الرئيسية / صحف ومقالات / الأنباء:تهدئة دون حلول .. التوافق الداخلي أسرع الطرق إلى الرئاسة
الانباء

الأنباء:تهدئة دون حلول .. التوافق الداخلي أسرع الطرق إلى الرئاسة

شغلت زيارة وزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان اهتمام المتابعين في البلد طوال اليومين السابقين، نسبةً لما أُسبِغ عليها من توقعات مقىونة بكونها الأولى منذ توقيع الاتفاق السعودي الإيراني، ومنذ التصعيد الأخير على جبهة الجنوب، حيث توقعت الأوساط السياسية أن يحمل الوزير الايراني أفكار بلاده المتعلقة بمقاربتها للمرحلة المقبلة.

 

وفق المُعلن، فإن الزيارة واللقاءات المتعدّدة تناولت ثلاثة ملفات، الملف الأول التقارب الإقليمي الذي حصل وكيفية التعاطي معه، الملف الثاني الأزمة اللبنانية في ظل الفراغ الحاصل والتشديد على أن الحل لبنانياُ وليس دولياً، والملف الثالث المساعدات الإيرانية للبنان، وبشكل خاص تلك المتعلّقة بمعامل الكهرباء، إذ عاد عبداللهيان وطرح بناء إيران لمعامل كهرباء في لبنان.

ورغم شح المعلومات وتضاربها حول تفاصيل ما تم بحثه، إلّا أن التوجّه العام تحدّث عن تأكيد إيراني على وجوب مواكبة التقارب الإقليمي بالتهدئة على كافة الجبهات، من اليمن وصولاً إلى لبنان، والتخفيف من حدّة التوتر مع دخول المنطقة حقبة جديدة عنوانها الاتفاق والتسويات بدل الصراع، ولا شك أن هذا التوجّه ينسحب لبنانياً على مستوى السياسة والفراغ الرئاسي الحاصل، والأمن، إلا أن هذا التوجه لم يرق بعد الى مستوى الوصول إلى حل شامل للملف اللبناني.

 

الصحافي والكاتب السياسي قاسم قصير أشار إلى أن الهدف من الزيارة إطلاع القيادة في “حزب الله”، والمسؤولين اللبنانيين والأحزاب على تفاصيل الاتفاق السعودي الايراني، وموقف إيران من التطوّرات الحاصلة في المنطقة”. وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، لفت قصير إلى أن “عبد اللهيان شدّد على نقطتين أساسيتين، وهما أن إيران لا تتدخل في الانتخابات الرئاسية، وإيران تؤيّد ما يقوم به “حزب الله” من مبادرات لدعم أي تسوية”.

أما وبالنسبة للقاء مع ممثلين عن الكتل النيابية، الذي حضره 16 نائباً واستُثنيت منه كتلتا “الجمهورية القوية” و”تجدّد”، واعتذرت عن حضوره كتلة “الكتائب” اللبنانية، فإن اللقاء بحسب قصير كان “لشرح موقف ايران مما يحصل إقليمياً وفي لبنان، ودعم الحوار الوطني”، معتبراً أن “الزيارة قد تفتح باب الحوار الداخلي”.

 

أوساط سياسية متابعة أكّدت على نقطة بحث ملف التقارب السعودي الإيراني في لقاءات عبد اللهيان، وأشارت إلى أن “وزير الخارجية الإيراني قد لا يكون بحث ملف الرئاسة اللبناني بشكل مفصّل، لكن التوجيه العام ينسحب على مختلف القضايا”.

إلّا أن هذه الأوساط لفتت عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أن “إيران لا زالت تعتبر بيروت عاصمة بين أربع عواصم تُسيطر عليها، وتوجّهاتها في لبنان لا تنفصل عن هذا الواقع، وتأخذ بعين الاعتبار التهدئة الحاصلة مع السعودية من جهة، والتصعيد مع إسرائيل من جهة أخرى”.

 

وتطرّقت الأوساط إلى عرض الكهرباء الذي يقدّمه الوزير الإيراني مع كل زيارة إلى لبنان، وذكّرت أن “هذه الوعود لم ترقَ في وقت سابق إلى متسوى الجدّية أكان لجهة لبنان أو إيران، علماً أن ملف الطاقة والكهرباء بيد فريق الممانعة نفسه”، مقلّلة من جدوى هذه العروض.

إلى ذلك، جدّدت “القوات اللبنانية” موقفها الحازم لجهة ملف رئاسة الجمهورية، وأكّدت في بيان على “استحالة” وصول مرشّح الممانعة إلى سدّة رئاسة الجمهورية، وبذلك، تكون “القوات” قطعت مبدئياً الحديث عن احتمال تبديل موقفها أو مشاركتها في أي تسوية لانتخاب سليمان فرنجية في المدى المنظور.

 

إلا أن ما قاله عبد اللهيان، حتى ولو كان ربما لا يقصده أو لا يريده، فيه شيء من الحقيقة. فملف رئاسة الجمهورية ممكن أن يكون داخليا لبنانياً بنسبة كبيرة في حال قرّرت الأطراف السياسية التلاقي والحوار لتقريب وجهات النظر لاتمام الاستحقاق الرئاسي الذي يبقى الحوار أسرع الطرق إليه، أما انتظار متغيّرات الخارج، فإن في ذلك بالتأكيد فواتير يدفعها لبنان.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *