر من تهكّم مراهق.
ماذا نقول لطفل يشتاق إلى أم أو أب يتأخران في خدمتهما ويشاهد من يقلّدهما على محطّة أخطأت بتبنّي حلقات ساخرة إلى حدّ الإسفاف؟؟
ماذا نقول لأم تحضن بذّة ابنها الشهيد وهي تتفاجأ بسخرية لا تخجل من دماء بُذلت على مذبح الوطن؟
ماذا نقول للمشاهدين الذين تعجّبوا وتململوا من هكذا مستوى.
لن نقول شيئًا، لأنّ طالب الشهرة سقط في الامتحان بوعيه أو من دون وعيه.
لن نقول شيئًا، لأنّ تبرير القيّمين على ما يُبثّ،  أدانهم أكثر.
لن نقول شيئًا، لأنّنا أعرق من طفيليات الزمن الحديث.
كلّنا يقين أنّ غياب التيّقن لن يستمرّ طويلًا.
كلّنا يقين أنّ العقول ستنبذ كل مكوّن تافه.
هي مرحلة ضياع وتنتهي.
وغدًا زمنٌ آخر…”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *