الرئيسية / صحف ومقالات / البناء: الحرس الثوري: يعرف الأميركي أننا سنردّ على أي اعتداء… لكننا لا نريد الحرب.. بيرنز: الأوضاع تتجه نحو التصعيد ولا ضمان لأمن المنطقة إلا بالتعامل مع إيران.. حماس: لم نقبل الصفقة واليمن يستهدف المدمّرة كول… واستهداف قاعدة أميركيّة
البناء

البناء: الحرس الثوري: يعرف الأميركي أننا سنردّ على أي اعتداء… لكننا لا نريد الحرب.. بيرنز: الأوضاع تتجه نحو التصعيد ولا ضمان لأمن المنطقة إلا بالتعامل مع إيران.. حماس: لم نقبل الصفقة واليمن يستهدف المدمّرة كول… واستهداف قاعدة أميركيّة

كتبت صحيفة “البناء”: تتأرجح المنطقة بين خيارات التصعيد والتسويات، وتبدو عملية تفاوض جارية على صفيح ساخن تتسارع، تمهيداً لإعلان التوصل الى تفاهمات تعبر عن حصيلة المواجهات التي امتدّت لأربعة شهور، أو للانتقال الى مرحلة أعلى من التصعيد. وعلى الطاولة مشروع مقترحات لقاء باريس الذي ضمّ رؤساء المخابرات الأميركية والمصرية والقطرية وشارك معهم مدير الموساد، ورئيس حكومة قطر ووزير خارجيتها، والذي يدعو لهدنة قابلة للتجديد لأكثر من مرة مع صفقة تبادل للأسرى تضمن الإفراج عن 35 أسيراً من الجنود والمستوطنين في كيان الاحتلال مقابل الآلاف من الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، إضافة إلى كميات وافية من المساعدات التي تلبي الحاجات الإنسانية للسكان في غزة الذين يعيشون ظروفاً شديدة القسوة، وعلى الطاولة أيضاً برمجة الانسحاب الأميركي من العراق بعد إعلان كتائب حزب الله في العراق بالتنسيق مع الحكومة العراقية تعليق عملياتها ضد القوات الأميركية، بعد عملية مؤلمة أصابت القاعدة الأميركية شمال شرق الأردن تحمل اسم البرج 22، كما تقول البيانات الأميركية، وانتهت بمقتل 3 جنود وإصابة 40 بجراح.
بالتوازي يستمرّ مناخ التصعيد، حيث ينفي رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو موافقته على صيغة باريس، ويتحدّث عن التمسك بمواصلة الحرب والسيطرة الكاملة على غزة، وبالتوازي تنتظر المنطقة طبيعة الرد الأميركيّ على عملية البرج 22، بينما أعلن قائد حرس الثورة الإسلامية في إيران الجنرال حسين سلامي، أن الأميركي يعلم علم اليقين بأن إيران لن تصمت على أي اعتداء تتعرّض له، وسوف تردّ وسيكون ردها قاسياً، مضيفاً أن إيران لا تريد الحرب لكنها لا تخشاها، فيما قال مدير وكالة المخابرات الأميركية (سي آي أي) وليم بيرنز، إن المنطقة ذاهبة الى المزيد من التصعيد وإن ضمان أمن «إسرائيل» والمنطقة غير ممكن من دون التعامل مع إيران، التي قال إنها تواصل مع حلفائها هجماتها بصورة تزداد «وقاحة».
على ضفة قوى المقاومة، أعلنت حركة حماس بلسان القيادي فيها أسامة حمدان ضمن الإحاطة اليومية التي يقدّمها، إنها لم تقبل صيغة باريس، وإن لها عليها ملاحظات كثيرة سوف تبلغها للوسطاء، بينما أكد الأميركيون ما أعلنه انصار الله عن استهداف المدمرة الأميركية كول بصاروخ بالستي تم إسقاطه في اللحظة الأخيرة، قبل أن يصطدم بالمدمّرة. وكان اللافت أمس الإعلان عن استهداف قاعدة الحرير الأميركيّة قرب أربيل بطائرة مسيّرة، وهي أول عملية ضد القوات الأميركية في العراق بعد إعلان كتائب حزب الله في العراق تعليق عملياتها ضد القوات الأميركية.

وأشارت مصادر مطلعة على الوضع الميداني لـ»البناء» الى أن «لا مؤشرات لدى الجانب الإسرائيلي على استعدادات لتوسيع العدوان على لبنان، كما يهوّل قادة الاحتلال والرسل الغربيون الذين يزورون لبنان وينقلون رسائل التحذير المباشرة الى حزب الله أو عبر الحكومة اللبنانية». ولفتت المصادر الى أن «حشود القوات الإسرائيلية من الضباط والجنود والآليات العسكرية على طول الجبهة في جنوب لبنان هي في الوقت الحالي أقلّ مما كانت عليه قبل السابع عشر من تشرين الأول الثاني». ورجّحت المصادر «أن يصعّد جيش الاحتلال من عدوانه في استهداف المنازل والمدنيين، لكنه لن يتجرأ على الذهاب الى حرب واسعة النطاق في ظل هزائمه الكبيرة في غزة التي يسحب منها ألويته من النخبة كل يوم». ووضعت المصادر «التهديدات والتلويح بحرب كبيرة على لبنان في إطار الحرب النفسية والإعلامية للضغط على لبنان وحزب الله لانتزاع مكاسب وتحقيق أهداف بالطرق الدبلوماسية والسياسية عجزت قوات الاحتلال وحكومة بنيامين نتنياهو عن تحقيقها في الحرب». وشدّدت المصادر على أن «اليد الطولى لا تزال بيد المقاومة التي تفرض على العدو قواعد اشتباك ومعادلات ردع يحاول كل يوم من خلال استهداف القرى الآمنة لتغييرها، لكن المقاومة هي له بالمرصاد بشكل دائم لحماية الجنوب ولبنان واالحفاظ على معادلات الردع والاستمرار بإسناد غزة».
وفي سياق ذلك، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، بأنّ «الجيش الإسرائيلي قرّر تقليص قوّاته المتمركزة في المناطق المتاخمة للحدود اللبنانية». وأوضحت أنّ «فرقًا أمنية محلية ستتولى عملية الاستجابة للحوادث الأمنيّة في المناطق المتاخمة للحدود مع لبنان».
وواصل العدو الإسرائيلي عدوانه على الجنوب، وشنّ غارة على منزل في بلدة بيت ليف، ما أدّى إلى استشهاد مواطن من آل حمود، كما قصفت المدفعية المعادية، أطراف بلدة علما الشعب ويارين والضهيرة. كما شنت الطائرات الحربية الاسرائيلية عدواناً جوياً حيث نفذت غارة استهدفت المنطقة الواقعة بين بلدات حداثا ورشاف والطيري في قضاء بنت جبيل ملقية صاروخي جو – أرض أحدث انفجارهما دوياً تردّد صداه في أرجاء منطقتي صور وبنت جبيل وارتفعت جراءه سحب الدخان. وكانت صافرات الإنذار دوّت في بلدات في الجليل الأعلى تحسّباً لتسلل مسيّرة من جنوب لبنان إلى شمال فلسطين المحتلة.
ولحقت أضرار مادية بمركز الجيش اللبناني جراء القصف المعادي على بلدة الضهيرة في القطاع الغربي.
في المقابل، أعلن حزب الله أنه استهدف «تجمعاً ‏لجنود العدو الإسرائيلي في تلة الطيحات بالأسلحة الصاروخية وأصابه إصابة مباشرة».
وأعلن جيش الاحتلال عن «سقوط قذائف من لبنان على مناطق مفتوحة قرب المنارة».
وزفت المقاومة الإسلامية الشهيد المجاهد محمد نايف حمود «حيدر» مواليد عام 1999 من بلدة بيت ليف في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس».
على الصعيد الدبلوماسي، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن «الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف بحث مع سفير لبنان لدى موسكو شوقي بو نصار الوضع في غزة وتصاعد التوتر في جنوب لبنان واليمن».
وأكد الجانب الروسي وفق البيان «موقفه الثابت والداعم لوحدة وسيادة الجمهورية اللبنانية وسلامة أراضيها، وعدم جواز المزيد من التوسّع الجغرافي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي». وأضافت الوزارة: «كما تمّ الإعراب عن الأمل في أن يتمكن اللبنانيون من تجاوز الأزمة المؤسسيّة سريعاً على أساس التوافق المتبادل من خلال انتخاب رئيس للبلاد. كما تم بحث القضايا الموضوعية المتعلقة بمواصلة التطوير التدريجي للعلاقات الروسية اللبنانية الودية التقليدية، بما في ذلك الحفاظ على حوار سياسي منتظم».
الى ذلك، لا تزال الساحة الداخلية تترقب نتائج جولة سفراء دول الخماسية الدولية في لبنان الى عين التينة، في ظل أجواء إيجابية خرج بها السفراء بعد لقائهم الرئيس بري الذي أكد لهم وفق معلومات «البناء» الانفتاح على كافة المقترحات واستعداده لتزخيم الحوار بين الكتل النيابية لإحداث خرق في الملف الرئاسي، وفصله عن التطورات في المنطقة. وشدد السفراء وفق المعلومات على «أنهم لا يفرضون أي شيء على الأطراف اللبنانية بل دورهم يقتصر على العون والمساعدة على تذليل العقبات وتشجيع اللبنانيين على التوافق الداخلي»، كما شددوا على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة والمباشرة بإنجاز كافة الاستحقاقات لإعادة تحريك عجلة الدولة.
ويستند الحراك الدبلوماسيّ الخارجيّ الجديد وفق المعلومات على مرتكزات أساسيّة أهمها: الانطلاق من رؤية موحدة لدى الخماسية، طرح خيار المرشح الثالث طالما أن أياً من القوى النيابية لا يستطيع فرض مرشحه على الآخر، فصل الملف الرئاسي عن ملف غزة وجبهة الجنوب، وعدم فرض أي إملاءات على اللبنانيين.
ووفق معلومات «البناء» فإن سفراء الخماسية سيستكملون جولتهم بلقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وعدد من رؤساء الكتل النيابية، وقد يلتقي وفد من الخماسية يضمّ السفيرين الفرنسي والقطري حزب الله في الضاحية الجنوبية، على أن يعدّ السفراء تقريراً يتضمن تقييماً للجولة ورفعه الى اللجنة الخماسية التي ستجتمع على مستوى وزراء الخارجية في السعودية لتقييم الوضع وتكليف المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان بزيارة لبنان لاستكمال مشاوراته مع القوى السياسية.
والتقى السفراء مساء أمس الأول وأمس عدداً من النواب المستقلين والتغييريين وبحثوا معهم المقترحات للخروج من الأزمة الرئاسية.
ويتحضّر أحد النواب المستقلين، وفق معلومات «البناء»، الى عرض مبادرة رئاسية على القوى السياسية كافة بالتنسيق مع الخماسية، تبدأ بالتوافق على مرشح ثالث إضافة الى المرشحين المعروفين الوزير السابق سليمان فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور، والنزول الى المجلس النيابي بدورات متتالية حتى انتخاب الرئيس مع تعهّد جميع الكتل بعدم تطيير النصاب.
ونقلت مصادر عن الرئيس بري لــ«البناء» أنه لن يدعو الى جلسة إلا إذا حصل توافق بين الكتل النيابية على صيغة معيّنة للنزول الى المجلس النيابي، وبالتالي لن يكرّر الدعوة الى جلسات فقط للفولكلور وملء الوقت الضائع.
وتردّد أمس، بأن النائبين ملحم رياشي ووائل أبو فاعور غادرا الى السعودية للتشاور في الملف الرئاسي، وذلك بعدما نقلت أوساط نيابية مطلعة على الموقف السعودي لــ«البناء» اهتمام السعودية بالملف اللبناني والسعي لتسوية رئاسية تحافظ على الاستقرار في لبنان في ظل المخاطر الكبيرة المتأتية من تداعيات حرب غزة على مستوى المنطقة.
إلا أن عدداً من النواب الذين يترددون الى الولايات المتحدة لمسوا وفق معلومات «البناء» عدم حماسة أميركية للرئاسة في لبنان، وتركيزهم على أولوية الملف الحدودي وضبط الحدود وتطبيق القرار 1701 بالطرق الدبلوماسية وعدم الانزلاق الى حرب واسعة. وفي سياق ذلك علمت «البناء» أن المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين سيزور لبنان الشهر الحالي لاستكمال مباحثاته مع الحكومة اللبنانية للتوصل الى تسوية للملف الحدودي.
وإذ أكدت أوساط سياسية لــ«البناء» أن سليمان فرنجية لا يزال المرشح الأوفر حظاً، وقد تفرض ظروف الحرب واقعاً جديداً في المنطقة يعكس تسوية شاملة للوضع اللبناني يكون انتخاب فرنجية من ضمنه، جدد المسؤولون في القوات اللبنانية خشيتهم من عقد تسوية خارجية – داخلية حول الرئاسة على حسابهم، حيث كان لافتاً كلام رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بأن «دعوة الرئيس بري إلى الحوار هي كناية عن دعوة لتبني ترشيح الوزير فرنجية، فيما الحلّ الوحيد لملء سدّة الرئاسة يكمن في دعوة الرئيس بري في أسرع وقت ممكن، إلى جلسة انتخابات رئاسيّة بدورات متتالية. وليتمسّك بعدها محور الممانعة بمرشحه قدر ما يريد، ولتقم بقيّة الكتل النيابيّة بترشيح مَن تريد، ومَن يربح من خلال هذه الطريقة، سنهنئه جميعًا وسنتعاطى معه على أنّه رئيس الجمهورية الجديد».
وإذ جدّدت أوساط الثنائي حركة أمل وحزب الله لــ«البناء» تمسكها بمرشحها الوزير فرنجية، أكدت أجواء مواكبة لموقف الحزب لــ«البناء» بأن حزب الله لم يربط الملف الرئاسي في حرب غزة ولا بأي استحقاق خارجي لا الآن ولا في الماضي، وهو مع إنجاز الاستحقاق الرئاسي اليوم قبل الغد ولا يربطه بحرب غزة، والحزب متمسك بمرشحه المعروف لكنه مستعد للحوار حول المرحلة المقبلة ومواصفات الرئيس وأي مرشح يستطيع مواجهة الاستحقاقات الكبرى التي تواجه لبنان لا سيما التداعيات المتوقعة للعدوان على غزة والتطورات الكبيرة في المنطقة.
على مقلب آخر، استعاد المواطنون مشهد طوابير السيارات على محطات الوقود، اذ تهافتوا منذ صباح أمس الأول إلى تعبئة سياراتهم بالبنزين خوفاً من انقطاعه، بعدما أعلنت شركات استيراد النفط، وقفها تسليمَ المادة الى المحطات بسبب الغرامات التي نصت عليها الموازنة.
وعقد رئيس تجمّع الشركات مارون شماس مؤتمراً صحافياً لشرح خلفيات القرار، فأشار الى أن «قرار الإقفال ليس سهلاً وهذا هو الحلّ الأخير بالنّسبة إلينا رغم أنّه ليس محبّباً». أضاف: قانون الضريبة الذي صدر لا يُمكن تطبيقه ولا نريد أن نضرب هذا القطاع ولا يمكن معاقبة الشركات الملتزمة بالقوانين ونحن لا نغطّي أحداً. وردًّا على سؤال عمّا إذا كان تسليم المحروقات سيتوقّف، تابع: الجواب في مجلس النواب. ودعا إلى «مُحاسبة المهرّبين بدل الملتزمين بالقانون وآخر ما نريده هو التوقف عن العمل».
وطمأن ممثل موزعي المحروقات في لبنان فادي أبو شقرا إلى أن «مادة البنزين متوافرة وسنواصل توزيعها على المحطات التي ستبقى مفتوحة»، مؤكداً أن «النفط متوفر ولكن المشكلة في الرسوم المفروضة». وعن بيان تجمّع الشركات المستوردة، قال أبو شقرا «نتمنّى على المسؤولين التجاوب مع أصحاب الشركات ليصل كلّ صاحب حقّ إلى حقّه، فالمواطن لا تنقصه شائعات في ظل الوضع الأمني في الجنوب، فنحن في غنى عن أزمات أو طوابير».
ومساء أمس، أوضحت وزارة الطاقة والمياه في بيان، أنها «غير مسؤولة عما يحدث اليوم في قطاع المحروقات من بلبلة وهي اذ تتفهم قلق الشركات إزاء الغموض حول ما يطرحه بعض النواب أو المجلس النيابي بشأن قانون الموازنة الذي يفرض غرامة أو ضريبة استثنائية على الشركات التي استوردت السلع المدعومة لصالح المستهلك بين عامي 2020 و2021، فالوزارة هنا ليست بوارد الدفاع عن هذا القانون أو دحضه».
واستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري.
على صعيد آخر، عقد المجلس الدستوري جلسة في مقرّه في الحدت، ولم يتم التوصل إلى قرار بالطعن المقدم من «التيار الوطني الحر» بتمديد السن القانونية لقادة الأجهزة الأمنية برتبة لواء وعماد لمدة سنة واحدة فتم تنظيم محضر بالوقائع أي بقي كل شيء على ما هو». وأفيد أن عدم إصدار المجلس قراراً يعني ان قانون التمديد لقائد الجيش أصبح نافذاً بشكل حكمي.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *